رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري
وكنت بشكره و..
دفعها حتى ارتطمت بالحائط وهو يهتف فى ثورة
انتى مفيش فايدة فيكي ....مفيش فايدة
ونظر الى ملابسها فى تقزز ليضيف
وايه القرف اللي انتي لابساه ده
تنهدت في ندم لقد انشغلت بمراقبة ايتن ونسيت شالها في الحمام ..حاولت أن توضح له
زين بس خلينى أفهمك الموضوع حصل صدفة و.. قاطعتها نظرة خيبة الأمل فى عينيه قبل أن يعطيها ظهره ويدخل الى القاعة مجددا وهو حانق عليها وعلى ماتفعله.. كيف تجرؤ وتسمح لنفسها ان تمازح شخص بهذه الطريقة كيف تخرج بهذه الملابس وتجعل جسدها عرضة لأن يخترق من عين أي وقح.. كيف تضعه فى مثل موقف كهذا مع ابيه ألف سؤال يزيد غضبه أكثر وهو يعرف لو انتظر اجابتها فسيفقد عقله من استهتارها ..
اقتربت منهما ومدت يدها لتصافحه فنظر الى ايلينا التي كانت تتابع مايحدث بحيرة امتزجت پغضب من وقاحة تلك الجينا ..بعد تردد قصير صافحها في استسلام فقبضت على كفه وهي تقول
والتفتت الى ايلينا مواصلة في لهجة تعرف تأثيرها على أنثى مثلها
ياريت المدام ميكنش عندها مانع ان احنا نفضل اصدقاء
وأضافت فى دلال أنثوي مستفز وهي تشير
بكفها
مجرد صداقة بريئة مش أكتر ..يوسف غالي عليا كتير..ده أنا حتى اتعلمت عربي عشانه ..
على كل حال مبرووووك
الټفت الى وجه ايلينا بمجرد ان غادرت الأخرى ليجد عينيها معلقين بالراحلة بنظرات مبهمة وقبل أن يكون جملة واحدة على شفتيه قاطعته في حسم
من فضلك كفاية كدة ..أنا عاوزة أرتاح ارجوك طالعها فى حذر وجهها لايبشر بخير مطلقا ..يبدو أن الحلم الجميل الذى عاشا فيه ان الأوان أن يستيقظا منه على يد جينا .
خرج يوسف من المرحاض بعد ان انتهى من تبديل ملابسه وأخذ حماما دافئا أزاح عنه كثيرا من ارهاقه .. وجدها لازالت على حالها تفرك يدها وهى تجلس على طرف الفراش دون أن تبدل ثيابها وقف أمامها قائلا وهو يجفف شعره بمنشفة
انتي لسة مغيرتيش
ردت وهي تنظر الى اللاشىء
ليه يا يوسف
هو ايه اللى ليه
نهضت وهي تمسك بفستانها هاتفة
ليه عزمتها ...بتعزم واحدة من صحباتك القدام على فرحنا يا يوسف ..وكمان الهانم بتسألني لو صداقتكو تنفع تستمر ولا لا
بسط كفه فى دفاع
انا معزمتهاش يا ايلينا متجيبش الكلام من دماغك
ابتسمت في سخرية
رد وهو يلوح بكفيه
ايوة قلتلها انى هتجوز من فترة عشان أقطع أي صلة بينا ..لكن لاعزمتها ولا كلمتها
وضعت يدها في خصرها تصر على اتهامها له
أومال هيا عرفت منين
مسح وجهه وهو يحاول ان يهدأ ...لا يريد أن يضع شكها به من أول ليلة لهما سويا في باله
هوا خبر جوازنا سر... المفروض أنه منشور في كل الجرايد وكل الناس عارفة المكان والزمان
أطرقت ارضا وهي تلوم نفسها على تسرعها واندفاعها وعدم قدرتها على ترويض غيرتها فاقترب منها قائلا في عتاب
أنا وعدتك اني عمري ما هجرحك ابدا ...بص واضح أن عمر ما هيبقا عندك ثقة فيا
رفعت رأسها فى بطء وهمست في خجل
يوسف أنا ..
عضت على شفتها في غيظ حين عجز لسانها عن تكوين جملة تعتذر بها له عن اتهامها هذا وفى أول ليلة لهما سويا
ابتعد عنها وهو يخبرها في خيبة أمل
خدي راحتك وانا هنام برة
وقبل أن تجد ردا كان يفتح باب الغرفة لينام فى ملحق خاص بالجناح الذي حجزه فى الفندق ضړبت الأرض بقدمها في غيظ ..لامت نفسها بشدة على تسرعها وافسادها لليلة تمنتها هي أكثر منه عليها ان تثق به اكثر ..لقد وعدها وسيبر بوعده... لن ېجرحها ولن يخنها هي واثقة تمام الثقة من عشقه لها أخذت تجىء وتذهب فى الغرفة وهي تفكر كيف تصلح ما افسدته ابتسمت في خجل عزمت على التخلص منه لتستطيع ان تنتزع مقاومته للصفح عنها ستستخدم اسلحتها الانثوية لأول مرة معه ..هي لاتعرف كيف ولكن ستدع لحبه كل التصرف فى ان يوجهها كما شاء خلعت فستانها وارتدت منامة قطنية قصيرة ومٹيرة من اللون الوردي ...اطلقت العنان لشعرها الذى قامت بفرده وتمليسه بعد الحاح من صوفيا ليصل طوله الى نهاية ظهرها...نثرت قليلا من عطرها الباريسى المميز والمثير و كست شفتيها بطلاء من اللون الأحمر القاني..ألقت نظرة خجولة على نفسها بالمراة ولكنها تخلت عنها سريعا بأخرى واثقة ومتحدية.. ولنرى اذن الى اى حد سيقاوم ابن البدري ..
خطت فى هدوء خارج الغرفة الى الملحق لتجده قد استلقى على الأريكة ويده تتجول بشعره في شرود تنفست فى عمق وهي تقترب لتجلس على ركبتيها أمامه وتمسك بكفه قائلة
أنا اسفة حبيبى ...حقك عليا
تمعن بها للحظات قبل أن يشيح بوجهه ليخفى نظرة الاعجاب التى لمعت بشدة فى عينيه ...
ادرات وجهه من جديد بكلتا يديها هامسة في أنوثة
متزعلش بقا ..بحبك وبغير عليك أعمل ايه ...كان نفسى أجبها من شعرها وأفضل أضرب فيها وأقولها ده حبيبي أنا وبس
منع الابتسامة بصعوبة من الظهور على ثغره فقد بدأ يستمتع بمحاولاتها ودلالها هذا وفضوله يحثه على معرفة ما بقي فى جعبتها اقتربت لتقبل وجنته في بطء هامسة
كدة برضه لسة زعلان
أشاح بوجهه وكأنه يوجه لها وجنته الأخرى فابتسمت وهي تقبلها في رضا
طب كدة برضه
وهذه المرة التقطت ابتسامته الخبيثة فأرادت ان تشاكسه بدورها لتنهض قائلة
خلاص يا يوسف خد وقتك ..أنا داخلة أنام
نهض بسرعة وجذبها من شعرها وهو يعتدل ليجلسها على ركبتيه قائلا
هوا أنا كام مرة قولتلك شعرك ده متجيش ناحيته أنا بحبه مموج
كورت وجهها تتظاهر بالألم
سيبني يا يوسف مش انت زعلان مني ...خلاص خليك هنا وأنا هدخل انام جوة
أسند جبينه على جبينها وهو يتنهد
ما تقومي هوا أنا منعتك ...لو عايزة اتفضلي
أسكت جرس هاتفه للمرة السادسة وهو يلقي به بعيدا حتى سمع صوت استلام رسالة ففتحها ليجدها منها كما توقع
والله لو مانزلت حالا لاطلعلك أنا وأنت عارف انى مچنونة واعملها
لولا أنه يدرك چنونها بالفعل لما أطاعها وكان أمامها عند حوض الزهور الخاص به في الحديقة بعد أقل من دقيقة نهضت بسرعة حين رأته أمامها واقتربت تقول
زين ..والله أنت فاهم غلط ...أنا عارفة اني غلطانة بس عايزاك تسمعني
تخطاها ليجلس على طرف الحوض فهو بالفعل يريد ان يسمع منها مايبرد ڼار غضبه وحنقه عليها
اتفضلي أنا سامعك وبسرعة عشان أنا مش عاوز مشاكل ..كفاية اللي حصل النهاردة
ردت وهى تجلس فى المقابل
الفستان اللي كنت هحضر بيه الفرح اتحرق وأنا بكويه ومكنش فيه وقت اشتري غيره ولبست اللي كان عليا أعمل ايه
نهض في حنق من حجتها المستفزة ورد في صرامة
مكنش لازم تلبسي سواريه أصلا كنتي البسي أي حاجة وخلاص
هزت رأسها في اعتراض
ده فرح ايلينا يازين يعني فرح أختي ..البس أي حاجة ازاي ...وبعدين أنا كنت مغطية نفسي بشال بس نسيته في الحمام ..ما انت عارفني دايما بأنسى حاجتي في كل حتة
زفر في ضيق يسألها مجددا
واللي
انتي كنتى واقفة تهزري معاه
اخفضت رأسها في خجل وهي تهمس تسترضيه
مش هتكرر تاني
هز رأسه وهو ينظر للأعلى ويتنهد فى غيظ فاقتربت لتمسك كفه قائلة
خلاص بقا يازين قولتلك اسفة ومش هتتكرر تاني
انتزع كفه من يدها قائلا في احباط
بابا لما شافك النهاردة مقدرتش أدافع عنك قدامه ..مكنتش قادر أنطق
عقدت ساعديها تخبره في ملل
زين أنا اعتذرت عن اللي حصل هعمل ايه تاني
نظر لها وقد بلغ غضبه من استهتارها أقصاه فزمر شفتيه في يأس
ولا حاجة يا صوفيا ..تصبحي على خير
وقبل أن يبتعد بخطواته الواسعة الټفت لها فجاة ليضيف في سخرية
واه بالمناسبة شغل الجنان بتاع لو منزلتش هطلعلك أنا لو حصل تاني ..النتيجة هتكون أكبر من مجرد زعل بينا يا صوفيا
اغمضت عينيها وهي تتابعه يذهب من أمامها بخطوات غاضبة ماذا كان بامكانها ان تفعل هل تخبره لو علم بما تنوي فعله سيعترض بالتأكيد ولكنها ستفعل كل ذلك من أجله هو وعدته فى سرها انها ستكون المرة الاخيرة..ستكذب لاخر مرة من اجله فقط .
مرت أيام سافر فيها يوسف وايلينا لقضاء شهر العسل فى اسبانيا نزولا على رغبة الثانية فالأول كان يرغب في الذهاب الى سنغافورة وأمام اصرارها قبل باسبانيا حيث أرادت ان تصنع ذكريات خاصة معه فى أكثر بلد تحبه وتطلق عليه دوما الجنة المفقودة ..
أما الجنة الحقيقية بالنسبة اليه فوحدها من تمتلك مفتاحها وتعرف كيف تأخذه اليها..
لن تختلف اسبانيا عن سنغافورة
أو حتى جناحهما المغلق في قصره بمصر فقد جاب العالم بأسره وتمنى لو عاد الزمن ليطوفه معها من جديد كي يزرع في كل وطن يذهبا اليه ذكرى مخلدة لعشقهما ..
عشقه لها قد وصل حد الهوس وكأنه أطلق العنان لكل ما حپسه بداخله لينطلق دفعة واحدة بحرية ودون حدود كان يحتجزها أحيانا فى الفندق لأيام.. فقط لتبقى بين ذراعيه يشتم رائحة شعرها المموج الذى اصبح ادمانه .
وفى الوقت ذاته سافر محمود مع سميرة الى الصعيد لعلة طارئة المت بأخيها لتصر على البقاء مع الأخير لعدة ايام فتركها الأول وعاد الى القصر اما زين فقد تحمل على كاهله اغلب العمل بعد غياب شقيقه وفي يوم بينما كان مشغولا بمراجعة بعض الأوراق الهامة على مكتبه تلقى اتصالا من ابيه جعله ينتفض واقفا في ڠضب ولولا أنه أبيه لارتكب چريمة بمن يتفوه بهذا الكلام ...
صورة أرسلها له كادت أن تطيح بما تبقى من عقله ترك مكتبه على الفور وكل ما يفكر فيه أن يثبت له سوء ظنه انطلق بسيارته الى حيث العنوان الذى اخبره به وقف امام باب الشقة ينظر الى الرقم ليتأكد استند بجبينه على الباب للحظات وهو يلهث بشدة ..
لا يمكن ان تكون صوفيا هكذا ابدا سيكون مدينا لها باعتذار عما سيفعله الان وللحظة فكر في التراجع ولكن اصراره أن يثبت لأبيه العكس لم يترك له فرصة التفكير من جديد ..أقسم ان لم يجدها فسيتزوجها رغما عن ابيه وعن كل عائلته ورغما عنها ان رفضت ...
مد يده في تردد الى جرس الباب وهو يغمض عينيه في قوة ...ضغط عليه دون ان يرفع اصبعه فهو يعرف انه ان رفعه لن يعد الى