بني سليمان ل زينب سمير
بالغيرة أدخلت السرور علي قلبها وهي تري تبدل حاله من يأمن الرزين الي ذلك الغاضب والمحترق بنيران الغيرة
أحبت ان تراه هكذا اكثر يغار عليها ويجن من فكرة كون قلبها لأخر ليشعر ولو قليلا بمثل المشاعر السيئة التي احتلتها منذ ان احبته ف
_معتقدش هيفيدك يا يأمن انك تعرف عنه حاجة كل حاجة خاصة بيه تخصني انا بس مش انت..
_معلش مضطرة امشي..
وتركته قبل ان يقول شيئا تركته ك قنبلة تنتظر ضغطة واحدة فقط لتهب في وجهها هي دونا عن الجميع
صاح بداخل نفسه وهو يرمقها تغادر من أمام عينيه
_ماشي ياشيري ماشي.. وريني الباشا اللي يخصك دا ازاي.. إن ما خفيته عن وشك خالص وعن الدنيا كلها مبقاش انا يأمن المنشاوي
وصل سليمان لحيث يقف واجد كاد يتعداه لكن صوت الاخر المستفز اوقفه
ل اليابان شوية ويمكن يوافقوا يبعتولك شحنة آلالات
نظر له سليمان بطرف عينيه و
_انا مبتحايلش لحد
واجد بسخرية منه
_أهي ثقتك دي هتختفي لما تضطر تتحايل ل الكل علشان يصبروا عليك
سليمان منه خطوة وهمس بجوار أذنه
_ثقتي مش من تراب زيك علشان تطير في الهوا الآلات من غير ما اتحرك من مكاني حليت أمرها وفي طريقها دلوقتي ل المينا
_روح انت بقي دور علي ضميرك اللي رميته في البحر وانت بتخطط كيف جدتك
خطي خطوة بعيدا عنه قبل ان يعاود الرجوع له مرة أخري وهو يقول بنبرة غاضبة
_يكون في علمك انا مش هسكت علي اللي عملته دا وهرد عليك.. رد هيعرفك مين هو سليمان وانه مش هو اللي يتلعب عليه من
ورا ضهره
توجه بعد تلك المواجهة الي غرفة جدته
وجدها قد نامت اخذ مقعد من الفراش جلس عليه ثم الموضوعة علي الفراش بين يديه ووضع عليهم رأسه بتعب..
اخيرا ظهر عليه الضعف والحزن.. ألتمعت الدموع في عينيه وهبطت اول قطرة علي يد جدته
سليمان بصوت مخټنق
_كلهم بيحاربوني ياتيتا كلهم بيضربوني في ضهري اقرب الناس ليا عايزه تخلص مني وتشوفني مكسور إلا أنتي
فكرتني بلعب بيها متعرفش أني فعلا حبيتها انا عديت مرحلة الحب كمان وأني بعمل كدا علشانها..
تنهد بقوة وتابع بصوت مڼهار
_اللي يخليه يضحي بيكي في مقابل انه يأخرني عن صفقة وأنتي جدته هيحن قلبه عليها هي وميفكرش يأذيها!
واجد غباءه وكرهه عاميه دلوقتي لدرجة انه ممكن من غير ما يتهز ليه جفن اروح انا اسيبها في وش مدفعه كدا بكل سهولة..
هي لية مش قادرة تفهم أني خاېف عليها وبس خاېف عليها بس عايزها ومقدرش ابعد عنها قوليلي اعمل أية واتصرف ازاي..
اتجوزها واسيبها في وشهم ولا استخدم سلطة آل سليمان واخليها ملكي من وراهم..!!
ب مقر شركات آل سليمان..
دخلت عليا الي مكتب عابد بعدما طرقت علي الباب وسمح لها بالدخول تقدمت من موقع جلوسه وأعطته ملف ثم قالت
_لو سمحت مستر عابد وصل الملف دا ل سليمان بية
اخذ منها الملف وهو يقول بتسأل
_ملف اية دا
عليا بتوضيح
_صفقة الآلات بعد التعديلات..
اعتدل في جلسته وهو يردف بزهول
_هي متلغتش!
نظرت له بتعجب من رد فعله قبل ان تتابع بعملية
_لا متلغتش مستر سليمان معطيني كارت اخضر بأني أتصرف براحتي بالطريقة المناسبة في أي مواقف حرجة زي دي وانا أول ما عرفت باللي حصل لسوزان هانم بعتت رسالة ل الشركة واعتذرت منهم وبينت سبب التأخير
وبعتنا تاني يوم مندوب مكان مستر سليمان وأكد هو علي كل حاجة...
لم تكاد تتابع الحديث حتي أنتفض هو من مكانه ك القنفذ وترك المكتب غادر المكان أجمعه وهو يصيح بداخل نفسه
_مبتتهدش ومبتوقعش مفيش حاجة بتفلت منك طول عمرك داهية وزي في تفكيره
ولكن عن اخر يفرق ياعزيزي هناك تفكيره لا يأتي إلا بالمۏت وأخر تفكيره لا يأتي إلا بالعمار
استلقي سيارته وساق بها بأعلي سرعته متوجها نحو منزله وكل لحظة والأخري يضرب مقود السيارة بيده بعصبية راح يحادث نفسه پغضب عن سليمان ويتذكر عدد المرات التي يثبت فيها سليمان نفسه
تناسي ما يحدث حوله وهو غارق بسيارته.. قبل ان يفوق اخيرا علي صوت صارخ أتي من امامه نظر فوجد انه علي مقربة من فتاة وسيارته بالكاد ستسحقها..
ضغط علي الفرامل سريعا فتوقفت أخيرا السيارة قبل أن تصطدم بها هبط من السيارة سريعا وقبل ان يعتذر هتفت الفتاة بصړاخ وهي تشيح بيدها أمام عينيه
_أنت أعمي في حد عاقل يسوق بالسرعة الغبية دي أفرض مكنتش ضغط علي الفرامل كنت مۏت انا....
قاطعها قبل ان تتابع حديثها
_أية.. اهدي شوية مكنتش خبطة محصلتش دي
صمتت بالفعل ونظرت له بعينيها البنية نظر لعينيها ل لحظة قبل ان يبعد عينيه عنها بلامبالاة وهو يقول
_أنتي بخير اهو ومحصلكيش حاجة بدليل لسانك اللي بينقط سم دا تسمحيلي أمشي بقي!
ولم يدع لها فرصة ل الحديث بل عاد الي سيارته واستقلها ثم غادر بها تاركا خلفه الفتاة
تراقب مغادرة سيارته وهي تهمس بصوت مغتاظ
_واحد مستفز.. مش محترم..و..... قمر
_الفصل الحادي عشر .
لدي ذكري سوداء.. ك غيري من البشر كانت ومازالت علامة سوداء في تاريخ حياتي.
تمر الليالي عليها بلا جديد تزداد فيها احزانها ووحدتها ولا تقل سنتيمترا واحدا
يزداد كرهها له تدريجيا ويوميا وكأنها لم تحبه يوما جميع مشاعرها اللطيفة التي كانت تمده بها اختفت بعد حديثه بذلك اليوم المشئوم
لا تعلم حقا لما هي تهرب من كل شئ رغم انها اقنعت ذاتها انه لا شئ هل لانها تشعر بالكسرة كسر نفسيتها وتحطيمها وكسر كرامتها واهدارها!
حقا.. حديثه ذلك وطلبه الحقېر اشعرها وكأنها من اؤلئك الفتيات اللواتي يوافقن علي أي شئ لاجل المال وفقط.. بل يعد الزواج السري لهم بالأمر العظيم..
هل هي بنظره قليلة إلي تلك الدرجة
تفكيرها منذ ثلاثة ايام متتالية وإلي حتي الأن لا يتوقف يزداد منذ ان تستيقظ وحتي تنام توقفت عن ممارسة حياتها بشكل طبيعي حتي محلها العزيز لم تعد تزوره
وهي التي ما توقفت يوما عن زيارته تأتي لها ذكري مقابلته بذلك المحل فتنغص عليها حياتها وتشعر فجأة انها لا تطيق ان تري عطورها التي شهدت علي الحديث مرة أخري..
ولكن.. إلي متي ستظل حبيسه غرفتها وفقط..!
قطع حبل افكارها التي لا تنضب صوت جرس الباب توجهت نحوه بخطوات كسولة وفتحته وجدت ان الطارقة ناني التي بدورها دفعتها ودخلت وهي تقول بنبرة متسائلة قلقة
_مختفية فين يابنتي الأيام اللي فاتت ومبترديش علي مكالماتي لية
جلست علي اقرب مقعد قابلها وراحت تلعب بخصلات شعرها بأرهاق و
_موجودة
اهو..
جلست في مقعد مجاور ل الذي تجلس عليه و
_مبترديش لية والمحل مقفول لية ومالك كدا و...
توسعت عيونها وهي تتابع بصړاخ
_اوعي تقولي انك رجعتي ل القرف دا تاني يابيسان
نظرت لها بعيون ناعسة ولم ترد بينما نهضت ناني عن مكانها بعصبية واقتربت منها امسكت ذراعيها وراحت تهزها پعنف وقوة
ناني
_انتي رجعتي ل ادمان تاني يابيسان ضعفتي ورجعتي ياشيخة حرام عليكي نفسك.. برضوا رجعتي ل السم دا.. برضوا يابيسان..
برضوا
بدأت تدخل ناني في حالة من الهستريا الغاضبة لكن قطع حالتها تلك صوت بيسان الهادئ
_انا مأخدتش حاجة ياناني اهدي بقي
نظرت لها بنص عين فقالت بصدق
_والله ما أخدت
عادت تجلس مكانها وهي تقول
_اومال حالك دا من اية
بيسان بنبرة مريرة
_سليمان توفيق بيحبني
توسعت عيون ناني بزهول خاصة عندما
تابعت بيسان
_وعايز يتجوزني..
وكادت تصرخ بسعادة لكن صخرة الحقيقة الباقية سقطت علي تلك السعادة و
_في السر
صاحت پغضب
_الحقير.. حتي هو طلع و زيهم وعامل فيها عنده مبادئ وقيم
بيسان بملامح جامدة.. ك من لا روح فيها
_مفيش حد بقي عنده لا اخلاق ولا قيم ياناني احنا في زمن دلوقتي صدقيتي من احقر الازمان اللي عدت في العالم دا
كل الغلط بقي مستباح.. كل الصح بقي غلط الناس مبقيتش پتخاف من الاعتراف بجرايمهم وغلطاتهم لا.. دول بقيوا فخورين بيها الناس دي هي السبب في إني ابقي
مدمنة في يوم من الايام
كنت بحاول اهرب من القرف اللي بشوفه بأي طريقة.. كانت غلط بس كانت بتخليني غايبة عن حقيقتهم ياناني
رمقتها ناني بحزن عليها ربتت علي كتفيها وحاولت ان تخرجها من ذكرياتها السيئة فقالت متسائلة
_طيب انتي عملتي اية
نظرت لها وراحت تحكي لها كل ما حدث منذ معرفتها به ولحتي تلك اللحظة.. والأخري تستمع لها بكل اهتمام..
بذلك الحين.. اسفل المبني
ضغط زاهر علي زر الأجابة ووضعه علي اذنه فجاءه صوت سليمان
_قولي اية الجديد عندك يازاهر
فهو ارسله لها ليكون حارس لها منذ ذلك اليوم فزاهر يعد ذراعه الايمن واكثر من يثق فيهم ومعني أنها تحت انظاره.. أنها دوما ستكون بخير
زاهر وعينيه معلقة بالدور الذي به شقة بيسان
_منزلتش برضوا ياباشا ولا طلعت من بلكونتها حتي بس من شوية واحدة طلعتلها وبقالهم ساعتين اهو فوق سوا...
لم يكاد يكمل حديثه حتي رأي ناني تخرج من بوابة المبني فسارع بالقول لسليمان
_صحبتها نزلت اهي ياباشا بس لوحدها
تنهد سليمان عاليا و
_طيب ياسليمان خلي عينك عليها برضوا وبلغني بكل جديد
_اوامرك ياباشا
واغلق معه..
وضع الهاتف علي طاولة المكتب ونظر لسقف الغرفة بأرهاق جلي معني انه لم يراها لمنذ ثلاث ايام لا يعرف كيف سيشرحه.. هو يشعر وكأن جزءا منه ناقصا ومفقودا..
تاركا مكانه فراغ موحش لا يعلم انه احبها الي تلك الدرجة الا
الان.. بعدما ذاق فراقها وان كانت تحت عينيه ففكرة انه لا يري بسمتها الخجولة ويستمتع بحديثها المندفع غير مقبولة أبدا في قاموس عشقه لها.. لم يعد حقا يستطيع تحمل فكرة الخصام الذي بينهم
نهض وقد قرر ان يذهب لها ويفهمها كل شئ وان لم تفهم وأصرت علي موقفها.. سيستخدم أوراقه ضدها وطريقة آل سليمان ليجعلها تحت يديه الي الأبد..
وبعد ذلك.. وبعد ان تصبح له سيحاول ان يصالحها بأي طريقة..
في طريق خروجه وجد عليا تكاد تدخل له قال بنبرة متعجلة
_بعدين ياعليا بعدين..
قالت بنبرة معترضة
_اللآلآت وصلت يامستر حسان و....
قال قبل ان يغادر
_ابعتي عابد يشوفها وروحي معاه
ومعني ان تذهب معه انها فقط عليها ان تراقبه وتري تصرفاته و... فقط
_طيب وحسان باشا....
لم تكاد تكمل حديثها وكان بالفعل قد غادر
. . . . . .
_لسة زعلانة
قالها واجد و زوجته الجالسة