الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 48 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


انت اللى هتكون حابب اننا نمشى
نظر اليه عمر قائلا 
أظن احنا اتفقنا آخر مرة ان الموضوع محتاج صبر مش كده .. يعني الىل عايز أقوله أنا مفقدتش الأمل .. عارف ان الوقت مش مناسب بالنسبلها .. وهى ممكن يكون تفكيرها مضطرب .. وعشان كده رفضت .. وحتى لو موافقتش وأصرت على الرفض .. ده مش معناه انكوا تسيبوا المزرعة وتمشوا

قال له عبد الحميد 
بس يا بشمهندس .....
قاطعه عمر قائلا 
عم عبد الحميد انت السنين اللى اشتغلتها فى الشغل الحكومى خليتك منظم زى الساعة بالظبط .. ومحدش قبلك مسك المخزن بإيد من حديد زيك كده .. يعني فعلا أنا محتاجك هنا .. وانت عارف ان الشغلانه دى مينفعش أحط فيها الا واحد أثق فيه .. من بعد ما عينت كذا واحد واكتشفت انهم كانوا بيسرقوا من العلف ويبيعوه برخص التراب .. يعنى مفيش حد غيرك أثق فيه وأسلمه مفاتيح المخزن ده .. يا ترى بأه بعد كل اللى قولتهولك ده لسه برده عايز تسيب المزرعة وتمشى
ابتسم عبد الحميد فى سرور وقد فرح لثقة عمر به وبعمله وقال 
ده احنا نخدمك بعنينا يا بشمهندس
ابتسم عمر وربت على كتفه قائلا 
تسلم يا عم عبد الحميد
ثم تركه وانصرف
خرجت ريهام من المكتب بعد انتهاء عملها فى طريقها الى غرفتها .. عندما أوقفها هانى واعترض طريقها .. نظرت اليه فى حده قائله 
أفندم 
ابتسم لها قائلا 
ازيك يا آنسه ريهام
تركته وأكملت طريقها فإعترض طريقها مرة أخرى .. فهتفت قائله 
لو محترمتش نفسك أنا هشتكيك للبشمهندس كرم
اتسعت ابتسامته قائلا 
مش تعرفى الأول أنا عايزك فى ايه
قالت پحده 
مش عايزة أعرف
وهمت بالسير مرة أخرى .. لكنه وقف أمامها قائلا والابتسامه تعلو شفتاه 
أنا عايز أتقدملك
بهتت ووقفت تنظر اليه فى دهشة قائله 
نعم
أعاد ما قال 
أنا عايز أتقدملك
احمرت وجنتاها .. ونظرت اليه قائله 
وانتى تعرفنى منين عشان تتقدملى
نظر اليها قائلا 
صحيح معرفكيش انتى لانك مش مديانى فرصة اعرفك .. بس اعرف اختك الدكتورة ياسمين وواضح انك انسانه محترمة زيها .. وعشانك كده عايز أتقدملك ونتعرف على بعض أكتر
شعرت بالإضطراب فقالت له 
بعد اذنك 
ثم غادرت بسرعة حتى لا يعترض طريقها مرة أخرى
كانت ياسمين عائدة الى مكتبها عندما رآها هانى واستوقفها قائلا 
دكتورة ياسمين لو سمحتى
التفتت اليه قائله 
أفندم
شعر بالارتباك قليلا ثم قال 
عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع
قالت بنفاذ صبر 
اتفضل بس بسرعة عندى شغل
تنحنح قليلا ثم ابتسم قائلا 
أنا عايز أتقدم لأختك
نظرت اليه بدهشة قائله 
ريهام 
اتسعت ابتسامته قائلا 
أيوة 
سألته بإستغراب 
وانت تعرفها منين 
شوفتها كذا مرة وهى جيالك وكمان بشوفها كتير هنا فى المزرعة .. وبصراحة عجبانى
رآهما عمر واقفان معا يتحدثات فى هدوء والابتسامه تعلو شفتى هانى .. فاشتغل قلبه بالغيره واقترب منهما ووقف أمامهما فى صمت .. ظل الثلاثة ينظرون الى بعضهم البعض دون أن يتحدث أحدهم بكلمه .. قطع هانى هذا الصمت وتنحنح قائلا
طيب يا دكتورة هبقى أتكلم معاكى فى موضوعنا فى وقت تانى 
قال ذلك ثم غادر المكان .. نظر اليها عمر پحده قائلا 
موضوع ايه اللى عايز يكلمك فيه
قالت ببرود 
موضوع ميخصش حضرتك
ثم همت بالإنصراف فاعترض طريقها بيده .. نظرت اليه پحده .. فقال بحزم 
ياسمين .. اياكى أشوفك واقفه بتتكملى معاه تانى
تحولت نظرات ياسمين الى الدهشة وقالت 
يعني ايه 
قال بحزم 
يعني اللى سمعتيه .. متقفيش تتكلمى معاه تانى لأى سبب .. ومن بكرة هقول لدكتور
حسن يشوف حد غيرك يشرحله الحالات
شعرت بالحنق والضيق فقالت 
ليه بأه ممكن أعرف السبب
صمت قليلا ثم قال ببرود 
أحب أحتفظ بالأسباب لنفسي
قال نفس جملتها التى قالتها عندما سألها عن سبب رفضها اياه .. سالته قائله 
انت مالك ومالى 
نظر اليها بنظرات شعرت بأنها تخترق أعماق روحها .. قال فجأة بصوت رخيم 
انتى بتاعتى
ارتجف قلبها .. قالت وقد اعترتها الحيرة 
ايه
تعمقت نظراته فى عينيها أكثر لتشل أى قدرة لها على المقاومة .. وقال بصوت خاڤت 
زى ما سمعتى .. انتى بتاعتى
ثم أردف قائلا بصوت هامس وعيناه تعانقان عينيها 
مهما قولتى مش هسيبك .. لأنك بتاعتى خلاص .. ملكى أنا وبس .. لا هسمحلك تبعدى عنى .. ولا هسمح لأى حد انه يقربلك
قال ذلك وتركها خلفه وصدى كلماته يتردد فى أذنها .. تحاول استيعابها فى حيره .. وعلى الرغم من قدرتها على السيطرة على تعبيرات وجهها .. إلا أن قوتها لم تكفى لتسيطر على قلبها الذى أخذ يقفز فرحا

لكلماته .
الفصل التاسع والعشرين الى الثلاثون وثلاثون
Part 29
عاد عمر الى منزله كالعادة سلم على الجميع ثم صعد الى غرفته .. تركته أمه وشأنه طيلة الأيام الماضية ولم يقترب أحد منه .. قالت مدام ثريا پحده 
ماله عامل كده أكن ميتله مېت .. أحسن انه خلص منها أوام أوام .. بكرة يلاقى اللى أحسن منها مليون مرة
قامت كريمة وتوجهت الى غرفة ابنها دخلت وأغلقت الباب وجدته كما المرة الماضية يجلس فى الظلام شاردا حزينا .. اقتربت منه لتجلس على المقعد بجواره .. نظر اليها فى صمت .. ثم عاود النظر الى تلك السماء أمامه التى تزينت باللون الأسود .. كالسواد الذى يشعر بأنه يغمر قلبه ويغرقه فيه .. نظرت اليه كريمه قائله 
انت بتحبها أوى كده يا عمر
تنهد بقوة .. وصمت دون أن يجيب .. سألته قائله 
هى ليه رفضتك
رد بهدوء قائلا 
معرفش 
يعني محاولتش تتكلم معاها
حاولت
وقالتلك ايه
مرضتش تريحنى وتقولى السبب
صمتت كريمة تفكر للحظات .. ثم نظرت الى ابنها قائله فى حنان 
هى تستاهل 
تلألأت العبرات فى عين عمر خفق قلب أمه لرؤية تلك العبرات التى تعلم جيدا أنها لا تعلن عن ظهروها إلا إذا كان الخطب جلل .. أيقنت عندئذ أن ابنها غارق فى الحب حتى النخاع .. تمتم عمر فى خفوت 
أيوة تستاهل 
ابتسمت كريمة قائله 
أكيد تستاهل .. طالما قدرت تأثر فيك كده يبقى أكيد تستاهل 
نظر عمر الى أمه التى ابتسمت قائله 
فاكر يا عمر لما كنت صغير وكان عندك قفص كبير أوى فيه عصافير .. كنت كل فترة تشترى عصفورة وتضمها للقفص الكبير .. كنت بتحبهم ومهتم بيهم أوى .. بس كان فى عصفورة كانت مميزة أوى بالنسبة لك .. وكنت بتحبها أكتر عن باقى العصافير اللى فى القفص .. الوحيدة اللى كنت تخرجها بره القفص وتفضل حضينها بإيدك .. وكنت كتير أتخانق معاك عشان بتسيب مذاكرتك وتلعب معاها 
ابتسم عمر فى صمت لتلك الذكرى .. فأكملت أمه 
و فى يوم العصفورة دى تعبت .. ونقلناها فى قفص صغير لوحدها .. انت زعلت عليها أوى لدرجة انك صممت اننا نشوفلها دكتور .. وعرفنا انها تعبانه وخلاص ھتموت .. انت اتأثرت أوى لأنك كنت متعلق بيها جدا .. فضلت كل يوم تحطلها الدوا بنفسك فى المايه ..وتمسكها وتحطلها الأكل فى بقها .. فضلت مهتم بيها ومراعيها .. لدرجة انى كنت بدخل عليك بالليل ألاقيك حاطط القفص بتاعها جمبك على السرير وانت نايم .. وبعد اسبوع .. العصفورة رجعت تزقزق تانى .. وخفت وبأت كويسة يوميها انت كنت هتطير من الفرحه 
ظلت الابتسامه مرسومه على شفتى عمر وقال 
كنت مسميها سمسمه 
وضعت أمه كفها على كفه .. فنظر اليها .. فأكملت بحزم قائله 
ابنى مبيتخلاش أبدا عن حاجه بيحبها .. ولا بيسيبها تضيع من ايده .. وبيحارب عشان تفضل معاه .. طالما تستاهل
شعر عمر بأن كلمات أمه لمست وترا حساسا فيه وبعثت فى قلبه الأمل والتفائل و .. الحب .. قام من فوره وأمسكها من يدها لتقف وعانقها قائلا 
ربنا يخليكي ليا يا أحسن أم فى الدنيا
اتبسمت كريمة ونظرت الى ابنها قائله 
وربنا يخليك ليا يا أحسن ابن فى الدنيا
قال لها عمر بحماس وعيونه تلمع من الفرح 
صدقيني هتحبيها .. أنا واثق انك لو عرفتيها هتحبيها
ربتت كريمة بكفها على وجنته قائله 
طالما انت بتحبها يبأه أنا أكيد هحبها
عانقها عمر مرة أخرى وقد شعر بأنه اقترب خطوة أخرى .. بل قفزة أخرى .. اقترب بها من ..ياسمين
دخلت ريهام المكتب .. ثم طبعت البريد وتوجهت به الى مكتب كرم وأعطته اياهم .. وقفت ليملى عليها كرم الرد وبعدما انتهى .. رسمت تعبيرا جادا على وجهها ونظرت اليه قائله 
بشمهندس كرم كنت عايزة أطلب من حضرتك حاجه 
نظر اليها كرم مبتسما وقال 
ايه ده هو النهاردة العيد ولا ايه 
سألته قائله 
ليه 
قال بمرح 
ريهام بجلالة قدرها هتتنازل وتتواضع وتطلب منى أنا طلب ..يبأه لازم يكون اليوم ده مميز 
قالت ريهام بجديه 
كنت عايزة أبلغ حضرتك انى احتمال آخد أجازة قريب .. بس مش أكيد لسه معرفش
ابتسم قائلا 
وهتاخدى الأجازة اللى مش أكيد ليه
نظرت اليه وقلت 
لانى احتمال أتخطب 
اختفت ابتسامة كرم .. ونظر الى الأوراق التى أمامه وكأنه انشغل بها فجأة .. فأكملت ريهام قائله بخبث 
أنا بس حبيت أبلغ حضرتك عشان تكون عارف انى ممكن مكنش موجودة لفترة .. بعد اذنك
ثم استدارت لتنصرف وعلى ثغرها ابتسامه خبيثة .. تابعها كرم بعينيه حتى خرجت وأغلقت الباب خلفها .. جلس مكانه واجما .. يفكر فيما قالته للتو .. وعن احتمالية خطبتها .. وجد نفسه يشعر
بالحنق والضيق .. فزفر وقال لنفسه بضيق بصوت عالى 
أنا مالى متتخطب ولا تتهبب أنا مضايق نفسى ليه
حاول العودة الى اكمال عمله .. لكن صدى كلماتها ظل يتردد فى أذنه ليشتت أفكاره .. ووجد نفسه يتساءل عن شكل وصفة ذلك الذى سيكون قريبا خطيبها .
توجهت ايناس الى حيث اسطبلات الخيل وظلت تنظر

حولها وكأنها تبحث عن شخص ما الى أن وجدت من يهتف من خلفها بمرح 
ايه ده مش معقول ايناس بنفسها عندنا .. ايه النور ده
التفتت وابتسمت الى مها التى استقبلتها بالترحاب قائله 
ازيك يا مها أخبارك ايه 
تمام الحمد لله .. ايه الغيبة دى بقالك كتير مبتجيش المزرعة
قالت ايناس بنبره فيها تعالى 
يعني .. كنت مشغولة شوية
قالت مها بحفاوة 
بس بجد المزرعة نورت
قالت لها ايناس 
انتى فاضية نتكلم شوية
طبعا فاضية وان مكنتش فاضة أفضالك
ابتسمت ايناس بترفع .. وسارتا معا داخل المزرعة .. سألتها ايناس فجأة 
تعرفى دكتورة بتشتغل هنا اسمها ياسمين
قالت مها بخبث 
طبعا أعرفها .. هو أنا بيخفى عنى حاجه برده .. عيب عليكي
ابتسمت ايناس قائله 
أروبة طول عمرك .. أنا قولت برده ان انتى اللى هتجبيلى من الآخر
سألتها مها بإهتمام 
انتى بتسألى عنها ليه 
عايزة أعرف كل اللى تعرفيه عنها
ققالت مها بحماس 
بصى يا ستى ..هى وأختها وأبوها .. البشمهندس عمر جبهم المزرعة هنا عشان يخبيها من جوزها
قالت ايناس بدهشة 
يخبيها منه 
قالت مها وهى تشعر بالسعادة لإمتلاكها معلومات قيمة تصب بها فى أذن ايناس 
أصل جوزها ده كان عايز يرجعها البيت بالعافية وهى رفعت عليه قضية خلع .. فالبشمهندس عمر جبها هنا يخبيها منه وشغلها هى وأختها وأبوها فى المزرعة .. ومن فترة صغيرة اتحكملها بالخلع .. وخلاص اطلقت منه 
شردت ايناس قليلا ثم قالت 
ها وايه كمان 
هما
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 85 صفحات