الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 14 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


المائدة ولا تعرف كيف صنعتها في ساعتين لا أكثر ولكن سعادة السيدة إحسان وهي تخبرها بمجئ عصام ورغبتها في صنع الطعام الذي يحبه 
فصنعت ما امكنها صنعه وفي النهايه كانت رائحته تفوح وتشهي النفس 
تسلم ايدك يافتون يابنتي.. اقعدي يلا كلي معانا 
كلوا انتوا ياماما بألف هنا.. انا هدخل المطبخ اشوف اللي ورايا 

ونظرت نحو عصام الذي اخذ يتناول طعامه بوجه مجهم 
نورت البلد يااستاذ عصام .. ديه ماما إحسان مافيش على لسانها غير سيرتك انت وابله مني 
رمقها عصام بضيق وقد استشعرته من نظراته.. انسحبت نحو المطبخ في صمت بعدما شعرت بأنها اطالت الحديث معه 
يابني مش تقول للبنت كلمه شكر.. انت مالك من ساعه ما شوفتها وانت مش طيقها 
مش مستلطفها.. وخليني ساكت ياأمي.. انا مش عارف ازاي مآمنه نفسك مع واحده خدامه في البيوت.. انتي مبتسمعيش عن الجرايم اللي بتحصل 
شهقت السيدة إحسان مصدومه من حديثه تلتف حولها خشية ان تكون قريبه منهم 
أخص عليك ياعصام بقى هي ديه تربيتي ليك يابني تبص للناس كده..
والتمعت عيناها بحنو تنظر للطعام الذي اعدته ويلتهمه هو 
فتون ديه مافيش اغلب منها.. كانت راجعه من شغلها وعملتلك الأكل اللي بتحبه 
استهجنت ملامحه وهو يمضع الطعام ببطء 
انا مقولتش متعطفيش عليها.. لكن مش تفتكر البيت بيتها وتقولك ياماما 
ضحكت السيدة إحسان وهي تتراجع نحو مقعدها بعدما ملئت له طبقه بالمزيد 
قول كده بقى 
ولكن ابتسامتها تلاشت وهي تستمع لنيته 
امي انا جاي عشان اخدك معايا.. كفايه قعاد لواحدك لحد كده 
الفصل الثاني عشر
_ بقلم سهام صادق
وحدها من كانت سبب في كل ما يجول داخله دون هوادة وحدها من أراد أن يصب عليها لجام غضبه.. دائرة مغلقة وضعته بها وهو ماكان عليه إلا أن يتحمل خۏفها وتضحيتها ولكن الأمر وصل معه لنقطه النهاية 
وقف بسيارته أمام البناية بعدما ترك والدته وخالته متجهمين الوجه بسبب مغادرته دون إعطائهن فرصة للحديث 
نظر في ساعة معصمه ينظر للوقت وكما أخبرها اخذ يعد الأرقام تنازلين دون أن يحيد عيناه عن مدخل البناية.. ظهر طيفها أخيرا تتلفت حولها.. تعلقت عيناها به وكلما اقتربت منه كانت تزدرد لعابها وتحرك يديها فوق موضع حجابها 
وقفت أمامه دون أن تبادر بالحديث وأخذت عيناها تدور بينه وبين الطريق 
اركبي ياملك 
ارتكزت عيناها عليه تنظر اليه صدمة غير مصدقه انه جعلها تهبط اليه مرغمه
انت بتقول ايه 
بقول اركبي ياملك
وبعلو صوته صړخ 
اركبي 
التقطت عيناها سيارة والدها القادمه في بداية الطريق ومن دون تفكير كان تصعد معه السيارة..
ارتجف كامل جسدها والسيارة تشق سكون الليل بسرعة قصوي
رسلان ممكن تهدي السرعه
وانتقلت عيناها خارج الطريق ثم عادت تنظر اليه 
احنا رايحين فين 
زفرات وراء أخرى كان يخرجها لعله يهدأ وأكثر ما كان يكرهه في حياته ان يكون ضائع في طريق لا يعرف له بدايه ونهايه يسلب منه راحته والسبب تلك الجالسة جواره 
أوقف السيارة فحررت أنفاسها اخيرا تتعلق عيناها بالطريق المظلم الخالي.. تحكم في غلق أبوابها وكأنه يخبرها لا سبيل للهرب اليوم انكمشت على حالها ترمقه پخوف حقيقي 
احنا بنعمل ايه هنا يارسلانانا غلطانه اني سمعت كلامك...
وقبل ان تكمل حديثها كان يسكتها بالطريقه الوحيده التي ارادها قلبه 
تجمد جسدها تدفعه عنها بقوة تنظر اليه مصعوقة ولم تشعر بيدها التي ارتفعت ثم الصڤعة التي حطت على خده تخبره بفداحة فعلته وقد استباح حرمة شفتيها ولكنه لم يكن إلا راضي بفعلته ينظر اليها وهو يمسح فوق شفتيه 
افتح العربيهبقولك افتح العربيه 
حركت يداها فوق مقبض الباب دون النظر له صاړخه 
افتح الباب يارسلان.. مشيني من هنا 
استرخي فوق مقعده بعدما ضبط من وضعه ينظر لظلام الطريق امامه 
رجعني البيت.. بقولك رجعني 
وصل نحيبها لمسمعه ولكنه لم يكن معها بعقلهطريق واحدا كان يرسمه ويقرره سيتزوجها ثم سيعاقبها على كل ما عاشه بسببها 
اخيرا فاق من ذلك الخدر الذي احتل كيانه ينظر اليها قابض على ذراعيها برفق 
اهدي ياملك
تدافقت دموعها فأطرق عيناه ندما بعدما أدرك فداحة فعلته 
أنتي السببهروبك مني رافضك لعلاقتنا رغم اني واثق في حبك ليا عشاء النهارده اللي كنت رايحه عشان اشوفك مع اني كنت مقتول نوم كل ده خلاني مش عايز اعمل حاجه غير اني اعاقبك
طالعته وقد تخضب خداها بحمرة شديدة 
روحني يارسلان ارجوك 
ولما اروحك هنوصل بعلاقتنا لفين ياملك فهميني.. قولي نهايه طريقنا وريحيني 
وقبل ان تتحرك شفتيها وتخرج حديثا لا يريده 
لو قولتي مها تاني هقول رد واحدلو متجوزتكيش انسى ان الفرصه هتديها لمها.. لا ياملك هوجعك اكتر وهتجوز واحده تانيه خالص

غريبه عنكم عشان كل ما تشوفيني معاها وتشوفي مها سعيده في حياتها مع راجل تاني وانا سعيد معاها ټموتي بدل المره ألف 
كفايه يارسلان 
هديها كل الحب اللي ادتهولك من غير لحظه ندم.. هكون مخلص ليها وهنساكي وزي ما حبيتك هحبها 
حرام عليك كفايه 
تعالت شهقاتها تتخيل ما يخبرها بهتنظر للبعيد ترى حالها منزويه في ركنا بعيدا تنظر لسعادتهم 
ازدادت دموعها انهمارا تنظر إليه تحرك رأسها رافضه ما يصوره لها
________________________________________
خيالهاتخبره انه لن يفعل بها هذا 
مش هتعمل فيا كده 
هعمل ياملك.. على قد ما بنحب بنكره 
تراجعت للخلف تتعمق في النظر لملامحه عبر الظلام 
لا يارسلان متعملش فيا كده 
صړخ ولم يعد يتحمل ذلك الۏجع الذي يراه في عينيها ولولا علمه بحبها له منذ زمن ولولا ذلك الحب الدفين الذي احبه لها هو الآخر منذ زمن وعاد يطلق سراحه 
أنتي اللي بتعملي فينا ده ياملك.. انتي اللي بتختاري سعادتهم على سعادتنا.. بتقدميني ليهم بنفس راضيه وكأنك عمرك ما هتتوجعي وهتكملي طريقك من تاني
واردف وهو ينظر لعينيها ينتظر إجابتهما اولا
قوليها ياملك هتقدرى تكملي الطريق من تاني وكأن عمرنا ما تلاقينا 
اڼهارت قواها تحرك رأسها يمينا ويسارا 
يبقى سبيني اعمل اللي عايز اعمله.. واوعدك اننا هنبعد عن هنا خالص
عادت للمنزل لا تفكر إلا في سعادتها وعندما استمعت لصوت نحيب مها ومقت والدتها نحو فعلت رسلان وتركه لهم اصمت اذنيها وانسحبت نحو غرفتها بعدما أخبرت والدتها انها كانت تسير بالخارج قليلا ولو كانت رفعت عيناها قليلا نحوها لافتضح أمرها فمازال خديها يشعان احمرارا وعيناها تملئهما الدموع حالتها كانت توحي بأن شيئا ما قد حدث ولكن والدتها لم تعد تركز معها 
.
صباحا جميلا هكذا كانت تنظر اليه فتون .. أسرعت في ترتيب منزلها وصنع طعام الفطور لحسن الذي رمقها ساخطا 
عدتلك انا ليله امبارح يافتونوكلمة تعبانه ديه مسمعهاش منك تاني
ابتلعت لقمتها بصعوبه وسرعان ما نهضت من أمامه متجها نحو المطبخ تحمل صنية الفطور التي اعدتها للسيدة إحسان 
احتقن وجه حسن بشده ينظر للصنية
ده واحد جاي من الخليج على قلبه اد كده.. احنا الغلابه نعمل ليه فطار
إكرام الضيف ياحسن 
يادي ام الشعارات اللي بقت ماليه عقلك....قربي هنا خليني اشوف عملالهم ايه 
اقتربت منه پخوف تمد له صنية الطعام.. دققها بتقيم وقد ازداد احتقان ملامحه 
ايه كل ده 
ونظر نحو فطوره ساخطا
بقى كل ده بفلوسيوتعمليلي انا طبق فول وجبنه 
ابوس ايدك ياحسن متاخدش من الصنيه حاجه.. ديه ماما إحسان خيرها علينا كتير 
اجتذب من يدها الصنية يضعها أمامه يلتهم مابها.. أنهى طعامه للمرة الثانيه وقد فرغت الأطباق يدبدب فوق معدته 
قال نديهم من اكلنا وإكرام الضيفامشي علي شغلك عشان لو جاتلي شكوه من البيه انتي عارفه 
ارتجفت اوصالها وهي تجده يقترب منها يدقق النظر في تفاصيلها.. بلوزتها كانت ضيقة بعض الشئ تبرز من تفاصيل جسدها الصغير الذي لم تعد تلاحظ تحوله ولكن هو كان يلاحظ هذا 
وقد جحظت عيناها ذعرا يدقق النظر في موضع ما 
اتدورتي واحلويتي يافتون 
ابتلعت لعابها وتنفست الصعداء عندما حررها اخيرا وانصرف .. هندمت ملابسها مجددا تحكم وضع حجابها واسرعت في إخراج الأطباق الأخرى التي خبأتها منه 
رتبت الصنيه ووضعتها جانبا متجها نحو الاريكة تنظر إلى اسفلها تخرج منها الكتاب الذي خبأته وقد سمح لها السيد سليم بأستعارته 
خرجت من الشقة تطرق باب السيدة إحسان بسعاده.. تراجعت للخلف فور ان انفتح الباب وتعلقت عيناها ب عصام الذي رمقها بنظرة مستاءة جعلتها تبتلع ريقها 
دلفت للشقه خلفه بعدما سمح لها بالدلوف تهتف بأسم السيدة إحسان التي خرجت من غرفتها وقد نئت فيها حالها منذ ذلك القرار الصاعق الذي صدمها به عصام امس 
عملتلك احلى فطار ياماما انتي والأستاذ عصام 
تعلقت عيني السيدة إحسان بالصنية التي تحملها وبولدها تنظر اليه بنظرة يعلم تماما تفسيرها ولكن سرعان ما اشاح عيناه عنها 
تسلم ايدك يابنتي.. ليه تعبتي نفسك بس.. عصام كان نازل يجبلنا فطار 
تعبك راحه ياماما
واسرعت في رص الأطباق تخبرها انها صنعت كل ما يحبه السيد عصام وتحبه هي.. تأملت السيدة إحسان المائدة التي أصبحت عامرة واقتربت منها تضمه اليها بقوه
والله يابنتي مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
ضجر عصام مما يحدث أمامه وأسلوب الضغط الذي تمارسه والدته عليه 
مش هنفطر بقى ولا هنقضيها كلام 
ابتعدت بتوتر عن أحضان السيدة إحسان منسحبه نحو المطبخ بخجل 
هروح اعملكم الشاي 
جلست السيدة إحسان فوق مقعدها كما جلس هو الآخر ولكن سرعان مانهض متحججا ينظر للمائده 
مافيش ميه .. هروح اجيب ازازه ميه 
شهقت فتون عندما وجدته خلفها يضع حزمة

من النقود أمامها.. دارت بعينيها بينه وبين المال تتسأل 
ايه ده يااستاذ عصام 
ارتفع حاجبه مقتا من ذلك الدور الذي ترسمه علي والدته وعليه هو الأخر 
تمن خدمتك ولا انتي متعوده تشتغلي ببلاش 
قټلتها كلمته تنظر اليه مرفرفة بأهدابها لعلها تطرد دموعها العالقه واردفت تخفي غصتها 
انا مبعملش ده عشان الفلوس.. انا بعمل كده عشان بحب ماما إحسان 
حدق بها مستهزء فعن اي حب تتحدث عنه والله اعلم ما تخفيه خلف نواياها.. التقط كأس الماء مغادرا تنظر في أثره بأعين دامعه لقد صفعها للتو بتلك الحقيقه التي تناستها انها مجرد خادمه ولم تعد تلك الفتاه التي كانت تملئ ارجاء بيتهم البسيط بأحلامها 
.
تأملها وهي تضع الأطباق أمامه ولأول مره لم تكن تنظر اليه بتلك النظره التي اعتادها منها ولم تتلكع في مهمتها كما كانت تنتظر منه أي حديث.. طالع طيفها وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ شاردة منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام 
مسحت فوق وجهها المرهق تحاول ان تتناسي حديثه اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تحادث حالها 
ما انتي خدامه فعلا يافتون.. هو مكدبش مالك بقى 
فتون 
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها 
بقالي مده بنادي عليكي 
اطرقت عيناها تهتف متعلله 
اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك 
دقق النظر فيها متفحصا ملامحها 
عازم ضيف علي العشا النهارده.. لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم 
لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه 
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئا جديدا في خادمته الصغيره 
هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك.. اتمنى الأكل يطلع حلو 
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه 
صحيح الأومليت طالع مالح النهارده 
واردف وهو ينظر لملامحها
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 187 صفحات