رواية وسقطت بين يديه بقلم مي علاء
للسرير و جلس على حافته و من ثم مال قيليلا و سند مرفقيه على فخذية و هو ينظر امامه بجمود و عيون ضيقة في حين كان يفكر إلى اين ذهبت هل من الممكن ان تكون هربت! إبتسم بسخرية على اعتقاده و من ثم تلاشت ببطئ وهو يحدث نفسه
مستحيل تهرب مني من الشيطان مش بالبساطة دي هتخرج من قصري دة انا حتى مش هسمحلها تهرب
نهض بحدة و خرج من الجناح و هو يخفي قلقه امام نفسه !
ريحانة
قالها الشيطان بلهفة ممزوجة بالقلق وهو يتقدم منها بخطوات سريعة بعد ان رأها بحالتها تلك و جثى على ركبتيه و هو ينظر لها بقلق و من ثم مد كفيه ليبعد كفيها من على وجهها فكانت عينيها حمراوتين من كثرة البكاء فمسح عينيها من الدموع بأنامله و من ثم مسح وجنتيها فرفعت نظراتها له
خلاص اهدي متعيطيش
بعد ان انهى جملته اصبح يربت على ظهرها بحنان مما جعلها تبدأ بالإسترخاء و التوقف عن البكاء تدريجيا فأتى ان يبعدها عنه ولكنها لم تسمح له بذلك حيث كانت متمسكه به و بقوة
قالتها بضعف فنظر لها من طرف عينيه و إبتسم بصدق و قال
ماشي
ممكن متسألنيش مالك
حدق بها لبرهه قبل ان يومأ برأسه فإبتسمت ببهوت و هي تهمس له
شكرا
إرتسمت إبتسامة حانية على شفتيه
إبتسامتك حلوة
لا تعلم ماذا حدث لها ولكنها شعرت للحظة انها تناست حزنها امام إبتسامته تلك ! نظر لها لبرهه و من ثم ضحك بخفة و هو ينهض و يقول
اومأت برأسها و قالت
هنام بس محتاجة حاجة
اممم
ظلت تنظر له و هي تشعر بالتردد و الخجل مما تريد ان تطلبه منه فهي تريده تريد ان تشعر بدفئ صدره و ان تشم رائحته فهذا يشعرها بالراحة و الأطمئنان و في حين آخر هذا يشعرها بالغرابة و الخۏف ! تنهدت بآسى و نظرت له و قالت
خلاص انسى
و من ثم ابعدت الغطاء و استلقت في مكانها و وضعت الأخير عليها بينما هو إبتسم بخبث فهو يعلم ما الذي تريده فألتف حول السرير حتى توقف امام الأخير من ناحية نومه و اغلق الأضواء و من ثم استلقى في مكانه في حين وضعت ريحانة كفيها اسفل رأسها و هي تفكر في ما الذي ستفعله او ما الذي يجب ان تفعله !
قالها بهدوء فإلتفتت له برأسها فقابلت وجهه حيث شعرت بأنفاسه فبدأ قلبها يدق بسرعة و هو يقول
تعالي انيمك
نعم!
قالتها بعدم إستيعاب و هي تنظر له ببلاهه فإبتسم إبتسامة جانبية و هو يرى تعبير وجهها تحت ضوء القمر الخاڤت و من ثم مد ذراعه و قرابها منه و ادراها في مواجهة له و ضمھا لصدرة و فور استنشاقها لرائحته استرخت و شعرت بالراحة في حين همس في اذنها
و كدة هتعرفي تنامي و ترتاحي
عرفت ازاي
انتي عرفتيني
انا!
نامي
رفعت رأسها و نظرت له و من ثم اعادت رأسها لوضعها السابق و هي تتنهد بعمق قبل ان تغمض عينيها و تستسلم للنوم سريعا في حين ظل هو مستيقظا بسبب مشاعرة المختلطة التي تشعره بالتخبط في الفترة الأخيرة
أشرقت شمس يوم جديد
فتحت ريحانة عينيها فوقعت نظراتها عليه فحدقت به لبرهه و هي ترسم إبتسامة صغيرة على شفتيها دون سبب و من ثم أبتعدت عنه و نهضت و إتجهت للخزانة و فتحتها و اخرجت ملابس لترتديها و من ثم اغلقتها و إتجهت للحمام
اللي حصل غصبن عني يا بابا
قالتها زهرة لوالدها عبر الهاتف فهتف والدها پغضب
يعني اية غصبن عنك أنتي خربتي بيتنا يا زهرة السيد جلال مش هيسبنا في حالنا
متخفش يا بابا ان
قاطعها
مخفش اية بس دة لو السيد جلال عرف هيموتني و هيفضحك
مش هيقدر يعملنا حاجة
قالتها زهرة بثقة و اكملت
و اصلا مش انا اللي عرفت الانسه ريحانة على حقيقته هي اللي اكتشفت بنفسها و بعد كدة جت سألتي فقلتلها
و انتي تجاوبيها لية هاا انتي كنتي عايزه تعرفيها من الأول يا زهرة انتي اللي مخطته لكل دة أنتي عايزه تنهي على ابوكي يا زهرة !
قالها الأخيرة بمرارة و حزن فقالت زهرة بسرعة
صدقني يا بابا اللي عملته و اللي هعمله كله لمصلحتنا
لمصلحتنا ازاي يا زهرة ! انا حاسس انك مخبية عني حاجات قوليلي يا بنتي الحقيقة انتي بتخطتي لأية
صمتت زهرة لبرهه قبل ان تقول
انا هقفل يا بابا عشان ورايا شغل سلام
اغلقت زهرة سريعا دون ان تنتظر رد والدها و من ثم نهضت و إتجهت للمطبخ
اعملوا الفطور و طلعوه لجناح سيدنا
قالتها رئيسة الخدم فقالت زهرة
لية لجناحه
نظرت لها رئيسة الخدم و قالت
سيدنا هو اللي امرنا بكدة
اومأت زهرة برأسها و لم تهتم كثيرا حيث تقدمت لتبدأ في عملها
خرجت ريحانة من الحمام و من ثم توقفت و هي تنظر حولها لا تجده أين ذهب تقدمت بهدوء و هي مازالت تنقل نظراتها في ارجاء الغرفة بحثا عنه توقفت امام المرآة و نظرت لصورتها المنعكسة لبرهه و من ثم اخذت المشط و بدأت في تمشيط شعرها و بعد ثوان طرق احدهم على الباب
ادخل
دخلت زهرة و هي تحمل صينية بها طعام و تقدمت و وضعت الأخير على الطاولة و هي تقول
صباح الخير يا انسه ريحانة اتفضلي الفطور
نظرت لها ريحانة بإستغراب و قالت
جايبينه هنا لية
سيدنا امرنا بكدة
قضبت ريحانة جبينها بحيرة و هي تقول بتساؤل
لية
معرفش
طب هو فين
هزت زهرة كتفيها بعدم المعرفة فحدثت ريحانة نفسها و هي تعود و تمشط شعرها
طب هو راح فين
انسه ريحانة ممكن اسألك سؤال
قالتها زهرة بتردد فنظرت ريحانة لصورة زهرة المنعكسة على المرآة و قالت
اسألي
انتي كويسة
التفتت ريحانة و نظرت لها في حين اكملت زهرة
يعني بقيتي احسن من إمبارح خاصا بعد اللي سمعتيه مني
هزت ريحانة رأسها و قد فهمت ما تقصده زهرة بسؤالها فتنهدت و قالت بآسى
انتي اية رأيك
انا شايفاكي عادي يعني احسن من إمبارح
ممكن اكون احسن من إمبارح !
قالت ريحانة الأخيرة في حين لمعت عينيها بالدموع فإبتسمت زهرة بحنان و قالت
لا انتي اكيد احسن من إمبارح
نظرت لها ريحانة بعدم فهم في حين اكملت زهرة
حاولي تبيني انك احسن قدام نفسك ان الموضوع مش فارق معاكي ايوة في البداية انتي اټصدمت و عيطي كتير بس دلوقتي وقفي كل دة متعيطيش عليه متعيطيش على اللي اذاكي خلي دة مبدأ عندك حاربي دموعك و متخلهاش تنزل خليكي قوية انتي إنهارتي في يوم بس بقية الأيام هتبقي قوية
ساد الصمت بعد ان انهت زهرة قولها فظلت ريحانة تفكر في ما قالته زهرة هي محقة بما قالته
كلامك صح و انا معاكي بس هياخد وقت عشان انفذه
اكيد بس حاولي
اومأت ريحانة برأسها قبل ان تلتفت و تلتقط ربطة شعر لتربط شعرها و من ثم إتجهت لباب الجناح فقالت زهرة سريعا
مش هتفطري
هفطر تحت مع الشيطان
الشيطان!
قالتها زهرة بإستغراب و شك في حين خرجت ريحانة من الجناح فألتفتت زهرة سريعا و حملت الصينية و لحقت بريحانة
خرجت عايده من جناحها و إتجهت لغرفة عبد الخالق و دخلتها دون ان تطرق الباب فرمقها عبد الخالق بضيق فلم تهتم حيث جلست و نظرت له ببرود و هي تقول
ازيك يا جدو
مش كويس بعد ما شفتك
طب اجبلك الدوا عشان تبقى كويس!
جايه لية يا عايدة
مفيش جيت اطمن عليك
مش اطمنتي خلاص امشي بقى
اممم انت عايز تخلص مني لية
قالتها بحزن مصتنع فقال بقسۏة
عشان كل ما بشوفك بفتكر ابوكي الندل و بفتكر اللي عمله في بنتي
قهقهت عايدة بطريقة مستفزة و هي تقول
ابوكي الندل! ماشي هعدي شتيمتك بمزاجي
امشي يا عايدة
مش همشي إلا لما تقلي عملت اية في الموضوع
موضوع اية
العقد بتاع فيروز هانم
نظر لها بإستحقار وقال بحدة
لو عايزه العقد روحي اطلبيه من الشيطان قلتلك الكلام دة قبل كدة
امممم انت مصر برضك على موقفك!
ايوة مصر
اممم ماشي انا هعرف اجيبه لوحدي
و من ثم نهضت و إقتربت منه و امسكت ذراعه و ضغطت عليها بقسۏة و هي تقول بإستمتاع شرس في حين كانت عينيها تلمع بالشړ
نهايتك قربت يا جدو صدقني
و من ثم تركت ذراعه و إبتعدت و غادرت الغرفة فقال بكرة
امتى هنخلص منك امتى!
كانت ريحانة جالسة في غرفة الطعام و كانت تنتظره ولكنه تأخر ولم يأتي فنهضت بضيق و إتجهت للخارج ولكنها تراجعت و جلست في مقعدها مرة آخرى عندما وجدته يتلف للغرفة بينما تقدم الشيطان وجلس في مقعده بهدوء و من ثم ساد الصمت قبل ان ينظر لها و يقول بهدوء
مكلتيش فوق لية
عادي كنت عايزه اكل هنا
اومأ برأسه متفهما و هو ينقل نظراته امامه و من ثم اشار للخادمة بأن تقدم الطعام ففعلت
بقيتي احسن من إمبارح
رفعت