الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الكابو بقلم علا السعدني

انت في الصفحة 66 من 109 صفحات

موقع أيام نيوز


عليه أن يتحمل كل تلك العواقب يتحمل ذلك الطريق المظلم الذى اختار أن يسير فيه وحيدا ٠٠ نعم وحيدا فرغم كل رجاله تلك فهو وحيد هو يعلم أن عليه شرائهم بماله لكن لا احد سيحبه ابدا أن عرف حقيقته فهو مجرد فاكهة حلوة من الخارج ولكنه بداخله تسكن عفونة لا يعلم بها احدا سمع صوت رجاله الذين يريدون أن يفروا بعد أن سمعوا صوت سيارة الشرطة سمع صوت يونس بجواره وهو يحاول أن ينادى عليه كى يجعله يستفيق ولكنه اغمض عيناه فقد علم جيدا أن تلك هى النهاية حتى صعدت روحه إلى بارئها ٠٠

خانت يونس تلك الدمعة التى نزلت من عينه فلم يكن يريد أن تكون تلك النهاية أن تكون خاتمته هكذا شعر بأنهم على الرغم من انهم يسكنون بمنزل واحد إلا إنه كان يفصلهم كثير وكثير فالنهاية تأتى فى أى وقت لا أحد يعلم متى ستكون النهاية ولكن يجب أن نستعد لها فهى تأتى فى غمضة عين أغمض عيناه وهو يتذكر كل طفولتهم سويا لقد أراد أن يمنعه أن يردعه ولكن إن تكون تلك الطريقة لم يفكر ابدا بها بتلك الطريقة قاطع افكاره تلك وذكرياته دخول الشرطة للداخل لتقبض على جميع الرجال ولكنهم فوجئوا بوجود أنس قد رحل عن الحياة شعرت آسيا بصداع رهيب فى رأسها ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها نظر لها يونس فنهض عن الأرضية ثم أتجه نحوها وقال
نروح بس مع الظابط نقول اللى حصل ٠٠ وبعدين اوصلك 
هزت رأسها وهى تشعر بالوهن وذهبت معه دون أن تعترض وصلوا لقسم الشرطة وأخبرهم يونس بما حدث وكيف علم مكان آسيا فشعرت آسيا پغضب شديد من أقواله تلك اذا فقد كان على علم أن أنس يعمل فى التهريب وليس هذا فحسب بل هو ٠٠ هو من قصد أن يتسبب لها فى خسارة عملها لكى ينتقم منها مما فعلته به ٠٠
خرجوا من المخفر سويا فنظرت له آسيا پغضب شديد ولكنها لم ترد حتى اكأن تحدثه او تعاتبه فقررت أن تقف فى انتظار سيارة آجرة فقال يونس
تعالى هنا عشان اوصلك
لم تستطع آسيا اخفاء تلك الاسئلة التى تدور فى رأسها لذا اڼفجرت فى وجهه
انت اللى اتصلت وبلغتنى عن الشحنة اللى أنس كان هيهربها الشحنة الفشنك مش كده ٠٠ كنت عاوز ټنتقم وترد كرامتك وتأذينى فى شغلى مش كده
تعالى نتكلم فى العربية
مش هروح معاك فى حتة إلا لما تقول
فزعق بها بقوة
قولتلك ادخلى العربية وهنتكلم ٠٠ مش هنتكلم فى نص الشارع كده
زفرت آسيا پغضب مدفون داخلها ثم أتجهت نحو سيارته واستقلا معا السيارة تحدث يونس بلا مبالاة
عاوزة تعرفى ايه !
انت قلت فى القسم جو للظابط إنك أنت اللى بلغت
وأنتى
سمعتى ده بس ومسمعتيش الباقى !!
انت كداب يا يونس انت بټنتقم منى بس بطريقة رخيصة و ٠٠
قاطعها قائلا
ولما انا عاوز انتقم منك يا غبية عرضت نفسى للخطړ ليه وجيت لما شفت بالصدفة الراجل

بتاع أنس بيراقبك هنقذك ليه يا غبية !!
صمتت آسيا قليلا فهى لم تفكر فى تلك الجزئية لذا نظرت له ثم قالت
تقصد ايه !
كل ما فى الأمر انى عرفت اصلا أن أنس بيشتغل فى الهباب ده قبل ما تمشى بيوم واحد سمعته وانا راجع من بارة بيكلم فى مكتبه
عاد يونس فى الثانية صباحا وهو يشعر بالتعب فقد كان يعمل بشركته الخاصة حتى ذلك الوقت المتأخر فوجد نور المكتب الخاص ب أنس ساطع فقرر الدخول كى يرى أن كان يحتاج لمساعدة ما قبل أن يضع يده على المقبض سمع صوته يتحدث مع رجل آخر
كل شئ تم زى ما حضرتك خططت
ابتسم أنس بسعادة ثم قال
شحنة الحقيقية هبلغك بميعادها قريب اما آسيا كده فباى باى مش هتقدر تورينا وشها بعد كده لو جت تانى يبقى بتحفر قپرها بأيدها
ابتسم ذلك الذى معه فشعر أنس بسعادة كبيرة لأن تلك البغيضة لن يضطر أن يراها مرة آخرى ٠٠
وقف يونس فى الخارج وهو لا يصدق ما سمعه للتو حقا أن أنس كذلك !! تاجر !! اذا فقد علم سبب وجود آسيا منه الآن أبتعد مسرعا عن المكتب حتى لا يراه أحد وصعد غرفته ليفكر ما الذى يجب أن يفعله ليواجه أنس بما علمه للتو أم ماذا يفعل وهل أن واجه أنس سيستمع لحديثه من الأصل بالطبع لا !! علم جيدا إن أبعاد أنس عن ذلك الطريق لن يكون إلا بالقوة ليس بالنصح والأرشاد ٠٠ 
نظرت له آسيا بعد آن انتهى من حديثه ذلك ثم قالت
انت عاوزنى اصدق ده
ده اللى حصل وساعتها قررت اراقبه كويس مش بس كده حطيت جهازت تسجيل صغير فى مكتبه من غير ما يحس وعرفت وقت عملية التهريب وقولتلك وبعدها شلته تماما عشان ميكتشفش شئ
رمشت آسيا قليلا ثم قالت
وهو عرف منين ان فى حد بلغنى
هز يونس كتفاه بلا
 

65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 109 صفحات