رواية عشق وجزاء بقلم شيماء عبد المجيد
التحدث.
جاسم..... شايفك سكتي يعني.
لم تتحدث ندي ولكن اڼفجرت فجأة في الضحك بطريقة هستيرية لقليل من الوقت حتي توقفت فجأة كما بدأت فجأة.
ندي وهي تحاول أن تهدئ من نوبة ضحكها...
سوري ثم اڼفجرت مرة أخري بالضحك.
جاسم بعصبية... هو أنا قولت حاجة تضحك يعني!!!
ندي...... آسفة بس بصراحة مش قادرة ..... انت عارف مين دا !
ندي بسخرية.... دا أسر جارنا من زمان سافر بره من كذا سنة ورجع لما عرف باللي حصل مع رنا.
جاسم ...... والله جارها وهي بتحضن......
لم تدع ندي الفرصة لجاسم بإستمرار في حديثه فتحدثت پغضب..
ندي پغضب... أخوها....
جاسم وعدي پصدمة..... نعم!!!
ندي بسخرية...... اي اتفاجئتوا... آه أسر يبقي أخوها في الرضاعة ومش كدا يبقي صاحب كريم الشرقاوي وهو اللي عرفنا عليه وطلب
لو احتاجنا حاجة وهو أتعامل معانا بالمبدأ دا مش حاجة تانية
بقي جاسم مصډوم مما سمعه حتي الآن فكأنه تلقي دلو من الماء
البارد في فصل الشتاء
نعم قد اهانها وظلمها وهي بريئه لم ترتكتب شئ.
في منزل ندي
انهت والدتها أعمالها المنزلية وقررت الذهاب
لكي تطمئن على رنا وملك فتوجهت الي منزله
قطع حديثها صوت هاتفها يعلن عن إتصال من والدتها فأجابت .....
ندي.... الو ايو يا ماما في حاجة
فاتاها صوت والدتها القلق
بدأ شعور القلق والخۏف بالتسرب الي ندي
ندي پخوف..... لا يا ماما انا بقالي يومين مشفتهاش.
كل هذا يتابعه جاسم وعدي فتحولت ملامح جاسم الي الخۏف والقلق علي حبيبته التي ظلمها واهأنها كثيرا.
خرج جاسم وعدي مسرعين من الشركة محاولين اللحاق بندي فأسرع إلي سيارته واستقلها وصعد عدي بجانبه.
كانت ندي تحاول إيجاد سيارة أجرة لاعادتها الي منزلها فلم تجد.... حاولت البحث عن وسيلة مواصلات ولكن لم تجد فجأة توقف أمامها
حاولت ندي الرفض فصړخ بها جاسم بقوة
ندي مش وقتك نتكلم بعدين مش دلوقتي.
وافقت ندي على مضض وركبت في الخلف
وصل جاسم الي منزل رنا بسرعة چنونية كانت ندى طول الطريق تحاول الإتصال برنا ولكن الاجابة كانت واحدة في كل مرة الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح فنزلت ندي وعدي وحمدوا الله كثيرا علي وصولهم بخير.
صعدت ندي الدرج بسرعة كبيرة وخلفها جاسم وعدي حتي وصلوا الي شقة ندي فدلفت للداخل وجدت والدتها تجلس بقلق .....
ندي بقلق.... في اي يا ماما .... فتحدثت والدتها قائلة پخوف وقلق حقيقي
الام بقلق..... رنا مش بترد على موبايلها ورنيت الجرس مش بترد عليا
ندي پخوف..... يعني ممكن تكون راحت فين
عاودت ندي الاتصال مرة أخري ولكن الاجابة كانت نفسها..........
________________________________
في صالة الانتظار بمطار القاهرة الدولي
كانت رنا تجلس وبجانبها ملك بإنتظار الطائرة المتجهة للعاصمة البريطانية لندن قررت الرحيل لبلد جديدة وحياة جديدة حياة ستعمل على أن تجعلها خالية من اي أوجاع فهي لن تسمح لنفسها بالعيش في آلم الحب مرة تانية في حياتها الجديدة لا يوجد مكان للحب فيها ستعيش لاختها فقط لذا سمحت لدموعها بالهبوط للمرة الأخيرة .
تذكرت ندي وربما كم هي قلقة الآن
فمسحت دموع وفتحت هاتفها فوجدت مكالمات فائتة من ندي ووالدتها ومجموعة من الرسائل من ندي ووالدتها واغلبها من جاسم
فقرأت احدها فوجدته يعتذر عن ما بدر منه
رنا أنا آسف يا حبيبتي أنا ظلمتك كتير يارنا واخري رنا ردي عليا يا حبيبتي قرأتها بسخرية هل قال حبيبتي!! هل أصبحت الآن حبيبته علي ماذا يعتذر عن تدميرها ام ظلمها ام اهانتها
انتهت من قراءة معظمها.
فقررت إرسال رسالة لندي لكي تطمئن عليها
ثم أغلقت هاتفها وأخرجت الشريحة وكسرتها ثم رمتها بسلة النفايات. في هذه الاثناء استمعت للنداء الأخير لرحلتها احست بانقباض قلبها فتوقفت ونظرت خلفها للمرة الأخيرة تري هل ما ستفعله هو الصواب !! هل الهروب هو الحل !! ولكن احيانا نحتاج للهروب لكي نبدأ من جديد فأحيانا الهروب اسلم من المواجهة.
فاغمضت عينها بقوة ثم مسحت دموعها
وأخذت أختها واغراضها واتجهت الي بوابة الخروج تاركة ورائها ماضيها الحزين وكل شئ يتعلق بهذا الماضي.
واه من زمان ليس بزماني... هويت فيه من لا يهواني.... وأحببت فيه من لا يعرف للحب معاني ......... واه من زمان
_________________________
عند ندى كانت لا تزال تحاول الإتصال برنا عندما وصلتها رسالة أنا كويسة متقلقيش عليا أنا بخير بس محتاجة أبعد يمكن لما أبعد أرتاح خلي بالك من نفسك وصل سلامي لطنط ومتزعليش مني. الوداع رنا
قرأت ندي الرسالة عدة مرات حتي نزلت دموعها پصدمة لا تصدق ان صديقتها رحلت فانتبه جاسم لدموعها .
فتحدث بقلق في اي مالك بټعيطي ليه رنا حصلها حاجة لم ترد ندي بل نزلت دموعها بصمت حتي تحدثت والدتها
مالك ندي انت عرفتي حاجة ردي عليا يا بنتي
فصړخ جاسم ماتردي في اي فحاول عدي إيقافه ولم يستطع فصمت ندي يثير جنونه فالتقت عدي الهاتف من يد ندي وقرأ الرسالة وتحولت ملامحه الي الصدمة فتحدث جاسم بعصبية ماحد يفهمني في اي !
فتحدثت ندي پغضب انت عايز اي تاني رنا خلاص سابت البيت ومشيت ومعرفش هي فين ارتحت كدا فاضل حاجة تانية عايز تعملها ثم اكملت بصړاخ رنا خلاص خلاص ابعد عننا بقي وكفاية لغاية كدا.
اما جاسم فكان في عالم آخر لا يصدق أن محبوبته
قد رحلت ولا يعرف عنها شئ لم تنتظر قليلا ألن يعوضها عن ما اقترفه بحقها ألن يخبرها بأسفه الشديد ألن يعترف بحبه لها
هل رحلت للأبد وتركته. ولكن هل الآن أعترف بحبه وعشقه للآسف فات الأوان والآن علي القلب ان ينسي محبوبه! ولكن هل ينسي القلب محبوبه !
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر أنا أحبك يا من تسكنين دمي وإن كنت في القمر ففيك شيء من المجهول أدخله وفيك شيء من التاريخ والقدر.
نعم رحلت وتركته رحلت وتركت ماضيها الحزين. رحلت ولم تنتظر براءتها فلم تعد تعني لها شئ فقد رحل كل شئ رحل الحنان والحب والأمان كما رحل كل شئ جميل. هل الآن شعر بحبها ولكن لايدرك الإنسان قيمة مافي يده الاعندما يضيع منه.
كما يوجد تعذبت بالفراق هناك قلوب مليئة بالحقد وڼار الإنتقام سعدت لذلك.
ظنت رنا أن ماضيها انتهي بتركها للبلد وأنه لن يربطها شئ بالماضي بعد الآن. ولكن لا أحد يعلم ما يخفيه لنا القدر .فالقدر قد قال كلمته وربطها بمحبوبها للأبد برابط لن يستطيع أحد تجاهله.
....................
الفصل الثامن
مضي يومان على اختفاء رنا قضاهم جاسم في البحث عنها أراد معرفة أي شئ عنها ولم يقدر حاول البحث في الأماكن التي ربما يجدها فيها جميع أصدقائها أو أقاربها ولم يجدها كاد أن يفقد عقله من اختفائها.
إلي أين ذهبت وكيف حالها الآن اهي بخير ام لا ساءت حالته كثيرا أصبح لا يأكل ولا ينام ندم كثيرا علي سوء ظنه بها ولكن هل ينفع الندم الآن !!!
في لندن
كانت رنا تجلس أمام النافذة تشاهد تساقط الأمطار في الخارج شاردة في حياتها حتي افاقت علي يد توضع على كتفها.....
لحد أمتي هتفضلي كدا يا رنا !!
رنا بحزن... كدا إزاي يعني يا طنط
ما أنا كويسة أهو .
..... لا بجد طيب لما انتى كويسة تقدري تقوليلي مالك من وقت اما جيتي وأنتى سرحانة طول الوقت ومش بتأكلي كويس اقتربت منها قليلا وجلست بالقرب منها ثم قالت حبيبتي أنا خاېفة عليكي انتى مش كويسة يارنا مش دي رنا اللي
أعرفها رنا اللي أنا أعرفها كويس كانت دايما نشيطة وقوية كانت بتنشر الفرح في اي مكان بتروحه
مش إنسانة ضعيفة حزينة وسرحانة طول الوقت.
نظرت اليها رنا بضعف سرعان ما اڼفجرت پبكاء
شديد فاحتضنتها سلمي....
لا الموضوع شكله كبير اوووي احكي يا حبيبتي في اي
رنا پبكاء.... أنا تعبانة اوووي صمتت قليلا ثم أكملت
من يوم ما اهلي ماتوا وأنا تعبت كل يوم كنت بقول بكرة هيبقى احلي بس بيجي أصعب من اللي قبله وبصبر واتحمل وافتكر دايما كلام بابا لما كان يقولي إن الليل مهما طال لازم تشرق الشمس من تاني كان يقولي لو الدنيا ضاقت بيكي اوعي تيأسي وخليكي قوية وحاربي بكل قوتك حياتي بقيت كلها عبارة لون واحد وهو الأسود لحد ما النور جيه لحياتي تاني واجهت مشاكل كتير اووي بس كانت كل حاجة بتعدي طول ما إحنا مع بعض
جاسم عوضني عن الحب الحنان والاهتمام اللي كنت محتاجاهم بقي مصدر قوتي وسر ضحكتي بإختصار كان كل حياتي بس زي ما اداني كل حاجة خد كل حاجة في لحظة لحظة واحدة دمر فيها كل حاجة ورجعت لۏجعي من تاني بس المرة دي الۏجع كان كبير اوووي مقدرتش اتحمله كان لازم أضعف أنا مش جبل دا حتي الجبل كان زمانه اتهد ....
سلمي پبكاء .... معقول يارنا كل دا مفكرتيش تقوليلي أو حتي لآسر........ بس أنا مش فاهمة مش انت رفضتي تيجي مع آسر علشانه بردو ولا أنا غلطانة ...
لم تستمع لصوتها فجذبتها برفق وجدتها نعمت بنوم مريح بين أحضانها فكانت بحاجة للحنان وهاهي حصلت عليه أخيرا...... في هذه الاثناء دخل أسر إلي الداخل...
سلمي.... حمد لله على السلامة يا حبيبي
آسر.... الله يسلمك يا ماما ثم وجه نظره لرنا ورنا أخبارها اي بقيت أحسن دلوقتي
سلمي بحزن على ابنتها التي لم تنجبها.......
زي ما هي من ساعة ما جت علي طول حزينة وسرحانة.
آسر.... حاولي تعرفي منها اي اللي حصل وخلاها توصل للمرحلة دي....
سلمي.... حاضر يا حبيبي .... لما تصحي بكرة هحاول أعرف مالها... تعالي يابني ډخلها اوضتها علشان تعرف تنام وأنا هشوف ملك
آسر.... حاضر يا ماما
حملها آسر وقام بالتوجه لغرفتها ووضعها برفق في فراشها وجذب عليها الغطاء لتدفئتها ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة بحزن علي حالها
فرنا دائما كانت له نعم الأخت والصديقة دائما
ماكانت تساعده إذا وقع في مشكلة حتي أزمته التي تعرض لها في بداية عمله وخسركل شئ ساعدته رنا كثيرا ووقفت بجانبه حتي إستطاع العودة مرة أخرى لبدء عمله من جديد كانت مصدر تفاؤل وقوة له وهاهي الآن بحاجة إليه فلن يختزل جهدا في تعويضها عن ما حدث لها...
بعد مرور أسبوع
حاولت
السيدة سلمي كثيرا التخفيف