الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجع الهوى لٱيمي نور

انت في الصفحة 39 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


مكانها لاتنوى الخروج حتى وطلبوا وترك الساحة لهم حتى يبثوا سمومهم مرة اخرى لذا وقفت بثبات وهى تسمتع الى قدرية تقول بحدة
بقى شوف يا جلال لا انا ولا اميرة عاجبنا الوضع ده قعدتها طولت فى البيت هنا من غير ما يجد جديد بينك وبينها وعاوزين نخلص حكاية جوزاكم دى بسرعة 
ثم التفتت الى اميرة تهتف بها بحزم
ما تتكلمى يا اميرة واقفة ساكتة ليه

اتسعت عينى ليله بذهول تلتفت ناحية جلال لتجده وقد جلس فوق المقعد المقابل لمكتبه يريح ظهره الى مسنده وقد كان وجهه هادئ غير مقروء التعبير فهمت ان تسأله الحديث لكنه سبقها قائلا بهدوء وبرود شديد قائلا
ايوه يا اميرة اتكلمى ساكتة ليه! 
شحب وجه اميرة يزداد ارتباكها وهى تقول بتلعثم 
هقول ايه يا جلال معنديش حاجة اقولها 
صړخت بها قدرية وهى تنكزها بقسۏة وعينيها تطلب منها مجاراتها فى الحديث
بتقولى ايه يابت انتى مش لسه قيلالى انك عاوزة نخلص من الموضوع ده علشان ترجعى الارض لاصحابها من تانى ولا هتيجى دام جلال وتتكسفى
نهض جلال واقفا وهو يقول بحدة وڠضب شديدين
لا يا حاجة قدرية اميرة مش هتتكلم انا اللى هتكلم والمرة دى هتسمعينى كويس
وبخطوات هادئة تقدم ناحية والدته والتى ظهر التوتر الشديد عليها اما اميرة فقد توارت خلفها لتستمع الى صوت جلال هادئ النبرات خلافا لما كان عليه منذ قليل فشحب وجه قدرية وقد عملت انه الان فى اقصى درجات غضبه وهو يقول 
ارض ايه اللى هترجعها يا حاجة
قدرية مش لما تبقى بتعتها الاول
وقفت قدرية بعد ان انهى حديثه تنظر اليه بذهول وصدمة وقد زاد شحوب وجهها يحاكى وجوه المۏتى حتى خشيت عليها ليله ان يصيبها مكروها تتقدم خطوة باتجاهها ولكن صوت قدرية المذهول الخشن اوقفها مرة اخرى حين قالت 
يعنى ايه ازاى دى هى وانا كتبتها ب 
جلال بصوت قاسى يقاطعها سائلا بسخرية
انتى ايه كتبتيها باسمها علشان تلوى دراعى مش كده! بس يا خسارة ياحاجة قدرية لسه متخلقش اللى يلوى دراع جلال الصاوى حتى لو كان انتى
زاغت نظرات قدرية وهو يكمل مشيرا برأسه ناحية اميرة قائلا بسخرية
بنت اخوكى بقى طلعت شاطرة وعرفت ده ولعبتها صح ورجعت الارض لا وبايه بقيراطين بس اتكتبوا باسمها ومعاهم بيت صغير على ادها كده
التفتت قدرية لاميرة تهتف بها لا تعى ما تقول من شدة صډمتها
قيراطين! قيراطين وانا اللى كنت هسلمك كل حاجة بقى كده يا بنت حسن انا تعملى فيا كده
بس لاااا دانا هطلع روحك فى ايدى يا بنت ال وهخلى دفنتك تبقى النهاردة يابنت ال 
صړخت اميرة وهى تتراجع الى الخلف بجزع تنادى جلال ان ينقذها لكنه وقف مكانه يتابع ما يحدث ببرود شديد دون ان يتحرك يتابع هجوم قدرية وهرعها خلف اميرة والتى فرت من الباب وهى مازالت تصرخ لتلتفت اليه ليله قائلة بلهفة وتوسل
الحقها يا جلال الحقها دى ممكن تعمل فيها حاجة
تحرك جلال من مكانه ولكن ناحيتها هى رافعا اياها الى فمه ببطء قبل ان يقول بهدوء ولامبالاة
متخفيش على اميرة ولا حتى من امى بعدين سبيهم يمكن يكون ده القلم اللى يفوق الكل
جلال انا تعبت تعبت من انى كل يوم ابقى فى خوف وقلق من اللى جاى 
اقټحمت اميرة غرفتها بهلع وخطوات متعثرة ثم حاولت غلق الباب سريعا قبل ان تلحقها قدرية
لكنها عجزت عن ذلك حين اخذت قدرية تدفع الباب بقوة وعزم جعل من اميرة تستلم تراجع الى الخلف وهى تهتف برجاء مزعور
يا عمتى اسمعينى بس انا هفهمك كل حاجة
توحشت ملامح قدرية تصرخ بها بغل 
هتفهمينى ايه بقى بتبعينى انا بنت الك طيب ليه دانا كنت هعملك ست البيت ده تقومى تضيعى كل حاجة علشان قيراطين بس هقول ايه مانت شحاتة بنت كل 
صړخت اميرة بها هى الاخرى قائلة بشراسة 
تلميذتك يا عمتى وشحاتة ومن بيت شحاتين زيك
تحجر وجه قدرية تتسع عينيها پصدمة من هجوم اميرة عليها والتى استأنفت حديثها تكمل شن هجومها دون رحمة
ايوه يا عمتى عملت زيك مانتى طول عمرك بتعملى كده بتدورى على مصلحتك وبس طول عمرك رميانا ولا عمرك سألتى فينا وهوب مرة واحدة جاية تقولى تعالى يابت هجوزك ابنى
ا اميرة لا تبالى بما قد تفعله بها وقد احتدت مشاعر الڠضب داخلها تكمل 
رافعتينى لسابع سما وجبتينى هنا ورامتينى فى وش ابنك اللى من اول ليله ليه هنا جانى وهددنى بكل برود لارجع الارض واقبل انه يشترى لينا بيت وارض نتلم فيه انا واهلى ليخرجنى من هنا بڤضيحة وتهمة سړقة وترمى فى السچن بسببها
اړتعبت اوصال قدرية تنتفض مكانها وهى تستمع لحديث اميرة تشعر بالتشتت والذهول فمن الواضح انها اغفلت او تعمدت ان تتناسى مدى قسۏة ولدها حين يقف احدا عقبة فى طريقه او يحاول ارغامه على فعل مالا يرغبه فى حمى تلفها لتخلص من زوجته
جلست بهمود وضعف فوق المقعد هامسة تسألها بخشونة وتشتت
طب ومقولتليش ليه خبيتى عليه ليه مش يمكن 
ارتفعت ضحكة اميرة الساخرة تهز المكان قبل تقول بتهكم واستهزاء
اقول ايه ما تفوقى يا عمتى ابنك عمل كل ده بسببك انتى علشان يعرفك ان مش جلال بيه اللى يتلوى دراعه وسابك تلعبى لعبة كل خيوطها فى ايده وهى اللى بيحركها بمزاجه هو بس
رفعت قدرية وجهها تهتف بها بشراسة وحنق
والخيوط دى هى انتى سابك تلعبى بيا وتهودينى فى كل اللى بعمله وهو فى ايده كل حاجة
هزت اميرة كتفها قائلة بلامبالاة
منكرش ان ده حصل بس برضه منكرش انى كنت بطاوعك فى عمايلك مع مراته وانا نفسى فعلا تقدرى 
تخربى بينه وبين ست الحسن
تحول صوتها للقسۏة وعينيها تلتمع پحقد وغل العالم تكمل 
ليله بنت الحسب والنسب واللى علشانها جلال بيه بجلالة قدره مستعد يهد الدنيا بأشارة واحدة منها
من قدرية قائلة بتهكم وشماتة تسكب المزيد والمزيد من الوقود فوق نيرانها المشټعلة بصدرها
اوعى تكونى فكرتى انه خلانى اعمل التمثلية دى معاه علشان يربيها هى ولا يندمها على اللى عملته لااا ده كان بيربيكى انتى وبيقولك ارسمى وخططى وكله فى الاخر هيمشى بامرى وبدماغى انما هى دى حاجة تانية عنده استحالة يزعلها منه ولو ثانية واظن انتى شوفتى بعنيكى
صړخت قدرية توقفها عن الحديث بصوت جعل اميرة تتراجع للخلف فزعا وهى تراها تنهض على قدميها وقد اختفى ضعفها تماما تعود لقسۏتها قائلة پغضب اعمى
اخرسى خالص مش عاوزة اسمع صوتك وتلمى هدومك وتخفى من البيت ده خالص
اميرة وقد اهتزت من حدة وڠضب قدرية تسألها بخفوت وتردد 
طب وورقة الضد انا عوزاها قبل
ما امشى من هنا
التمعت عينى قدرية بخبث تهتف بانتصار شرس
ورقة الضد! من عنيا حاضر موافقة ادهالك بس بشرط
اميرة بارتجاف ورهبة تعلم بان القادم لن يكون بالهين عليها تسألها بصوت متردد
وايه هو الشرط ده
جلست قدرية ثانية فوق مقعدها تضع قدما فوق اخرى قائلة ببطء وخبث شديد
القراطين والبيت اللى بأسمك يرجعوا ياعين عمتك من جوه
جلال مش المفروض ننزل بقى احنا من امبارح فى الاوضة منزلناش خالص
اغمض جلال عينيه بأرهاق قائلا
عاوزة تنزلى تحت ليه وحشك اوى مشاكلهم والارف اللى من وراهم
عاوزة انزل اقعد مع الجدة شوية عندى كلام كتير عاوزة 
قاطعها جلال بصوت ناعس 
بعدين يا ليله بعدين
اختفى صوته تدريجيا كأنه استغرق فى النوم لتهتف بأحتجاج
جلال انت هتنام تانى احنا لسه صاحين
لم يجيبها بل تعالت صوت انفاسه تجيبها قائلة بشك
على فكرة انت بتمثل ومش نايم صح جلااال
انهت حديثها تناديه بأحباط حين لم تجد منه استجابة منه زافرة بحدة وهى تتحرك بعيدا عنه لكن
اوقف هامسا فى اذنها بصوت متلاعب اجش
يعنى انتى متعلمتيش من اول مرة يا قلبى انا مبصحاش كده اتعلمى بقى
وجنابك بتصحى ازاى بقى عرفنى
كده بصحى كده اتعلمى بقى
ياعمتى ادينى الورقة وخلينى امشى من هنا كفاية لحد كده
لم تعير قدرية كلمات اميرة الراجية ادنى اهتمام وهى ترتشف من فنجان قهوتها بهدوء لتكمل اميرة بصوت باكى مصطنع
حرام عليكم انتوا اللى دخلتونى فى لعبتكم انا مكنش ليا فى الليلة دى من الاساس يبقى تسيبنى امشى ويا دار ما دخلك شړ
قدرية ببرود شديد 
من عنيا بس تخرجى زاى ما دخلتى يا عين امك شحاتة وحافية مش لاقية اللقمة الحاف والا اديكى مشرفانا
تجهم وجه اميرة يتطاير الشرر من عينيها قائلة 
يعنى ده اخر كلام عندك ياعمتى
قدرية بهدوء شديد 
ايوه يا عين عمتك رجلك مش هتخطى بره البيت ده الا لما تنفذى غير كده لا
انقلبت ملامح اميرة حتى محى عن وجهها اى لمحة للجمال وعنييها سارت تنطق بالشړ والغل وهى تتطلع الى قدرية تفح من بين انفاسها بكلمات تحمل بين طياتها الټهديد 
زاى مانت عاوزة يا
عمتى بسمترجعيش تعيطى بعد كده وتقولى اه 
قدرية پغضب شديد وصوت قاسى شرس
بتهددى مين يا بت انتى دانا قدرية 
صمتت فورا عن اكمل باقى حديثها حين رات جلال ينزل الدرج بهدوء وهى يتحدث فى الهاتف لتسرع فى رسم ابتسامة تلقى عليه بالتحية مرحبة به لكنه تجاهلها تماما يمر من امامهم فى اتجاه غرفة الجدة دون ان يعيرهم ادنى اهتمام لتصدح ضحكة اميرة الساخرة فور اختفائه قائلة پشماتة وتهكم
شوفتى علشان تعرفى اهو جرى عليها ولا عبرك حتى بكلمة وشلتى الليلة كلها لوحدك ياعينى عليكى ياعمتى يا قدرية هانم يا كبيرة العيلة
ثم غادرت الى غرفتها وهى مازالت تضحك تلك الضحكة الشامتة اما عقلها فقد كان بعيد كل البعد عن السخرية والمرح وهى تعد العدة لايام قادمة ستكون كالچحيم ثمنا لمكوثها هنا رغما عنها
جلست فى غرفة الجدة منذ نزولها تقص عليها ماذا
فعلت عند زيارتها لمنزل اهلها بينما جلست الحاجة راجية تستمع اليها بحماس شديد حتى اتت على ذكر ذهابها هى وشروق لشراء مستلزمات جهازها لتبتسم ليلة بسعادة قائلة 
وهناك يا جدة شوفت حتة فستان يجنن عنيا كانت بتطلع قلوب وانا واقفة اتفرج عليه
ابتسمت الحاجة راجية هى الاخرى بسعادة يزداد حماسها تسألها بلهفة 
اوعى ياليله تكونى مشترتيش الفستان ده
هتفت ليله بحماس هى الاخرى
لا اشتريته شروق صممت انى اخده واشتريه وهلبسه كمان فى خطوبة سلمى
اعتدلت الحاجة راجية فى الفراش تسألها وعينيها هى الاخرى تكاد تطلق القلوب والفراشات قائلة بفضول 
اوصفيه ليا دلوقت ولما تلبسيه تعالى علشان اشوفك بيه
وقفت ليله قائلة غافلة تماما عن من اتى منذ قليل ويقف مستندا على اطار الباب يراقب حماسهم كاطفال ليله العيد وعينه تتابع بشغف حركة يدها فوق جسدها وهى تقوم بوصف الثوب للجدة لا تعى ماذا تفعل به حركاتها تلك والتى رفعت درجة حرارة جسده ودقات قلبه
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 43 صفحات