الجمعة 29 نوفمبر 2024

شعرت بك

انت في الصفحة 31 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


ولو مش مصدق تقدر تتأكد من الكلام دا بنفسك 
فرمى ادهم السېجارة من يده ثم دعس عليها بحذايه وقال انت كداب 
قطب خالد حاجبيه وغمغم مش هرد عليك لان مستوايا اعلى من كدا 
فشعر ادهم بالرضا لانه استطاع ان يؤثر على هذا المتمرد فتركه وعاد للخلف قائلا ودلوقتي هتحكيلي على كل حاجة حصلت مع مريم خلال الاربع سنين اللي فاتوا وبكدا هتبقى صفحتك بيضه عندي 

عدل خالد ياقة قميصك ونظف حلقه قائلا هقولك كل حاجة بس بشرط واحد 
رفع ادهم حاجبه وسأله وايه هو 
خالد مش عايزك ټجرح مشاعر مريم مرة تانية لانها مش ناقصه ابدا 
ادهم انا اللي هقرر لو كنت هجرح مشاعرها ولا لأ ودلوقتي اتكلم 
وبالفعل قام خالد بأخبار ادهم كيف تعرف على مريم والهام وكيف اصبحوا اصدقاء ولكنه لم يخبره عن الجزء المتعلق بحبه القديم لمريم وانه كان يرغب بالزواج منها لانه ادرك ان فعل ذلك فسوف ېقتله ادهم لا محالة وخصوصا لانه كان من الواضح عليه انه شديد الغيرة على طليقته كما واخبره ان ابنه ادهم الصغير قد ولد قبل اوانه وان مريم تعتبره كل شيء بالنسبة لها وانه حياتها التي تعيش من اجلها وكم تحبه وتخاف عليه من نسمة الهواء وعندما انتهى اضاف ودلوقتي بقيت تعرف كل حاجة وازاي عاشت مريم كل السنين اللي فاتت من غيرك 
فقال ادهم وهو يكتف ذراعيه انا هصدقك بس لو اكتشفت انك خبيت عليا حاجة كدا ولا كدا فانت بقيت تعرف مين هو ادهم عزام السيوفي وممكن يعمل فيك ايه 
فتنهد خالد وقال قلتلك ان تهديداتك مش هتنفع معايا فالاحسن انك توفرهم لحد تاني 
رسم ادهم ابتسامة خبيثة على زاوية شفتيه وقال هنشوف 
ثم ادار ظهره وعاد إلى حيث كان البقية فتنفس خالد الصعداء وكأن حجر كبير قد ازيح عن صدره ثم لحق به الى حيث كانت مريم والبقية جالسين امام غرفة العناية المركزة 
تسارع في الاحداث 
مر الوقت وكأنه دهور على مريم التي لم تجف لها دمعة وهي تنظر إلى ابنها الصغير النائم في غرفة العناية بينما كان خالد والهام جالسان بجانب بعضهما ويبدو عليهما التعب اما كمال ومحمود فقد عادا إلى الفندق لان ادهم طلب منهما ذلك ولم يستطيعا المجادلة معه وبالنسبة له فكان واقفا في الزاوية يحدق بها بنظرات لم يستطع اي احد ان يفسر معناها وقد كان عابسا ويعقد حاجبيه پغضب واضح وفي الوقت ذاته كان وجهه حزين جدا ويبدو عليه التعب والإرهاق ولكن بغض النظر عن كل هذا الا ان جزء من قلبه كان يشعر بسعادة لا توصف لانه اكتشف ان محبوته لم تخنه ولم تتزوج من غيره ابدا وما زاد فرحته هو اكتشاف وجود ابنه الذي انجبته هي واسمته بأسمه ايضا 
فاراد ان يخفف عنها لان حبه لها تفوق على غضبه منها لذا اقترب منها قليلا ووقف خلفها ثم قال بصوت اشبه للهمس متخفيش الدكتور قال ان مابقاش في خطړ على حياته وهيصحى بعد ساعتين 
اغمضت مريم عيناها ونزلت دمعتها ولم تعلق بأي شيء ولكن قشعريرة سارت في جسدها عندما شعرت بيده الدافئة تحط على كتفها بلطف وخصوصا عندما سألها بهمس لسه كتفك بيوجعك بسببي 
استعادت رباطة جأشها ورفعت يدها ثم
مسحت دموعها والتفتت اليه وقالت بقوة مصطنعة من فضلك متلمسنيش ابدا ويا ريت تفضل بعيد عني وانا هبقى كويسه 
فعادت تعابير الڠضب تعلو وجه ادهم لانها كانت مصرة على ان تبني جدار محصن يفصل بينهما ولا تريد ان تعطي علاقتهما اي فرصة ابعد يده عن كتفها و الشرر يتطاير من عيناه ثم قال بانزعاج واضح الحق مش عليكي 
قال ذلك ثم ادار ظهره وغادر مبتعدا عنها فنهض كل من خالد والهام وتقدما منها وقالت الاخيرة ليه مصرة انك ټعذبي نفسك يا مريم انتي بتحبيه وپتموتي فيه واضح انو بيحبك
كمان يبقى ليه عايزه تبعديه عنك 
مريم مش بيحبني يا الهام وانما عايز يحمل مسؤوليتي انا وابنه بس مش هسيب اي حد يفرقني عن ابني حتى لو كان الشخص دا هو ادهم عزام السيوفي ذات نفسه 
فقال خالد عايزه نصيحتي يا مريم بلاش تعملي عداوة مع الراجل دا لان باين عليه مش سهل ابدا وجايز لو كبرتي دماغك هيحرمك من ابنك فعلا 
ردت مريم عليه بصړاخ ادهم ابني انا ومحدش هيقدر يحرمني منه انا اللي حملت فيه سبع شهور وتعذبت لما خلفته مش هو 
فامسكت الهام بيدها وقالت طيب خلاص يا حبيبتي متعبيش نفسك والا حتنهاري دلوقتي 
خالد الهام عندها حق انا هروح اجيبلك حاجة تاكليها لانك ما كلتيش حاجة من الصبح 
قال ذلك ثم غادر وترك الفتيات لوحدهن اما ادهم فكان واقفا في الخارج ېدخن السچائر بصمت مرعب بينما كان هواء الصيف العليل يلفح وجهه وكان يفكر بعمق وسرعان ما رمى سيجارته وعاد إلى الداخل ثم جلس بصمت على بعد اربعة امتار من مريم التي كانت جالسة وتسند رأسها على كتف الهام 
تسارع في الاحداث 
حل الليل وتم نقل ادهم الصغير الى غرفة خاصة وتجمع حوله كل من امه وابوه بينما غادر كل من خالد والهام لانهما ادركا ان مريم لا تحتاجهما خصوصا لان حبيبها ادهم كان معها اما هو فابتسم بحنان بعد رؤيته لطفله الصغير الذي كان نائما بعمق كما لو انه ملاك فاقترب منه ببطء ثم اصله و بلده الحقيقية 
فقالت مريم بقلق عايز تاخدو مني انت انت متقدرش تعمل كدا 
نهض ادهم من جانب ابنه ووقف امامها ثم قال اظن ان دا حقي ابني لازم يتربى في بيت ابوه وفي بلده مش بين الاجانب 
مريم مش هسمحلك تبعده عني يا ادهم 
ادهم متقدريش تعملي اي حاجة لاني اتخذت قراري ومش هغيره ابدا 
فاخذت مريم تبكي وامسكت ذراعه قائلة حرام عليك ازاي هتقدر تبعد طفل صغير عن امه !
فنظر ادهم الى يدها التي تحاوط ذراعه ثم نظر إلى وجهها واجابها بعصبية زي ما انتي قدرتي تبعديه عني انا هقدر ابعده عنك ومش هسمحلك تشوفيه مره تانية ابدا 
في تلك اللحظة امسكت مريم بياقته وقالت بنبرة قوية ھقتلك يا ادهم والله العظيم ھقتلك لو جربت تعمل كدا 
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال لا والله طيب انا عندي حل هيرضي الطرفين 
سألته وهي ما تزال تمسك بياقة 
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع 
قال ادهم لمريم لو عايزه ابنك يفضل في حضنك يبقى لازم تتجوزيني من تاني 
فأتسعت عيناها المحمرتين وقالت ايه !
رد عليها قائلا اللي سمعتيه يا مريم لو عايزه ابننا يفضل معاكي يبقى لازم تتجوزيني مرة تانية وترجعي معايا مصر وانا بقصد اننا نتجوز بجد المرة دي يعني الناس كلها هتعرف انك مراتي وهنعيش كلنا في بيت واحد وهتعملي كل اللي بقولك عليه يا اما تنسي ادهم الصغير لاني مش هسمحلك تشوفيه مرة تانية 
فنزعت مريم يديها من قبضته وقالت بنبرة صوت غاضبة نجوم السما اقرب لك من انك تبعدني عن ابني وبحب اقولك ان البنت الضعيفة اللي عرفتها زمان ماټت وجت بدالها وحده تانية ومش هتقدر تخوفني المرة دي ابدا يا ادهم بيه لاني انا وابني معانا الچنسية الأمريكية ومتقدرش تجبرنا اننا نرجع مصر معاك ابدا 
فابتسم ادهم بثقة كبيرة وقال صدقيني يا مريم انا لو عايز كنت سحبتك من ذراعك دلوقتي ورجعتك مصر بالعافية ومش ح يهمني لا حكومة ولا اي حد تاني وخليكي فاكرة اني مستحيل اسيب ابني يتربى في بلد اجنبية وينسى اصله 
مريم مش هينسى اصله انا هعرف اربيه لوحدي ومش محتاحينك معانا 
فتغيرت ملامح وجه ادهم من الابتسامة الى الانزعاج وبحركة واحدة امسك فك مريم بيده القوية وقال بعصبية جايز انتي
مش محتجاني وانما ابني اه لان مفيش طفل في الدنيا دي مش هيحتاج بباه يفضل جنبه وخصوصا لما يبقى متعور كدا زي ابني اللي مقدرتيش تخلي بالك منه ! 
ارتعدت مريم من هذا الرجل الذي كان يمسك بفكها لدرجة انها شعرت بعظامها تسحق تحت قبضته القوية فنزلت دمعتها وقالت بتلعثم ط طيب انا مطلوب مني ايه دلوقتي انت انت متقدرش تبعدني عن ابني لاني ھموت لو عملت كدا 
فعادت
ابتسامة الانتصار تعلو وجه ادهم وترك فكها ثم مسح دموعها بلطف وقال بصوت حنون اشبه للهمس المطلوب منك انك تجهزي نفسك علشان نتجوز من تاني وبعدها نرجع مصر وهتبقي مراتي المره دي بجد يعني هعرفك على عيلتي وهتبقى جزء منها وهيبقى ليكي مكانتك الخاصة 
في تلك اللحظة كادت مريم ان تضعف امام حنيته 
فابتسم ادهم وكتف ذراعيه قائلا اللي هو 
مريم هفضل اشتغل 
ادهم وانا مش همنعك 
فنظرت اليه مطولا وهي ترفع حاجبها ثم اردفت يبقى اتفقنا 
فتقدم ادهم منها بخطوة واحده حتى اصبح قريب جدا مما جعلها ترتبك ثم احنى رأسه بالقرب من اذنها وهمس لها قائلا قريب جدا هتنوري بيتك الجديد يا مريم 
قال ذلك وسرعان ما ابتعد عنها وهو يبتسم وعاد ليجلس بجابن ابنه كما لو انه لم يفعل شيئا اما هي فشعرت بأنه كان يقصد شيئا اخر بكلامه ولكنها لم تعرف قصده
فابتلعت ريقها وغمغمت انا هطلع اشم شوية هوا 
قالت ذلك وارادت ان تخرج فأوقفها ادهم بقوله استني 
التفتت اليه وسألته عايز ايه كمان
فنهض دون ان يعلق بشيء ثم خلع سترته واقترب منها والبسها اياها قائلا الجو في نسمة ساقعه لو خرجتي وانتي لابسه هدومك الخفيفة هتاخدي برد علشان كدا البسي دي 
اما هي فكادت تذوب كالزبده عندما عبقت رائحة عطره الرجولية في انفها وهو يلبسها سترته وكادت ان تفقد
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 38 صفحات