الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مذاق العشق المر بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 24 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

 


كل حاجة عن صوفيا ...هيا محتاجة لوجودى جنبها وانا مش هتخلى عنها ابدا 
تراجع محمود متهكما 
البت عاجباك مش كدة ..بتحاول تلاقى مبرر لرغبتك فيها ..بس الجواز عمره ما كان مبنى على رغبة راجل فى ست يا باشمهندس 
اتسع ثغر زين وحدق بأبيه فى صدمة وهو يهتف 
انت تعرف عنى كدة ...تعرف ان ابنك ممكن اى واحدة تغويه لمجرد انها جميلة ...انا مش صغير وعارف احساسى ده يتسمى ايه ..عارف انه اطهر وانقى بكتير من انه يتصنف رغبة 

قال محمود وهو يدور حوله كأنه يحاول ان يفقده تركيزه 
ولما هوا كدة كنت بتعمل ايه معاها لوحدكو ودى اول مرة ولا عملتوها قبل كدة كتير من ورانا ....حصل ايه بينكو خلاك عاوز تعجل بال... 
قاطعه زين وهو ېصرخ به 
كفاية بقا متكملش ...صوفيا دى اشرف بنت قابلتها فى حياتى ...وانا مش حيوان مش حيوان 
تنفس فى عمق وهو يمسح حبيبات العرق التى تجمعت على جبينه فلم يظن ان معركته مع ابيه ستكون بتلك الشراسة 
انا مش بطلب حاجة عيب ولا حرام ..انا بحب صوفيا وهتجوزها ولازم تعرف ان مهما حصل مش هتخلى عنها ابدا 
دخلت سميرة فى تلك اللحظة وهى تقول فى قلق 
صوتكو عالى ليه ..ايه يا زين مالك فى ايه 
نظر زين الى والده دون ان يعلق وبعدها نظر الى امه قائلا 
بعد اذنكو 
راقبه محمود فى حنق حتى خرج واغلق الباب خلفه لينظر الى سميرة هامسا فى ڠضب 
شوفتى اللى عملنا حسابه حصل 
واشار الى الباب حيث خرج زين وقال 
البيه ابنك العاقل اللى فيهم عاوز يتجوزلى صوفيا 
شهقت سميرة وهى تضع يدها على صدرها 
يا نهار اسود ..الواد اټجنن على كبر ولا ايه 
ووضعت يدها على رأسها وهى تتمتم 
هنعمل ايه يا محمود ..نطردها وخلاص ونرتاح 
حك محمود ذقنه بسبابته قائلا 
دى ضيفة مرات ابنك انتى ناسية ....وبعدين مين قالك ان ده لوحصل ابنك مش هيتمسك بيها زيادة 
قالت سميرة وهى تتهالك على المقعد 
والعمل ايه 
تنههد محمود في عمق 
يمكن لو هوا عرفها على حقيقتها وعرف اد ايه هوا موهوم وخلاص يرجع هوا من نفسه 
رمقته سميرة فى حيرة بينما شرد هو فى عالم اخر لايفكر فى شىء سوى ان يبعد تلك الشقراء عن حياة ابنه بأى ثمن..
الفصل الرابع عشر 
وضعت يدها فى يده وهي تتمشى بالقرب من النيل حين توقفت فجأة عن السير لتقف أمامه تهتف في صدمة 
أنت بتقول ايه يا سامح ...مستحيل أعمل اللي بتقول عليه ده 
رد عليها فى حنق 
يبقى مش بتحبيني يا ايتن 
هزت رأسها فى عڼف نافية زعمه كأنه اتهمها بالخېانة العظمى 
أنت متأكد اني بحبك ..بس اللي بتقوله ده صعب 
ابتسم في تهكم 
بتحبيني بأمارة ايه بقا ..كل حاجة اطلبها منك ترفضيها ...معندكيش ذرة ثقة فيا ولا فى حبي ليكي ..روحتي اتخطبتي لواحد تاني وتقولي ڠصب عني ..طب ڠصب عنك لحد امتى 
امسكت رأسها وهي تهتف في انفعال 
انت مش فاهم حاجة ..انا أكيد هلاقي حل غير ده 
زفر فى ضيق وهو يشيح بوجهه قائلا 
حل ...حل ايه ..كام شهر عدى والوضع على
ماهوا عليه ...عاوزاني استنى لحد الفرح يعني ولا ايه 
واضاف وهو ينظر اليها فى حنق 
ايتن انا هبقا هتجنن لما بتخيله قاعد معاكي أو بيكلمك أو حتى بتبصيله ..ببقا ھموت وهوا من حقه كل حاجة وأنا مش من حقي أي حاجة 
عقدت ساعديها لترد في ضيق فاق غضبه وتخطاه 
أنا قولتلك كام مرة تروح تكلم بابا بس أنت رفضت 
رفع حاجبيه وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلا بطريقة سفه به كثيرا من تفكيرها 
أكلم باباكي عشان يرفضني ويطردني من قدامه ...لا خلصت دراستي ولا أهلي معاهم فلوس زيكم هيوافق عليا ازاي... ده مش بعيد يخلي ابن عمك يكتب عليكي عشان يبعدنا للأبد 
وصمت للحظات قبل أن يتمعن بها يراقب تعابير وجهها وتأثره بكلماته 
أنا انسان عملي بفكر بعقلي لحل مشكلتنا دي..لكن انتي اللي واضح أنك محبتنيش كفاية ..أو محبتنيش من أصله 
دمعت عيناها وتحشرج صوتها وهي تضم كفيها الى بعضهما في رجاء 
أنت عارف اني بحبك فبلاش الكلام ده أرجوك 
أفلت ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه بكفيه 
مش بالكلام يا ايتن ..أنا خلاص تعبت .مش هفضل مستني لحد ما يزفوكي لابن عمك قدامي ..اتفضلي روحيلو ..عيشي مع واحد بتكرهيه بس عشان خاېفة تواجهي ..وأوعدك انك مش هتشوفي وشي تاني 
أمسكت بكفه تتوسله في خوف 
أرجوك يا سامح استنى ...اديني فرصة اللى بتطلبه صعب صعب 
انتزع يده فى عڼف وهو يهتف في صرامة 
لو بتحبيني بجد مكنش هيبقا صعب ..لكن انتي بتحبي تضيعي وقتك وانا أسف مش هكمل مع واحدة أنا مش واثق من مشاعرها ناحيتي 
وضعت يديها على ثغرها تقاوم شهقاتها وهي تراقبه يرحل من أمامها ويبتعد ... 
تشعر بروحها تنتزع من جسدها وتصاحبه .. تعلقت به واعتادت اهتمامه ..لايمكنها تخيل لحظاتها القادمة دونه فمنذ ان اقتحم حياتها دون سابق انذار وهى لاترى سواه .. 
فقط شهور قليلة هو كل مااحتاجه ليسخر كل ذرة من تفكيرها له ... 
ماذا ستفعل فى هذا الخواء الذي سيتركه بداخلها هل كان عليها أن تستجيب له وتثق به للنهاية ...دقات قلبها تتزايد فى هلع وهي تراه يختفى تماما من أمامها ... 
تود لو لحقت به لتوقفه وتخبره أنها ستفعل اى شىء حتى لايبتعد أبدا ولتذهب أي اعتبارات وقتها للچحيم . 
والمصادفة من جديد تدخل صوفيا عنوة إلى قصة ايتن.. حقا لاتعرف أهي مصادفة أم أن القدر يرتب هذا ويخبرها بحتمية تدخلها ...فمن بعيد بينما كانت تلتقط صورا للنيل بالكاميرا الخاصة بها حين لمحت ايتن تتحدث في انفعال إلى هذا الشاب الذي تركها لدموعها وذهب وحين مر من أمامها تبعته في فضول لتتبين ملامحه جيدا دون أن تعرف بالضبط ماذا ستفعل .. 
توقف فجأة مع رنين هاتفه فأعطته ظهرها وهي تتظاهر بالتقاط الصور لتسمع المكالمة التى أرادت ان تتعرف منها على هويته لا أكثر.. 
أرادت ان تعرف من هذا الشخص الذي تحدت ايتن كل أعراف مجتمعها من أجله ..وبالفعل سمعت ما كاد أن يفقدها الوعي ...حاولت بقدر المستطاع تمالك نفسها وعدم الالتفات له حتى لاينتبه... 
أيوة ...بحاول معاها كالعادة بس رافضة ..دماغها أنشف من الحجر بس على مين ...البت حلوة وأهلها متريشين ولو طاوعتني هاخد كل اللي أنا عاوزه منها وفوقيه فلوسهم كلها هتبقى تحت رجلي ..بس الصبر حلو 
ارتعدت اناملها وكادت الكاميرا أن تسقط من يدها أي مصېبة ستوقع ايتن نفسها فيها هذا المخادع يريد ان يورطها ويورط عائلتها معها ... 
عائلتها ... 
شهقت فى خوف ... زين ... 
ماذا عليها ان تفعل لقد اقترب عرس ايلينا ولم يعد هناك متسع من الوقت ولو تحدثت الى ايتن بما سمعته ستكذبها بكل سهولة فعلاقتهما متوترة منذ فترة هذه الحمقاء ستتجاوز كل الحدود و... 
رن جرس هاتفها لينتشلها من افكارها فالتقطته من جيبها لترى اسم وصورة زين يضيئا الشاشة لتتذكر موعدها معه بعد دقائق . 
راقبها وهى تضع يد على خدها بينما تعبث الأخرى بشوكتها في طبق المعكرونة أمامها دون ان تأكل كانت تبعثر الطعام فى شرود واضح جعله يتوقف عن طعامه ويتأملها دون أن تنتبه .. 
تغيرت صوفيا كثيرا أرهقته بعنادها وهو يعلمها كل شىء وهي لا تتفذ الا بعد مجهود شاق من الاقناع بالأدلة والبراهين .. يعشقها هكذا ..بكل تناقضاتها التى لم يتمنى يوما ان تكون بحبيبته... عنادها.. طفولتها... سذاجتها... يعشقها بكل ما فيها .. يعشقها للدرجة التى جعلته يقف بوجه أبيه لأول مرة ويخبره أنه لن يتزوج غيرها ولو بقي العمر كله دون زواج تلك الحورية التي أوقعت به من أول نظرة رمته به عيناها اللاتي تفقداه تركيزه .. 
لماذا تنظر الى الأرض لماذا تخفيها خلف أهدابها الطويلة هيا عزيزتى أزيحى تلك الستائر البغيضة عن عينيك فقد اشتقتهما .... 
اقترب ليضرب بشوكته في رفق على شوكتها فرفعت عينيها اليه بابتسامة حائرة فهمس وهو يميل نحوها 
بتفكري فى ايه يا حبيبتي 
هزت رأسها وهي تنظر الى طبقها من جديد 
أبدا ولا حاجة 
ناداها في خفوت 
صوفيا بصيلي 
نظرت اليه فتابع وهو يشبك أصابعه أمام وجهه 
أنا عارف انتي بتفكري فى ايه 
زمرت شفتيها في تعجب فتنهد مواصلا 
أكيد ..كان نفسك يكون فرحنا مع ايلينا ويوسف فى نفس اليوم 
شردت بعينيها للحظات وهي تتخيل عرسها مع زين والى جوارهما ايلينا ويوسف كم سيكون هذا مذهلا بالفعل وكل منهما تزف الى حبيبها وتبدأ حياتها معه ولكنها عادت الى واقعها لترى كل المسافات التى تتزايد بينهما كل يوم فأخفضت رأسها فى حزن وهي تقول 
مش كل حاجة بنتمناها بتحصل يا زين ..قولتلك من الأول ان اقناع أهلك هيكون صعب 
رد في حسم 
وأنا قولتلك من الأول برضه أنا مستعد اتجوزك ومش هستنى موافقة حد وانتى اللي رفضتي 
عاوزني اوافقك تخسر أهلك وشغلك وكل حاجة 
واصل بنفس نبرته الحاسمة 
في ستين داهية الشغل أنا اقدر ابدأ حياتي من جديد ..أما أهلى فعمري ما هخسرهم ...هما هيزعلو شوية في الأول ومع الوقت هينسو 
لايعلم ماذا تفعل
بها هذه الكلمات لم تعتد ان تصل الى تلك المكانة او أن تكن مميزة فى حياة شخص لهذه الدرجة مجرد شعوره هذا يكفيها حتى لو لم يتغير من الأمر شىء تريده فقط فى حياتها ودون أي مسمى ابتسمت وهي تضع يدها على وجنتها 
زين حبيبي ...أنا كفاية عليا أوي احساسي بالأمان معاك ...كفاية استعدادك أنك تعمل أي حاجة علشاني ...أنا مش زعلانة من أهلك بالعكس احساس الرفض والنبذ ده أنا اتعودت عليه من كل الناس ..بس من بعد ما ظهرت في حياتي مبقاش فارق معايا حد فى الدنيا غيرك ..انت بس حبيبي كفاية عليا 
وأطرقت ارضا وهي تضيف فى حزن 
انا بحبك اوي يا زين ومش عايزاك تخسر أي حاجة بسببي ..انت عندك اهل يحبوك ...بيحبوك بطريقة مختلفة بس بيحبوك ..خد وقتك وحاول تقنعهم وأنا هستناك 
مرر يده فى خصلات شعره البني يسألها في حيرة والوقت ده مينفعش يعدي واحنا متجوزين ..لو اتحطو قدام الأمر الواقع هيتعاملو معاه ڠصب عنهم 
ردت صوفيا في صرامة 
لا يا زين أنت كدة بتخسرهم بجد 
ضړب المنضدة بكفه هاتفا في ضيق 
مش هخسرهم صوفيا ..أنا مش عايز أضيع سنين من عمرنا فى العند 
مدت أناملها تربت على كفه في رقة 
زين سيب الوقت يعالج الموضوع ...مستعجل على ايه 
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها 
بجد مش عارفة مستعجل على ايه ...صوفيا انا عايزك معايا على طول عايزك جنبي طول الوقت ومتغيبيش عن عيني لحظة ..مش مجرد ساعة بنخطفها كل أسبوع 
لاتعرف حقا بما ترد عليه وهى تتمنى ذلك أكثر منه... تخشى أن يجرب ماهي تعرف جيدا مرارته... النبذ والرفض والحرمان من الأهل لا احد مثلها يعرف كم قاس هذا الشعور... لاتريد لأعز مخلوق على قلبها أن يتذوقه أبدا لن تحتمل
 

 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 71 صفحات