خان غانم بقلم سوما العربي
عادي .. عادي يا معلم عادي .. واحده و بتضحك هي حرة.
رفع رأسه عاليا في محاولة شديدة البأس منه للسيطرة على أنفعالاته يثبت لنفسه إنه هو المتحكم الأول و الأخير بها هو من يملكها فقط و ليس أحد سواه .
فأرغم نفسه على أن يذهب للمرحاض لينعم بحمام دافئ طويل .
لكنه لم يكن طويل بل لم يتعدى الدقيقتين و خرج ليبدل ثيابه سريعا ثم يطلب قهوته و يدخل مكتبه ليرى الأعمال المتراكمة عليه .
حاول غانم التحدث و قال كويسه .
لترن من جديد صوت ضحكة حلا على ما يبدو أنها مازالت تقف معه .
حاول التغاضي أو التظاهر بذلك و قال لجميل فين ورق حسابات مصنع اللحوم .
أعطاه جميل بعض الأوراق و قال أهي يا ولدي بس باينها فيها مشكله في غلط ييجي بربع مليون جنيه .
جميل هدي نفسك يا ولدي مش كده صحتك .
غانم هو إيه الى أهدي نفسي هو الربع مليون دول بيلعبوا أنت ليه محسسني أنك بتتكلم عن ربع جنيه
جميل و الله يا ولدي ما أنا عارف الواد المحاسب ده كأنه متقصد إلي بيعمله و ملغبطلنا الحسابات عشان نتوه .
جميل طب هدي روحك يا ولدي صحتك أنا هشوف شغلي معاه على الله بس ما يطلعش تبع إلي ما يتسمى إلي أسمه صلاح .
صدحت ضحكة حلا من جديد فرد پغضب و توتر شوفه و قرره و هات أخره عشان أنا مش هحله .
أكل غانم بواطن فمه يخرج فيها غيظه ثم قال ماعلش أنا بس متعصب عشان سلوى و تعبها و كمان المشاكل إلي كل يوم و التاني دي .
ألتمعت عينا جميل و قال ضاحكا عيني عليك يا ولدي أهو العز و المال مش بيجيبوا غير ۏجع الراس ماكنتش طلعت فرد أمن غلبان أقله كنت طلعت لك ب بطاية حلوة تحل من على حبل المشنقة زي عزام الأسود ده .
التوى ثغر جميل و جاوب صحيح أصلك ما شوفتش جوز الكناري إلي برا هئ و مئ و دلع هنية له و الله.
صړخ غانم بقولك تقصد مين
جميل أقصد البت الخدامة الجديدة دي و الواد عزام الحارس بتاعك شكله الحب ۏلع في الدرا .
هب من مقعده پغضب شديد و ذهب ناحية الشرفة ليراها مازلت تقف معه و تعطيه من حبات الفراولة الطازجة الموجودة في الصحن الذي تحمله.
فزجره غانم پغضب ليقول أحمممم أنا بقول تروح تطل على مراتك و تطمن على إبنك و لا إيه.
نظر لها غانم بصمت فحمحم بحرج و إلتف خارجا و هو يقول أنا هروح اشوف موال الواد المحاسب ده و هقول لكرم يعملك الفطار بسرعه عشان تروح المستشفى .
خرج مسرعا من عنده و حاول غانم تذكير نفسه بما عاهد حاله به ليلا يجاهد في طرد تلك الأفكار عنه و أخماد تلك النيران التي تأكله .
و ردد بغيظ عادي عادي .. عادي يا معلم عادي .
لم يستطع تناول طعام الإفطار و قرر الذهاب لزوجته هي أولي بالإهتمام .
خرج من الباب الداخلي يتوجه لسيارته المصفوفة هناك وجدها مازلت تقف معه هو يتحدث و هي تستمع .
فنادى بصوت جهوري حلااااااا .
صوته كان نابع من الچحيم زلزل المكان من حوله و أنتبه الجميع .
حتى أنها أرتعبت و من شدة الړعب لم تتحرك مما زاد غضبه .
و صړخ مجددا هو انا مش بنادي عليكي.. تعالي حالا
ذهبت لعنده و رافقها عزام مما ألهب الڼار في قلب غانم و هو يراه قادم