رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
الأزياء
أمسكت ريهام بحقيبة يدها من فوق المكتب ونظرت إلى الهاتف مرة أخرى تنوي طلب سيارة أجرة لأن سيارتها كانت مع أخواتها لكن طرقا على الباب قاطعها فأذنت للطارق بالدخول.
ظهرت من خلف الباب امرأة حسنة المظهر تبدو في الثلاثينيات من عمرها وقالت بنبرة هادئة مدام ريهام..!!
قاطعت ريهام حديثها وهي تتجه نحوها تنوي الخروج قائلة بإستعجال بعدين بعدين يا غادة مش فاضية..
سألتها ريهام بضجر من ثرثارتها هي برا دلوقتي!!
أومأت غادة برأسها بالإيجاب وعلقت بتهذيب وهى تشير بكفها إلى الباب ايوه يا مدام
قلبت ريهام عينيها بتفكير ثم حسمت أمرها وهى تضع حقيبتها على أحد المقاعد وغمغمت بهدوء طيب جاية
عند باسم
تناولت هيام كوب
العصير من الطاولة وهي لا تزال تضع قدما فوق الأخرى وبدأت ترتشف منه على المهل مدحرجة بصرها عليه فوجدته يحدق بها مطولا بينما هو كان يجلس قبالتها بهدوء ممسكا بفنجان قهوته في يده لتغمغم بإعجاب وعيناها تطوف الأرجاء بيتك جميل جدا علي فكرة
راقب باسم أفعالها بصمت خرج منه بعد برهة قائلا بنبرته المخملية عيونك اللي حلوة .. خلينا نتكلم في تفاصيل العرض
ابتسم باسم لمجاملتها الرقيقة كصاحبتها وهو يمسح على شعره بحركة عفوية وشكرها بترفع ثانكيو علي الثقة دي
تمتم باسم بصوت عملي متمرس الاصتف جاهز و..
بترت هيام عبارته مسرعة برفض لا انا حابة اتعامل معاك انت بشكل مباشر .. وانت تمشي امور الشغل زي ماتحب انا مش بفهم فيها
ابتلع باسم ما في فمه ببطء مسلطا رماديتيه عليها بنظرات لم تستطع تفسيرها ثم رد بتريث وانا تحت امرك في اللي انتي عايزاه .. شوفي الميزانية اللي عايزة تشتغلي بيها ونبدأ علي طول
قالت له هيام وهي مرتبكة نوعا ما لأن هذه هي المرة الثانية التي تشعر أنه يفترسها بعينيه الفضية الثاقبة كذ ئ ب يدرس نقاط ضعفها استعدادا لمها جمتها فخفضت قدمها عن الأخرى وهى ترتب بأصابعها خصلات شعرها الأسود القصير على كتفيها بتلقائية أما باسم فاكتفى بهز رأسه بالموافقة فإنحنت بجذعها لتضع كوبها على الطاولة فسألها في دهشة معجبكيش!!
أومأ باسم لها موافقا وأشار بذراعه إلى اليمين قائلا بنبرة هادئة اتفضلي من هنا
بقلم نورهان محسن
عند هالة
غادرت الاثنتان صالون التجميل بعد أن صففتا شعرهما متجهتين نحو سيارة هالة بينما تهتف لميس بحماس خلينا نروح علي البيت بقي عشان نلحق نجهز
نظرت هالة إلى ساعة هاتفها لتجد أن الساعة تجاوزت الخامسة والنصف فأجابت بابتسامة واسعة تمام .. يلا اركبي
أنهت هالة كلامها وصعدا إلى الداخل ثم انطلقا.
بعد قليل في الطريق وصل صوت إشعار رسالة على هاتف هالة لتميل لميس ممسكة بالهاتف وقرأت اسمه من الشاشة الخارجية دا ياسر!!
اختتمت كلماتها بغمزة ما كرة لهالة التي ضحكت بخفة وأخذت الهاتف من يدها وفتحت الرسالة الصوتية ليرتفع صوته الرجولي الأجش مساء الخير يا هالة .. معلش مش هقدر اعدي اخدك .. عشان يارا عربيتها عطلت امبارح .. ف هعدى عليها اجيبها .. ونتقابل كلنا هناك في معادنا
استمعت هالة لتلك الكلمات بملامح جا مدة وتبد دت ابتسامتها تماما بينما تطلعت إليها لميس بنظرات متعاطفة لا تعرف ماذا تقول لها
نهاية الفصل العاشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الحادي عشر أنت لعبتي
إن رماديتيه ترى كل يوم وجوها جميلة ولكن القلب لم يفتح أبوابه إلا لوجه واحد أصبح الآن يمق..ته بشدة.
عند باسم
بعد مرور خمس دقائق من دلوف هيام لدورة مياه.
هرول باسم بخطوات واسعة بعد أن سمع صوت صړاخ هيام ليراها
واقفة ترتجف في أحد الزوايا مغمضة عينيها واضعة حقيبة يدها أمام وجهها في ذعر بينما كان الكلب يحوم أمامها دون توقف.
ركض باسم نحوها وتوقف أمامها ليضع كفه على كتفها الأيمن فانكمشت على نفسها أكثر وأطلقت صړخة خاڤتة قبل أن تفتح عينيها وتراه مقابلها.
حدقت هيام به لثواني معدودة بعد إستيعاب ثم اقتربت منه لا إراديا متمسكة بقميصه الأسود وهي تشير إلى الكلب هاتفة بتلعثم خائڤ اا ايه .. الكلب دا !! حوشه .. حوشه عني بسرعة!!
أخبرها باسم بصوت هادئ وهو يطوقها بذراعه اليسرى عندما شعر بارتعاشها القوي اهدي .. اهدي .. دا بتاعي ومابيعملش حاجة
رمشت بجفونها تباعا من الخۏف غير مدركة لوضعهما وقالت بصوت أبح من الصړاخ لا .. انا بخاف منهم اوي
تنفست هيام الصعداء عندما رأت الكلب يبتعد منشغلا باللعب في مكان آخر فضحك باسم بمرح ثم قال بصوت رجولي هامس ماتخافيش منه .. دا أليف جدا .. هو بس كان بيرحب بيكي بعشم شوية
تجمدت هيام للحظات وهي تشعر بحرارة رهيبة تتسلل إليها التي غزت حواسها مع شعورها بأنفاسه عندما أدار وجهه إليها فابتسمت بحرج شديد وهى تبتعد عنه قليلا قائلة بتوتر ملحوظ بينما باسم يسحب ذراعه ببطء انا اسفة .. اتوترت بزيادة .. معلش كان موقف يضحك بجد!!
قالت هيام الكلمة الأخيرة بضحكة خفيفة بعد أن أصبح واقفا مقابلها مباشرة فرفعت عينيها إليه لتجده أنه لم يرد الابتسامة بل ينظر إليها بملامح مبهمة وغامضة قبل أن يتمتم بنبرة رجولية أجش مصحوبة بنوع من الهمس عادي .. مفيش حاجة
أنهى
باسم كلامه وهو يجثو ببطء على إحدى ركبتيه فيما كانت عيون هيام تتابعه بذهول وترقب حتى التقط حقيبة يدها التى تحت قدميها لتتذكر أنها سقطت منها وهي تتشبث به فبلعت ريقها بصعوبة وتصاعدت الحرارة إلى وجهها المتورد تزامنا مع استقامة باسم بطول قامته أمامها فتأملته بعسيلتها
عادت هيام من أفكارها وهو يمد إليها الحقيبة فأخذتها منه فواصلت النظر في عينيه أدرك معناها باسم جيدا بخبرته المحنكة ليقترب منها تدريجيا.
المشهد بالكامل في النسخة الاصلية للرواية علي الواتباد
اڼفجرت هيام بالبكاء تحت عينيه المتسعتين مستغربا منها بينما انحنت إلى الأمام قليلا ودفنت وجهها بين يديها وهمست پبكاء وصوت مكتوم معرفش ازاي عملت كدا!!!
باسم حاول أن يقترب منها بقلق ليهدئ من روعها لكنها لم تسمح له إذ تحركت للخلف مبتعدة عنه رافضة أن يلمسها وانتصبت في وقفتها خلاص .. اهدي .. محصلش حاجة!!
قطب باسم ما بين حاجبيه بقوة وسألها بدهشة دون أن يفهم شيئا مما قالته بتكلمي عن مين!!
لم ترد هيام إذ تدفقت العبرات على خديها المحتقنين بشدة مخټنقة حروفها في حلقها فزفر باسم مضطربا من حالتها التى تبدلت رأسا على عقب فى غضون ثوان معدودة وهو يمسح على شعره لا إراديا بتفكير ثم استعاد رابطة جأشه قائلا بنبرة هادئة بعض الشيء وهو يشير إلى أقرب كرسي ممكن تهدى .. تعالى اقعدي هنا..
تطلعت هيام إلى حيث يشير لتتقدم بخطوات متثاقلة ثم تهاوت على المقعد تريح قدميها الهلامية وهي تلهث بخفوت تحت نظراته الفضولية ثم سألها باهتمام اجيبلك ميه!
هزت هيام رأسها رافضة وهي تدفع خصلات شعرها عن خدودها المبللة لتهمس بصوت أبح وشعورها بالذنب يتفاقم مع كل نفس يخرج من رئتيها مم يجعلها تكاد تختنق به الخي. .انة طلعت حاجة صعبة جدا .. مش زي ما كنت فاكرها
تبخر إنفعالاته تجاهها بمجرد أن أدرك معنى كلامها وتجمد في مكانه للحظات وكأن الصدمة حدت من تفكيره الذي انحصر في ذكرى ماضية تشبه هذا الموقف إلى حد كبير ليسألها بنبرة شبه واثقة جوزك .. خا..نك!
هزت هيام رأسها بقوة لتقول بنبرة بكاء متحشرجة عرفت انه مصاحب بنت اصغر منه بكتير .. وكل صحابنا كانوا عارفين .. وانا الوحيدة اللي كنت مخد..وعة ونايمة علي وداني .. ولما عرفت مش مكنتش عايزة اصدق ..
غطت هيام فمها بكفها ونظراتها شاردة في نقطة واهية وأضافت بنبرة مريرة مليئة بالندم معرفش ازاي سمحت لنفسي اعمل زي ماهو عمل .. انا مش خا..ينة والله العظيم .. ولا عمري عملت كدا .. ازاي هو قدر يعمل فيا كدا .. ازاي!!!!
تدفقت دموعها من مقلتيها أكثر مع كل كلمة تلفظت بها پألم ېمزق زوايا قلبها ورفعت عيناها الحمراء إليه فأثارت الشفقة في قلب باسم الذي حاول أن يخفف عنها وهو يدنو إلى مستواها على عقبيه وأومأ برأسه أسفا قائلا بتوتر خاڤت ممكن تهدي شوية .. وتبطلى عياط .. محصلش حاجة .. المسائل دي ماتتحلش بالشكل دا .. عايزة تردي كرامتك في طرق كتير .. غير انك تقابلي الخي..انة بالخ..يانة
أطرقت بوجهها خجلا من نفسها ومضت تقول بنبرة حرج ممزوجة بالأسف الشديد انا اسفة اوي اني استغليتك .. بس والله صدقني كنت يائسة لدرجة صعبة اوي ومصډومة وعايزة انت..قم منه وبس
مسح باسم
على وجهه بضيق وهو يتمتم لها بهدوء خلاص انسي اللي حصل .. هتقدري تسوقي ولا تحبي اوصلك!!
أجابت هيام على سؤاله بنفى خاڤت تزامنا مع نهوضهما لكنها لم تستطع رفع عينيها والنظر إليه لالا هقدر .. متشكرة انك فهمتني وبعتذر ليك مرة تانية .. بس مش هقدر اكمل الشغل دا معاك
أما بالنسبة له فإكتفى بهمهمة خاڤتة متفهما ما كانت تمر به جيدا.
بقلم نورهان محسن
حوالي الساعة الثامنة مساءا
أبريل تقف مع رضوى وأميرة داخل أحد متاجر الملابس في مجمع تجاري ضخم.
قالت ابريل برفض لا .. مش عجبني
نظرت رضوى إلى فستان طويل من اللون الليموني الهادئ كانت تحمله في يدها ثم أبدت استنكارها هاتفة بتذمر هو انتي من نظرة بتقرري يا بت تعبتينا والله
عقدت ابريل ذراعيها أمام صدرها وغمغمت بعدم اقتناع ماحبتوش ولا حسيته
تأفأفت أميرة التي كانت واقفة بجانبهم بصمت بعد أن سئمت من تشاجرهم المستمر مدققة النظر عن كثب إلى الورقة المتشابكة فى الفستان ثم هتفت بحدة ناعمة بس انتي وهي!! شوفوا مكتوب عليه كام الاول .. قبل ما تتمسكوا في شعور بعض كدا!
ألقت رضوى نظرة على المكان الذي أشارت إليه أميرة فاتسعت عيناها في ذهول ثم تمتمت بشهقة يا نهار طين .. كل دا رقم!!!
ضحكت ابريل مقهقهة عليها لتقول بتهكم ساخر شوفتي بقي .. والله ما يستاهل
.. خلينا نروح نشوف محل تاني
التفتوا ليخرجوا من المتجر معا ليرن هاتف أبريل بنغمة أجنبية فأخرجته