الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 128 من 129 صفحات

موقع أيام نيوز


منها
وبعدين.
أكمل بشغف وحب كبير يكنه إليها وإلى أطفاله الذي يفني عمره لأجلهم هم بالنسبة له أهم من أي شخص آخر ثلاث أشخاص بحياته يعنون له كل شيء
وبعدين هقتل حنيني واشتياقي... وهفضل معاكم انتوا وبس انتوا العالم بتاعي وسر سعادتي
أقترب منها أكثر وأخذ يديها الاثنين بين يديه واسترسل حديثه بشغف قائلا

يمكن بحن للبلد ولأمي والبيت بحن ل ليل ولحاجات كتير أوي ومش هنكر إني ببقى مبسوط وإحنا كلنا مع بعض لكن النهاردة لما حسيت أن روحي بتتاخد مني بيني وبين نفسي قولت مش هدخل البيت ده تاني ولما شوفتك واقعه على الأرض وإياد بيحاول يهديكي لعنت الساعة اللي روحنا فيها هناك
أخذ نفسا عميق وزفره ترك يدها اليسرى ليرفع يده اليمنى إلى وجنتها يمررها عليها بحب وحنان قائلا
أنت وإياد وورد عالم خاص بيا لوحدي عيلتي وسندي يمكن أنا اللي مسؤول عنكم بس بحس إني مسنود عليكم انتوا كنزي في الدنيا دي يا مروة ومستحيل أخسركم أنا أخسر نفسي ومخسرش حد فيكم ولو على البلد اللي عايزنا يبقى يجلنا إحنا بيتنا مفتوح لأي حد
ابتلعت ما وقف بحلقها بينما هو وضع يده على خصلاتها يمررها عليها بهدوء ليستمع إلى صوتها الخاڤت وهي تقول
أنا كنت بروح هناك علشانكم علشانك أنت وإياد وربنا يعلم أن مش شايله في قلبي حاجه لحد وكنت بتعامل معاهم وكأن مفيش حاجه حصلت بس هي دايما ليها حركات سخيفة بتعملها علشان تزعلني والله كنت بعديها لأني كنت خاېفه أخرب بيتها وأهو ده اللي حصل في الآخر أنا اللي خرجتها من بيتها لما روحت هناك.. أنا مكنتش عايزة كده أبدا
أجابها بجدية متأكدا من حديثه
هي اللي خربت بيتها بنفسها وده اللي كان لازم يحصل من زمان لواحده زيها أنت مالكيش ذنب
أبعدت رأسها عن صدره وأردفت بحزن وهي تنظر إليه
إياد شايف إن أنا...
لم يجعلها تكمل حديثها والذي يعرفه جيدا تحدث هو بتأكيد وجدية وهو ينظر إلى عينيها
إياد ولد واعي ومدرك كل اللي بيحصل هو بس كان مضايق
لكن هو عارف إنك بتحبي تروحي هناك وعارف إنك بتحبي جدته الكلام اللي قالته إيمان ممكن يكون عمله تشتت ومع زعله خلاه يقول كده لكن هو عارف كويس مامته بتعمل ايه.. متفكريش في كلامه
أنت مش زعلان مني
ابتسم بتهكم وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا باستنكار ودهشة ثم أردف قائلا بصوت رخيم
هو في حد بيزعل من روحه بردو
عادت مرة أخرى إلى صدره تسند رأسها عليه بعد أن ابتسمت له باتساع أردفت قائلة بعد أن تذكرت
افتتاح المعرض الجديد بعد بكره هودي الولاد عند بابا مش هوديهم المدرسة تخلص شغلك بدري وتجبهم وتيجي ماشي
أكيد يا حبيبتي.. أكيد
بعد يوم
عاد يزيد من والزاهية كل شيء كان يراه هنا يعلم أنها من فعلته أنها تترك بصمة يدها في كل مكان بصمة بريئة نقية خالية من كل شيء سوى النقاء والرقة..
المعرض كان ملئ بالحاضرين رجال ونساء يعرفونه ويعرفونها والجميع كان يبدي إعجابه بما يراه من أعمال السيدة مروة طوبار زوجة يزيد الراجحي الذي لم يترك يدها أبدا..
توجهت مروة بعد وقتا إلى منصة صغيرة أمام جمع من الناس لتلقي عليهم كلمة صغيرة تتحدث بها عن أعمالها في الفترة الأخيرة والذي ازدهرت كثيرا..
وقفت أمام الجميع بفستانها الأسود الذي أبرز جمالها وبياض بشرتها لقد كان يصل إلى كاحليها مغلق كليا من الأعلى ويهبط باتساع بسيط خالي من أي شيء سوى لونه الأسود وقفت تحمل ابتسامة رائعة تزفها إليهم جميعا ثم تحدثت بشغف وهي توزع نظرها عليهم وبين الحين والآخر تنظر إلى زوجها وأطفالها
مساء الخير يارب يكون الجميع هنا كويس ومبسوط معانا أنا مش هطول عليكم.. طبعا أنا واقفة هنا علشان أجاوب على الأسئلة اللي اتعرضت عليا واللي كلها بتتمثل في سؤال واحد
وهو إزاي قدرت أظهر مرة واحدة كده وإزاي ده تاني معرض بيتفتح في نفس السنة والفترة مش بعيدة يعني
صمتت لبرهة ثم أكملت حديثها قائلة مع تلك الابتسامة
الحقيقة أن السبب الرئيسي في كل ده مش أنا السبب هو حبيب وزوج وأخ وصاحب السبب هو أبو ولادي.. دايما بيقولوا وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ده حقيقي لكن
 

127  128  129 

انت في الصفحة 128 من 129 صفحات