ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
ابتسامته الرقيقة على حالها
كنت بقولك تعملى حسابك بعد الاكل هنقوم انا وانتى علشان نفضى دولاب اوضة النوم سوا
توترت فى جلستها تنظر اليه تسأله بحذر
ليه ايه السبب !
نهض صالح من مقعده قائلا بهدوء
حسن والعمال طالعين كمان شوية علشان يفكوا الاوضة خالص علشان الاوضة الجديدة على وصول
كان فى طريقه للغرفة لكنه توقف يلتفت اليها مرة اخرى قائلا بطريقة عرضية
اغلقت عينيها تتنفس بعمق وهى تحاول بث الفرحة بداخلها لما اخبرها به لكنها لم تجد تأثير يذكر بأخباره تلك لذا حين تحدثت اليه كان صوتها مضطرب مرتجف
ملهاش لازمة تغير حاجة ياصالح الاوضة كويسة وعجبانى
تسمر مكانه بعد كلماتها تلك يلتفت اليها ببطء وبجسد متحفز مشدود قائلا ببرود وصوت جليدى
ساد الصمت بعد سؤاله هذا لا تجد اجابة تستطيع بها شرح ما يحدث معها ولا هذا الجمود الذى اصبح يلازمها منذ هذا اليوم المشئوم لكنه ظل مكانه منتظرا منها اجابة لسؤاله وحين طال صمتها عليه تحدث بصوت حاد امر
خلصى اكلك وانزلى على طول ومتطلعيش الا لما ابعتلك تانى
هل تحبها أمازالت راغبا بها
لكنها فأرة جبانة مرتعشة معه تفضل الاختباء عن المواجهة والمصارحة
ليه كل ده يا بنت الحلال بتعملى فى نفسك كده ليه دى كانت ذلة لسان منى مش اكتر اعمل ايه علشان تصدقينى ولا انت غاوية تنكدى على نفسك وعليا
فتحت عينيها تتطلع اليه پألم هامسة وقد طفح بها الكيل ولم تجد تحتمل الصمت طويلا بعد الان ولا لومه لها كأنها تحب ان تفتعل المشاكل بينهم
لم يدعها تكمل يقاطعها بشراسة ويديه تزيد من ضغطهم فوق يديها حتى كاد ان يحطمها بينهم
كنت قتلتك فى ساعتها
اتسعت عينيها تتسارع خفقات قلبها بقوة وهى ترى كل هذا الۏحشية والشراسة فى رده لمجرد سؤالها لكن ماجعلها ترتجف پخوف وهى تتراجع عنه الى الخلف تتسع عينيها برهبة عندما انحنى عليها اكثر وهو يكمل ضاغطا على حرف ينطق به كأنه اراد ان يصلها معنى كلماته جيدا وتحفر عميقا داخل عقلها
انت بتاعتى مراتى يوم ما لسانك ينطق بأسم راجل غيرى اقطعهولك
فتحت شفتيها تهم بالرد عليه لمعارضته رغم الاضطراب والخۏف بداخلها لكنها تراجعت حين اتسعت عينيه بتحذير يفح من بين انفاسه بحدة
مش عاوز تانى كلام فى الموضوع ده وشوفى بقى علشان نقفل الكلام فيه خالص
شوفى من الاخر كده امانى وحكايتها صفحة واتقفلت ويمكن كمان قطعتها ورمتها ورا ضهرى ومن يوم ما دخلتى انتى بيتى وانا مفيش فى تفكيرى ولا فى
صمت زافرا مرة اخرى يظهر التردد والحيرة على وجهه لكنها اسرعت تسأله بلهفة والحاح ودون خجل تحركها مشاعرها
وايه يا صالح وايه كمل
وقف يتطلع اليها وجهه يحمل تردده وخوفه فأن نطقها الان لا رجعة للوراء مرة اخرى يخيفه لو اخبرها بأنه الذائب عشقا بها ويعطيها السطوة على قلبه وروحه ان تقوم بالعبث به وبمشاعره بعد علمها الحقيقه مثلما حدث له من قبل لكن مع فارق كبير هذه المرة وهو ان الاخرى لم يكن لها سلطان على قلبه مثلما تملك هى
لذا احتدت نظراته عليها ينظر اليها بثبات رغم المه لنظرة الرجاء فى عينيها له يتجاهل ما كاد ان يعترف به لها قائلا بحزم
من الاخر يافرح زى مانا رميت كل حاجة ورا ضهرى من يوم جوازنا انتى كمان يا بنت الناس تعملى كده علشان نقدر انا وانت نكمل حياتنا سوا وانسى يا فرح زى مانا نسيت
انهى حديثه يغادرا فورا المكان
بينما وقفت هى يتردد صدى كلماته بقلبها قبل عقلها تحاول استعاب ما حاول ايصاله لها لعلها تهدىء من تلك الڼار التى تكويها دون رحمة
فهمتى يا سماح الشغل ماشى ازى هنا
هزت رأسها له بالايجاب فورا وابتسامة فرح تنير وجهها قائلة
طبعا يا استاذ عادل انا مكنتش فاكرة ان الموضوع سهل كده
تراجع عادل فى مقعده يبتسم لها برفق ونظرة اعجاب تظلل عينيه قائلا
لاا هو مش سهل انتى اللى ذكية وعاوزة تعرفى كل حاجة وبتتعلميها بسرعة الخۏف بقى بعد ما تتعلمى تغطى علينا ويبقاش لينا جنبك مكان بعد كده
ضحكت سماح بسعادة قائلة تمازحه هى الاخرى قائلة بثقة
لاا متخفش هبقى اشوفلك شغلانة معايا وماهو المكتب باسمك برضه
ضحك عادل هو الاخر يتردد صدى ضحكاتهم فى المكان حتى دوى صوت حاد قاسى يقاطعهم وقد وقفت ياسمين امام البابتتطلع اليهم بغل وغيرة قاټلة
ما شاء الله الهانم واقفة هنا تضحك وتهزر وسايبة المكتب بره لوحده
تقدمت الى الداخل ترمق سماح بتعالى من اسفلها الى اعلاها قائلة بتكبر
اطلعى يلا يا شاطرة اقعدى مكانك المكتب عليه ورق وملفات ووممكن حد ياخد حاجة منهم من غير ما تحسى
ارتبكت سماح تشعر بالحرج والاھانة من طريقة حديثها معها تسرع بالاستئذان تخرج من المكتب فورا معتذرة ثم تغلق خلفها الباب لينهض عادل واقفا يهتف بحدة
ايه اللى عملتيه ده بتكلميها بالطريقة دى ازى كده ادامى
اقتربت ياسمين تضع كفيها فوق مكتبه تستند عليه تميل لامام هاتفة بعضب وغيظ
وعوزنى اكلمها ازى ياسى عادل وانت وهى شغالين ضحك وهزار ولا كأنه مكان شغل
زفر عادل بنفاذ صبر يجلس مكانه ولم يعد لديه الطاقة لمجادلة اخرى معها يسألها بحدة
جاية ليه ياياسمين ايه اللى جابك على الصبح كده
ضړبت ياسمين بكفيها فوق المكتب صاړخة پغضب
انت بتكلمنى كده ليه ايه مكنتش عاوزنى اجى واشوف المسخرة اللى بتحصل هنا ولا ايه يا عادل بيه
نهض عادل صارخا هو الاخر بحدة وڠضب اعمى وقد طفح به الكيل
انتى اتجننتى ولا ايه حكايتك على الصبح فى ايه اتعدلى فى كلامك معايا
انكمشت ياسمين على نفسها وقد علمت انها اوصلته للحافة تتراجع خوفا من عواقب تجربة اخرى قريبة قائلة باعتذار وصوت اسف
اسفة يا عادل والله انا كنت جاية اشوفك علشان وحشتنى ومقدرتش اسكت وانا شايفة البت دى بتتمايص عليك بالشكل ده انت عارف انا بغير عليك اد ايه
صړخ عادل بها محذرا پغضب وحدة لتهتف سريعا
خلاص اسفة والله متزعلش منى مش هتكلم كده تانى
ضغط عادل فوق شفتيه زافرا بعمق قائلا بنفاذ صبر
خلصنا يا ياسمين ومرة تانية متجيش المكتب غير لما تعرفينى ده مكان شغل مش سينما ولا كافية تتسلى فيه كل ما تحسى بزهق
هزت له رأسها بالموافقة رغم نيران ڠضبها المشټعلة التى تفور وتغلى بداخلها لكنها حين تحدثت جاء صوتها
هادئ مستكين
حاضر يا حبيبى اللى تقول عليه هعمله بس المهم انت متزعلش منى
هز عادل لها راسه قائلا باقتضاب
خلاص ياياسمين حصل خير وياريت وانتى خارجة تعتذرى لسماح على اللى حصل من شوية وعلى اسلوبك معاها
احتقن وجهها بشدة لكنها اومأت له مؤكدة بأبتسامة صفراء على شفتيها
حاضر اللى تشوفه ياحبيبى المهم انت تكون مبسوط منى انا همشى دلوقت وهستناك بليل علشان نخرج
اومأ لها برأسه دون حماس لتتسع ابتسامتها له قبل ان تلتفت مغادرة تختفى فورا تلك الابتسامة عن وجهها وعينيها تلتمع بالغل والشراسة تخرج من الباب تغلقه خلفها ثم تسير بأتجاه سماح وتتوقف على بعدة خطوتين منها تتابعها لبرهة بتفكير واهتمام وهى تراها تقوم بترتيب عدة اوراق امامها بشرود وايدى مرتعشة ووجه شديد الشحوب لتسرع ياسمين برسم ابتسامة فوق شفتيها مقتربة منها هاتفة
اوعى يا سماح تكونى زعلتى منى انتى عارفة انا بحبك اد ايه وخاېفة عليكى وعلى وشغل المكتب
تركت سماح ما بيدها تنهض عن مقعدها قائلا بهدوء ورسمية
لا ابدا يا انسة ياسمين انا مش زعلانة خالص
ياسمين وهى تجلس امامها فوق حافة المكتب قائلة بعتب
ايه انسة دى دانا لسه بقولك احنا اخوات ولا انتى بقى لسه زعلانة منىطيب ياحبيبتى اسيبك لشغلك بقى واروح انا بس لو ممكن كوباية ماية قبل ما امشى معلش هتعبك معايا
رسمت الحرج والاعتذار على وجهها وهى تراقب سماح والتى اسرعت لتلبية طلبها حتى اختفت عن انظارها لتسرع بالبحث سريعا فوق الاوراق الموضوعة فوق المكتب تلتمع عينيها بالانتصار حين وجدت مبتغاها فى ورقة منهم اسرعت بطيها واخفائها داخل حقيبتها قبل عودة سماح والتى عادت بعد لحظات تحمل كوب المياة تناولها اياه فأرتشفت منه سريعا قائلة بعدها بتعجل وهى تغادر فورا
شكرا يا حبيبتى اشوفك بعدين بقى
راقبت سماح مغادرتها السريعة هذه تهز كتفها بحيرة قائلة
ايه البت المروشة دى الله يكون فى عونه بيتعامل معاها ازى دى وهى كل ساعة بالحال
جلست مكانها تلوى شفتيها قائلة بلا مبالاة
وانا مالى كفاية عليا الهم اللى انا فيه مش ناقصة التفكير فى هم غيرى
وقفت امام باب الغرفة مترددة
ودقات قلبها راجفة پخوف لكنها تنفست بعمق تدفع عنها
شعورها هذا بعيدا فبعد حديثه الاخير لها لكن تترك بعد الان الفرصة لهواجسها او تلك الكلمات التى صبت فى اذانها ان تخرب عليها حلم صباها فكما قال منذ قليل هى الان زوجته الوحيدة هى فقط ولا احد غيرها طلما هو اراد هو رمى الماضى ورائهم والمضى قدما معها فى حياتهم فلما لا تفعل هى الاخرى ذلك وكفاها تصرفات طفولية حمقاء معه لذا وبخطوات شجاعة تقدمت الى الداخل تراه وقد شرع فى انزال الحقائب ويقوم بوضع الملابس الخاصة به داخلها ليتوقف قلبها هلعا ظنا منها انه سيغادر تاركا لها المكان لكنها عاودت التنفس براحة حين رأته يقوم برفع حقيبة اخرى ويقوم بوضع ملابسها هى الاخرى به تتذكر حديثه عن تغير الغرفة لتهب متحركة من مكانها بأتجاهه قائلة بلهفة
سبيها يا صالح انا هوضبها وارتاح انت
توقفت حركته حين امسكت من يده قطعة الملابس يتطلع اليها بتفكير بينما وقفت هى مبتسمة برقة له حتى تركها اخيرا تتولى هى الامر يجلس فوق الفراش ثم يقوم باشعال احدى سجائره يسود الصمت المكان حتى قطعته بصوتها المتردد اللاهث قائلة له وهى منخفضة الوجه تولى اهتمامها لقطعة الملابس بين ايديها المرتعشة
صالح كنت عاوزة اقولك ان بجد الاوضة حلوة وانا مش مضايقة منها كل الحكاية انى بس
قاطعها صالح بصوت حازم قوى لا يقبل بالمناقشة
وانا قلت هتتغير العفش كله هغيره بس لما اقدر انزل انما دلوقت اوضة النوم دى