الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجع الهوى لٱيمي نور

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


بقى عاوز اعرف اللى هى فيه ده ايه بالظبط
فوزية باستعطاف ورجاء 
راغب علشان خاطر 
قطعت كلماتها حين رأت تلك النظرة التى تنطق بالوعيد زافرة بأستسلام تهمس بندم
سامحينى يابنتى حكم القوى وهعمل فيه ايه
جلست فى غرفتها پغضب وهى تجوب ارجائها بخطوات حانقة تسب بكلمات سريعة غير مفهومة غافلة تمام عن صوت فتح الباب ودخول جلال الواقف مستندا فوق اطار الباب يراقبها باستمتاع و ابتسامة حنون قبل ان يقول 

ياترى مين بقى اللى كان من نصيبه كل الكلام الحلو ده
شهقت فزعة تلتفت ناحيته تفرك كفيها ارتباكا وهى تراه يتخلى عن وقفته المسترخية فوق
اطار الباب متقدما منها ببطء مازالت تلك البسمة مرتسمة فوق شفتيه فاخذت تهمهم وهى 
هاا مين بقى صاحب الحظ السعيد
اتسعت عينيها بتسأول لا تدرك مايعنيه لتتسع ابتسامته لتصبح مرحة رقيقة وهو يرفع سبابته يمررها ببطء فوق شفتيها قائلا 
مين اللى زعلك علشان يخلى الحلوة دى تزعل وتقوله كل الكلام الحلو ده كله
خفضت عيونها عنه تتلون وجنتيها بالحمرة مشټعلة خجلا لا تجد صوتها كى تجيبه ليهمس بأسمها برقة جعلتها ترفع عينيها اليه كالمغيبة 
وحشتينى ووحشنى جنانك
تنفست بارتجاف تغمض عينيها استمتاعا بتراقص تلك الفراشات الصغيرة بسعادة داخل جنبات قلبها تكاد تهمس له هى الاخرى بمدى اشتياقها له رغم انه لم يغب سوى بالوقت القصير عنها لكنها شعرت كما لو كان الدهر
لكن تهب العاصفة لتقاطع تلك اللحظة بينهم حين اتى صوت هادر پغضب
جرى ايه يا جلال هى البت نجية مش قالتلك انى عوزاك طلعت ليه من غير ما تعدى عليا
وقفت قدرية امام باب غرفتهم عينيها تتابع ماتراه من تقارب بين جلال وليله بعين تنطق بالغل القسۏة تراقب ابتعاد جلال البطئ عن ليله 
انا كنت هنزلك حالا يا امى بس كنت بطمن
على ليله الاول واشوفها اخدت دواها ولا لسه
واطمنت ولا لسه ولا تحب استنى شوية كمان لما تطمن اكتر
تنهد جلال يومأ لها بصبر مبتسما بهدوء قائلا 
لاا ياامى مش محتاجة تستنينى ولا حاجة انزلى انت وانا هحصلك على طول
ادارت قدرية عينيها بينهم قبل ان تستقر فوق ليله ترميها بنظرة حاړقة متوعدة ثم تغادر الغرفة كما اتت سابقا كالعاصفة تترك خلفها جو مشحون متوترا لتسرع ليله قائلة بصوت متوتر 
انزل يا جلال وراها متخلهاش تستناك ومتقلقش عليا انا هاخد الدوا وهنام على طول
الټفت جلال لها مبتسما بحنان يهز رأسه لها بالايجاب قائلا لها بهدوء وانامله تعبث بخصلات شعرها
مش هتأخر عليكى هشوف بس ايه الموضوع وهرجعلك حالا
اومأت له سريعا تعده عينيها بانتظاره دون ان تستطيع النطق بها لكنه رأى ما تخبره بها نظراتها 
عرفت يابا هتعمل ايه من بكرة تشوف انفار تبعنا وتنزل الارض تلم المحصول لحسابنا
علوان بتردد بعد كلمات والده راغب له 
انت متأكد من اللى هتعمله ده انت كده بتقلب علينا ابن الصاوى واحنا
مش قده
ابتسم راغب بخبث وعيون ملتمعة جذلا
متخفش ابن الصاوى مش هيقدر يفتح بوقه بعد كده علشان عارف انه هيخسر كتير لو وقف قصادى
علوان بعدم اهتمام 
علشان يعنى حكاية ان بنت عمك مش فاكرة حاجة وطب وده ماله ومال الارض
زفر زاغب بنفاذ صبر هاتفا بغيظ
يابا هتشلنى متخليك معايا كده على نفس الخط وبلاش تخنقنى
علوان مستنكرا بامتعاض 
واد انت اتلم وكلمنى باحترام ومتنساش انى ابوك مهما كان
شوح راغب بيده بعدم اكتراث قائلا پغضب 
خلاص خلصنا وهفهمك الليلة واللى فيها
بس ابوس ايدك ركز معايا علشان مش هكرر كلامى تانى
اومأ علوان له بوجه مازال ڠضبا ليتابع راغب حديثه قائلا ببطء
دلوقت لما ليله تكون مش فاكرة مۏت جدى يبقى كمان مش فاكرة ايه
ظهر عدم الفهم فوق ملامح علوان ليزفر راغب بقوة يكمل بحنق
يبقى مش فاكرة الارض ولا فاكرة ان جدى كتبها ليها والاحلى كمان انها اساسا مش فاكرة جوازتها من ابن الصاوى من الاساس يبقى ايه الحال دلوقت
التمعت عينى علوان جذلا يهتف بجشع
يبقى الحال على ماهو عليه والارض ومحصولها لينا ويبقى ينطق ابن الصاوى ساعتها
حك راغب ذقنه بانتصار قائلا 
ويبقى يروح يقولها بقى لو راجل حكاية الارض وحوار جوازتهم من الاساس ويبقى يشوف بقى هتعمل ايه معاه ساعتها
ضيق عينيه هامسا بغل بعيدا عن مسامع والده
ماهى هتعرف هتعرف والاحسن ليه تعرف منه قبل منى علشان ساعتها بعد اللى هتعرفه منى مش هتفضل على ذمته يوم واحد 
دلف الغرفة بهدوء يسير بخطوات مرهقة تعبة حتى خزانته يفتحها يخرج من داخلها ملابس للنوم له يلتفت باتجاه الحمام دون ان يوجه كلمة واحدة لليله المراقبة له بقلق توقف خطواته صوتها الهامس المنادى له قائلة 
جلال كنت عوزة اكلمك فى حاجة
الټفت لها ببطء يسألها بصوت مرهق جعلها تترد ان كان من الافضل الانتظار صباحا ام تفاتحه الان فيما تريد
قولى يا ليله انا سمعك
ترددت للحظة قبل ان تحزم امرها قائلة 
كنت عاوزة اروح اقعد مع ماما وشروق يومين خصوصا بعد ما عرفت خلاص بموضوع جدى
ساد الصمت ارجاء الغرفة شعرت به ليله به ثقيل قاټل يبعث التوتر بحسدها حتى اضطرت ان تناديه 
بحثا عن اى اجابة منه حتى اتت بصوت خشن قاسى منه
لا ياليله ومفيش خروج من بيتك وبيات فى حتة تانية
ليله پصدمة وصوت صدر رغما عنها مستنكرا
طيب ليه مش فاهمة مانا خلاص عرفت موضوع جد 
رأت عينيه تستقر فوق
ټنهار تلك الواجهة من الهدوء من فوق ملامحه فورا وبعيون مشټعلة ڠضبا مد يده قابضا فوق السلسال الملتف حول عنقها والذى قامت زوجة عمها باعطائه لها وقد نسيت امره تماما ما 
وقفت مكانها بجمود متسعة العينين ذهولا بعد ان تركها فجأة متجها الى الحمام دون اضافة كلمة اخرى مغلقا الباب خلفه پعنف ارتجت له ارجاءالغرفة
تعال يا فواز ادخل عوزاك
دفع الباب بحذر داخلا الى جناح زوجة عمه والتى جلست فوق مقعدها بجسد منتصب ووجه حازم يسألها بتلعثم
اقعد يافواز واسمع كويس اللى عاوزه اقوله
جلس فواز فورا وكله اذان صاغية يظهر الاهتمام فوق ملامحه لتقول قدرية بحزم 
شوف بقى احنا لامتى هنبقى لعبة فى ايد بنت المغاربة من يوم جوزاها وهى سايقة العوج علينا ومطلعة روحنا علشان الارض ومش عاوزة تخلصنا منه الموضوع ده
اعتدل فواز فورا فى مقعده يهتف 
عندك حق يا مرات عمى فى كلامك وده اللى قلته لجلال النهاردة بس معجبوش كلامى
وطبق فى رقبتى كان ھيموتنى فى ايده لولا ابويا
قال جملته الاخير بغيظ جعل قدرية تبتسم فرحة بردة فعل ولدها لكنها اخفت ابتسامتها سريعا قائلة بأعتذار مصطنع
حقك عليا ياحبيبى مانت عارف جلال وخلقه الضيق
عندك حق يا مرات عمى انا حاولت برضه اقوله جلال وخليه ياخد باله منه يمكن يستغل فرصة انها مش فاكرة حاجة ويمضيها ونخلص بس هقول ايه لابنك اللى عملى فيه شهم وراج 
وله لم نفسك واتكلم بأدب على كبيرك والا وربنا هتلاقى ايدى على وشك بتفوقك بقلم معتبر
وضع فواز يده فوق صدغه بړعب كما لو كان تلقى تلقى الصڤعة بالفعل يهمس بضعف
حاضر يا مرات عمى قوليلى بس ايه المطلوب منى وانا هنفذه
التمعت عينى قدرية بقسۏة قائلة ببطء
عوزاك تروح للمحامى وتقوله ينفذ اللى هقولك عليه ده
عقد فواز حاجبيه بحيرة سرعان وما اختفت يحل مكانها الذهول والاعجاب وقدرية تستمر فى الحديث تزداد عينى فواز انبهارا بها كلما قالت المزيد منه
الفصل الحادى عشر
وقفت اسفل الدرج فى الصباح الباكر تنظر حولها بارتباك لاتعلم اى طريق قد تتخذه ومن اين تبدء البحث عنه فمنذ حديثه معها ليلة امس غادر الغرفة سريعا
بعد القائه بضع كلمات مقتضبة عن حاجته للنزول لغرفة المكتب الانتهاء من عدة اعمال فتظل هى بانتظاره طوال الليل يجافيها النوم حتى ظهرت اول خيوط النهار لتحسم امرها وتقرر النزول فورا للحديث معه وتوضيح امر ذلك السلسال وصاحبه اللعېن له لتنهى هذا الموضوع معه تماما والقائه خلفهم ولا حديث مرة اخرى عنه بينهم
تصاعد فى اجواء المنزل الهادئة صوت نسائى بالغناء تظهر بعده احدى العاملات بالمنزل والتى توقفت بغتة حين رأت ليله الواقفة تتلفت حولها بحيرة تسألها بقلق
ست ليله !خير يا ست فى حاجة عوزاها 
ليله بلهفة ورجاء 
كنت عوزة اعرف هى فين اوضة المكتب بتاعت جلال بيه
اشارت الخادمة الى احدى الغرف قائلة بتعجب 
اهى ياستى بس خير فى حاجة اقدر اعملهالك
هزت ليله رأسها بالنفى تشكرها وهى تتحرك باتجاه الغرفة لتقف امام بابها تزفر عدة مرات فى محاولة للهدوء وتهدئت نبضات قلبها المتسارعة خشية من ردة فعله وهى تطرق الباب فمن الواضح انه امضى ليلته فوقها تجنبا لها ولاى حديث بينهم بعد خروجه المبهم من غرفتهم ليله امس
حاسب يا جلال كده هتوقع
انتفض جسد جلال بفزع من اثر صړختها يفتح عينيه بصعوبة وهو يهب جالسا يتلفت حوله قائلا بتعثر وقلق
ليله! ليله مالك فيكى حاجة
متقلقش انا كويسة انا بس كنت جاية اطمن عليك
تطلع جلال اليها بعينين مبهمة تمر فوق ملامحها للحظة قبل ان يلتفت بعيدا عنها قائلا بصوت اجش صارم
متقلقيش عليا انا كويس اطلعى انتى اوضتك انا ورايا شوية شغل هخلصهم
تجمعت الغصة بحلقها حتى كادت ان ټخنقها وهى ترى معاملته الجافة تلك لها لكنها حاولت التماسك تقول بصوت مخټنق 
بس انا كنت بفكر اعمل لينا فطار نفطر انا وانت سوا قبل ما تروح تشوف شغلك
نهض جلال واقفا بغتة قائلا بحدة 
لا متتعبيش نفسك انا مش متعود افطر افطرى انتى لو تحبى
نكست رأسها تتراكم الدموع بعينيها تخشى بصرها تماما فهبت ناهضة قبل ان تخذلها بالسقوط امامه تتحرك سريعا باتجاه الباب وهى تهمهم بكلمات معتذرة غير مترابطة
لتوقف بغتة حين فتحت الباب فجأة تصطدم برؤية سلمى الواقفة خلفه تتطلع اليها بأبتسامة پشماتة فلا يخفى عليها ماذا كانت تفعل بوقفتها تلك لتتأكد ظنونها حين رمتها بنظرة يرتسم فيهم الانتصار الممزوج بالخبث ثم تتقدم الى داخل دون ان تعير ليله اهتمام موجهة الحديث الى جلال الواقف بجمود مكانه قائلة بحروف ممطوطة مائعة
جلال انا حضرتلك الفطار تحب تفطر دلوقت ولا تستنى بابا وفواز وباقى البيت
التفتت سريعا ليله تنظر الى جلال بانتظار اجابته لتتسع عينيها ذهولا بغيظ حين قال ببطء وعينيه تمر فوقها يتابع ردة فعلها على حديثه 
لو الفطار جاهز يبقى دلوقت احسن علشان خارج كمان ساعة
رفعت ليله انفها عاليا بانفة امام وجهه تنسى دموعها السابقة وهى ترميه بنظرات كالسهام قابلها هو ببروده ولا مبالاته المعتاد معها منذ الصباح ثم تكمل طريقها الى الخارج فى اتجاه الدرج ليتبعها جلال وعينيه تتابع صعودها باهتمام يومأ لسلمى بشرود موافقة دون ان يردك ما قالت لتهتف سلمى بجذل وصوت
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات