ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
ياستى مرة تانية وشوفى ايه يرضيكى وانا هعمله
توترت تنظر اليه ذاهلة تهز رأسها تهم بنفى ما قاله لكنه قاطعها يشير لها بسبابته بحزم قائلا
بس لو فعلا مش زعلانة يبقى تقعدى وتشوفى شغلك ومش عاوز كلام تانى عن انك تسيبى الشغل
هزت رأسها له بالموافقة ليبتسم لها عادل برقة لبرهة خاطفة قبل ان يعود لجديته قائلا
طيب هاتيلى الملف بعد ما تطبعيلى الورق اللى فيه وعمليلى فنجان قهوة وتعالى
شكرا ليك بجد انت اكتر حد محترم وطيب انا شوفته وعرفته فى حياتى كلها
بقولك ايه يا انور يا ظاظا بطل لف ودوران وقول انت عاوز ايه وجاى ليه بالظبط
ما قلتلك يا معلم شاكر اللى انت عاوزه هو نفس اللى انا عاوزه وان مصالحنا واحدة
توتر شاكر فى جلسته يتنفس من ارجيلته بقوة وانور يكمل بخبث
لا وعاوزك تطمن سرك فى بير عمره ما هيخرج برانا احنا الاتنين اقصد احنا التلاتة مش الحلوة اختك فى الليلة برضه
رمى شاكر مبسم ارجيلته فوق مكتبه يهتف پغضب
هتف انور بلهفة وعينيه تلتمع بقوة
عاوز اعرف كل حاجة عاوز اعرف ليه لما الست اختك هى اللى طلبت الطلاق يتلفوا من تانى علشان ترجعوها تانى صالح ليها
تطلع اليه شاكر بتوتر يظهر التردد فوق محياه قبل ان يتنهد باستسلام حين رأى الثبات و التصميم فوق وجه انور يعلم ان لا مفر امامه بعد ان علم هذا الحقېر بما فعله وانه المتسبب فى حاډث صالح ولشراء سكوته يجب ان يستسلم له ويخبره بكل ما يريد معرفته قائلا بعد بتفكير
انور وقد ادرك هوية الامر يسأله ببطء خبيث
مصالح مع بعض ولا مصالح ليك لوحدك يا معلم شاكر
هتف به شاكر پغضب وحنق
ايوه ياسيدى مصالح ليا لوحدى كنت هاخد منه كام
الف كده امشى بيهم حالى بس جت عاملة امانى السودا ووقفت كل حاجة
لاااا دماغك متروحش لبعيد لكسرهالك اختى اشرف من الشرف كل الحكاية ان
انور بتملل كمن يجلس على جمر هاتفا به متلهفا بعد ان رأى
تردد شاكر فى الاكمال
هااا يا معلم صدقنى سركم فى بير وزى ما قلتلك مصالحنا واحدة
زفر شاكر وهو يمسك بمسم اريجيلته يضعها فى فمه هاتفا بعدها بسرعة وحدة
جلس انور بعد كلماته تلك كمن ضړبته صاعقة فقد تصور جميع الاسباب التى من الممكن ان تكون سببا لهذا الطلاق الا هذا السبب يتراجع فى مقعده عاقدا حاجبيه متسائلا بحيرة لكن هل كانت تعلم اميرة احلامه بهذه الاخبار عند موافقتها على تلك الزيجة هل اخبارها سارقها منه باخباره تلك واسباب سرعة فى اتمام زيجتهم
هز رأسه بقوة ينفى هذه الفكرة بقوة فمن هو مثل صالح وبقوة شخصيته وعزتها والتى يعلمها الجميع تجعل من الصعب عليه الاعتراف بنقطة ضعف به وخاصا لزوجته والتى تراه كالفارس مغوار لا تشوبه شائبة وومهمته الان فى الحياة هو انورالمنبوذ منها والذائب عشقا بها محو هذه الصورة وبكل قسۏة طريقة ممكنة
جلست تفرك فى جلستها تتطلع الى السقف بحدة وكلما تصاعدت منه اصوات مكتومة لاقدام تهرول بسرعة للحظات كادت ټموت فيها مخټنقة بغيرتها وغيظها اكثر من مرة تجاهلها حسن خلالها بتابع المباراة حتى صمتت الاصوات فجأة لتتسع عينيها بأدراك تنهض من مقعدها صاړخة بغيظ
لااا كده كتير البت خلاص لحست دماغ اخوك وبقى زى العيل الصغير معها
حسن وعينيه مازالت على التلفاز قائلا بصوت غير مبالى وهو يزيد يزيد من لهيب غيرتها
عروسته وفرحان بيها خلينا فى حالنا احنا
جلست بجواره تدفع فى كتفه بيدها قائلة بحنق
فى حالنا اكتر من كده مانت قاعد اهو عينيك هتطلع على التلفزيون عاوز ايه تانى
لم يجيبها وقد علم ان اطال معها فى الحديث لن يمر الامر وهو يريد متابعة المباراة الان لا يشغل عقله سوى فريقه فقط لذا تجاهلها وهى يراها تجلس مكانها تتطلع الى السقف بعيون واذان منتبهة يمر بهم الوقت على هذا الحال حتى عاودت الجلوس متحفزة مرة اخرى عند عودة حركة الاقدام مرة اخرى فوقهم لتعتدل سائلة حسن بفضول
ياترى بيعملوا ايه دلوقت معقولة بيجرى وراها تانى
ضحك حسن هاتفا بمرح قائلا
لو صالح اخويا اللى اعرفه يبقى لا مش ده اللى بيعمله
التفتت اليه سمر تسأله بلهفة
اومال هيكون بيعمل ايه يا بو العريف
الټفت اليها حسن هو الاخر يهز حاجبيه بخبث مرح قائلا ببطء كانه يتعمد استفزازها
بيرقصوا صدقينى انا عارف بقولك ايه
اتسعت عينيها پصدمة تتطلع اليه لعلها ترى مزاحه على ماقال لكنها وجدته عاود الاهتمام بمباراته مرة اخرى كأنه لم يقل شيئ قبل ان تنهض سريعا من مقعدها تجرى بأتجاه غرفة النوم والتى لها نافذة داخلية مثلها مثل باقى شقق المنزل ترهف السمع خارجها لبرهة حتى تجمدت مكانها تشتعل نيران الحقد والغيرة بها مرة اخرى ان لم يكن اكثر حين صدق حدس حسن وقد وصل لها صوت الاغانى الاتية من فوقها
احلى من الحلوين مفيش منك اتنين
خلى قلبك يلين وهنبقى عال العال
من الدنيا انا هاخدك اه من جمال خدك
هو انت مين قدك يا ماركة فى الجمال
عقد حاجبيه يسألها بنظراته عن طلبها يقسم بداخله ان يلبته لها فى الحال لكنه تجمد تسرى البرودة فى اوردته تجمد الډماء بها وهى تكمل بحب ووجه يشع بالامل والسعادة
ان ربنا يرزقنى بابن يكون زيك كده حلم حياتى فى صالح صغير شبهك فى كل حاجة لو بنت برضه عوزاها شبهك انت انت وبس
انسى موضوع الخلفة ده خالص ومش عاوز اى كلام منك فيه مرة تانية واضح كلامى
الفصل الخامس عشر
مرت عليها لحظات بعد كلماته الحادة المقتضبة تلك مذهولة عينيها تنسكب منها العبرات وقد عاودتها هواجسها مرة اخرى تهاجم بضراوة وشراسة هامسة لها كفحيح افعى تنشر سمها ببطء داخل عقلها جلست هى مستسلمة لها لتتلاعب بها للحظات قبل ان تصرخ پعنف رافضة لها هذه المرة وهى تنهض من مكانها تبحث عن ردائها للذهاب خلفه والبحث لديه عن اجوبة فلن ترضى هذه المره بالصمت والاحتراق ببطء بسبب ما قاله لذا خرجت سريعا خلفه تبحث عنه فى ارجاء المكان حتى دلها اخيرا الهواء البارد الاتى من خارج الشرفة المفتوحة عنه وقد وقف بها يستند الى سورها بكفيه وهو يرفع
رأسه عاليا نحو السماء وقد القى بقميصه البيتى خلفه على ارضية الغرفةا
ليه يا صالح ! على الاقل من حقى اعرف ليه
مهم عندك اوى موضوع الخلفة ده يافرح
وقف مكانه يتطلع اليها بنظرات مټألمة شعرت معها كانها بأجابتها تلك عليه قد قامت بأهانته او اوجعته لكن سرعان مااختفت تلك النظرة سريعا من عينيه يحل مكانها نظرة شديدة البرود وعلى وجهه يمر تعبير خاطف لم تستطيع التعرف عليه وقد مر كالطيف فوقه قبل ان تكسو ملامحه هى الاخرى البرودة وهو يلتفت مرة اخرى الى
الناحية الاخرى قائلا بقسۏة
طيب ولو الراجل اللى اختارتيه زى ما بتقولى رافض الفكرة دى من الاساس ومش عاوز حتى الكلام فيها ردك هيكون ايه
وقفت تتطلع اليه ذهولا ټقتلها كلماته وټحرقها ببطء وهى تراه يكررها عليها مرة اخرى ولكن هذه المرة لم تجد له ما يبررها سوى انه بالفعل لا يريد ما يربطه بها ولا مجال هذه المرة بتكذيب هواجسها وهى ترى منه كل هذا التعنت والقسۏة تقف تتطلع الى ظهره وهى تلهث لطلب الهواء وقد خنقتها عبراتها تهتف به غير عابئة بشيئ بعد الان فهى تحارب كل يوم فى معركة خاسرة منذ زواجها منه تريد ان تألمه كما المها بوقوفه الغير مبالى وهو يلقى عليها بسهام كلماته لترشقها دون رحمة او شفقة بها قائلة بصوت قاسى وبارد تقصد بكل حرف تنطقه ان توجعه وتألمه كما يفعل معها
تبقى انانى يا صالح لو فعلا عاوز منى ارفض وانسى غريزة ربنا خلقها فى قلب كل ست وانى ابقى ام فى يوم واضحى بيها علشانك انت لمجرد بس انك عاوز كده تبقى انانى وقاسى يا صالح سامعنى
صړخت بكلمتها الاخيرة تنهى بها حديثها ثم اسرعت تتحرك مغادرة تمر من جواره وهى تدفعه بكتفها پغضب وعڼف تاركة المكان له وقد انتهت معه ولا مجال لحديث اخر بينهم يسود الصمت المكان بعد مغادرتها لدقائق ظل هو خلالها واقفا مكانه كتمثال صنع من حجر لا توجد على ملامحه او عينيه اى مشاعر او تعبيرات وقد ارتفعت مرارة كالعلقم فى داخل حلقه وشعور بالهزيمة والانكسار يسيطر عليه فبعد ان كان فى انتظار اجابتها كالظمأن فى صحراء قاحلة وهو يقسم بداخله لو جاءت اجابتها كما هو يتمنى سوف يخر فورا على ركبتيه اسفل قدميها معترفا لها بكل شيئ طالبا منها الغفران على كل ما فعل واخفائه عنها الحقيقة مبررا لها فعلته انه عاشق لها منذ سنوات طوال ويخشى يوما خسارتها بعد ان اصبحت بين يديه لها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد جاءت اجابتها كما توقعها تماما يكررها عليه الزمن لمرتين كأنه لم يكتفى من اوجاع المرة السابقة
لذا يوم وراء يوم مر عليهم وكل منهم التزم الصمت ومعاملته لاخر باحترام بارد لا يخلو من الفتور فبعد حديثهم المشئوم هذا عاد الى عمله مباشرا والتزام النوم بعيدا عنها فى غرفة اخرى و اصبح فى حديثه معها مهذب الى اقصى درجة كأنها شخص غريب عنه تماما لتشعر هى مع معاملته تلك كانها هى من قد قامت بأهانته وايلامه وليس هو تزداد المرارة بداخلها لحظة بعد اخرى وبعد ان اصبحت لا تراه تقريبا فى يومها فهو ينهض قبل استيقاظها ويحضر بعد نومها او كما يظن هو بنومها كقاعدة التزم بها طيلة هذان اليومين وهى ايضا لم تحاول كسر هذه القاعدة تتظاهر بلا مبالاتها لما يحدث برغم شوقها وتلهفها اليه تشعر بڠضبها منه تخف حدة رويدا حتى كاد يصبح كالهباء الا من جزوة ضعيفة مازال يتمسك بها كبريائها تمر بها اللحظات