رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
ده شيء بتاع ربنا
استدار وهو يتنفس بصوت مسموع وواضح فقد أتى على أعصابه كثيرا حتى لا تنفلت منه تحدث بشك صريح وهو يوليها ظهره
بتاع ربنا وماله لكن أنت اللي مش عايزه وعلشان كده بتاخدي الحبوب دي
ذهبت إليه وقد فاض بها حقا إلى متى ستظل تبرر له ما يحدث وما حدث وكل شيء وقفت قبالته وتحدثت بعصبية هي الآن جاعلة نفسها تخرج ما تكنه
استكانت وأكملت ما بدأته پغضب وجعلته يذهب لليلن والخفوت
أنا بحبك ومش شايفة حد في حياتي
غيرك عايزه اخلف منك النهاردة قبل بكره بس ده مش بأيدي.. والله من يوم ما اعترفت بحبي ليك وأنا ما أخدت من الحبوب دي خالص صدقني
طيب يا مروة يبقى تعالي بكره قبل ما نسافر نروح لدكتورة تكشف عليكي ونشوف لو في مشكلة طلما بتقولي أنك مش بتاخدي حاجه
سألته باستنكار وهي تتراجع للخلف مبتعدة عنه
جذبها من يدها إليه لتصطدم بصدره العريض وتحدث هو پغضب وهو يضغط على يدها فقد فاض به هو الآخر
بقولك ايه بلاش استعباط بقى هنروح يعني هنروح ولا أنت خاېفه من حاجه
سألته بخفوت وهي تحاول سحب يدها منه
أنت ليه وقت عصبيتك أو لما بيحصل أي موقف بتنسى كل حاجه حلوة بينا
أنا مش بنسى أي حاجه بس أنا جاهل في الكلام ده وهبقى قاسې وناسي فعلا لحد ما أعرف الصح في كلامك لأني عايز اخلف والخلفه دي منك أنت مش من حد تاني سوا كان براضاكي ولا ڠصب عنك
ترك يدها وذهب ناحية الكومود بجوار الفراش أخذ من عليه علبة سجائره ثم خرج من الغرفة إلى شرفة الصالون ليبقى وحده يفكر في حديثها الغير مفهوم بالنسبة إليه فكيف تأخذ مثل هذه الأشياء قبل الزواج أليست لها أغراض معروفة نعم حديثها مترابط ولكن هو لا يصدقه لا يدلف عقله بتاتا ودائرة الشك حولها هل من الممكن أن تكون حقا لا تريد..
سحبها من أفكارها صوت هاتفه الموضوع على الكومود بجوار الفراش والذي أعلن عن وصول مكالمة ما وقد استغربت كثيرا فالوقت الآن تعدى منتصف الليل اتكأت بيدها على الفراش لتنظر وترى من المتصل وقدر رأتها فعلا.. أنها تلك البغيضة على قلبها ريهام كادت أن تأخذ الهاتف وتجيبها معنفه إياها على اتصالها في هذا الوقت المتأخر من الليل ولكنه دلف إلى الغرفة قبل أن تأخذه بيدها وأخذه هو وذهب مره أخرى إلى الشرفة ليتحدث به..
إلى الغرفة مرة أخرى متقدما من الدولاب الذي فتحه وأخرج منه بنطال أسود وقميص من نفس اللون وجدته يزيل عنه بنطاله البيتي ويبدله بالآخر وفعل المثل مع القميص ثم أخذ جاكت معلق خلف باب الغرفة لونه أسود أيضا وارتداه على ملابسه وأخذ يجمع في أشيائه الشخصية تحت نظرها..
لم تستطيع التحمل أكثر من ذلك وهي تنتظر أن يقول ما الذي يفعله أو إلى أين هو ذاهب ولكن دون جدوى تحدثت متسائلة باستغراب بعد أن وقفت على قدميها
أنت رايح فين دلوقتي
خارج
تقدمت منه بهدوء شديد وداخلها يشتعل وهي تعلم أنه ذاهب إلى تلك البغيضة
ما أنا واخده بالي أنك خارج رايح فين يا يزيد في وقت زي ده
ابتسم بسخرية وهو يمشط شعره أمام المرآة ثم أجابها بفتور قائلا
ده شيء مايخصكيش
ذهبت لتجلس على الفراش بهدوء شديد أسندت ظهرها إلى ظهر الفراش ثم تحدثت ببرود وفتور كما فعل معها الآن
تمام... لما تلاقي واحد غريب مسمياه صاحبي زيك كده بيكلمني في نص الليل وانزله هبقى أقولك مايخصكش
نظر إليها عبر المرآة بعينيه الذي تمتاز بنظرة الصقر ترك الفرشاة وتقدم منها اتكأ على الفراش بقدمه اليسرى وتحدث أمامها بهدوء
عدي الليلة يا مروة.. عديها علشان وديني أنا على أخري والناهية هتبقى وحشه
تحدثت مرة أخرى وهي مازالت مستمرة في الهدوء
مش فاكر يوم ما تامر دخل عليا الاوضه عملت ايه وده يبقى زي أخويا بالظبط مش حد غريب زي الهانم اللي رايح تقابلها