رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن
أهم من مليون معرض يا مچنون
من المفترض أن تسعد قلبه هذه الكلمات ولكن هو كلما رآها تحبه بهذا الشكل وتتخلى عن كل شيء لأجله يعبث ضميره معه من جديد وليس هناك ما بيده يفعله أما أن يقول هو لها ولن تنتظر معه دقيقة واحدة وهذا مؤكد وأما أن يرفض طلب عائلته ويقولون هم لها وهذا الأسوأ وأيضا لن تنظر بوجهه مجددا وأما أن يفعل ما طلبوه ويبدله لها بماله الخاص ويأتي لها بضعف ما يأخذه ولكنها لن ترضى بخروج عمها من أرضهم ولن ترضى بإعطاء منزلها لعائلته..
مالك سرحت فين
فيكي
قالها بحب بعد أن أخرج كل شيء من عقله مستمتعا معها وحدها تحدث مرة أخرى والعشق ينفرط من عينيه وكلماته
سرحت فيكي وفي كلامك... أنا بحبك وأنت بالنسبالي أهم من أي حد في الدنيا دي كلها
المكان ده محتاج إعادة تدوير
ابتسمت بهدوء قائلة وهي تبتعد عنه تدلف إلى الداخل لترى كل شيء
لأ مش للدرجة دي.. أنا هنزل اللوح من على الحيطة وامسحها وهكيسها واشيلها من هنا وهنضف المكان وبس
أقترب منها هو الآخر بعد أن استمع حديثها وأردف هو الآخر بجدية سائلا
مهو أكيد مش همسحها واحطها تاني كده هتبوظ خالص
حك فروة رأسه من الخلف بيده وهو يفكر في حل ما يجوز لها ولا تغلق المعرض مرة أخرى تحدث بحماس بعد أن ابتسم
طب ما تفتحي المعرض..
ابتسمت هي الآخر بسعادة غامرة وقد دقت الفرحة قلبها معتقدة شيء ما غير ما يقوله هو سألته بسعادة قائلة وهي تقترب منه
بجد ممكن افتحه زي زمان.. يعني هنعيش هنا
لأ أنا أقصد أن حد يقف فيه وكده كده أنت بترسمي هناك على طول وكل فترة الرسومات اللي جاهزة اجبهالك هنا أو لما نيجي زيارة مثلا
عبثت ملامح وجهها أيضا وتقدمت من الحائط تزيل اللوحات من عليه مجيبة إياه بهدوء
أجابها بفتور وهو يتقدم منها يساعدها فيما تفعل فلا يريد أن يطول الحديث ويدخلون في أمور أخرى
براحتك
تحدثت متسائلة بجدية وهي ترسم ابتسامة مقتضبة
ايه رأيك فيه بعيد طبعا عن
الحالة دي
أجابها هو الآخر مبتسما بهدوء وهو ينظر إلى المعرض مرة أخرى
جميل ومساحته حلوة جدا
ابتسمت له بهدوء وبدأت في زيل كل اللوحات بمساعدته لها وتضعهم في أكياس كبيرة للحفاظ عليهم ثم بدأت معه في تنظيف المكان وتنظيمه على الوضع الجديد تحت نظرات الحب منه وكلمات الغزل الواضحة..
تحدثت ب إرهاق وهي تنظر إليه معتذرة منه
معلش تعبتك معايا
تعبك راحة يا جميل
قال جملته البسيطة مبتسما ليعجل الابتسامة تعتلي ثغرها هي أيضا ثم أرتفع صوت هاتفه الذي يعلن عن مكالمة ما أخرج الهاتف من جيبه ورأى أنها ريهام من تتصل فلم يريد أن يجيبها أمام زوجته حتى لا تنزعج فذهب إلى الخارج ليجيبها..
نظرت إليه بعد أن خرج باستغراب ثم وقفت على قدميها تنظر إلى المكان بعناية لتتذكر كيف كان وكيف أصبح الآن أخرجها من تفكيرها ذلك الشخص الذي وجدته يدلف إلى الداخل مبتسما بهدوء ثم تحدث قائلا بتساؤل
أستاذة مروة
أيوه أنا.. اتفضل
بينما وقف يزيد على الجانب الآخر أمام المعرض يتحدث في الهاتف مع ريهام عن بعض الأمور التي تحتاجها في المصنع.. نظر من بعيد عليها داخل المعرض وقد وجدها تقف مع شخص ما تبتسم بسعادة أو ربما تضحك وهو يزين ثغره ابتسامة بلهاء ذلك الأحمق..
أغلق الهاتف بوجه ريهام بعد أن اشتعلت النيران داخله بسبب وقفتها مع ذلك الشخص الغريب وضحكتها أيضا معه تقدم حتى يذهب إليهم وقد وجده يصافحها وذهب إلى الخارج مقابلا له..
وقف أمامه ينظر إليه بضيق وبداخله ڠضب شديد ليسأله بهدوء مناقض لحالته تماما
أنت مين.. قصدي تعرف مدام مروة منين
استغرب الآخر سؤاله الغير منطقي وتوتر من نظرته الهادئة تلك مع ملامحه المرتسم عليها الضيق فتحدث بجدية قائلا
مروة صاحبتي.. قصدي كانت صاحبتي في الكلية عن اذنك
سريعا ذهب من أمامه بعد أن أنهى مهمته الذي وجدها صعبة كثيرا نظر يزيد إليه ليراها قد اختفى بعيدا في وسط السيارات التي تمر من جوارهم..
تقدم ليذهب
إليها دلف إلى المعرض ولم يمهلها الفرصة للتحدث قائلا هو بتساؤل
مين ده
جلست مرة أخرى على الأريكة وتحدثت بهدوء مجيبة إياه
كان بيسأل عن لوحة معينة هنا قالي أنه جه أكتر من مرة بس كان المعرض مقفول
نظر إليها باستغراب وليس شك فيكفي شك بها إلى الآن تحدث باستنكار متعجب قائلا
بس هو مقاليش كده!
وقفت تنظر إليه باستغراب شديد وسائلته