الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 34 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

يخاليك لينا يا حسين.
وخرجت بغير الوجه الذي دخلت به منذ قليل.
كانت مريم تمسك بجهاز التحكم وهي تشاهد التلفاز وتتقلب بين قنواته في ملل شديد أطفأته ونهضت لتذهب للشرفة لتجلس فيها قليلا رأته يتجول في الحديقة ويدور حول نفسه يدور كالنمر المحبوس بين قضبانه لا يجد مخرجا ظلت تنظر إليه بشرود وهي تتذكر كلماته اقعدى مع نفسك وانت تعرفى ان سمعتك كانت مټشوهة لوحدها. اه صحيح انا نسيت اقولك انى كنت ماشى وراكى بالعربية انت وصاحبتك السفلة وشفتكوا وشفت كنتوا رايحين فين ومع مين.
جلست على المقعد في وجوم وهي تقول كنت ماشى ورايا ليه يا يوسف. ولما شفتنى وانا طالعة معاهم ليه مجتش تاخدنى. كنت همشى معاك والله.
فى نفس اللحظة كانت إيمان تتقلب في فراشها يجافيها النوم لقد تعودت على وجوده في المنزل كيف تنام بدونه نهضت ودخلت الغرفة التي ينام فيها دست جسدها تحت غطاءه وتدثرت به وأغمضت عينيها وهي تستنشق عبيره الذي يملاء فراشه ووسادته وبدأت بالفعل في الاسترخاء حتى سمعت صوت هاتفها ألتقتت الهاتف ونظرت فيه وابتسمت عندما وجدت أسمه تضىء به شاشته ردت بلهفة
السلام عليكم.
أتاها صوته عبر الهاتف بشوق كبير وعليكم السلام. وحشتينى يا حبيبتى. وحشتينى أوى
لم تستطع كلماتها أن تعبر عما يحمله قلبها فصمتت في خجل وشوق أتاها صوته مرة أخرى بشوق أكبر
هو انا كل ما اقولك حاجة تتكسفى كده. أنا قلت وحشتينى يا حبيبى. يعنى مش قصدى حاجة عيب. انت دايما كده تفهمينى صح
أبتسمت ابتسامة كبيرة فتابع وكأنه قد رآها أبتسامتك وحشتنى أوى
نظرت للهاتف في دهشة ثم قالت بصوت هادىء هتيجى أمتى
قال مشاكسا وحشتك
حاولت أن تصبغ صوتها بصبغة جدية وهي تقول أخبارك أيه
قال مداعبا لا يا شيخة. عليا انا الحركات دى
أحمر وجهها بشدة وهو يتابع حديثه أنا دلوقتى في الفندق ولسه قدامى يومين. مش عارف هبات يومين كمان بعيد عنك ازاى
يا حبيبتى
وأكمل مداعبا كل ما اتقلب على السرير اشوف صورتك على الوسادة الخالية اللى جانبى
أبتسمت رغما عنها وهي تقول هو انت مبتتكلمش جد أبدا.
ظهر الشوق في صوته بوضوح وهو يقول ماهو انا لو اتكلمت جد معاكى دلوقتى مش عارف هيحصلى أيه. مش بعيد أقوم انط في أى عربية واجيلك
قالت محاولة أن تغيير مجرى الحديث عمى حدد معاد فرح مريم ويوسف
قال عبد الرحمن وهو يضع ذراعه خلف رأسه ويتمدد على الفراش باسترخاء قديمة. عارفها من ساعة. كنت بكلم بابا وقالى احاول اخلص واجى في اقرب وقت.
ثم همس لها وهو يقول ميعرفش انى عاوز اطير وآجى بسرعة.
قالت معاتبة يعنى كنت فاضى اهو من ساعة وبتكلم عمى اومال مكلمتنيش ليه
تنهد بقوة قائلا كنت بكلمه وانا بره مع الناس وكنت مستنى لما اقعد لوحدى علشان اكلمك. أول ما دخلت اوضتى في الفندق كلمتك على طول
ثم قال مداعبا مرة أخرى بصراحة باربى وحشتنى أوى
ضحكت برقة وهي تقول مكنتش اعرف انك بتحبها أوى كده
فقال بخفوت أعمل ايه بس من ساعة ما شفتها وانا نفسى اروح معاها للرذيلة وهي اللى مش موافقة.
ظل يحادثها ويبثها حبه ولا ينتظر منها ردا فهو يعلم أنها مازالت تخجل منه ولن تستطيع أن تجاريه في الحديث الآن
أنهى اتصاله وهو يضع قبلة على هاتفه لتصل إلى قلبها بل لأعماق قلبها بحديثه الهامس
أحتضنت الهاتف وهي تغمض عينيها لتنام تفاجأت بصوت رسالة جديدة فتحتها لتقرأ كلماته لها وقلبها يختلج بشدة بين ضلوعها
أسمع صوتك أشهد وجهك. أشعر أنك بين جفوني
وأذوب حنان وحنينا. للقائك يا ضوء عيوني.
24 الفصل الرابع والعشرون
أنت بتقول أيه يا وليد معقول الكلام ده. بقى عبد الرحمن فسخ خطوبته من هند علشان عرف انها جاسوسة لأحلام!
قال وليد بنظرة انتصار علشان تعرفى بس أن مفيش حاجة تستخبى عليا
قالت فاطمة بتفكير الموضوع ده لازم ولاد حسين يعرفوه حالا مش لازم يستخبى أبدا
ضحك وليد بسخرية وهو يقول عبد الرحمن هو اللى سمعها ومفتكرش انه قال ليوسف أو فرحة
ألتفتت له بتصميم قائلة لازم تقول ليوسف.
حرك رأسه نفيا قائلا يوسف مش طايقنى اليومين دول أنت قولى لفرحة بصنعة لطافة كده وهي أكيد هتقول ليوسف
نظرت له أمه بتساؤل ويوسف مش طايقك ليه يا واد
وليد أبدا يا ستى كله من تحت راس البت اللى اسمها مريم دى. كل ده علشان نبهته ان مشيها مش كويس. طلع فيا ومن يومها وهو زعلان
قالت بتفكير وانت عرفت عنها حاجة. متأكد يعنى يا وليد
قال بمكر هو انا لو مكنتش متأكد كنت اتكلمت يا ماما.
شردت فاطمة في تفكير وهو تقول سيبلى الحكاية دى
صعدت فاطمة إلى شقة فرحة وطرقت الباب فتحت لها فرحة مرحبة بها وأدخلتها وهي متعجبة جلست فاطمة وبدأت في سرد ما جاءت لأجله وعندما وجدت علامات الذهول على وجه فرحة قالت
ايه ده هو انت مكنتيش تعرفى. ده انا فاكراكى عارفة.
نهضت فرحة وهي مصډومة وقالت حضرتك متأكدة يا مرات عمى
تصنعت فاطمة الأرتباك وهي تقول لالا يا بنتى مش متأكدة. بصى كأنك مسمعتيش حاجة.
وذهبت سريعا وهي تقول بصوت مسموع يقطعنى ياريتنى ما كنت اتكلمت
هوت فرحة إلى مقعدها مرة أخرى وجلست تفكر في كلام زوجة عمها معقوله. معقوله إيهاب اتجوزنى علشان أمه هي اللى خططت
لكده مش علشان بيحبنى. يعنى ايهاب مبيحبنيش وبيخدعنى
تناولت الهاتف وهي مازالت مصډومة وقالت ايهاب لو سمحت تعالى دلوقتى
طب قوليلى وحشتنى وانا اجى
جاءه صوتها متجمدا وهي تقول لو سمحت تعالى حالا متتأخرش.
لم تكن صدمة ايهاب أقل من صدمة فرحة حينما قصت عليه حديث فاطمة زوجة عمها وقال أنت بتقولى أيه يا فرحة. أنا أمى خططت لكل ده
وألتفت لها بحنق وأنت مصدقة انى اتجوزتك علشان أمى هي اللى قالتلى اعمل كده
زاغ نظرها اضطرابا ولم ترد فأومأ برأسه قائلا بعصبية أجابتك وصلت يا هانم. وعلشان اثبتلك بقى انك لسه معرفتنيش. جوازت مريم ويوسف مش هتكمل وكده ولا كده إيمان مش مبسوطة مع اخوكى وهاخد اخواتى وامشى من هنا وورقتك هتوصلك قريب
تعلقت فرحة بذراعه وهي تبكى أرجوك يا إيهاب استنى أنا مش قصدى انا.
قاطعها بانفعال خلاص يافرحة عنيكى جاوبت قبل لسانك مفيش داعى تقولى اكتر من كده.
ونزع ذراعه منها وانطلق مغادرا كالسهم والڠضب يتآكله ويلتهم حلمه عليها وشغفه بها
تناولت فرحة الهاتف واتصلت على أخيها يوسف تستنجد به في بكاء ألحقنى يا يوسف إيهاب هيطلقنى وهياخد اخواته ويمشى من البيت
أنتفض يوسف فزعا وهو يهتف بها ليه ايه اللى حصل. انطقى
سردت له ما حدث في عجالة أغلق الهاتف وصعد إليها في سرعة ولكنه تفاجأ بزوجة عمه في طريقها للحديقة أوقفته وهي تقطع الطريق أمامه.
مالك يا يوسف بتجرى كده ليه ياخويا
يوسف وهو يحاول أن يتخطاها معلش عن اذنك بس علشان فرحة عاوزانى ضرورى
وضعت يدها على فمها وهي تقول يلهوى هي قالتلك ولا ايه
أستدار لها قائلا قالتلى على ايه
قالت بحزن مصطنع أبدا ياخويا أنا أصلى حكتلها على سبب فسخ خطوبة عبد الرحمن لخطبته هند
نظر إليها ساخرا وقال كتر خيرك يا مرات عمى.
تركها وصعد الدرج في سرعة كانت فرحة قد لحقت بمريم في شقتها وأخذت تبكى ومريم تحاول تهدئتها سمع يوسف ضجيج يخرج من شقة إيمان وعبد الرحمن ومن الواضح أن إيهاب يتكلم مع إيمان بشكل أنفعالى
طرق الباب وتراجع خطوات للخلف فتح الباب وأطل منه وجه إيهاب غاضبا. فقال بسرعة عاوزك شوية لو سمحت يا إيهاب
قال إيهاب في ڠضب أنا اللى كنت عاوزك.
خرجت إيمان بعد أن ارتدت حجابها وهي تقول لإيهاب بترجى أرجوك يا ايهاب أهدى شوية
فى نفس اللحظه فتحت مريم الباب ووقفت تنظر لهم بتسائل فقال يوسف لو سمحت يا ايهاب نقعد نتكلم طيب.
وبعد عدة محاولات دخل الأربعة عند مريم
جلس إيهاب في حنق وتعمد عدم النظر إلى زوجته التي كانت تبكى بشدة وجلس بجواره يوسف قائلا بهدوء
ممكن نسمع بعض علشان نعرف نفهم.
أستشاط إيهاب ڠضبا وهو يصيح خلاص كل حاجة بانت نسمع أيه ونفهم أيه
ونهض قائلا پغضب أسمع يا يوسف. أحنا من هنا ورايح ولاد عم وبس وأنا هاخد اخواتى ونمشى من هنا
نهض يوسف ووقف أمامه قائلا إيهاب الطريقة دى متنفعش. نتكلم طيب
قالت إيمان على الفور وبعدين فرحة مقالتش حاجة غلط. الكلام ده حصل فعلا. ماما كانت بتكلم هند وعلشان كده عبد الرحمن فسخ الخطوبة
قاطعها يوسف عبد الرحمن هو اللى قالك.
هزت رأسها نفيا وقالت لا طنط عفاف قالتلى وهي فاكرانى عارفة. لأنى كنت في اليوم ده راجعة من عند عمى في الشركة. كنت بسألها على موضوع يخص ماما فهى افتكرت أنى قصدى موضوع هند
أبتسم يوسف بهدوء وقال لإيهاب ماهو بالعقل كده. عبد الرحمن هو اللى سمع هند وهو اللى فسخ الخطوبة. لو كان بقى متأكد أن حد فيكوا موافق على الكلام ده. أيه اللى هيخليه يتجوز إيمان.
قال ايهاب بعصبية ما انت لو كنت شوفته بيتعامل مع إيمان ازاى بعد يوم واحد جواز. مكنتش قلت غير أنه مكنش عاوز الجوازه دى
أشاحت إيمان وجهها
بضيق ولمعت عيونها بالدموع ثم قالت پألم لا يا إيهاب الحكاية مش زى ما انت فاكر. عبد الرحمن بيحبنى وانا الوحيدة اللى اقدر احكم عليه اذا كان اتجوزنى ڠصب عنه ولا بأرادته.
تابع يوسف ولو كان كده حتى. أيه اللى يخليه يوافق على جوازتك من فرحة هو وبابا وبعدين لو بابا عرف ان انتوا موافقين على كده أيه اللى هيخليه يوافق على ده ويكمل. مفيش حاجة تخلى بابا يوافق إلا اذا أتأكد انكوا مالكوش دعوة بالحكاية دى وأظن انت اتعاملت معاه وعرفته.
وألقى نظرة على مريم واقترب منها ووقف بجوارها ثم تناول يدها بين يديه وهو ينظر لإيهاب قائلا بتفكه.
وبعدين يا جدع انت ايه اللى خلاك تفتكر انى هوافق تاخد مراتى وتمشى. هي سايبة ولا أيه
حاولت مريم سحب يدها بهدوء من بين يديه ولكنه قبض عليها بقوة وهو يتابع حديثه مع إيهاب
فرحة بتحبك يا إيهاب. تلاقيها بس اټصدمت من الكلام اللى سمعته. معلش اعذرها لسه صغيرة
قالت فرحة پبكاء والله هو كده يا يوسف.
زفر إيهاب بضيق وهو يقول لا مش صغيرة يا يوسف بس هي معاها حق. أمى هي اللى حطتنا في الموقف ده وخلت الناس تبصلنا على أننا طمعانين فيهم وبنعمل عليهم خطط علشان نوصل لفلوسهم ونظر إلى ايمان بضيق وقال
وانت غلطك أكبر أنك عرفتى حاجة زى دى ومقولتليش في ساعتها. أنا ماشى رايح شقتنا القديمة
خرج إيهاب مسرعا هرولت إيمان وفرحة خلفه وهي تناديه أستنى بس يا ايهاب أستنى...
كان يوسف يستعد للنزول خلفهم ولكنه وقف على
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 52 صفحات