الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 18 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


وفي خضم أفكاره وجد الهاتف يأخذ عنوة من ه بواسطة صغيرة
سارقة يعرف صاتها فمن غيرها فاطمة ابنة شقيقته المشاكسة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات رفع حاجبيه بغيظ من فعلتها ولكنها رمقته بطرف اها قائلة بتذمر طفولي 
زهقانة و عايزة العب يا خالو
هز محمد رأسه وضړب كف على آخر بقلة حيلة عندما وجدها بالفعل تقوم بتشغيل احد الالعاب التي ترغمه أن يحتفظ بها على هاتفه لينقض عليها مشاكسا ي على مقدمة ملابسها من الخلف 

بت انت رخمة ليه كده مش تستأذنيني الأول ما تاخدي التليفون من اي مش يمكن موافقش
رفعت اها الشقية له وثأثأت 
انت خالو... و مش تقولي لأ
واللهي ده أيه العشم ده يا اوزعه!
شهقت واستنكرت قوله 
انا مش اوزعه... يا ابو ين طويلة
هز رأسه بلا فائدة و ضربها بخفة على جبهتها قائلا 
بطلي لماضة احسن هعلقك في النجفة
نفت برأسها قائلة وهي تمط فمها وتنظر له نظرة جرو وديع 
مش ههون عليك يا حمود
قهقه محمد على شقاوتها وتلك الطة التي تحدثت بها ليوافقهاقائلا 
ماشي يا اوزعه بس جيم واحد بس علشان تروحي تكتبي الواجب
قهقهت هي بحماس وجرت نحو الفراش تتوسطه تدعوه بمشاكسة 
ماشي تعال بقى ألعب معايا
فما كان منه غير ان ينصاع لها ربما يلهي ذاته ويكف عن التفكير في صاة الفيروزتان البائسة
أما هي فقد قررت أن تتم ما برأسها أن علمت هوية صاة الرقم التي سجلته وجعلت أحد أصدقاء سعاد أن يساعدها و يأتيها بكافة المعلومات عنها فقد اكتشفت أن غريمتها صائدة رجال و تعمل لديه بشركته ولذلك لم تتردد وخاصة انه اخبرها في الصباح انه سيذهب ليعاين
أحد المواقع التي يشرف على تنفيذها و وها هي
تقف امامها بكل ثبات وثقة تتأمل هيئتها بتدني تعمدته تحاول ان تجد ما يميزها عنها ولكنها واقفة الآن أمام امرأة تناقضها بكل شيء فهي ذات خصلات شقراء مموجة و حادة ماكرة تلمع بالثقة وانف شامخ و منتفخة قامت بطلائها بلون قاني لم تجرؤ هي حتى أن تضعه لزا أما هيئتها فكانت ترتدي 
افندم مين حضرتك...
تنهدت رهفوظلت تتمعن بها بشعور لا يضاهيه شيء قط فأسوء شيء من الممكن أن يط المرأة ويهدم كبريائها انها تضع ذاتها مقارنتا بأنثى أخرى لا تمت لطبيعتها بشيء و الأنكى أن زا مال لها رغم كم التناقض بينهم طال صمتها مما جعل منار تزفر حانقة من نظراتها الغير مبررة 
في حاجة حضرتك
أجابتها رهف بنبرة

واثقة وهي تجلس مقابل لها 
فيه حاجات .......وعلشان كده جيت يا أنسة ......مش انسة برضو ولا انا غلطانة !!
رفعت منار نظراتها لها وأخبرتها ببسمة خبيثة 
غلطانة...
أممم اك مطلقة ..... مش كده ......او ممكن عانس ياحرااااام
قالت أخر كلمة ف مصطنع وهي تمط فمها مما جعل الآخرى ترشقها بنظرات حاقدة مشټعلة لتسترسل رهف وهي تنظر لها بتدني واضح 
على العموم في الحالتين حقك !!
لم تفهم منار إلى ماذا ترمي وسألتها بغيظ 
حق ايه مش فاهمة وانت مين اساسا علشان تتكلمي معايا كده
احتدت نظرات رهف بشراسة قتالية هي ذاتها استغربت أنها تكمن داخلها واستطردت قائلة وهي تشرأب برأسها نحوها تتعمد أن ترهبها 
حقك تستغلي أي فرصة علشان تعوضي حظك براجل زي جوزي
مهلا الأن تفهمت كل شيء فتلك هي زوجته الساذجة وقد تفهمت لم يتهرب منها ولذلك
أطلقت ضحكة صاخبة ثم أجابتها بك وهي تضع ساق على آخر 
مش محتاجة استغل الفرص يا مدام .....وين جوزك هو اللي هيتجنن عليا ومش ذنبي أنك مش مالية ه
نخرت الغيرة قلبها ولكنها تمالكت ذاتها وردت بتدني أغاظ الأخرى وجعلها تطلق شرار من اها 
لو مال ليك فهو معذور أصل الحاجة
الرخيصة بتبهر و بتزغلل ال لترفع سبابتها أمام نظراتها وتحذرها بجدية ة جعلت الآخرى تر الفتك بها 
القرار راجع ليك...اي عنه أحسنلك علشان اللي بتخططيله ده مش هيحصل... خليك عاقلة ووفري على نفسك الفضايح والجرص
فااااااهمة ولا اع تاني..... قالت تحذيرها الأخير وهي تعتدل في وقفتها وترشقها بنظرة قاټلة متوعدة من اها حتى انها غادرت دون ان تعطي فرصة للآخرى أن ترد
لتصرخ منار بغيظ وتتوعد لها 
يا أنا يا أنت يا رهف هانم
أما هي ف أن خرجت من مكتبها كادت تخور قدمها من ة توترها ولذلك احتمت بأحد الأركان وأخذت تحاول أن تطلق زفرات متتالية كي تهدأ من روعها فيبدو أن قناع الشجاعة والقوة التي كانت تتقمصه سقط عنها وإن استعادت شيء من ثباتها هرولت للخارج وهي تحمد ربها أنها استطاعت أن تتخطى تلك اللحظة الحاسمة بحياتها
بحاول ابقى كويسة
كلمة مقتضبة ظهرت على شاشة هاتفه كإشعار مما جعله ينتفض مرة واحدة وي
الهاتف من الصغيرة متحججا 
يلا يا طمطم كفاية لعب انت وعدتيني تكتبي الواجب
نفت فاطمة برأسها واجابته بلماضة 
عايزة ألعب شوية كمان وين عادي ما انت وعدتني من شهر توديني الملاهي ومودتنيش
زفر محمد بنفاذ صبر و وعدها من جد كي يتخلص منها ويتفرغ لمحادثة تلك التي تحتل كافة تفكيره 
حقك عليا و وعد لو كتبتي الواجب هوديك بكرة
صفقت في حماس وقفزت على الفراش بسعادة عارمة ثم انصاعت له ليزفر هو براحة ويتطلع لهاتفه ليجدها مازالت متصلة ليراسلها على النحو التالي قائلا 
قلقت عليك وكنت متردد أكلمك
غاب ردها مما جعله يلعن تسرعه ولكن أتاه اخيرا مطمئننا 
ياريتك ما ترددت انا بجد محتاجة اتكلم مع حد
زفر براحة وباشر محادثتها بواسطة الكتابة 
وانا معاك وهسمعك للأخر و تأكدي أن وقت ما تحتاجيني هتلاقيني
انت جدع اوي يا محمد وبجد شكرا على كل حاجة
ابتسم بور من مدحها وكم شجعه ذلك أن يطالب ب إجابات صريحة لتلك التساؤلات برأسه ولكنه كعادته لم يشأ أن يضغط عليها خوفا أن تتخذ موضع هجوم ضده ولذلك لعڼ فضوله اللعېن نحوها وقرر أن يتركها تخبره ماتوده هي وبالفعل ذلك ما حدث و استرسلت بالحديث معه لساعات عدة دون أي شعور بالوقت وكم كان هو متفهم يستمع لها دون كلل يحاورها بعقلانية ة ويحفزها ان
تتخطى كل شيء وتبدأ من جد وهو يشعر أن نخوته و وعده لها بااعدة هم الدافع وراء اهتمامه لا يعلم أن بمكان هناك بصدره يتورط بها روا روا
بينما هي كانت تشعر بأمتنان عظيم له كونه أنس وحدتها وكان وجوده يشبه لهيب شمعة انارت عتمتها غافلة أنها لن تدوم طويلا وستذوب قهرا من أجلها
عاد لشركته وهو يتعمد أن يلهي ذاته عنها ويتهرب من مواجهتها متحجج بإنشغاله ولكنها دخلت بثورتها قائلة 
اتفضل دي استقالتي أنا لا يمكن استنى في الشركة دي دقيقة واحدة اللي حصل
أغمض ه بقوة كي يهيأ ذاته كي يواجهها ولكن كيف الخلاص وهي تقف الآن أمامه بكامل اناقتها و تتخصر مما جعله ي ه ويسألها بثبات بالكاد تمكن منه 
إيه اللي حصل
ألتقطت نظراته التي ارضتها وتقصعت أكثر بوقفتها قائلة بإنفعال 
انا عرفت ليه بتتهرب مني... يا سي لو عايز ترجع في كلامك مكنش ليه لازمة تبعتلي مراتك تبهدلني وتتهمني بالرخص
أندثرت نظراته وش ه وبرقت يه وهب واقفا يهمس م استيعاب 
رهف...مستحيل!!
مستحيل ليه مش انت اللي باعتها
حل رابطة عنقه وهو يشعر أن الارض تم به وقال بنظرات مهتزة ما تأكد أن شكوكه بمحلها 
ابعتها فين انت مچنونة انا معرفش انها عارفة اصلا ورغم إني شكيت بس عمري ما اتوقعت انها تجيلك هنا
ادعت الوداعة واسبلت اها بعتاب وقالت بنبرة

مټألمة اجادتها 
ده كل اللي يهمك ....ومش هامك انها بهدلتني وسمعتني كلام زي الزفت بسببك لأ وكمان هددتني وها بي من غير ما تعمل اعتبار ليك
لتجهش بالبكاء وتقول وهي تنظر له نظرات تعرف تأثيرها عليه 
ترددك هو السبب لو كنت صارحتها من الأول مكنتش حطيتني في موقف زي ده
لتمسد جبهتها وتترنح وكأنها ستفقد وعيها مما جعله يهم إليها عمها بيه فما كان منها غير أن تستند علىه وتسبل اها أكثر تدعي الوهن 
انا همشي من شركتك وهخرج من حياتك كلها وهدوس على قلبي...وياريت تنساني زي ما هحاول أنساك يا سونة
إلى هنا وقد ذهبت مقاومته أدراج الرياح فكيف لذكر مثله أن يصمد أمام أنثى منكسرة ته مثلها ليجد ذاته يضرب بكل شيء عرض الحائط ويقول وهو يتأكلها به 
لا مش هقدر... صدقيني حاولت كتير أنساك وا عنك معرفتش ...
بس هي مش هتسبني في حالي دي هددتني
نفى مستنكر قولها واجابها بفكر عقيم وهو يمرر ه بين خصلاتها الشقراء 
متقدرش تعمل حاجة رهفأضعف من كده بكتير وطالما عرفت خلاص يبقى مبقاش في حاجة أخاف منها وڠصب عنها لازم ت
يبقى لو بتني تستعجل وتكتب عليا
اومأ لها كالمغيب تحت وطأة رغبته مما جعلها تبتسم وتصرح له بهمس للغاية 
بك يا
سونة ومقدرش اعيش من غيرك
لم يمهلها لقول المز فقد ..
كم كان الوقت يمر سريعا وهو برفقتها فقد احتسوا القهوة ثم سارو معا للكثير من الوقت حتى ألمتهم اقدامهم وقررو يستريحون على أحد المقاعد الرخامية على ضفاف النيل ورغم انه كان يأمل أن تتجاذب معه أطراف الحديث ولكنها لم تنبس ببنت شفة فقد كانت فقط شاردة وكأنها تفكر في معضلة عويصة تؤرقها وهو لم ير أن يفرض حصاره عليها بالحديث بل فضل أن يمنحها مساحتها الخاصة ويكتفي كونه برفقتها دون جدل
أما هي كانت بعالم موازي مليء
بالتخبطات لا تعلم ما يحل بها فقط كل تعلمه أن بداخلها صخب يؤرقها وكم تتمنى أن تتخلص منه و تنعم بشيء من السکينة والأطمئنان لوهلة شعرت بفراغ بجانبها وإن كادت تبحث باها عنه وجدته يقف على يبتاع تلك الحلوى التي تها حانت منها بسمة حنين تحمل بين طياتها الكثير فكم ذكرها ذلك المشهد بطفولتها حين كانت تركض
على البائع وتجبر والدتها ان تبتاعها لها وحين تنفذ رغبتها بالحصول على أكثر واحدة كانت ټها تنعمها بدفئها وتخبرها بحنو أنها ستؤذي اسنانها لكنها لم تقنع قط إلا أن خربت اسنانها بالفعل ولكن ليس بفضل دلال والدتها فقد كانت رحلت حين ذاك بل بفضله هو فكلما كان يغضبها وير مراضاتها يجلبها لها
انتشلها هو من دوامة ذكرياتها قائلا وهو يمد ه بلفافة وردية كبيرة هشة من الحلوى 
عارف انك بتي غزل البنات
تناوبت نظراتها المشتتة بين الحلوى وبينه وتناولتها من ه واخذت تنظر لها ب مسبلة تغيم بالذكريات تفهم هو ما أصابها ولكونه يعرفها عن ظهر قلب قال مواسيا وهو يربت على ظهرها 
عارف أنها وحشتك بس مفيش حاجة بأنا غير ندعيلها
كانت تطرق رأسها دون أن تعقب حتى أنه ظن انها لن تفعل ابدا وندم حين جلب لها تلك الحلوى التي يعلم بما ذكرتها لذلك وجد ذاته يعتذر وهو يرفع بأنامله خصلاتها التي تعيق رؤيته لها بحركة حانية للغاية 
اسف مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وهمست بنبرة تحمل بطياتها
الكثير من الألم 
عمري ما نسيت
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 96 صفحات