الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 53 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


أخليكي تحبينى 
ثم ابتسم قائلا 
بس أنا دلوقتى اطمنت
شعرت بأن وجنتيها سارتا جمرتين مشتعلتين ونظرت اليه قائله بتوتر وبصوت مرتجف تدافع عن نفسها 
لو كان أى حد مكانك كنت هقلق برده أما أشوف قميصه غرقان ډم كده .. يعني مش حاجه خاصه بيك انت
أخفض رأسه قليلا ونظر فى عينيها مباشرة قائلا 
أنا مش صغير يا ياسمين .. أنا عارف كويس ايه اللى أنا شوفته فى عينيكي 

شعرت بالإرتباك .. خفضت بصرها ثم سارت فى اتجاه الباب .. الټفت عمر اليها قائلا بصوت عالى 
أيوة .. اهربى العادة
كانت بالفعل تعلم أنه محق .. محق فى الأمرين .. محق فيما رآه فى عينيها .. ومحق فى أنها تهرب.
ذهب عمر فى اتجاه بيت المزرعة ليجد أمه مقبله عليه تهتف فى لوعه 
عمر ايه اللى حصل .. ايه الډم ده
نظرت الى يده هاتفه 
مالك يا ابنى ايه اللى حصل
مسح عمر على كتفها وطمأنها قائلا 
متحفيش عليا أنا كويس ده چرح بسيط
هتفت فى لوعه 
چرح بسيط أمال ايه الډم ده 
قال شارحا 
ده ډم العامل اللى اټصاب كنت بحاول أطلع ايده اللى اتحشرت فى الماكنه 
قالت كريمه بقلق 
وهو فين دلوقتى
قالت عمر بأسى 
الإسعاف جم خدوه من شوية .. وأنا هطلع بس آخد شاور وأغير هدومى وأروحله على هناك
دخل عمر البيت ثم صعد الى غرفته .. دخلت كريمه البيت جلست على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها وتهدئ من روعتها ثم صعدت الى غرفة ثريا التى كانت تجلس مع ايناس لتخبرهما بما حدث .. نهضت ايناس وطرقت باب غرفة عمر .. كان قد انتهى من ارتداء ملابسه .. فتح الباب ليجد ايناس أمامه .. سالته قائله بصوت ناعم 
عمر انت كويس .. ايه اللى طنط بتقوله ده
قال عمر 
محصلش حاجه .. الحمدلله
قالت ايناس بعتاب 
وانت مالك ومال العامل .. كنت تخلى أى حد من الرجاله الموجودين يساعده .. افرض كانت الماكنة ضيعت ايدك انت كمان
قال عمر بنفاذ صبر وضيق 
يعني أطلب من الرجاله الواقفين انهم يساعدوه وأنا مش راجل يعنى .. أقف أتفرج عليهم 
حاولت امتصاص غضبه قائله بصوت ناعم 
أنا بس كنت خاېفه عليك .. أول ما سمعت من طنط جيت على طول أطمن عليك
تمتم عمر 
شكرا يا ايناس 
أمسكت يده المصابه قائله 
مش هتروح للدكتور يشوفهالك 
نزع يده من يدها قائلا 
ان شاء الله .. يلا سلام
ثم نزل مسرعا وتوجه الى المستشفى التى أخذوا العامل اليها .. استقبله أحد الرجال الذين ذهبوا فى سيارة الإسعاف بصحبة العامل .. فسأله عمر بإهتمام 
ايه أخباره دلوقتى 
قال الرجل 
بيقولوا محتاج عمليات كتير عشان ايده ترجع زى الأول .. وأهله جوه قالبينها مناحه
دخل عمر فوجد امرأة بسيطة ترتدى السواد تبكى أمام غرفة العمليات وبجوارها رجل كبير يرتدى جلبابا ويبدو عليه البساطة هو الآخر وكان يبكى بحړقة ويتمتم بشفتيه بكلماته خافته .. قال الرجل الذى بصحبة عمر 
ده أبوه .. ودى أمه
اقترب عمر من الرجل قائلا 
متقلقش يا حج ان شاء الله هيقوم بالسلامه
قال الرجل 
يارب .. يارب
هتفت الأم فى حسره وسط شهقاتها 
يا عيني عليك يا ابنى .. ايدك راحت يا ابنى .. 
الټفت عمر اليها قائلا 
متقوليش كده يا حجه ان شاء الله هيبقى بخير
قالت له المرأة فى لوعه 
ده بيقولولك محتاج عمليات أد كده وأدوية أد كده .. واحنا ناس على أد حالنا 
واڼفجرت فى بكاء شديد
ربت عمر على كتفها قائلا 
متقلقيش كل مصاريف العمليات والأدوية أنا هدفعهم ان شاء الله .. وكمان مرتبه هيوصل أول كل شهر مش ناقص منه حاجه .. لحد ما يقوم بالسلامة ان شاء الله
نظرت المرأة اليه غير مصدقه وتمتمت 
انت مين يا ابنى وهتعمل معانا كده ليه 
قال عمر شارحا 
أنا عمر الألفى صاحب المزرعة اللى ابنك بيشتغل فيها .. وطالما اټصاب وهو بيشتغل فى المزرعة عندى يبأه أنا متكفل بكل مصاريف علاجه
أمسك الرجل يد
ربنا يكرمك ويكفيك شړ طريقك ويباركلك فى صحتك وعفيتك يا قادر يا كريم
تأثر عمر للغاية من حالة والداه .. طلب من الرجل الذى بجواره أن يبقى فى المستشفى معهما و قام بحجز غرفة لهم كمرافقين للمريض
عاد عمر الى المزرعة .. خرج عمر من السيارة فأقبل عليه أيمن قائلا 
الحق يا عمر مخزن العلف ۏلع
صاح عمر فى فزع 
ايه .. ۏلع 
قال أسمن شارحا وهو ينهج 
أيوة بس متقلقش الرجاله طفوه
أسرع عمر الخطى الى مخزن العلف ليجد جزء كبير من العلف المخزن احترق تماما وتحول الى رماد .. نظر الى الرجال اللذين يحملون طفايات الحريق الصغيره وقال بلهفه 
حد اټصاب 
قال له أحد الرجال 
لأ

يا بشمهندس متقلقش محدش كان فى المخزن
أقبل أيمن ليقف بجوار عمر فالټفت اليه عمر قائلا 
عم عبد الحميد فين .. مش المفروض يكون فى المخزن 
قال أيمن فى حيره 
من ساعة الحريقه وهو مظهرش
قال عمر بإستغراب 
غريبه
ضړب أيمن كفا بكف قائلا 
سبحان الله حادثتين فى المزرعة فى يوم واحد
تركه أيمن وذهب ليبحث عن ياسمين لكنه قابل عمته وهى مقبله نحوه قائله 
ايه اللى حصل يا عمر
قال عمر وهو يسرع بالإنصراف 
هحكيلك بعدين يا عمتو
أمسكته من ذراعه لتوقفه وقالت بحنق 
حړق المخزن وهرب مش كده 
نظر عمر اليها وقال بدهشة 
تقصدى مين 
قالت پحده 
أقصد عبد الحميد اللى انت سلمته مفاتيح مخزن العلف ووثقت فيه بس عشان بنته تبقى حبيب القلب
شعر عمر بالڠضب وحاول الانصراف قائلا 
بعد اذنك يا عمتو 
أوقفته مرة أخرى قائله 
أكيد عمل كده لصالح أى مزرعة من المزارع المنافسه .. خاصة بعد ما عرفوا جودة العلف اللى بقينا بنستخدمه دلوقتى .. مش بعيد يكونوا ادوه رشوية عشان يحرقلنا المخزن .. وواحد جعان زى ده ما هيصدق طبعا فرصة وجاتله لحد عنده
صمتت قليلا ثم قالت بحزم 
لازم تبلغ عن عبد الحميد عشان يتسجن
نزع عمر ذراعه من يدها ونظر اليها بصرامة ثم غادر دون أن ينطق بكلمة .
الفصل الواحد والثلاثون
Part 31
ذهب عمر للبحث عن عبد الحميد لكنه وجد ياسمين تقف أمام مبنى سكن العمال وتتحدث فى هاتفها ويبدو عليها التوتر .. انهت مكالمتها .. اقترب منها قائلا بإهتمام 
فى ايه يا ياسمين .. والدك فين 
نظرت اليه قائله بتوتر 
كلمته دلوقتى
قال لها عمر 
ازاى .. هو معهوش موبايل
قالت ياسمين شارحه 
ريهام معاه
سألها عمر بإهتمام 
طيب هو فين وليه ساب المخزن ومشى 
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبه ونظرت اليه بحيره قائله 
بيقول ان فى حد اتصل بيه على موبايل ريهام وقالها انك طلبت إن بابا يروحلك على المستشفى اللى فيها العامل اللى اټصاب .. ريهام كانت خلصت شغلها فراحت معاه
قال لها عمر بدهشة 
أنا مطلبتش من حد انه يبلغ والدك بكده .. ولا طلبت انه يروحلى على المستشفى 
قالت ياسمين فى دهشة 
أمال مين اللى كلمه .. وعلى موبايل ريهام كمان .. يعني حد عرفنا
قال عمر فى حيره 
أنا أصلا معرفش رقم ريهام
قالت ياسمين فى ضيق 
ايه اللخبطة دى بأه
هدءها عمر قائلا 
متقلقيش لما ييجى والدك هنفهم منه كل حاجه
هم بأن ينصرف لكن نظر اليها قائلا فى حنان 
تعالى اعدى عندنا فى بيت المزرعة لحد ما والدك وأختك يرجعوا
نظرت ياسمين اليه قائله بحرج 
لأ شكرا .. أنا هطلع أوضتى أستناهم
أومأ برأسه قائلا 
طيب براحتك .. ولما ييجى والدك خليه يجيلى .. أنا هناك عند المخزن
أومأت برأسها فى صمت .. عاد عمر الى المخزن ليتفحص الأضرار التى لحقت به .. وجدت والده وعمته و أيمن و كرم هناك فى المخزن .. استقبله كرم قائلا 
فين عم عبد الحميد .. لسه مظهرش 
قال عمر 
جاى فى الطريق
قالت مدام ثريا بحنق 
وكان فين حضرته وسايب المخزن ليه ومشى .. مش قولتلك يا عمر هو اللى ورا الموضوع ده
قال عمر بنفاذ صبر 
لما ييجى هنعرف منه الحكايه
ما هى الا نصف ساعة وجاء عبد الحميد بصحبة ريهام .. الى مخزن العلف .. هتف عبد الحميد بمجرد أن رآى آثار الحريق فى المخزن 
يا ستير يارب .. يا ستير يارب .. ايه اللي حصل 
نظرت اليه مدام ثريا بحزم قائله 
المفروض حضرتك تقولنا ايه اللى حصل .. مش انت المسؤل عن المخزن
نظرت اليها ريهام پحده وقد شعرت بالضيق للطريقه التى تتحدث بها تلك المرأة مع والدها .. قال عبد الحميد شارحا وهو مازال مذهولا مما حدث 
لقيت ريهام بنتى بتقولى ان فى واحد اتصل بهيا على
الموبايل وقال ان البشمهندس عمر طلبنى أروحله على المستشفى اللى فيها العامل اللى اټصاب .. فقلت المخزن كويس و ريهام كانت خلصت شغلها خدتها معايا وروحت على المستشفى اللى الراجل ملى عنوانها لبنتى
قالت ثريا بسخريه 
والله .. ايه الفيلم العربي ده 
سأله عمر بإهتمام 
انت واثق انك قفلت المخزن كويس قبل ما تمشى يا عم عبد الحميد 
اكد له عبد الحميد قائلا 
أيوة يا بشمهندس أنا قافل القفل بإيدي 
ثم أشار الى ريهام قائلا 
مش انتى يا بنتى شوفتينى وأنا بقفله
أومأت ريهام برأسها قائله 
أيوة يا بابا حضرتك قفلته أدامى
صاحت ثريا فى ڠضب 
والله .. وهتشهد بنتك كمان .. ما هى أكدي هتشهد لصالحك .. أمال هتقول بابا كداب
صاحب ريهام پحده 
لو سمحتى
أشار عبد الحميد بيده ل ريهام كى تتوقف عن الحديث والټفت الى مدام ثريا قائلا بكبرياء 
أنا مش كداب يا هانم .. ومليش مصلحه فى أذية البشمهندس عمر .. ولا يمكن أفكر انى أأذيه فى أكل عيشه
قال عمر يطيب بخاطره 
محدش قال انك كداب يا عم عبد الحميد .. أنا مصدقك طبعا
التفتت اليه مدام ثريا پحده قائله 
يعني ايه مصدقه .. هتسيبه يفلت من غير عقاپ 
قال لها أخيها 
ثريا مفيش داعى للكلام ده
قال عمر بصرامه 
لو سمحتى يا عمتو مبحبش حد يتدخل فى ادارتى لشغلى
قالت عمته بسخريه 
ده مش شغل يا بشمهندس .. انا وانت واللى واقفين

دول كلهم عارفين انت بتعمل كده ليه .. عشان ست الحسن طبعا
صاح عبد الحميد پغضب قالا 
لو سمحتى يا هانم .. كله إلا بنتى مقبلش ان حد يجيب سيرتها بكلمه
قال عمر بصرامة 
ولا أنا أسمح ان حد يجيب سيرتها بكلمه
ثم نظر الى أبيه قائلا 
ياريت يا بابا حضرتك وعمتو تسبقونى على البيت أنا دقايق وجاى
أشار نور برأسه الى ثريا التى تبعته مضطرة وعلامات الحنق على وجهها .. نظر عمر الى عبد الحميد قائلا 
أنا بعتذر عن اللي حصل يا عم عبد الحميد 
قال عبد الحميد فى إباء 
حصل خير يا بشمهندس .. بس كده خلاص معدلناش قعاد هنا
قالت ريهام موافقه أبيها 
معاك حق يا بابا .. كده كفاية أوى
صاح كرم قائلا 
ايه يا جماعه انتوا هتقلبوها درامه ليه .. خلاص سوء تفاهم واتحل .. و عمر بنفسه اعتذر
التفتت اليه ريهام قائله پحده 
ده مش سوء تفاهم .. ده اتهام صريح .. واهانه لينا كلنا
الټفت اليها عمر قائلا 
وأنا بعتذر تانى عن كل اللى عمتى قالته 
ثم الټفت الى عبد الحميد قائلا 
مش مكفيك اعتذارى يا عم عبد الحميد
قال له عبد الحميد فى حزم 
يا بشمهندس عمر مش انت اللى غلطت عشان تعتذر ..
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 85 صفحات