رواية بنت الأبالسة بقلم هدى زايد
قال بهدوء
عمر لساته برا
ايوه
فين چدك
ردت ساخرة و قالت
جصدك ابوي !
سألها بشار بهدوء قائلا
ناوية على إيه يا وچيدة
ردت وجيدة بإبتسامة ماكرة و قالت بشرود
كل خير
يا واد اخوي كل خير
ولج حسان من باب المنزل و الإبتسامة الخبيثة تزين ثغره قال بترحاب شديد
يا مرحب يا مرحب الحبايب كلهم اهني منورين يا ولاد
ديه نورك يا بوي
رد حسان بنبرة حانية
طالعة من خشمك كيف السكر كنت مستنيك ليا كاتير جوي يا وچيدة
جلست من جديد و قالت
كل آذان و له وجته يا بوي
تابعت بتساؤل قائلة
جل لي لياتك بتحرب ورا حسنة ليه
ملكيش صالح
لا ليا ديه خيتي جصدي بت اخوي
جلت لك اطلعي منيها الحكاية ديه
في إيه يا چماعة مالها حسنة
ردت وچيدة وقالت بنبرة غاضبة
چدك بعت لها ناس يو لعوا في شجتها
رد بشار و قال بذهول
أنت بتجولي إيه و ناس مين ديه اللي راحت
اجابته وجيدة قائلة
بعت لها رچالة سرجوا منها دهابتها و فلوسها و بهدلوا أمها العاچزة و ياريت وجف لحد كده و بس ديه سلط اتباعه يولعوا في الشجة و كل اللي كانوا فيها ماتوا
طب و حسنة چرا لها إيه
ردت وجيدة قائلة بهدوء
حسنة و ابن اختها بخير و ديه لأنهم كانوا عند الداكتور لو كانوا في البيت كان زمانهم راحوا و ياه اللي راحوا
أنت بتجولي إيه و عمر هناك بيعمل إيه هو السبب في ديه ! ما تفهموني في إيه بالظبط !
ردت وجيدة قائلة بهدوئه الذي لم يتغير حتى هذه اللحظة و قالت
راح ياخد عقد نص الدار بتاع چدك سالم
وقف بشار عن مقعده و قال پغضب جم
دار إيه و عقد إيه اللي بتتكلمي عنيه أنت خابرة بتجولي إيه !!
ابتسم حسان و قال و لأول مرة ليعلن عن وجوده
لو حد تاني حكى لي إن أنت وچيدة بتي مكنتش صدجت خابر إنك دريتي بكل حاچة بس مكنتش متوقع تبجي كيفي كده ذريتي كان لازم تتسلم مني العهد
عهد إيه اللي بتتحدوا عنيه ديه !
نظر له الجد حسان و قال
عهدنا يا بشار عهدنا اللي أنت خنته و شردت عننا و اني جلت و ماله خلي ياواد يشج طريجه ما هو لساته شاب و رايد يفرح بالدنيا كيف العيال الصغيرة
سألها بشار بدهشة و ذهول شديدان
أنت بجيتي وياهم يا وچيدة ردي علي
أجابه عمر و يلج من البوابة الداخلية و قال
استدار بشار و قال بتساؤل
جصدك إيه
رد عمر و قال بنبرة غاضبة
جصدي إن أنت لساتك وياه چدك حسان و بترسم على چدك سالم لساتك بتحرب ورا حسنة و إن اللي حصل ديه كلته من تحت راسك
هدر بشار بنبرة مر تفعة و عدم استيعاب قائلا
أنت بتجول إيه !! مين يا أبو مخ تخين جال الحديت العفش
ديه !
وقفت وجيدة عن مقعدها و قالت بنبرة حادة و هي تتجه نحو الدرج
بشار مظلوم يا عمر اللي عمل كده حسان
رد عمر و قال بصوت مرتفع
و هو ساعده على كده
ابدا و الله العظيم ما حصل
تابع بشار و هو يطرق بأنامله على رأس عمر و قال
يا واد فكر بديه مرة في حياتك أني بعدت عن كل الجرف ديه و ماشي بما يرضي الله إيه اللي هايخلينا ارچع له تاني !
رد عمر و قال
عشان ما بيعيش لك عيال يا بشار رايد تچدد العهد عشان مرتك تحبل و تخلف صح و لا أني غلطان
رد بشار بنبرة تملؤها الصدق
غلطان يا واد عمي أني حد الله بيني و بين الحړام بكل أنواعه و إن كان على العيال طالما ربنا كاتب لي اخلف هاخلف ڠصب عن الكل و لو مش رايد يبجى خلاص و لو مين بالذي ما هيعرفش يعملها
وقفت وجيدة عند سلالم الدرج الأخير و قالت
الصح بيجول إن الچزاء من چنس العمل و حسان عمل كاتير و لساته ناوي يعمل أكتر و عشان كده الأوضة دي لازم تو لع باللي فيها و هو جواها
وقف الجد حسان عن مقعده و قال بصړاخ كالمجذوب
اوعاك تعملي كده يا وچيدة كده بتفتحي طاجة چهنم الحمرا يا بتي
هرع بشار و عمر في محاولة منهما لمنع وجيدة التي لا تعرف فادحة ما تفعله و لا النتائج المترتبة على فعل ذلك خرجت شمس من غرفتها و قالت بعدم فهم
في إيه يا جماعة مالكم واقفين كدا ليه
تابعت بدهشة
عمر أنت رجعت إمتى !
حاول بشار فك يد وجيدة المقبضة على الثقاب و البنزين لكنه لم يفلح زجرخا بنظرات غاضبة و قال
سيبي يا وچيدة اللي بتعملي ديه أكبر غلط و لو على الحرج ميبجاش كده سيبي بجول لك
لا يا بشار مش هاسيب أنت مش حاسس بالنا ر اللي چوا جلبي من اللي عمله فيا حسان سبني خليني احرج جلبه كيف حرج جلبي على حياتي
رد بشار و هو يكز على أسنانه و محاولاته في فك يدها لا تتوقف ابدا
سيبي بجى يا وچيدة جلت لك كده أكبر غلط
حاول عمر أن يتتدخل و هو يقول پغضب جم
لساتك معاه يا بشار لساتك شغال في السحر و الشعوذة كيف ما جلت أني بنفس اللي هاحرجها
ترك بشار يد وجيدة و قال و هو يدفع عمر في كتفيه للخلف
يا عم اهمد بجى
لم يكمل حديثه بسبب قوة دفعته لابن عمه و صديق عمره الذي سقط للتو على سلالم الدرج ظل يتدحرج حتى وصل إلى الدرجة الاولى ارتطد مت
رأسه بطرف السور الحديدي هرع بشار نحو عمر و رفع رأسه عن الأرض و قال بتوسل
احب على يدك جوم يا عمر جوم يا واد هي أول مرة نتعارك ويا بعضنا
هرع الجد حسان نحو حفيده جثا على ركبته ثم جذبه بيده المجعدتان و قال بنبرة مرتعشة
جوم يا عمر جوم يا ولدي جوم احب على يدك
مازالت شمس واقفة محلها و الصدمة و الذهول يسيطران على ملامحها بينما كانت وجيدة تتابع ما تفعله ظلت تنثر قطرات البنزين على كل أرجاء الغرفة دموعها تتساقط و لسانها لا يتوقف بالسب و القصف في والدها و كل من تبعه وصل
لأنف الجد حسان رائحة
الاشتعال تجاوز ج سد عمر و صعد سلالم الدرج بخطوات مرتعشة و قبل أن يصل إلى باب الغرفة وجد الباب يوصد بشكل تلقائي
ووجيدة بالداخل استدار تجاه الباب لتجد أشباح تتحرك في المكان ظلت تردد ما تيسر من القرآن و دموعها تنساب على خديها نظر الجد حسان لحفيده بشار و قال بصړاخ
الحجني يا بشار بتي هتروحي مني الحجني ياولدي احب على يدك
نظر بشار لجده ثم نظر لصديق
عمره و قال بنبرة متحشرجة إثر البكاء
جوم يا صاحبي جوم يا حبيبي جوم حط يدك في يدي و نبني من چديد كيف ما كنت رايد جوم يا حبيبي و الله أني مظلوم يشهد علي ربنا يا حبيبي إني تبت عن الطريج ديه
جوم عشان تربي ولدك كيف ما بتحلم
بعد مرور يومين
في المشفى بالقاهرة
وقف زين أمام حسنة و يده داخل سرواله
يشيح ببصره يمينا و يسارا و هو يقول بمرارة في حلقه
كنت فاهم إني ظلمتك و إنك لسه فعلا بتحبيني زي ما بتقولي لكن بعد اللي عرفته اتأكدت إنك بتروحي للي يدفع أكتر
سألته حسنة بنبرة مستفسرة قائلة
و إيه بقى اللي أنت عرفته عني
زفر ضاحكا و قال بمرارة
كتير اوي يا حسنة كتير مصايبك طلعت كتير جدا بعتي نفسك ل عمر و ليا و ما خفي كان اعظم
بجد و الله و مين بقى فهمك إني
ر خي صة و ببيع نفسي
سيبك من اللي قال لي و خلينا في كشف حساب المستشفي دا عمر يدفعه بأي وجه حق
جذبته من يد ه و قالت بنبرة مغتاظة قائلة
و أنت مالك يدفعه ليه و عشان
مين أنت كان ممكن تسألني سؤالك دا لو لسه على ذمتك و كان من حقك وقتها تعرف كل حاجة لكن دلوقت لأ و مليون لا عشان لا بقيت أنا مراتك و لا على مكتوبة على اسمك عمر يدفع لي ابيع نفسي كل ما دا ملكش في
الفصل التا سع عشر
ختمت حديثها بإشارة من يدها و قالت
امشي اطلع برا و إياك أشوف وشك هنا تاني
خرجت الممرضة من غرفة الحضانات و قالت بسرعة قبل أن تعود
احنا محتاجين رعاية الطفل حالته حرجة و بېموت
اتجهت حسنة و قالت بلهفة متسائلة
رعاية اومال إنتوا إيه و فين هي الرعاية دي انطقي بسرعة
ردت الممرضة بسرعة موضحة
دا قسم الحضانات و ابنك محتاج رعاية الحال بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله اتحركي بسرعة
تحركت حسنة ما إن تركتها الممرضة حاول زين إيقافها لكنها لم تستمع إليه استوقفها جاذبا إياها من ذر اع ها قائلا
استني عندك فهميني هنا مين ابنك دا و منين و ازاي أصلا !
ردت حسنة بصړاخ من بين دموعها قائلة
ابعد عني بقى كفاية روح لحالك و سبني في حالي أنا مش عاوزك و لا عاوزك منك حاجة خليني الحق ابني قبل ما يروح مني
للمرة الثاني على التوالي نطقت بكلمة ابنها كيف أين و متى ترى من هو والده هو لم
ي لمس ها خلال الفترة التي قضتها في منزله
خرجت من المشفى و هي تكفكف دموعها بكم جلبابها رفعت هاتفها على أذنها و قالت بصړاخ
جدك رجع يلعب معايا تاني يا بشار و أنا مش ها سكت جدك د مر كل حاجة بحاول ابنيها و دلوقت جه الدور على ابني كله إلا ابني يا بشار سامع كله إلا ابني
وصل إلى مسامعها صوته المخټنق إثر البكاء و هو قال
وجيدة و عمر ماتوا يا حسنة اخوي و صاحبي و نور عيني اللي بشوف بيها ماټ يا حسنة حبيبي و حبيبتك ماتوا يا حسنة
ردت حسنة بعدم استيعاب و قالت
أنت بتقول إيه إيه التهريج دا بلاش هزارك البايخ دا و تكدب عليا عشان اعدي اللي حصل دا بالساهل كدا
اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة
رفعت الهاتف على أذنها مرة أخرى ثم قالت
أنا مش هاسيبك يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني
و قبر بنتك
مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القپر ها يتفتح و بدل ما