رواية وسقطت بين يديه بقلم مي علاء
يرد و من ثم نظر من خلف زجاج النافذة و هو يقول للسائق
سرع
حاضر
قالها السائق و من ثم زاد من سرعه السيارة
تلف لغرفة الطعام بهدوء و جلس في مقعده فأقتربت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام بينما كانت ريحانة تحدق به بشرود و ضياع احقا جلال و الشيطان اشقاء لا يوجد اي تشابه بينهم سواء شكلا او شخصية ! و ما يحيرها ان جلال لم يخبرها عن هذا ابدا فلماذا لم يخبرها و ما سبب تلك العدواة التي تشتعل بينهم لاحظ الشيطان تحديقها به فنظر لها بطرف عينيه ببرود و من ثم نظر امامه و بدأ في تناول طعامه فهزت رأسها و هي تتنهد و تنقل نظراتها لطبقها و من ثم مددت يدها و امسكت بقطعة خبز و غمزتها بالمربة و وضعتها في فمها و هي مازالت تفكر فهناك اسئلة كثيرة تريد ان تعرف اجابتها
هتجنن من كتر التفكير هتجنن
و من ثم نهضت و خرجت من غرفة الطعام و سارت في الممر و صعدت السلالم و توقف في الطابق الذي يوجد فيه جناحه ولكنها تذكرت جده عبد الخالق فنظرت حولها و من ثم صعدت للطابق الثالث بحذر و إتجهت لغرفته و دخلتها بعد ان طرقت الباب بخفوت اقتربت منه ببطئ و هي تنظر له فهو كان نائم و من ثم توقفت و اللتفتت و إتجهت للباب مرة آخرى لتغادر و لكنها
قالها بمزاج و هو مغمض العينين فتوقفت و قد شعرت بالفزع لوهله و لكن سريعا عادت لطبيعتها و إرتسمت على شفتيها إبتسامة و هي تلتفت له و تقول و هي تقترب
انت صاحي! افتكرتك نايم
كنت نايم بس صحيت لما ډخلتي و ازعجتيني
اسفه على ازعاجك بس جيت اطمن عليك
قالتها و هي تجلس على الكرسي الذي يوضع بجانب السرير فإبتسم لها بسماحة و قال
إبتسمت له و قالت بعد صمت
ممكن اطلب منك طلب
اطلبي
ممكن اناديك ب جدو
قالتها بخفوت و خجل وهي تخفض رأسها فإبتسم بحنان و قال
اكيد انا بعتبرك حفيدتي
إتسعت إبتسامتها و هي ترفع رأسها و تنظر له و تقول بسعادة
شكرا يا جدو
نظر لها وقال بجدية مصتنعه
بس في شرط
نظرت له بإستغراب فأكمل
متبقيش مزعجه يا حفيدتي و متتعبيش جدك مفهوم
انا حفيده مطيعه مش هتعبك متخفش بس اكملت بجمود مصتنع انا كمان عندي شرط
رفع حاجبه و قال
مستغله قولي
تجاوب على اسألتي كلها و بدون كدب
قهقه و قال
يا سوسه عشان كدة عايزاني ابقى جدك !
ضحكت بخفة و قالت
لا طبعا انا عايزاك تكون جدي
مش مصدقك
قالها بمزاح فنهضت و قالت
عشان تصدق هسيبك عشان ترتاح اهو انا حفيده مطيعه
ماشي حاسبي ليشفوك الشيطان وانتي خارجه من هنا
اومأت برأسها و قالت
متقلقش سلام
و من ثم إتجهت للباب و فتحته و خرجت و اغلقت الباب بهدوء و من ثم تقدمت من السلم و نزلت بضع خطوات و من ثم توقفت و هي تتنفس بعمق و تجلس على احدى السلالم و شردت
استيقظت من شرودها على صوت زهرة التي قالت بقلق
انتي كويسه قاعده هنا لية
عادي
اومأت زهرة برأسها و قالت
الدوا يلى خديه
مددت ريحانة ذراعها و اخذت كوب الماء و قرص الدواء و شربته و قالت
شكرا
إبتسمت زهرة و عادت للخلف ببضع خطوات بينما نهضت ريحانة و قالت
فين الشيطان
في مكتبة
وصلت للحدود
قالتها عايدة للطرف الآخر الذي تحدثه عبر الهاتف فرد الطرف الآخر و الذي كان جلال
عايزه تعرفي لية
مش انت اخويا يعني لازم اطمن عليك
قالتها عايدة بخبث فرد جلال بتهكم
عشان تطمني عليا و لا عشان توصلي المعلومات للشيطان !
اخس عليك بتقول على اختك الوحيدة كدة
انا معنديش اخوات ماتوا
لاه لاه ھټموټني و انا لسه عايشه للدرجة دي پتكرهني
قالتها بحزن مصتنع فقال بنفاذ صبر
عايزه اية يا عايدة انجزي
عرفت انك عايز ورق القصر عايز الورق لية
عرفتي منين
قالها بحدة فقهقهت و قالت بتباهي
كل صغيرة و كبيرة بتحصل بعرفها من مصادري الخاصة ها انت مردتش على سؤالي
انتي عارفه جوابي
اممم بس انا مش هسمحلك تاخد القصر دة يا اخويا
نعم!
انت عارف اني بخطط عشان اتجوز الشيطان و القصر دة هيبقى بتاعي لأني هبقى مراته و
انتي خيالك واسع
قاطعها
جلال بتهكم و اكمل
عمر ما الشيطان فكر فيكي و لا عمره هيتجوزك عشان هو عارف دماغك و عارف انتي عايزه توصلي لأية
اغاظها قوله و اشعرها بالڠضب فقالت بحزم
استنى عليا انا هتجوزه و اصبر و شوف
هستنى و اشوف
قالها ببرود قبل ان يغلق الخط بينما هي القت بالهاتف على السرير پغضب و هي تتمتم
هتشوف يا جلال هتشوف
طرقت ريحانة بقبضتها على باب مكتبه و من ثم دخلت بعد سماع اذنه لدخولها تقدمت منه ببطئ و هي تشعر بالإرتباك و التردد رفع نظراته لها و تابعها حتى جلست على المقعد المقابل لمكتبه ظلت صامته و هي تبحث عن بداية لحديثها و لكنها لم تجد
لو هتقولي حاجة قولي لو مش هتقولي اخرجي
قالها بجمود و هو يعيد انظاره الباردة إلى الكتاب الذي يمسكه بين يديه فرفعت نظراتها له و قالت بتلعثم
هو انا كنت عايزه اطلب قصدي اسألك عن حاجة
ظل صامتا فأرتبكت اكثر فشابكت اناملها ببعضهم بتوتر و هي تقول بجزع
انا عارفه ان السؤال ميخصنيش و مليش اسأل فيه بس هو سؤال محيرني المهم
ايوة المهم
قالها بنفاذ صبر و هو يرفع نظراته لها فأبتلعت ريقها بصعوبة و قبل ان تخرج حروفها التفتت للباب بعد ان سمعت طرقات احدهم عليه
ادخل
قالها الشيطان امرا فدخلت عايدة و توقفت عندما رأت ريحانة معه فشعرت بالضيق و لكنها لم تظهر ضيقها حيث تقدمت و جلست على المقعد المقابل ل ريحانة و وضعت قدم على آخرى
جيتي لية
قالها الشيطان بجمود فإبتسمت عايدة و هي تنقل نظراتها له و تقول بدلع مصتنع
كنت جايه اطمن عليك و اشوفك اصلك وحشتني
عايدة
قالها بصرامة و هو يضع الكتاب على مكتبه فإتسعت إبتسامتها و قالت بوقاحه ممزوجة بالدلع
يا عيون عايدة
نظرت لها ريحانة بإستحقار لأسلوبها الوقح بينما كور الشيطان قبضته بنفاذ صبر و قال
عايدة قولي عايزه اية مش فاضيلك
يعني مش فاضيلي و فاضلها !
قالتها بحزن مصتنع فتحولت نظراته للحدة و اتى ان ينهض فسبقته عايدة بقولها و هي تضحك
خلاص هقول بس متتعبش نفسك و تقوملي
رمقها پغضب فقالت و هي تنظر لريحانة
عايزه نتكلم لوحدنا اطلعي برة
نظرت لها ريحانة بإحراج و من ثم نقلت نظراتها له و نهضت و قبل ان تخطوا خطوة واحدة قال الشيطان بجمود
اقعدي
نظرت له ريحانة ببلاهه و ظلت واقفه فأعاد ما قال بحدة
قلت اقعدي مش سامعه!
جلست و هي تنظر له بجزع بينما نظرت له عايدة بغيظ و قالت ببرود مصتنع
خلاص عايزها تسمع اللي هقوله براحتك
و صمتت لبرهه قبل ان تقول
مش عايز تحقق امنية امك بقى و تتجوز اصل انا عندي واحدة هتعجبك
نظر لها ببرود و قال بجمود
بتتخطي حدودك
مفيش حدود بين الأخوات
اخوات!
قالها بتهكم فصمتت عايدة لبرهه قبل ان تقول بجدية
بص بدون لف و دوران انت عارف اني بحبك و عايزه اتجوزك و
اتسعت مقلتي ريحانة في ذهول مما قالته عايدة بينما قاطعها الشيطان عندما قهقه بسخرية و هو يقول
مش كنا اخوات من دقيقة!
انت عارف ان انا و انت مش اخوات إلا اسما لأني انا اتولدت من ام و اب غير امك و ابوك
مش حاسه بالإحراج من نفسك! مش مكسوفه!
لا مش حاسة بأي احراج او كسوف عشان
قاطعها
عشان الفلوس و الثروة هتعملي اي حاجة
لا عشان بحبك
عليا يا عايدة دة انتي بنت بهجت بيه
بنت بهجت في الډم بس تربيه امك
اظلمت عينيه فجأة و لاحظت ريحانة ذلك بينما اكملت عايدة بطريقة مستفزة
فبالتالي انا طالعة بجحة ومش بتكسف زي امك فهي اللي مربياني و زي ما بيقول المثل اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها
عايدة
نادها بهدوء مخيف بينما اكملت عايدة بلا مبالاة
فاللأسف انا طالعة لأمك في طباعها السيئة كلها اصلا معتقدش ان في اي صفة حلوة فيها
عايدة حاسبي على كلامك
قالها بحدة و هو يكور قبضته ببطئ و الڠضب بدأ يتملكه فإرتسمت إبتسامة جانبية متسلية على وجه عايدة و هي تقول ببرائة مصتنعة
مالك هو انا بقول حاجة غلط او بتبلى عليها مثلا!
و من ثم نظرت امامها ببرود و اكملت بطريقتها المستفزة
و اصلا انت عارف ان كلامي صح و لا عايزني افكرك بالماضي اللي مضى !
برة يا عايدة
قالها بهدوء غاضب في حين كانت ريحانة تتابعة بنظراتها المترقبة لتعابير وجهه و نظراته الغريبة الذي يحاول أخفائها خلف نظراته الحادة الغاضبة انتفضت بفزع عندما هتف پغضب جامح
اطلعي برة يا عايدة
شعرت عايدة بالخۏف و نهضت و غادرت سريعا بينما ظلت ريحانة جالسة في مكانها و هي مخفضة الرأس
ريحانة
قالها من بين تنفسه الخشن فرفعت نظراتها له ببطئ في حين تسارعت دقات قلبها و تملكها ذلك الشعور مرة آخرى
اطلعي برة
نعم!
قالتها ببلاهه فضړب المكتب بقبضته و هو يقول پغضب
بقول اطلعي برة
نهضت بسرعة و هي تشعر بالخۏف و إتجهت للباب بخطوات سريعة و وضعت كفها المرتجف على قبضة الباب و برمتها وخرجت و اغلقت الباب بهدوء و وقفت امام باب مكتبه فسمعت صوت إرتطام زجاج على الأرض فتراجعت للخلف بدهشة و صعدت السلالم بسرعة
كان صدره يعلو و يهبط من سرعة تنفسه الخشن و عيناه مظلمة كسواد الليل و كلمات عايدة السيئة عن والدته تتردد في اذنه فهو لا يتحمل سماع اي كلمة عنها لذلك هو غاضب امسك بسيجارته الفاخرة و اشعلها و وضعها بين شفتيه و من ثم ابعدها و نفث دخانها پغضب
بدأ الليل يسدل ستائره
مستلقيه على السرير و هي تنظر للهاوية و كانت شارده حيث كانت تفكر في امور عدة و منهم الشيطان و عايدة كيف لعايدة ان تحب شقيقها! تذكرت كلمات عايدة انت عارف ان انا و انت مش اخوات إلا اسما لأني انا اتولدت من ام و اب غير امك و ابوك اعادت تكرار هذة الكلمات حتى فهمت ما علاقتهم ببعض فأعدلت إلى وضع الجلوس و هي تحدث نفسها بصوت مسموع
يعني اللي فهمته ان الشيطان و عايدة مش اخوات و لما قالت انها جت من ام و اب غير