الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حكمت وحسم الأمر فهل من مفر بقلم الهام رفعت

انت في الصفحة 25 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


هو شعور الندم والوحدة الذي سيطر عليها مجرد تركه وعدم ايذاءها ليرغمها كما يفعل تنهدت بحزن لا تعرف سببه وسألت نفسها لما هي حزينة عليه فهي هنا للإنتقام منه فقط اغمضت عينيها لبعض الوقت ثم فتحتهما لتنظر امامها متذكرة السم الذي اعطته لها والدتها نهضت مارية من على الفراش لتبحث في أي مكان وضعته تحركت لاففة الملائة عليها وتوجهت لخزانة ملابسها شرعت في فتحها بأيد مرتعشة ونظرت بداخلها لتمد يدها وتبحث بين طيات ملابسها وجدتها مارية مغلفة بربطة محكمة كي لا يراها احد أو تستدعي ريبتهم منها التقطتها مارية وقربتها من أنظارها لتتأملها بشرود اقصت الغطاء من عليها لتظهر امامها فتلك الزجاجة الصغيرة ستنهي كل شيء ابتسمت بحزن وألم ولكن هو من دفعها لذلك تريد هي الإنتهاء من كل ما يدور بداخلها فهي لم تستطع كرهه بالمعنى الصحيح تكذب على نفسها ولكن بداخلها يعشقه بمعنى الكلمة ليس القلب ليتغير بتلك السرعة رغم قټله لوالدها ارادت فقط التخلص منه ومن ثم تنهي حياتها هي الأخرى نعم هي الزمت نفسها بذلك أولا لتثأر من والدها الذي ماټ على يده بكت مارية وهي ټلعن القدر في نفسها الضعيفة فقد خذلها هو ليصل الأمر بينهم إلى هذا الحد تنهدت بعمق وباتت نظراتها قاسېة وعزمت ولا مفر للرجوع فاليوم سينتهي كل هذا الألم بداخلها وضعت مارية الزجاجة مرة أخرى وتوجهت للمرحاض لتغتسل 

لم تصدق والدتها حتى تلك اللحظة بأنه سيتزوج من ابنتها جاء بنفسه ليطلب يدها بعدة كلمات مقتضبة وغادر ليتركها مصډومة دنت اسماء منها بفرحة ملأت تعابيرها ولمعت عيناها بسعادة جلية وهي تحدق بوالدتها التي تجلس مصډومة ويبدو هيئتها مضحكة جلست اسماء بجوارها لتحدثها بتنهيدة حارة 
شوفتي بعينك لما جه يتقدملي كنت بتقوليلي أن احنا خدامين ومينفعش يبوصيلي أهو جه بنفسه يطلب ايدي 
نظرت لها والدتها وهي ما زالت مصډومة فابتسمت اسماء ردت سوسن باستنكار 
يعني انتي هتتجوزي فؤاد بيه وتعيشي معاه في بيته ويعملك فرح والناس تعرف أنه هيتجوزك انتي 
اومأت اسماء لها برأسها لتؤكد 
هو أنا اللي بجيب من عندي انتي مسمعتهوش كويس ولا ايه قالك بكرة هكون مراته ومش عاوز غيري وهيجبلي كل حاجة 
ابتسمت سوسن وبينت فرحتها حين قالت لابنتها بمفهوم
كنتي بتحبيه وبقى من نصيبك ومن كرم ربنا لما يفكر يتجوز يختارك انتي 
نظرت لها اسماء بأعين لامعة من الفرحة بينما لم تضع والدتها فرق العمر قيد تفكيرها بشكل كبير فهو أي فتاة تتمنى فقط أن ينظر لها رسمت سوسن الفرحة فلا يعيب الرجل سنه قط فابنتها تحبه وهذا المطلوب نظرت لها اسماء تريد معرفة ما تفكر به ابتسمت لها والدتها وطمأنتها بنبرة متمنية 
بدعي ربنا يسعدك واشوف ولادك قريب أن شاء الله 
تركها وذهب ليختلي بنفسه في مكتبه بمخزن البضائع وضع عمار رأسه على المكتب وډفنها  بذراعيه وصارت ملامحة حزينة عابسة فهي لن تسامحه مهما فعل من اجلها تزوج عليها كي يجعلها تغار عليه ولا فائدة بات هو من يتلهف عليها فلم تناست حبه بسبب والدها هذا فكر كثيرا في اخبارها بالسبب الذي دفعه لقټله كان والدها حتمي ولكن ما كان غير متوقع له أن يسند له والده تلك المهمة لتضحى علاقتها به يخالطها النفور والكره من ناحيتها على الأرجح فحبه لها لم ينقص ابدا وما ازعجه تشديد والده عليه بعدم افشاء ما فعله بعمته فقد ظن الجميع من حولهم أنه لم يتعمد قټلها كما اخبرهم ولكن الحقېر
كان يعرف هدفه فقد قټلها عن عمد ليدفن سرها معه وما جهله هذا الخسيس بأن هناك من يعرف بعلاقته بعمته المغدورة اهتاج سلطان والده بعدما علم بذلك فلولا وجود من اخبره لكان تقبل الصلح كونه لم يتعمد قټلها فليس في الٹأر دخول النساء ولكنه استغل طيبتها وتلاعب بها لتصبح في النهاية ضحيته ما تعجب منه هو ارتداءه لقناع البراءة والطيبة وعذر مارية لجهلها بحقيقته التي لو علمت بها والدتها لم حزنت عليه لحظة لم ينكر عمار انزعاجه منها ولكن لا فائدة ليجبرها أكثر من ذلك هي مغيبة عن معرفة حقيقة الأمر ولابد أن يلتمس لها العذر فوالدها وهي مخدوعة فيه سيطرت عليه فكرة أن يخبرها بكل شيء ليتمنى ارتضاءها عليه فهذا هو الحل لعلاقته المستقبحة هذة سيضرب بتعليمات والده عرض الحائط فسوف يبقي على حبيبته ليتخلص من كل هذا النفور السافر الذي اكتسح احاسيسها تجاهه انتبه عمار لمن يدخل المخزن عليه ولشدة حزنه لم يرفع رأسه وظل كما هو ضائع في افكاره التي تحلق في رأسه تأبى السكون من ولج المخزن كان مكرم الذي تطلع عليه بعدم فهم لوجوده بالمخزن في هذا الوقت المبكر فقد ظن أنه سينتظر قدومه تحرك نحوه بحذر وهو يتأمل ما به فقد اراد معرفة سبب وجوده
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 50 صفحات