الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 116 من 129 صفحات

موقع أيام نيوز


ونظر إليها بنصف عين وهو كل لحظة وأخرى يراها تعترض على ما يفعله أردف مجيبا إياها بجدية
إحنا اتفقنا من أسبوع فات لحد معاد الدكتورة هتسمعي كلامي في كل حاجه بدون نقاش وبعدين أنا عارف أنا بعمل ايه
طب شيل الصينية دي عايزة أطلع بره أنا اتخنقت
بجد الدكتورة مقالتش كده
مروة!
نعم
استدار واتجه ناحية باب الغرفة ليخرج منها وهو يهتف بجدية

كلي يا حبيبتي علشان معاد العلاج
أمسكت الملعقة بهدوء ثم بدأت في تناول طعامه الذي يفعله بنفسه كل يوم لها وقد كان بطعم لذيذ هي نفسها لا تستطيع فعله وجدته يعلم كيف يطهي الطعام وحده قد استغربت في البداية ولكنه أخبرها بتواجده وحده هنا قبل زواجه منها لذا كان يطهو الطعام لنفسه..
تراه يفعل كل شيء يستطيع فعله ليجعلها تشعر بالراحة والأمان منذ أن أتى بها إلى هنا أعتذر ألف مرة عما حدث في السابق حاول بشتى الطرق أن يتحدث معها فيه ولكنها منعته عن ذلك قائله بأنه قد مضى تراه وهو يفعل ما بوسعه لينقذ طفله ويكون معها ومعه تعلم أيضا أنه يحبها بل يعشقها وتعلم أنه أعتذر عن خطأه وابتعد عن عائلته ولكن...
لكن هناك شيء بداخلها قد كسر ربما ثقتها به أو الشعور بالأمان جواره لا تدري ولكن هي ليست على طبيعتها ليست كما كانت معه بالسابق الآن كلماتها محسوبة وتحاول قدر الإمكان التفكير بكل شيء قبل قوله.. لا تدري أهي ټخونه أم ماذا ولكن كل ما تعلمه جيدا أنها لم تعد كما السابق هناك شيء أخذه كذبه عليها.. لم تكن كما السابق أبدا
ربما ستعتاد!..
جلس يزيد على مقعد الطاولة بالمطبخ بعد أن خلع عنه ذلك الرداء كم كان منزعج! الآن هو يحاول بكل الطرق أن يفعل لها ما تريد ويحاول أن يبقى طفله بخير ويقدم كافة الاعتذارات عما حدث وكل شيء بوسعه يفعله..
تتحدث معه ولكن ليس كما السابق.. يشعر أنها معه بجسدها فقط وليس هناك روح ليست زوجته مروة يقول لنفسه ربما هذا بسبب ما يحدث هذه الفترة ربما تمر وتعود كما هي فهو يحتاج إلى زوجته وبشدة!..
بعد أسبوع آخر
نقول مبروك
هذا ما قالته الطبيبة بعدما وقفت على قدميها من أمام ذلك الجهاز واتجهت ناحية مروة تزيل عن بطنها تلك المادة اللزجة بمناديل ورقية وهي تبتسم بهدوء..
نظرت إليها بعدم تصديق وأمسكت يدها تضغط عليها سائلة إياها بخفوت وقد تكونت الدموع بعينيها
بجد والله
ابتسمت الطبيبة مرة أخرى بسعادة أكبر لرؤيتها سعيدة هكذا ثم أومأت إليها بتأكيد فخرجت دموع عينيها بفرح كبير وأخذت تردد بهدوء كلمات الشكر لله نظرت الطبيبة إلى يزيد الذي ينظر إلى زوجته بحب كبير وقد تهللت اساريره عما كان يدلف وهتفت بهدوء
أنا بقول إن الفضل يرجع لأستاذ يزيد بعد ربنا دي أول مرة يجي معاكي لكن واضح التحسن
أجابها هو هذه المرة وهو ينظر إلى مروة بشغف واشتياق جارف
ومش هسيبها تاني أبدا
فرحته الآن لا توصف منذ أن قالت الطبيبة هكذا وهو يريد أن يأخذها بين أضلعه يعبر عن فرحته وهو يراها 
شعر بطعم الماء المالح بين قبلته لها فعلم أنها تبكي أبتعد لينظر إليها وقد كان حقا رفع يدها ليضعها على وجنتيها يزيل دموعها الغالية بإصبعه الإبهام وهو ينظر إلى عينيها بعمق..
تحدثت بخفوت ونظرة أمل تشع من عينيها بعد أن وضعت يدها على يده
أنا فرحانه أوي يا يزيد ونفسي تكمل فرحتي على طول بيكم
هتكمل... هتكمل يا مروتي
اليوم التالي
وقعت السعادة من السماء على حياتهم منذ أمس منذ الاستماع على ذلك الخبر المفرح أخذها يزيد اليوم لتناول العشاء في الخارج في مطعم هادئ يحمل داخله أجواء رومانسية متنازلا اليوم عن أكلاتها الصحية وراحتها في الفراش..
بعد انتهاء الليلة عاد بها إلى المنزل وقف أمام الباب ثم وضع المفتاح بالمزلاج ليفتحه بهدوء وكان البيت معتم للغاية جعلها تدلف إلى الداخل هي الأولى ثم دلف خلفها وأغلق الباب..
وضعت يدها على مفتاح الكهرباء لإضاءة الأنوار في البيت ولتستطيع أن ترى وتدلف للداخل ولكن كانت الصدمة هنا بعدما رأت ما حدث في البيت هو لم يكن هكذا قبل أن تخرج!..
نظرت إلى يزيد بدهشة واستغراب رسمت على ملامحها بالكامل وبادلها هو الآخر تلك النظرة مثلها دلفت إلى الداخل وعينيها متسعة بشدة تدقق 
ايه
كم هي غبية!.. اليوم هو عيد زواجهم
 

115  116  117 

انت في الصفحة 116 من 129 صفحات