روايه المحترم البربري بقلم منال سالم
الزر الذهبي انتصب ذاك الشاب الذي قارب على بلوغ العقد الرابع من عمره في وقفته ليزداد عرض منكبيه ويبرز طوله الفاره أكثر مسح البائع على كتفيه برفق ليتأكد من ضبط السترة عليه ابتسم له بتباه يعكس إعجابه بتفرده المعروف في بيع تلك النوعية من الثياب الفاخرة حدق معتصم في المرآة مطولا متفحصا تفاصيل البدلة عليه كانت مناسبة له وكأنها صممت خصيصا من أجل ذوقه الرفيع فأظهرت تناسق جسده الرياضي ببراعة وأبرزت عضلاته المشدودة مط فمه مستطردا حديثه بصوته الخشن
تمام هاخدها!
اتسعت
ابتسامة البائع على الأخير فبيع قطعة كتلك ستزيد من ربحه خاصة إن كان المشتري الرجل الأكثر ثراء في عالم البناء والمقاولات رد بلا تفكير
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لم يكن بحاجة لتبديل
ثيابه من جديد حسم أمره بارتداء الحلة الجديدة بعد نزع الملصق الذي يحوي ماركتها التجارية الشهيرة وسعرها الباهظ انحنى قليلا بجذعه ليلتقط حافظة نقوده أخر منها الكارت البنكي ليسدد ثمنها فورا ثم دس في جيبه مفاتيحه وهاتفه المحمول اقترب منه أحد العاملين بالمحل التجاري يحمل في يده حقيبة وضعت بها بدلته القديمة أشار له ليتبعه إلى سيارته وما إن رأه سائقه الخاص حتى أسرع بفتح باب المقعد الخلفي له ليستقر بداخلها تناول من العامل الحقيبة ووضعها بصندوق السيارة ثم أسرع في خطاه ليجلس خلف المقود تساءل السائق بنبرة رسمية
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
رد باقتضاب وهو يضع نظارته الداكنة على عينيه
لأ اطلع على البيت ده ميعاد الغدا!
حاضر يا فندم
قالها وهو يدير السيارة بتريث نحو الطريق الرئيسي لينحرف منه إلى طريق أخر جانبي حيث يؤدي في نهايته إلى المجمع السكني الذي يقطن به رب عمله أمسك معتصم بهاتفه المحمول ليتابع أخر المستجدات عبر الصفحات الإخبارية لمح مصادفة خبرا صغيرا عن أجر خيالي لإحدى العارضات العربيات والذي فاق نظيراتها الأجنبيات لم يتوقف عنده كثيرا فقد بدا مشمئزا من تلك المهنة التي تخفي الكثير خلفها من العبث واللهو الماجن ناهيك عن الفضائح المتعلقة ببعضهن رن الهاتف فأضاءت شاشته العريضة بصورة أية ابنة عمه الصغرى تقوس فمه بابتسامة صغيرة وهو يجيبها متحمسا
ردت عليه بتوسل مغر
معتصم بليز عاوزة منك خدمة
تلاشت بسمته وهو يتابع بجدية
على طول كده من غير سلامات وتحيات ها قولي!
أكملت موضحة
أنا وصحابي مش عارفين نحجز في كافيه تقدر تكلم صاحبه يظبطلنا الحكاية دي
وضع إصبعه تحت ذقنه يفركه بحركة بسيطة قائلا
ممممم عشانه صاحبي!
زادت من استعطافها المصطنع قائلة
بليز.. بليز ده إنت حبيبي!
التوى ثغره للجانب ليقول مستسلما لرقتها التي تجبره على الخضوع لها وتنفيذ رغباتها دون نقاش
أوامرك يا جميلة
هللت بحماس استطاع تخمينه
ميرسي خالص مش هنسالك ده أبدا أشوفك بعدين وسلم على أنكل وأنطي
أوكي باي
انتهت من تنسيق الزهور في المزهرية الرفيعة قبل أن تضعها في مكانها