الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قلوب ارهقتها الحياة للكاتبة هناء النمر

انت في الصفحة 18 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

ابنك اللى ماټ وبعدين انتى متعرفيش هو ايه دلوقتى وعايش مع مين ما يمكن حب جديد ولا صاحب بعد مراته اللى ذى دول الأمور بالنسبالهم متاحة 
تفتكرى 
وايه المانع انتى هبلة ولا ايه انتى متخيلة انه هيفضل عايش سبع سنين على ذكراكى 
واستمرت هكذا لأيام وأيام يتصارع داخلها صوتين أحدهما يدافع عنه والآخر يهاجمه بشراسة وما يعزز موقف المهاجم ويضعف المدافع هو عدم سؤال خالد عنها مرة أخرى حتى الآن 
لم ينقذها من دوامتها هذه غير وصول كم غريب من الأخبار عنه تدل على أنه كان متحكما فى كل الأمور حولها طوال الفترة الماضية بعد ما حدث فى المزرعة 
أولها ورقة طلاقها التى وصلتها عن طريق محضر من المحكمة فى البداية لم تصدق
معقول طلق هكذا بدون ضغط أو مساومة 
وثانيها وأهمها ما اخبرتها به منى عن حسام 
هدى هدى سيبى اللى فى ايدك وتعالى 
مش وقته يامنى اصبرى أما اخلص الغدا روحى اقعدى مع العيال شوية 
دخلت وشدتها من يدها متجهة بها للدور العلوى 
أكل ايه بقولك حاجة مهمة 
براحة طيب خدى بالك من الأكل والنبى ياماما 
ادخلى 
وأغلقت الباب بالمفتاح من الداخل
إيه يابت فى ايه ايه الاكشن اللى انتى عاملاه ده 
أنا اللى عاملة اكشن برده ولا حبيب القلب 
هى هبت عليكى على المسا حبيب قلب مين 
قلبك
انتى ياوزة خدى بس اقرى الخبر ده 
فتحت تيليفونها واعطتها اياه قرأت هدى العناوين بسرعة لكن اندهاشها أوقفها عن القراءة لتستفسر
هى مش modern design ده مكتب حسام 
أيوة ياستى 
أنا مش فاهمة حاجة أذاى العقد يتلغى مع مكتب مشهور زى مكتب عمر ويدوه لحسام 
يعنى إيه بقى هو حسام شوية ده هو اللى كان مشغل مكتب عمر 
مقصدش يامنى بس مش ناس كتير تعرف كدة والناس ليها بالمظاهر ثم ايه علاقة الموضوع ده كله بخالد 
عموما اخرجك انا من حريتك دى وافهمك اللى حصل واللى لسة حكيهولى حسام قبل ما اجيلك بس بصراحة متحملتش وجيت جرى احكيلك 
ما تنطقى يابنتى 
طيب هو انتى متعرفيش اصلا أن المشروع ده تنفيذ عربى مشترك 
عارفة طبعا بس المفروض فيصل هو اللى 
هو اللى ايه 
تقصدى أن فيصل كان شريك خالد 
أنتى عبيطة فيصل ليه 5 بس وخالد 65 يعنى فيصل هو اللى بيشتغل عند خالد 
بتتكلمى بجد 
أه والله هبعتلك اللينك وابقى أقرى التفاصيل وحسام اكدلى 
عايزة تقولى أن خالد هو اللى فسخ العقد مع عمرو 
نشر بالظبط هو كلمته مسموعة جدا بس إدارة المشروع مصرية 
أنتى مستفذة ليه ما تنطقى على طول 
هقولك عشان تعرفى عمل ايه عشان ينتقملك من الحيوان عمر 
يووووه يامنى 
طيب طيب خلاص بصى ياستى حسام قاللى أن خالد اتصل بيه بعد موضوع المزرعة بأسبوع وطلب انه يقابله بعيد عن المكتب ماشى
ماشى اخلصى 
حسام استغرب اوى بس راحله كان نازل فى اوتيل فى القاهرة هنا 
ومن كلام خالد كان واضح اوى انه عارف كل حاجة عن التفاصيل اللى بتحصل فى مكتب عمر وعارف قد ايه معاملة عمر لحسام وحشة وعارف اد ايه أن الشغل الهندسى فى المكتب قايم على حسام طلب منه أنه ينفصل عن مكتب عمر وهيساعده بكل الإمكانيات اللى محتاجها عشان يعمل لنفسه مكتب كويس تمام 
تمام 
بصى انا هحكيلك الحوار زى ما حاكاه حسام بالظبط 
أنا برده مش فاهم حضرتك عايز منى ايه بالظبط 
أنا كلامى واضح ومباشر جدا تسيب مكتب عمر وتشغل لوحدك 
أنا مش جاهز باللى يساعدنى أنى أعمل مكتب لوحدى 
هساعدك بكل اللى تحتاجه وكمان هجبلك حد يعلمك إدارة المكتب 
وحضرتك بتعمل كل ده ليه 
من الاخر عايز اسحب منه العقد وفى نفس الوقت عايزك انت تنفذه وعشان احسم المعادلة فلازم انت تنفصل لوحدك غير أن عندى أسباب تانية أفضل احتفظ بيها 
فى مشكلة تانية أهم 
اللى هى ايه 
لو حتي عملت المكتب محتاج مهندسين شاطرين يقدروا على مشاريع زى العقد بتاعكم الجروب اللى كان معايا عند عمر انا مجمعه فى سنين مش سهل ابدا تلاقى مهندسين شاطرين 
مفيش مشكلة خد الجروب بتاعك من عنده 
هيرضوا يسيبوه عشان خاطر حاجة مجهولة 
طبعا لما يكون ضعف المرتب وعقد محترم لفترة كويسة وكمان هم عارفين الفرق بين معاملتك ومعاملة عمر ليهم غير أن عقودهم مع عمر مفيهاش شرط جزائى عن فسخ العقد عقد واحد فيهم بس وانا مستعد ادفع الشرط الجزائى 
إيه ده كله ياخالد بيه انت كدة عايز تدمره ده عنده مشاريع شغالة وبشروط جزائية عالية هيتخرب بيته
وسمعة مكتبه هتدمر 
وهو ده بالظبط اللى انا عايزه 
هو فى ايه بالظبط ليه كدة 
طيب انا هحكيلك وانت أحكم 
ومش عايزة اقولك بقى أما عرف الموضوع ده كان عامل أذاى وأول ما جه قاللى اللى يبيع مراته وشرفه وكرامته بالطريقة دى سهل اوى انه يبيع شريكه بأرخص تمن 
هو انتى مكنتيش قولتيله اصلا 
لا طبعا انتى اكدتى عليا محكيش لحد 
ووافق 
وافق ايه يابنتى الخبر فى ايدك 
وعمر 
اتخرب بيته يا عسل بصراحة خالد خد حقك تالت ومتلت 
وعمر عمل ايه مع حسام 
هيعمل ايه يعنى اټهجم عليه مكتبه وفضل يشتم وطلبوا البوليس وعملولو محضر 
وقفت هدى واتجهت للشرفة ووقفت أمامها تشاهد خالد يلعب مع أبناء خالته وسرحت فى خالد الآخر وما فعله من أجلها 
بتفكرى فى ايه 
فى اللى بيحصل 
تحبى اقولك رأييى وهو رأي محايد فكرى فيه براحتك 
خير
خالد معملش كل ده غير عشانك اكيد بيحبك اسمعه منه وشوفى أسبابه وبعدين احكمى براحتك 
أسمى كلامها ياهدى 
كانت
هذه جملة الحاجة هدية والدتها التى كانت واقفة أمام الباب ويبدوا أنها سمعت جزء لا بأس به من الحديث 
نظرات هدى لوالدتها كانت تعذبها فابنتها الحبيبة حدث لها ما لا تطيقه امرأة ويكفيها ما كان فهى من اجبرتها على الزواج الأول وايضا الزواج الثانى ومنعتها أن تنفصل عن عمر حين قررت 
آن لها الأوان أن تعيش وتختار بقلبها حتى لو أذاها 
ياجماعة انتو بتتكلموا كأنه واقف بيحاول عليا ده من يوم المزرعة محاولش حتى يشوفنى أو يتكلم معايا خلاص الحكاية ماټت مع ابنى اللى ماټ واندفنت معاه 
مين قال كدة 
يعنى إيه ياماما 
جالى انا مرة قبل كدة وحكالى على كل حاجة كل اللى مقولتيهوش هو قاله وطلب منى أنى اساعده عشان تسامحيه 
يعنى انتى عرفتى كل حاجة 
كان لازم انتى اللى تحكيلى ياهدى انا أمك 
خفت تزعلى منى ياماما 
وهزعل منك ليه يابنتى هو بمزاجك كل اللى حصل 
ضمتها فى احضانها وهى تربط على ظهرها ثم فاجأت هدى بقولها 
يلا البسى وانزليله بقى هو قاعد مستنيكى تحت 
يتبع
ضمتها فى احضانها وهى تربط على ظهرها ثم فاجأت هدى بقولها 
يلا البسى وانزليله بقى هو قاعد مستنيكى تحت 
اعتدلت لتنظر لها باندهاش وتسائل ردت عليها
أه هو تحت ومستنيكى 
التفتت لمنى مرة أخرى قالت لها
والله ما أعرف حاجة ده حتى مشفتهوش من أيام عملية أبوه من 8 سنين 
ردت الأم إيه ياهدى هى ملهاش دعوة انا متابعاكى من فترة وعارفة أن حالتك النفسية اتحسنت شوية بعد ما عرفتى اللى حصل لابنك وأنا اللى حددت الوقت ده يلا بقى البسى وحصلينى 
خرجوا وتركوها هائمة على وجهها غاضبة من اجبارها بهذه الطريقة لا تعلم أن كان عليها الموافقة على الحديث معه مصاحب لكل ذلك أن داخلها لمحة فرح لا تعلم مصدرها 
دخلت هدى من باب الشقة ووقفت بمقابلته فقد كان باب الصالون مواجه لباب الشقة وقفت تتأمله كانت جلسة رجل واثق أكثر منه مغرور مسندا ظهره للكرسى ويضع قدم فوق الأخرى وفى يده تيليفونه يعبث به 
لم تكن تعلم لماذا تقف هكذا لتتأمله يجب أن تدخل لتنتهى من هذا الموقف اللعېن أخذت تحدث نفسها بطريقة كوميدية لتهدئ من روع نفسها فلطالما سبب لها هذا الرجل التوتر 
ما تجمدى كدة يابت ياهدى هتفضلى واقفة كدة انتى عاملة زى بنت البنوت اللى داخلة تقابل عريس اول مرة 
هذه المرة هو من أنهى هذه الوقفة لمها من جلستها فقام ووقف لاستقبالها رغم أنها لم تدخل الغرفة بعد تواجهت العيون تحركت من مكانها باتجاهه فى هدوء دخلت وجلست على الكرسى المقابل دون أى كلام فلطالما عالجت توترها بالصمت 
جلس هو الأخر بمقابلتها دون أن يرفع أحدهما عينه من عين الآخر وساد الصمت لفترة لم يعرفا مداها وكأن كل منهما يشكى ما حدث له 
هى من اخفضت عينها أولا وايضا هى من تحدث أولا 
ليه حكيت لما ما اللى حصل 
أنا اتكلمت معاها على أنها عارفة لقيتها متعرفش أى حاجة عن الموضوع واضطريت أنى احكيلها لأنى عارف أنها الشخص الوحيد اللى هيساعدنى معاكى لأن أمك هى مفتاحك ياهدى 
مفتاحى 
أيوة مفتاحك فكرى كدة هى الشخص الوحيد اللى بيقدر يجبرك انك تعملى اللى هو عايزه ويقدر برده يجبرك انك متعمليش اللى انتى شخصيا عايزاه تبقى مفتاحك ولا لأ 
عايز تفهمنى انك عارفنى كويس 
أنتى شايفة ايه 
شايفة انك حد مختلف عن اللى انا كنت أعرفه 
منكرش انا اتغيرت كتير اوى بس أتمنى انك تساعدينى أنى ارجع خالد القديم بمميزات الجديد 
أنا 
أيوة انتى ومفيش أى حد تانى يقدر عشان كدة انا هنا 
أه انت قدرت تقنع أمى لقيتها
بتقوللى اسمعي اللى جاى يقوله 
والدتك قدرت توصل للى جوايا 
وانت عندك كلام ممكن يخلينى حتى أقبل منك كلام 
يكفينى اوى انك وافقتى تقعدى معايا وتسمعينى 
كنت فين من يوم المزرعة 
حبيت اسيبك وقت عشان تستوعبى
حزنك عليه 
بدأت عيناها تلمع لمجرد ذكر سيرته
ليه سيبته ېموت 
اعتدل فى جلسته اقترب منها لمعت عيناه بالدموع هو الأخر وقال 
والله العظيم ما كنت بسببه لحظة كنت بحبه بجد و كنت عارف ان هو الرباط الوحيد اللى هيرجعك ليا فى يوم من الايام وكنت ناوى فعلا اعمل كدة حتى ليان مسمحتلهاش تقربله ابدا كنت خاېف تعمل فيه زى ما كانت بتعمل فيا مرات أبويا 
فى يوم جالى سفر فجأة لفرنسا لمدة يومين بس اضطربت اسيبه ولما لقيت الموضوع هيطول هناك بعت اجيبه قاللى أن كدة كدة ليان جاية فرنسا بس هتنزل 24 ساعة بس فى جينيف تمضى أوراق مشروع بيتعمل هناك وأهى تكون معاه وافقت وأما وصل فرنسا بعد يومين من خروجه من المملكة كان عنده التهاب رؤوى فضل فى المستشفى أسبوع عملت كل حاجة عشان اساعده جبتله دكاترة من
كل أنحاء العالم بس للاسف كان ضعيف اوى ومتحملش 
حاولت تمالك نفسها قدر الإمكان كى لا تبكى لكنه هو سبقها ولم يستطع منع دموعه وعندما رأت دموعه تلمع على وجهه انسابت دموعها هى الأخرى دون بكاء لكنه تمالك نفسه وأكمل كلامه 
مبقتش متخيل ولا متحمل فكرة ضياعه منى فضلت فترة حابس نفسى لحد ما وصلنى خبر دخول بابا المستشفى ولما رجعت عرفت ان الكل استغل مرضه وغيابى وضعف طلال فى الادارة وعملوا بلاوي فى المجموعة وأولهم عمى وابنه فيصل وليان ومرات أبويا كله كان عايز يلحق حتة من التورتة وده كان سبب تعب أبويا 
قټلت خالد القديم بضعفه وسلبيته وحولته للشخص اللى قدامك دلوقتى وفى السنين
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 19 صفحات