الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامه

انت في الصفحة 36 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


اليها قائلا 
عارفه من ضمن الحاجات اللى عجبانى فيكي ايه 
خفق قلبها لوقع كلماته فأكمل قائلا دون أن يرفع نظره عنها 
انك يعتمد عليكي وبتعرفى تتحملى المسؤلية وشخصيتك قوية الواحد يسلم نفسه ليكي وهو مطمن
صمت لبرهه ثم قال 
ده طبعا بالإضافه لحجات تانية كتير أوى
نظرت ياسمين الى السيارات المارة بجوارها لتهرب من النظر اليها كانت تخشى أن يسمع صوت خفقات قلبها الذى يخفق پجنون فسألها بهدوء 

هتعملى ايه 
ردت دون أن تنظر اليه 
زى ما قولت هوقف عربيه
قال لها 
لأ بلاش تركبي عربية من على الطريق فى الوقت ده خلاص الدنيا هتليل امشها أحسن المسافة مش كبيرة ربع ساعه بالكتير وتكونى فى المزرعة
نظرت اليه ياسمين بدهشة وقالت 
بس أنا أخاف أمشى لوحدى فى الوقت ده المغرب خلاص هيأذن 
نظر اليها وكأن عينيه تعانقانها وقال فى حنان 
مش لوحدك 
نظرت اليه مستفهمه فإستطرد قائلا 
همشى وراكى بالعربية
شعرت ياسمين بسعادة تغمر قلبها أهو خائڤ عليها حقا أخرجها من أفكارها قائلا بصوت خاڤت 
أنا قولتلك بس عشان تبقى عارفه انى معاكى يعني اطمنى متخفيش
مشت ياسمين بضع خطوات فأوقفها صوته قائلا 
مش تجيبى البؤجه اللى معاكى دى أحطها فى العربية أحسن
ابتسمت وهى نظرت الى ملابسها التى تحملها والتى لفتها على بعضها البعض قائله 
لأ شكرا هشيلها أنا
ثم سارت فى طريقها ركب عمر سيارته وتبعها كانت كلما ابتعدت قليلا فى خطواتها سار بسيارته ووقف خلفها بخطوات ثم يتركها تسير لفترة ثم يعود ليقرب المسافة كلما بعدت كان يشعر بشئ واحد أن قلبه أصبح ملكا خالصا لتلك الفتاة التى تسير أمامه والتى ېخاف عليها ويرغب فى حمايتها بأى شكل لأنها متربعه على عرش قلبه الذى ينبض بداخله شعر بسعادة لذيذة تسرى داخله وهو يراها أمامه ود لو أوقف السيارة ونزل ليعانقها عناقا طويلا لا ينتهى أبدا ظلت عينيه معلقة بها حتى عبرت الطريق ووصلت الى بوابة المزرعة كان قلب ياسمين يخفق بشدة طوال الطريق وهى تختلس النظر الى الخلف فتجده يسير بسيارته خلفها ببطء كانت الابتسامه واسعة على شفتيها حمدت ربها أنه يسير خلفها وليس أمامها حتى لا يرى تلك السعادة البادية على وجهها طرقت البوابة ففتح الغفير ونظر اليها قائلا 
مين انتى 
فنظرت اليه قائله 
أنا دكتورة ياسمين
تذكر الرجل أنه رآها تخرج فى الصباح انتبه
الى ملابسها ونظر اليها فى دهشة دخلت ياسمين والرجل يتبعها بنظراته ويمط شفتيه فى دهشة كاد أن يغلق البوابة عندما سمع صوت زمور سيارة عمر فالټفت اليه ليجد رجلا يرتدى جلبابا فصاح قائلا 
انت مين 
أخرج عمر رأسه من السيارة قائلا 
افتح أنا البشمهندس عمر
فأسرع الرجل بفتح البوابة على مسرعيها مرددا 
اتفضلى يا بيه لا مؤاخذه 
نظر الرجل الى ملابس عمر والسيارة تمر أمامه فضړب كفا على كف وهو يمط شفتيه فى دهشة
دخلت ياسمين الى غرفتها رأتها ريهام فهبت واقفه نظرت اليها فى دهشة قائله 
ايه يا ياسمين فينك موبايلك مقفول ليه قلقتينى عليكي وايه اللى انتى مهبباه فى نفسك ده
قالت ياسمين وهى تخرج هاتفها وتضعه فى الشاحن 
الموبايل فصل شحن معلش
هتفت ريهام بدهشة قائله 
ايه اللى انتى لابساه ده عامله زى اللى جايه من ورا الجاموسه انتى آه دكتورة بيطرية بس مش لدرجة النيو لوك ده يا ياسمين هتفضحينا
ضحكت ياسمين وأخذت

تقص على أختها الأحداث الغريبة التى مرت بها
دخل عمر بيت المزرعة ليجد نور مكتبه مضاءا ترك الملابس المتسخة من يده على المقعد وتوجه الى المكتب ليرى أيمن جالس أمام الحاسوب نظر أيمن الى صديقه واڼفجر ضاحكا 
ايه يا عمر اللى انت لابسه ده انت بقيت أبا العمده ولا ايه 
لا يا خفيف هدومى اتوسخت وملقتش حاجه ألبسها غير الجلبيه دى
قام أيمن من على المكتب ونظر الى صديقه وهو لا يستطيع وقف ضحكاته قائلا 
وكمان قصيره عارف بتفكرنى بمين جاموسة راحت تقابل جاموسة يا عيني ملقتهاش جاموسة لقتها بقرة يا عيني يا ليييييل
ضحك الصديقان فى مرح وتركه عمر وذهب الى غرفته ليأخذ دشا وصورة ياسمين لا تفارق رأسه
فى صباح اليوم التالى دخل كرم مكتب ريهام قبل التوجه الى مكتبه لإعطائها بعض التعليمات بمجرد أن دخل هبت ريهام واقفة وعلامات الڠضب على وجهها قال كرم 
صباح الخير يا آنسه ريهام
لم تجب بل نظرت الى ساعتها وهتفت فى حنق 
حضرتك جاى متأخر 3 ساعات ونص
نظر لها فى دهشة قائلا 
نعم 
قالت بهدوء ممزوج بالڠضب 
معاد حضرتك فى المكتب الساعة 8 وحضرتك فى أول يوم نبهت عليا انى آجى فى معادى ومتأخرش حضرتك اتأخرت 3 ساعات ونص وأنا اعده فى المكتب لوحدى ومش لاقيه أى حاجه أعملها طيب كنت قولى انك هتتأخر كنت روحت جبت كتاب ذاكرتلى كلمتين ينفعونى ولا كنت عملت أى حاجه مفيدة بدل الوقت الضايع ده
نظر كرم الى أعلى وأغمض عينيه وحاول تمالك أعصابه ثم نظر اليها قائلا 
أنا آسف يا آنسه ريهام ان شاء الله لى حبيت اتأخر المرة الجاى هبقى أبلغ حضرتك
ثم تركها وذهب الى مكتبه وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا فى دهشة بعد فترة طلبها كرم لتحضر له بريد اليوم ليمليها الرد عليه ذهبت اليه ووقفت أمام المكتب أعطته الأوراق وانتظرت ما سيمليه عليها حانت منه التفاته اليها قائلا 
هو حضرتك مينفعش تبتسمى 
قالت له بجديه 
نعم
تبتسمى تبتسمى يعني تعملى كده 
ابتسم ابتسامه صفراء ثم قال لها 
أى سكرتيره بتبسم فى وش المدير بتاعها 
قالت ريهام فى هدوء 
أنا كده مبحبش أبتسم 
ثم نظرت الى الأجنده التى تحملها قائلا 
حضرتك مش هتملينى الردود
أنتهى كرم من تمليتها وقبل أن تغادر قال لها وهو يفحص احدى الملفات أمامه 
انتى دايما بتنسي الباب مفتوح وانتى دخلالى المكتب متبقيش تنسى تقفليه
قالت له ببرود 
لأ أنا مبنساش أقفله أنا متعمده أسيبه مفتوح
رفع نظره اليها قائلا 
ليه ان شاء الله
قالت بنفس البرود 
عشان ميبقاش فى خلوة 
نظر لها بعدم فهم للحظات ثم قال بسخريه 
آه عشان الشيطان ثالثهما والجو ده يعني لا يا آنسه ريهام فى حالتك دى الشيطان هيخاف يهوب هنا أصلا
قالت له پحده 
نعم حضرتك بتقول ايه
قال بسرعة 
بقولك اطبعى الورق اللى اديتهولك 3 نسخ ايه مبتسمعيش يلا بسرعة
نظرت له ريهام بغيظ ثم خرجت لتكمل عملها . فى اليوم التالى حضر كرم الى مكتب ريهام قبل أن يمر على مكتبه دخل فرفعت رأسها تنظر اليه فأشار الى ساعته قائلا 
الساعة 8 يعني فى معادى بالظبط 
أشاحت بوجهها دون أن ترد فنظر اليها قائلا بحسره 
على رأى المثل تأتى الرياح محملة بالأتربة 
خرج من المكتب فلم تتمالك ريهام نفسها فابتسمت فدخل مرة أخرى بسرعة قائلا 
ما احنا بنبتسم زى البنى آدمين أهو وابتسامتنا حلوة كمان
تحدثت اليه بجديه قائلا 
بشمهندس كرم اتفضل
على مكتبك لو سمحت
هز رأسه قائلا بسخرية 
تحت أمرك يا آنسه ريهام
ثم خرج مسرعا
جلس الأصدقاء الثلاثة معا فى مكتب عمر فهتف كرم قائلا 
ايه يا جماعة السكرتيرة اللى انتوا جايبينهالى دى أنا عايز بس أفهم حاجه واحدة هو انتوا مشغلين السكرتيرة دى عندى ولا مشغليني أنا عندها
سأله عمر مبتسما 
ليه ايه اللى حصل 
قال كرم وهو يضرب كفا بكف 
أقولها اقفلى الباب تقولى خلوة أقولها ابتسمى تقولى أنا كده مبتسمش أقولها اعمليلي قهوة تقولى أنا سكرتيرة مش خدامه 
ضحك ايمن و عمر فهتف كرم قائلا 
لا استنوا خدوا لقتيها بتزعقلى وكان هاين عليها تاخدنى ألمين عشان اتاخرت عن معادى أنا خاېف أروح بكرة الشغل ألاقيها جيبالى دفتر حضور وانصراف 
ابتسم عمر قائلا 
أختها برده معلمانى الأدب 
هى أختها برده سكرتيره 
لأ دكتورة بيطرية
ابتسم أيمن قائلا 
والله بنتين ميه ميه
نظر كرم الى ساعته ثم قام لينصرف فسأله عمر 
على فين 
نظر اليه قائلا بسخريه 
استراحة الغدا خلصت خاېف أروحلها متأخر تخصملى يوم من مرتبي
قال ذلك . ثم انصرف الى مكتبه.
الفصل الخامس والعشرين الى الثامن والعشرون
Part 25
هبت نسمات الصباح

لتداعب وجه ياسمين الجالسه على جذع شجرتها .. أصبح هذا المكان الصغير هو عالمها الخاص .. الذى تشعر فيه بالراحه والسکينه .. كانت تستيقظ باكره وتأتى اليه قبل الذهاب الى عملها .. كأن بينهما موعدا أبديا لا ينقطع .. جلست فى ذلك اليوم تفكر .. ترى كيف ستنتهى قضيتها .. وهل ستنتهى بالفعل من الجلسة الأولى التى من المقرر أن تكون بعد ثلاثة أيام .. أم ستضطر الى الإنتظار جلسات أخرى .. كانت لا تستطيع تحمل الإنتظار فترة أطول من ذلك لتتخلص من ذذلك المدعو زوجها وتلقى بذكرياته فى بئر عميق وتردم فوقه التراب .. لتمحيه من ذاكرتها تماما وكأنه لم يكن ..ثم عادت لتفكر ترى ماذا يفعل مصطفى الآن .. أمازال يبحث عنها .. أمازال يتوعدها بالإنتقام .. أمازال يرغب فى أذيتها وعودتها اليه .. كانت سابحه وسط كل تلك الأفكار عندما قفزت صورته فجأة الى رأسها .. صورة عمر .. تذكرته عندما ساعدها فى ولادة المهره .. ابتسمت لتلك الذكري .. لم تكن تتوقع أنها ستراه يوما فى هذا الوضع .. بدا طيبا حنونا يرغب فى مساعدتها ولا يتذمر أو يتأفف .. بدا لها شخص متواضع للغاية جعلها للحظات تنسى من هو .. وماذا يملك .. انه مجرد شخصا بسيطا مثلها .. شعرت أن ذكرى هذا اليوم محفورة فى ذاكرتها ولن تنساه أبدا .. تذكرت وقت العودة عندما أصر على السير بسيارته خلفها .. مازالت فى حيره من أمرها .. لماذا فعل ذلك .. أمن المعقول ان كل ما يفعله لأجلها فقط لأنها صديقه زوجة صديقه .. أم بسبب تلك الحاډثه .. حدثها قلبها بأن هناك سببا آخر .. سببا يلقى صداه فى قلبها .. أمعقول أنه ..... توقفت عن الاسترسال فى أفكارها عند تلك النقطة .. كانت تحاول بقدر الإمكان تجاهل مشاعرها وما يعتمل داخل صدرها .. هى لم تخرج بعد من تجربة كادت أن تدمرها .. لا تريد ترك نفسها لتنساق خلف تجربة أخرى غير واضحة المعالم .. لن يتأذى فيها الا قلبها .. وقلبها لم يعد يحتمل الألم .. نهضت لتتوجه الى عملها .. وعندما اقتربت من المبنى .. تسمرت فى مكانها .. كان واقفا هناك .. يضع يديه فى جيب بنطاله ويعبث بشئ على الأرض بطرف حذائه .. شعرت بالحنق على تلك النبضات التى تتسارع كلما رأته .. نظرت أمامها وسارت بهدوء وكأنها لا تراه .. رفع رأسه فرآها .. ابتسم لها .. لم تبادله الابتسام .. عندما اقتربت منه أوقفها قائلا 
صباح الخير
قالت بصوت خاڤت 
صباح النور
همت بأن تواصل طريقها لكنه أوقفها بإشارة من يده قائلا 
استنى لو سمحتى عايز أسألك عن حاجة
قالت وهى تتوجس منه خيفه 
اتفضل
بدا مترددا قليلا .. ثم قال 
معاد قضيتك اتحدد أنا عرفت من أيمن .. الجلسه بعد 3 أيام ..
شعرت بالدهشة لإهتمامه بمعرفة معاد الجلسة .. أم أن أيمن هو الذى
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 85 صفحات