رواية حي المغربلين
كتم ضحكاته إلا أنه لم يستطع السيطرة عليها واضعا يده على بطنه جزت على أسنانها بغيظ قائلة
_ أسكت بقى بلاش فضايح أقفل بوقك و الا فرحان بنظرات البنات ليك يا محترم!
توقف عن الضحك لأول مرة يشعر بغيرتها الواضح عليها أبتسم إليها بهيام مردفا
_ إيه ده أنتي غيرانة يا روح قلبي!
حمقاء و تستحق القټل ماذا فعلت بنفسها ها هي تقف أمامه بخجل شديد لا تعرف كيف تتصرف بعدما كشف غيرتها عليه حمحمت قائلة بتقطع
_ لا بقولك ايه عايزني أكون محترم لحد الجواز بلاش كلامك ده أنا لحم و ډم برضو أقولك يلا بينا نروح من هنا...
_______شيماء سعيد______
دلفت إلى مكتبها بالقناة اليوم أول يوم عمل لها لا تعلم ما دورها إلى الآن إلا أنها ترفض الذهاب إليه جلست على مكتبها الخاص وسط زملائها صامتة فقط تشاهد ما يحدث أمامها..
رغم أنهم صامتين إلا أن عينيها ترى العكس جسدها أصبح مثل لوح الثلج... فريدة أصبحت عاړية بشهر ديسمبر أنفاسها مسلوبة قلبها يطلب منها الرحيل و عقلها يأمرها بالاستمرار فهي دلفت إلى طريق مغلق بكامل إرادتها...
_ آنسة فريدة فارس باشا طالب حضرتك في مكتبه...
لا لا لا الشخص الوحيد الذي لا تود رؤيته اليوم أو على الأقل الآن حالتها لا تسمح بمواجهة جديدة بعدما جعلها مجرد عا أخذ منها ما أراد و أعطى لها التعويض...
ابتلعت لعابها ثم أومأت له برأسها ذهبت خلفه إلى مكتب عدوها اللدود و بداخلها نيران تحثها على قټله و الٹأر لنفسها منه لعلها ترتاح قليلا..
إلى المنتصف..
توترت من مظهره هذا و منعت قدميها من التقدم إلى الأمام خطوة واحدة ابتسم لها بحبور مشيرا إليها بالجلوس قائلا
حركت رأسها رافضة ليضع ساق على الآخر محركا كتفه بلا مبالاة مردفا بهدوء
_ إنتي حرة النهاردة طبعا
أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة
_ حابة أعرف أنا دوري إيه هنا طبيعة الشغل عشان مش فاهمة حاجة...
_ برضو مش عايزة تقعدي!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة
_ لا أنا مرتاحة كدة شكرا لحضرتك يا فندم..
أومأ إليها قائلا
_ طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول...
ساعة و نص مروا عليها و هي تكاد تصرخ من شدة الألم ساقيها و كرامتها تأبى الخضوع و الجلوس بين الحين و الآخر يخطف نظرة لها باستمتاع لأقصى درجة يكفي أنها أمامه عينيه تضمها قبل روحه الهائمة بقربها...
أغلق الملف ثم وضع القلم بجواره مردفا بجدية
_ أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة..
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر
_ يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي...
أصر عليها مع رؤية الرفض على معالم وجهها لتأخذ نفس عميق و تجلس على آخر الأريكة مردفة بوجه أحمر من شدة الڠضب
_ يا ريت ندخل في الموضوع و نخلص بقى يا فندم...
غمز لها بمكر مردفا
_ ده أنتي عيون الأفندم احممم نبدأ كلام في الشغل في البداية هتكوني موجودة تحت التدريب
مع هاجر علوان أظن دي أكبر إعلامية في مصر بعد كدة هيبقى ليكي برنامج بس لما تاخدي خبرة الأول...
سألته بهدوء
_ طيب و العقد بتاعي!
_ مفيش عقد طول فترة التدريب بس فيه مرتب و لما تبقى ثابتة هنا هيكون في عقدين واحد في الشغل و التاني في البيت...
عقلها لم يتحمل تلك الإهانة و قامت بكل قوتها تنزل بكفها الصغير على وجهه...
_______شيماء سعيد______
بمنزل فارس المهدي...
دلفت فرحة إلى المطبخ على صوت صفية المرتفع وجدت الخادمات في حالة من الړعب أمام تلك اللعېنة التي تأكلهم بحديثها و تصرفاتها أخذت نفس عميق تحاول تمالك أعصابها و هي تسمعها تصرخ غاضبة
_ جرى ايه يا حيوانة منك ليها هو أنا لازم أطلب الحاجة سنة عشان تتعمل و الا إيه... فين القهوة بتاعتي....
أجابتها الخادمة بتقطع
_ كنا بنحضر الأكل للست فرحة يا ست صفية..
هدرت بها الأخرى و الغل يأكلها
_ فرحة ايه و زفت ايه على دماغك و دماغها أنا هنا الأول و لازم تنفذي الأوامر بتاعتي قبل أي حد قبل فارس بيه نفسه...
_ و من امتا الضيوف بيتعمل ليهم حساب أكبر من حساب صحاب البيت يا صفية!
نظرت صفية خلفها لترى فرحة تقف أمامها و يديها أمام صدرها كان يوم اسود عندما اختفى عثمان لتبقى تلك الحمقاء زوجة فارس رسمت على وجهها إبتسامة سخيفة قبل أن تردف
_ و مين بقى صاحب البيت يا ست فرحة اللي أعرفه إنك مجرد ضيفة و كمان تقيلة لولا عملة عثمان اللي وقع فيها فارس كان حلك عمرك ما شوفتي البيت ده...
جرحها تحاول بيدها كتم دماء قلبها قبل أن يراها أحد بكل أسف لم تأخذ شىء من الحب إلا الۏجع.. يا ليت بيدها لكانت أزالت هذا العشق من قلبها بلا عودة.. رأسها ابتعدت عن صفية و عادت إلى قبل حفل زفافها بيوم واحد...
فلاش باااااك...
وقف عثمان أمام والدته برجاء قائلا
_ يا اما الله يرضى عنك خمس دقايق أشوفها فيهم بس وحشتني أوي...
أردفت والدته بصرامة و هي تحرك رأسها نافية
_ و أنا قولت لا يعني لا يا عثمان ابقى شوفها بكرا و هتكون معاك العمر كله ده اللي عندي غير كدة هروح أقول لأبوك الحاج...
أغلق عينيه بقلة حيلة قائلا
_ ماشي يا اما بس ابقي افتكري إنك كسرتي ابنك الغلبان أبو قلب كله حنان...
ذهب من أمام والدته و انتظر حتى ذهبت هي الأخرى ليكون بلحظة واحدة داخل غرفتها ابتسم باتساع على مظهرها اللطيف ها هي حب طفولته ستكون ملكه و الفاصل بينهما ليلة واحدة..
انتفضت من مكانها على رؤيته قائلة بفزع
_ ايه ده عثمان أنت بتعمل ايه هنا كدة فال وحش أوي
أخرج برة بسرعة...
تجاهل حديثها مقتربا منها أكثر و أكثر و هي تعود إلى الخلف من شدة توترها هذا المرة المليون التي يدلف بها إلى غرفتها و يتم كشفه من قبل العائلة.
أشارت إليه قائلة
_ عيب كدة يا عثمان مش كل مرة عمتي و أمي يدخلوا ياخدوك من هنا شكلنا بقى زى الزفت أخرج بكرامتك أحسن...
شهقت مع جذبه إلى جسدها يضمها بين جسده بحنين لا يصدق أن الآن و بعد طول انتظار حبيبته معه أخرج تنهيدة حارة قائلا
_ أخرج ايه بس أنتي هتنامي في حضڼي الليلة خلاص أنا مش قادر أتحمل أكتر من كدة مش كفاية العشر سنين اللي راحوا من عمرنا في البعد يا حبيبتي...
أبعدته عنها و عينيها ټنزف الدموع ذكرها بأسوأ أيام حياتها على الإطلاق وضعت كفها على صدره قائلة بجدية
_ بلاش تجيب سيرة الأيام دي يا عثمان مش عايزة نخسر بعض تاني..
_ عثمان..
من شدة صډمته مع سماع صوت أبيه خلفه أشار لها لتقول له بړعب
_ يا نهارنا اسود ايوة عمي يا عثمان...
لم يتمالك نفسه و سقط على الأرض مغشيا عليه...
انتهى الفلاش باااااك...
عادت إلى أرض الواقع مردفة بجدية
_ بغض النظر عن الطريقة أنا دلوقتي مرات فارس و ست البيت ده إذا كان عاجبك مش عاجبك الباب يفوت جمل على برة...
صړخت بها صفية
_ ماشي يا بت الأصول ليكي جوز لما ييجي يبقى يعرفك أنا إيه بالنسبة له...
ذهبت من أمامها لتقول فرحة جملة واحدة بقلب مكسور .
_ أنت فين يا عثمان الله لا يسامحك...
______شيماء سعيد_______
بالشركة الخاصة بفاروق المسيري..
جسده يطلب النجدة من ما حدث إليه يتمدد بطول الأريكة مغلقا عينيه أهذا ما وصل إليه فاروق المسيري نهايته تكون هكذا! قوته أمام الجميع مازالت محفوظة و أمامها هي تحول إلى طفل في سن المراهقة...
ضغط على أسنانه بغل قائلا و وهو يتذكر ما فعلته به الشوكولا خاصته
_ ماشي يا شوكولاته لما نشوف مين فينا اللي هيضحك في الآخر مش هسيبك إنتي بقيتي لعبتي أنا و بس..
فلاش بااااااااك...
_ سيبي نفسك تحس بالحب و إنك ست حلوة أوي يا شوكولاته على إيد فاروق المسيري كله بالحلال يا روح قلبي غمضي عينيك و حسي بالمكسرات لما
ټغرق في الشوكولاته...
من الأنثى التي تستطيع السيطرة على مشاعرها و جسدها بين أحضان فاروق المسيري!... الإجابة واضحة مثل الشمس أزهار لن ټنهار حصونها بتلك البساطة..
لم تجد طريقة تنقذ بها نفسها إلا بالضړب تحت الحزام فعلتها بالفعل
قهقهت بمرح قائلة
_ تستاهل يا واكل مال الولايا إلعب بعيد يا شاطر نجوم السما أقرب لك من إنك تلمس شعرة واحدة مني...
تقوده إلى الجنون و تفقده سيطرته على ردود أفعاله أخذ يقترب منها مثل الفهد الذي ينقض على فريسته بدأت تشعر بالقلق و الخۏف ينهش قلبها عينيه الحمراء تقول لها جملة واحدة ليلتك سودة..
رفعت اصبعها بتحذير مردفة
_ أوعي تقرب مني يا أستاذ أنا مش عايزة أمد ايدي عليك أنت برضو راجل و ليك قيمة...
زادت الأمر جنون لم يشعر بنفسه أو بتفكيره بخطوة واحدة كان بجوار خزانة الغرفة آخذا مسدسه و صوبه أمام رأسها قائلا بهدوء ما يسبق العاصفة
_ اتشاهدي على روحك يا بت أنا أساسا جبت آخري منك و الا أقولك بلاش شهادة أنتي الجنة خسارة فيكي...
تحولت من وحش كاسر إلى حمل وديع رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت رأسها باستسلام تقول الشهادة بصوت منخفض و رأسها تهتز بطريقة هستيرية...
هدأ غضبه محاولا إخفاء ضحكته التي تهدد بالظهور قائلا پغضب
_ انطقي يا بت بتقولي إيه مش سامع!.
أردفت بنبرة سريعة و هي مازالت تغلق عينيها
_ مش بقول حاجة يا سيد الناس ده أنت تاج فوق راسي اهدى بس و كل اللي أنت عايزه هعمله و أنا حاطة جزمة في