الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ظلها الخادع بقلم هدير نور

انت في الصفحة 36 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


ما اتجوزت طلعت الله يرحمه 
لتكمل بينما تلتف للاخرين قائله بتوتر كأنها تبرر الامر
بس انا كنت بنزل مصر كل سنه علشان اشوف مليكه طبعا 
كانت مليكه تستمع اليها شاعره بالاختناق من كڈب والدتها فهى لم ترها فقد مر اكثر من 9 سنوات علي اخر مرة رأتها بها كانت مليكه وقتها بال من عمرها كانت تحاول وقتها اقناعها بترك و الدها و ان تأتي معها و عندما رفضت غادرت بذات اليوم ولم تراها من وقتها 

لكنها صمتت فلم ترغب باحراجها امام الاخرين فلعلها تفعل ذلك حتي تحسن من مظهرها حتي لا تظهر امامهم كالام الغير مباليه بابنتها فمن تستطيع عدم رؤية ابنتها طوال تلك السنوات فبالتأكيد لا تهتم او تكترث لها 
ظلت تستمع الي واصلة كڈب والدتها التي كانت تحكي لهم عن مغامراتهم سويا و التي بالطبع لم تحدث ابدا و كم كانت طفله وديعه هادئه ابتسمت مليكه
بداخلها بسخريه فالمره الاولي التي رأتها بها بعد يوم والدتها طبعا كانت وقتها تبلغ سن السابعه 
سألها نوح بينما يعتدل في جلسته و عينيه مسلطه علي مليكه التي كانت جالسه بوجه متجهم
طيب لما انتي و مليكه قريبين اوي كده ليه محضرتيش فرحها 
اجابته فردوس بينما ترمق مليكه بلوم 
يمكن علشان مليكه معرفتنيش انها هتتجوز اصلا 
لم تستطع مليكه تمالك نفسها اكتر من ذلك انتفضت هاتفه پحده و ڠضب
او يمكن علشان اتصلت بيكي اكتر من 100 مره و انتي مردتيش 
غمغمت فردوس بارتباك و قد شحب وجهها
يا مليكه انا غيرت رقم تليفوني من زمان
لتكمل باستعطاف محاوله جذب انتباههم عما قالته مليكه
غيرته بسبب الديون اللي كانت عليا بعد ما جوزي اټوفي اضطريت اغيره بسبب الداينين وانا حاولت اتصل بيكي كتير برضو بس علي رقمك اللي معايا كان دايما مقفول 
مررت يدها علي رأس مليكه متصنعه الاسف
عارفه يا حبيبتي انك اكيد زعلانه مني وليكي حق بس انتي متعرفيش اللي حصلي خلال السنه اللي فاتت انا اتبهدلت كتير 
همست بينما بدأت بالبكاء مما جعل راقيه التي كانت جالسه تستمع بصمت الي ما يحدث تنهض وتجلس بجانبها مربته فوق كتفيها مواسيه اياها بلطف همست من بين شهقات بكائها مما جعل مليكه تشعر بالضيق و عدم الراحه بداخلها
قسمت جوزي ماټ وسابلي ديون كتير قضيت طول ال 7 شهور اللي فاتوا بحاول اسدهم لحد ما اخيرا قدرت اسدد كل ديونه و
رجعت مصر وانا مملكش جنيه واحد 
لتكمل بينما تلتف الي نوح قائله بصوت منخفض 
انا عارفه ان اللي هطلبه ده صعب بس ممكن تستحملوني هنا يومين لحد ما ادبر اموري واشوف شقه علي قدي 
قاطعتها راقيه هاتفه بشفقه و قد امتلئت عينيها بالدموع
تنورينا طبعا 
همست فردوس بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه بها
معلش استحملوني عارفه اني هتقل عليكوا 
انحني نحو للامام مربتا فوق يدها قائلا بحزم و صرامه
متقوليش كده قبل ما يكون ده بيتي ده بيت مليكه و بيت مليكه يعني بيتك 
من ثم مد يده متناولا يد مليكه التي كانت جالسه بصمت شاعره بالارتباك مما يحدث حولها شعر بيدها بارده كبرودة الثلج بين يده مما جعله يضغط عليها بقوه محاولا بث الاطمئنان بها لتشبك اصابعه باصابعه داعيه الله ان يمر كل هذا بسلام فلن تتحمل اي شئ قد يبعده عنها بعد الان 
في المساء 
كانت مليكه واقفه بغرفة والدتها تساعدها في ترتيب حقائبها هتفت فردوس بينما ترتمي فوق الفراش بينما تتأمل الغرفه الفخمه التي خصصت لها
اها يا بنت الايه وقعتي واقفه اثبتي انك بنت امك بصحيح
لتكمل عندما لم تجيبها مليكه 
بس صحيح ازاي قدرتي توقعي واحد زي نوح الجنزوري 
قاطعتها مليكه بغلاظه بينما تلقي قطعة الملابس من يدها فوق الفراش
موقعتش حد انا مش بحب نوح بس لا انا بعشقه وفلوسه دي كلها متهمنيش اللي يهمني هو و بس 
القت فردوس رأسها للخلف بينما تضحك بسخريه 
بتحبيه !! قولتيلي 
لتكمل بينما تهز ساقيها التي كانت خارج الفراش حيث كانت نصف مستلقيه فوقه و علي وجهها ترتسم علامات التفكير
لا بس هو شكله بيحبك و واقع فيكي اوي كمان يعني لو طلبتي منه عينه هيدهالك
زمجرت مليكه پغضب بينما تعقد ذراعيه فوق
صدره حتي تخفي ارتجاف يديها
بس انا مش ناويه اطلب منه عينه ولا هطلب منه حاجه اصلا علشان تبقي فاهمه كده من الاول 
انتفضت فردوس واقفه مقتربه منها بينما تهتف متصنعه البرائه
مالك يا مليكه في ايه اهدي احنا بنتكلم عادي 
ابتعدت مليكه عن يديها التي امدت نحوها مغمغمه
بحنق و ضيق
انتي عرفتي منين بجوازي من نوح !
اجابتها بينما تعاود الاستلقاء فوق الفراش مره اخري
من الاخبار طبعا انا متابعه كل الاخبار اللي بتحصل في البلد هنا و طبعا الصحافه الايام اللي فاتت مكنش وراها غير الزفاف الاسطوري للملياردير نوح الجنزوري 
قاطعتها مليكه بارتباك محاوله تجاهل نبره الجشع الواضحه في كلماتها 
انتي فعلا جوزك ماټ و اللي قولتيه ده حقيقي !
ابتسمت فردوس بسخريه قائله
هو انا كنت اتجوزت علشان ېموت
غمغمت مليكه پحده 
اومال الفيلم اللي عملتيه تحت ده كان ايه 
اجابتها بينما تتناول خصله من شعرها تلويها بين اصابعها 
يعني قولت ينولني من العز اللي انتي فيه ده جانب ده غير ان اختك الزفته باعت كل حاجه و معرفش اختفت فين 
صاحت مليكه مقاطعه اياها بينما احتقن وجهها من شده الڠضب المشتعل بداخلها 
علي چثتي لو طولتي من نوح جنيه واحد مش هسمحلك تستغليه فاهمه
بقي راميني طول عمرك برا حياتك و يوم ما افتكرتينى علشان تستغلي جوزي 
لتكمل پقسوه بينما تقترب منها بخطوات متثاقله
لو فاكراني مليكه العيله الصغير اللي كانت بتستحمل كلام اللي زي السم ولا مليكه الهبله اللي بنتك لبستها مصايبها تبقي غلطانه اللي هايجي جنب نوح انا هاكله بسناني فاهمه 
قاطعتها فردوس هاتفه بحنق بينما تشير لها بيدها 
اهدي اهدي ايه قطر بعدين انا مالي ومال اللي اختك عملته فيكي
همست مليكه و قد شحب وجهها 
انتي كنت عارفه اللي ملاك عملته فيا !
اجابتها فردوس مرمقه اياها ببرود
قصدك علي حوار الارض و نصبها علي راقيه الكحلاوي 
غمغمت مليكه بصوت مرتجف شاعره بالبروده تتسلل الي جسدها
يعني عارفه اللي هي عملته فيا و
كنت عارفه ان كنت ممكن اتسجن مكانها و رغم ده مهنش عليكي تتصلي بيا او حتي تردي علي اتصالاتي تشوفني عملت ايه في المصېبه دي و متقوليش غيرت رقمي لان انا وانتي عارفين كويس ان رقمي زي ما هو انا لو سكت علي كدبك قدامهم فسكت علشان مخاليش شكلك زفت قدامهم 
قولت هتتصرفي في الارض بتاعت ابوكي و هتسدديهم
صاحت مليكه بينما تحاول كتم ب
الدموع المحتقنه بعينيها حتي لا تجعلها تري مدي الالم الذي سببه لها عدم اهتمام او اكتراثها بها
الارض !الارض اللي انتي عارفه كويس اني مقدرش اتصرف فيها قبل ما اكمل 25سنه 
همت فردوس بالرد عليها لكن قاطعها صوت طرق فوق باب غرفتها و دخول صفيه الخادمه 
راقيه هانم بعتتني علشان اوضب شنط حضرتك 
هتفت فردوس سريعا متنفسه براحه منتهزه الفرصه لكي تتخلص من هدا الحديث
طبعا طبعا اتفضلي 
لتكمل ببرود بينما تتجه نحو الحمام الملحق بغرفتها 
هدخل اخد شور 
راقبتها مليكه تختفي بالحمام باعين محتقنه بشده قبل ان تهتف خلفها غير مهتمه ما اذا كانت صفيه ستسمعها ام لا
افتكري كلامي كويس مش هسمحلك تقربي منه
ثم غادرت الغرفه مغلقه الباب خلفها بقوه
بعد تركها غرفة والدتها دخلت مليكه الغرفه لتجد نوح غارقا بالنوم و اللاب توب الخاص به لايزال مفتوح فوق ساقيه فيبدو انه قد سقط بالنوم اثناء انتظاره لها وقفت تتأمله عدة لحظات وقلبها يتضخم بداخلها من شدة حبها له اتجهت نحوه رافعه اللاب
توب 
تجمدت عندما شعرت به 
صحيت ليه يا حبيبي نام لسه بدري عن ميعاد الشغل
غمغم بصوت اجش منخفض من اثر النوم
انا كنت مستنيكي بس ڠصب عني نمت و انا قاعد عايز اعرف مالك في ايه
همست بارتباك 
مالي ايه مش فاهمه !
رفع وجهها اليه مسلطا نظراته الثاقبه عليها
ليه حاسك مش مبسوطه ان مامتك هتعقد معانا هنا 
زفرت بحنق 
مش مضايقه انها هتعقد معانا بس مش مرتاحه انا و ماما دايما علاقتنا متوتره 
قال ي
يمكن علشان كانت دايما بعيده عنك بس مهما كان دي مامتك ولها حقوق عليكي وتعتبر ضيفه في بيتنا 
قاطعته مليكه هاتفه بمرح 
جري ايه يا سي نوح انت بتوصيني علي مامتي كأنك خاېف ان اكلها 
ضحك بخفه 
لا مش كده بس مش عايز حاجه تزعلك او تضايقك اتفاقنا 
في اليوم التالي 
كانت مليكه واقفه بالمطبخ الملحق بجناحها الخاص هي و نوح تصنع له العشاء بنفسها فوالدتها منذ الصباح الباكر غادرت القصر متحججه بمقابله اصدقائها القدامي و لم تعد حتي الساعه السابعه مما يعني انها سوف تحضر
العشاء مع باقي افراد العائله لذا قررت مليكه ان تقوم بتحضير العشاء بالمطبخ الخاص بالجناح حتي تقوم بعشاء لطيف لها و لنوح علي الشرفه محاوله ان تضيف له بعض الاجواء الرومانسيه 
و كان هذا ايضا هو الحل الامثل حتي لا تجمع بين والدتها و نوح فسوف تحاول علي قدر الامكان ان تقلل من اجتماعهم سويا فلن تعطي لها الفرصه باستغلاله كيفما تريد كما كانت تفعل مع والدها فقد كان والدها يملك الكثير من المال قبل زواجه منها وبعد زواجهم استغلت حب والدها لها و جعلته يكتب لها معظم املاكه و لم يترك سوا الارض التي ورثها عن جده تلك التي ورثتها مليكه عنه بعد ۏفاته 
دخل نوح الجناح الخاص بهم يبحث بعينه عن مليكه اول شئ كعادته لكنها لم تكن موجوده بغرفه النوم اندهش من هذا كثيرا فقد اعتاد علي استقبالها
له كل يوم فدائما تكون بانتظاره وعلي وجهها ترتسم ابتسامه مرحبه رائعه اليها كما لو كان غاب عنها عاما كاملا وليس بضعه ساعات قليله 
اتجه نحو الحمام لكنه وجده فارغا هو الاخر لكنه تسمر عندما سمع اصوات تأتي من المطبخ الملحق بالجناح فبرغم تجهيزه باحداث الاجهزه والادوات الا انه يعد مهجورا لا يدخلونه الا لملئ كوب ماء فقط 
اتجه الي هناك علي الفور ليصل اليه صوت غناء مليكه مما جعله يبتسم لكنه تجمد بمكانه فور رؤيته لها واقفه امام طاوله المطبخ تقطع بعض الخضار و من حولها الادوات مبعثره باهمال فيبدو عليها انها تصنع الطعام لهم فهذه هي المره الاولي التي يراها بها تطبخ استند الي اطار الباب يراقبها باعين تلتمع بالشغف وعلي وجهه ابتسامه مشرقه مراقبا ادق تحركاتها لكنه لم يستطع الانتظار اكثر من ذلك و اتجه نحوها بخطوات بطيئه حتي وقف خلفها مباشره 
حرام عليك يا نوح والله قلبي كان هيقف 
حبيبي بيلبخ في ايه !
ابتعدت عنه ضاړبه اياه بقبضتها في صدره هاتفه بحنق
بلبخ 
لتكمل بينما تضيق عينيها عليه 
تصدق اني غلطانه ان حبيت اأكلك من ايديا 
قال بسعادة
لا
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 53 صفحات