رواية ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن
ينهض
خلاص يا جماعة يبقى نتوكل على الله ونعمل الخطوبة مع كتب كتاب يوسف ومريم
تفاجاء الجميع بالأمر ماعدا عبد الرحمن وايمان فقالت فرحة بسعادة ايه ده يوسف ومريم امتى حصل ده
أتسعت أبتسامة عفاف وهي تقول هو كلمك امتى يا حسين.
كلمنى يوم فرح عبد الرحمن وطلبها من أخوها امبارح وإيهاب بلغنى موافقتها
ثم نظر إلى ايمان نظرة ذات معنى وقال وفرحهم الأسبوع اللى جاى مع خطوبة وفاء إن شاء الله
تدخلت عفاف قائلة مش هينفع فرح أبدا بعد أسبوع. مريم لسه مشمتش نفسها من نازلة البرد اللى كانت عندها.
وقف إبراهيم وقال خلاص يا جماعة يكتبوا الكتاب مع خطوبة وفاء وبعدين نبقى نحدد معاد الفرح مفيش مشكلة
قاطعتهم وفاء بشغف أنا ماليش دعوة بكل الحوارات دى. أنا اتخطبت يا جماعة انتوا مش واخدين بالكوا مني ليه مسمعتش حد بيزغرت يعنى
أقترب حسين من ايمان قائلا تعالى معايا عاوزك انت وجوزك.
وانصرف وهو يشير لعبد الرحمن بأن يلحقهما دخل ثلاثتهم غرفة المكتب وأغلق عبد الرحمن الباب خلفه أشار لهما بالجلوس في مقابلته ثم نظر لإيمان بصمت فقال عبد الرحمن
خير يابابا
ألتفت له والده وقال بهدوء أنا كان ممكن مدخلش. وكان ممكن آخد كل واحد فيكم على جنب واكلمه لوحده. بس انا عارف أنى قاعد قدام اتنين كبار بما فيه الكفاية ثم نظر إلى ايمان قائلا ولا أيه يا إيمان .
نظر له عبد الرحمن بدهشة فهو كان يظن أن أحدا لم يره وارتبك وهو يفكر في رد مناسب فقالت ايمان بسرعة.
أصل أنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش اسيبها لوحدها وهي كده. وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه
أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه في داخله أعجب بكتمانها أسرار حياتهما الشخصية هز الحاج حسين رأسه بابتسامة وقال.
لا برافوا. كان المفروض تدخلى كلية حقوق خلاص طالما انت قلتى كده أنا مش هدخل في اللى بينكوا إلا لو الأمر احتاج لتدخلى
دلوقتى بقى انا عاوزك في موضوع مريم اختك وأعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
حسين ايهاب قالى أنك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان اعرف أسباب رفضك قالى أنك قلقانة أنه يكون يوسف معندوش رغبة حقيقة فيها. وأن دى رغبتى انا بس.
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لعبد الرحمن بعتاب وقال أنت أيه رايك يا عبد الرحمن
نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقة مفيش حد بيتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا واعتقد انك غلطانة في حكمك يا ايمان
بادلها نفس النظرات وقال أيوه متأكد
هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما فتح لهما مجال الحديث عن الأمر بدون حرج وبشكل تلقائى. ثم قال.
ها يا ايمان لسه مش موافقة على الجواز ولا غيرتى رأيك
ايمان ياعمى دى حياة مريم وهي اللى تقرر. أنا قلت رأيى وخلاص وهي حرة بعد كده
حسين بس انا عاوزك انت كمان تبقى راضية
ايمان طالما مريم شايفه كده وراضية خلاص. أنا مش عاوزه غير سعادتها
أبتسم قائلا خلاص تقدروا تتفضلوا.
خرجت ايمان من المكتب فتحت باب الشقة في سرعة وتوجهت إلى المصعد دون أن تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذي فتح باب المصعد ودخل خلفها ضغط على الأزرار وهو يقول
مش بنادى عليكى مبترديش عليا ليه
صمتت حتى توقف المصعد خرجت منه مسرعة وقبل أن تضغط جرس الباب أمسك يدها ليمنعها قائلا
انت خلاص هتعيشى هنا ولا ايه
قالت دون أن تلتفت إليه أنا مش عاوزه اتكلم دلوقتى لو سمحت.
طريقتها استفزته جدا فشعر بالڠضب وجذبها من يدها إلى شقتهم الخاصة وهو يقول بحنق أشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه. انا جوزك يا هانم ولا نسيتى
فتح بالمفتاح وهي تحاول أن تخلص يدها من يده المطبقة عليها بقوة. فتح الباب وأدخلها وصفع الباب خلفه پعنف.
الفصل الحادي والعشرون
بمجرد أن أغلق الباب أفلتت يدها من قبضته وهي تتأوه وتقول أيه اللى انت بتعمله ده وجايبنى هنا ليه
تغيرت ملامحه في لحظة وعقد يديه أمام صدره قائلا بهدوء أعمل ايه عاوز اتكلم معاكى وانت مش مديانى فرصة
نظرت له باندهاش فلقد كانت تتوقع أن معركة ستبدأ بينهما بعد صفعه للباب بكل هذا العڼف لم تكن تتوقع هذا الهدوء وقد كانت متحفزة ومستعدة للدفاع عن موقفها ولكن طريقته وهدوءه المفاجئ ألجمها وأربكها.
ظلت تنظر له في صمت تحاول استيعاب حديثه الهادىء أستدار وأغلق الباب بالمفتاح ووضع المفتاح في جيبه ثم الټفت إليها مبتسما وقال
من ساعة ما جينا وانت بتهربى مني حاولت اتصل بيكى. مريم قالتلى نايمة ومش راضية تصحى. عرفت أنك مش طايقانى وبصراحة معاكى حق. بس لو كنت أعرف أنك صاحية و شايفانى وانا نايم في الجنينة كنت طلعتلك.
أرتبكت أكثر ومازالت علامات الدهشة على وجهها ووجدت نفسها تقول بس مريم مجبتليش سيرة أنك اتصلت بيا
قال عبد الرحمن مؤكدا لا أتصلت بالأمارة مريم قالتلى انها حاولت تصحيكى وانت شديتى المخدة على راسك ومردتيش عليها
وجدت نفسها تندفع
قائلة لو كنت عاوز تتكلم معايا كنت طلعت وصحتنى بنفسك لكن انت مصدقت.
وضع يديه في جيبه وهو مازال محتفظا بابتسامته وقال يعنى أطلع وادخلك الأوضه وانت نايمة ومريم قاعدة بره. بصراحة حسيت انها ممكن تتحرج وكمان مكنتش أضمن نتيجة كلامنا هتبقى أيه. نفرض بقى صوتنا علي ولا حاجة البنت تتعقد من الجواز يعنى
قالت وهي تحاول استيعاب الموقف طب ومجتش نمت في بيتك ليه لو اللى بتقوله ده حقيقى.
أتسعت ابتسامته وقال محبتش أدخل الشقة من غيرك نزلت الجنينة وقعدت مع نفسى شوية وقعت عينى على حوض الورد وافتكرتك وانت بتنقذى الوردة مني. فضلت قاعد شوية لقيتنى بفتكر كل كلمة دارت بينا وكل موقف عجبتينى فيه. محستش بالوقت لقيت الفجر أذن صليت وطلعت أنام في أوضتى لقيت يوسف سهران قعدت معاه لحد ما النوم غلبنى جنبه.
كادت أن ټنهار تحت وقع كلماته الهادئة ولكنها تماسكت فهى تعلم جيدا أنه لا يحبها ولكنه ربما يكون يفعل ذلك من أجل أرضاء والده الذي شعر بالمشكلة التي بينهما فقالت بجدية
خلصت قولت اللى عندك. أفتحلى الباب بقى خلينى أمشى
أقترب منها وهو يقول ومين قالك أنى خلصت كلامى
ثم نظر لها باعتذار قائلا انا آسف سامحينى
ثم لمعت عيناه بمرح قائلا فكرة لما جيت اعتذر لك قدام المدرسة وقلتلك المسامح كريم.
قالت بسخرية اه طبعا فاكرة المسامح كريم أو مهند على حسب يعنى مش كده
ضحك ضحكات عابثة وقال الله. ده انت فاكره كل كلامى أهو حتى هزارى فاكراه
حاولت أن تخفى ابتسامتها بصعوبة وقالت طب سبنى امشى بقى لو سمحت
وقف أمامها قائلا تمشى فين هو ده مش بيتك. وانا جوزك. وبعدين انا اعتذرتلك وانت مردتيش.
قالت بتردد وهي تتمنى أن ېكذب كلماتها انت معملتش حاجة تعتذر وتتأسف عليها. أنت اتصرفت بتلقائية. واحد مبيعرفش يتكلم أو يتعامل مع الناس غير من قلبه. أبوه ڠصب عليه بنت عمه. هتكون أيه النتيجة يعنى غير كده
قطب جبينه بأسى وقال ياه ده انت شايلة في قلبك مني جامد.
قالت بضيق لاء انا مش شايلة في قلبى ولا حاجة بالعكس. أنا تفهمت موقفك وعذراك. أنا بس عتابى الوحيد عليك انك مرفضتش الجوازة اللى أنت مش عايزها دى وآدى النتيجة
حاول الأقتراب منها أكثر وهو يقول يا إيمان انت كده بتأسى عليا وعليكى جامد بالطريقة دى. انا ابويا مغصبنيش عليكى ولا حاجة وبعدين هو في حد بيتغصب على الجواز. دى حتى البنات دلوقتى محدش يقدر يغصبها.
جلست ايمان وهي تقول بحزن الڠصب هنا أنك تسمع كلامه علشان بتحبه ومش عاوز تزعله مش علشان هو جوزك بالعافية. بس أنت باستسلامك ده ظلمتنى معاك
ثم رفعت رأسها إليه وقد تجمعت دموعها في عنيها قائلة كنت قلتلى وانا اللى كنت رفضت نهائى. وساعتها مكنش هيزعل منك
جلس بجوارها وحاول مسح دموعها بأنامله فابتعدت عنه فقال يا ايمان بالله عليكى بلاش كده. أنا والله كنت معجب بيكى وباخلاقك وعلشان كده اتجوزتك.
نهضت وقالت بأصرار مفيش داعى انك تقعد تكدب علشان تجبر خاطرى بالكلام ده. أنا خلاص قررت انى احتفظ بالشوية اللى باقين من كرامتى وعزة نفسى
قطب جبينه بتساؤل وهو يقول مش فاهم
ايمان بثقة هنعيش زى ما احنا كده فترة وبعدين. وبعدين ننفصل
نهض قائلا بحدة ننفصل. انت فاهمة بتقولى ايه
قالت بأصرار أيوه فاهمة بقول أيه. وفاهمة أكتر انى مقدرش أعيش مع راجل قلبه لسه متعلق بخطيبته السابقة.
قال بذهول انت بتقولى أيه! هند دى انا نسيتها من زمان. كرهتها وطلعتها من عقلى وقلبى ورمتها على طول دراعى. حتى الوردة اللى كانت عزيزة عليا قطفتها وكنت هدوس عليها لمجرد انها كانت شايلة أسمها
أبتسمت ايمان پألم وقالت
لو كنت فعلا طلعتها من دماغك ونستها مكنتش قطفت الوردة ورمتها علشان تخفيها من قدامك يا عبد الرحمن. انا قلتلك قرارى الأخير. عن اذنك.
ثم توجهت لغرفتها وأغلقت بابها ووقفت خلفه تبكى بصمت بعد فترة هدأت توضأت وقضت ليلتها في الصلاة والدعاء تشكو بثها وحزنها إلى الله وقضى هو ليلته على الأريكة ينام تارة ويتقلب تارة ويفكر طويلا ويقرر ثم يتردد.
صلت إيمان صلاة الفجر وبدلت ملابسها لتنام فتحت الشرفة لتستنشق نسيم الصباح قبل أن تنام قليلا ولكنها سمعت صوت باب غرفتها يفتح فالتفتت فوجدت عبد الرحمن مقبل عليها في تردد ألتفتت مرة اخرى تنظر للخارج تستنشق النسيم الذي داعب غرتها وبعض من خصلات شعرها برقة شعرت بأنامل عبد الرحمن تتخلل خصلات شعرها المتطايرة وتمر خلالها ببطء وسمعته يقول بحنان
ممكن اقولك على حاجة ملهاش علاقة بقرارك ده.
قالت بتردد اتفضل
عبد الرحمن ممكن متقعديش تانى قدام حد غريب وتتكلمى معاه كده. أنا محبش راجل يقعد يبص لمراتى كده ويتكلم معاها
ثم تابع بنفس الهدوء وبعدين هو مش المفروض انك متقعديش مع رجالة غير أخوكى وجوزك واعمامك ولا انا غلطان.
أنتبهت ايمان لكلماته بالفعل تعايشت مع هذه العائلة الكبيرة واتبعت عاداتهم وتناست أمر الاختلاط بين الرجال والنساء وانها كان من الواجب عليها أن تفعل غير ذلك بحكم معرفتها بأمور دينها
ألتفتت إليه قائلة معاك حق متشكره أوى انك نبهتنى للحكاية دى.