الخميس 12 ديسمبر 2024

ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 97 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


لمشكلة خجله وتوتره منها وتمحوه نهائي حيث هتفت باسمة 
يوم لما عزمك سيف الله يرحمه قبل ما يتوفى أنا اللي كنت عاملة الأكل كله لإن في اليوم ده ماما تعبت ومقدرتش تقف في المطبخ وحظك كان دايما إن لما سيف يعزمك عندنا كانت ماما بتتعب وكنت أنا اللي بعمل الأكل
رفع نظره لها ولاحت بشائر الابتسامة على شفتيه ثم قال ضاحكا 

إنتي بتتكلمي جد !
آه والله كانت بتبقى صدفة في كل مرة سبحان الله وفي الغالب لما كان سيف بيعزم حد ماما هي
اللي بتعمل الأكل وأنا مبحبش أعمل الأكل بخاف الأكل ميعجبش الضيوف فكنت بكتفي بإني اساعدها لكن دايما في اليوم اللي بتاجي فيه إنت كانت بتتعب فجأة وبضطر أنا احضر الأكل وكنت ببقى خاېفة جدا يكون في حاجة مش مظبوطة وبمجرد ما كنت تمشي كنت بسأل سيف لو الأكل فيه حاجة
ضحك بخفة وهتف في تلقائية متحدثا معها وكأنها صديق له 
لا مكنتش متوقع إنك شيف محترفة كدا تسلم إيدك ياشفق والله من هنا ورايح عايز من الأكل اللي كنتي بتعمليه ده كتير
شقت ابتسامتها طريقها وهي تجيبه شبه ضاحكة 
من عنيا !
ثم عادت تكمل طعامها وتجمعت الدموع في عيناها على ذكرها لأخيها وأمها الألم الذي يسكن قلبها الضعيف لا يمكنها تحمله فكم اشتاقت لمعانقتهم وكم اشتاقت لأمها وحديثها وصوتها وابتسامتها حتى توبيخها لها فلو هناك آلة تعود بالزمن كما في الأفلام الخيالية لما ترددت لحظة في استخدامها انهمرت دموعها دون أذنها فهبت واقفة واسرعت لغرفتها بعد أن لاحظت أنه انتبه لدموعها وبالفعل وجدته يفتح الباب ويقترب ليجلس بجانبها على الفراش هاتفا في قلق 
مالك !
لم تتمكن من التحكم في شلال دموعها الغزير فكلما تعصف صورتهم في ذهنها تزداد حدة بكائها ومعه يزداد قلقه وحيرته.
وحشوني أوي ياكرم نفسي اشوفهم مش قادرة استحمل حياتي من غيرهم
.. خسرتهم هما الأتنين ورا بعض كنت لسا ملحقتش افوق من حزني على سيف وماما كمان اټوفت وراه في اللحظة دي حسيت إني خسړت كل حاجة وفكرت إني اڼتحر وكنت هعمل كدا فعلا بس تراجعت في آخر لحظة
محاولا إيجاد الكلمات المناسبة 
عارف وحاسس بيكي لأن نفس الأحساس أنا لغاية دلوقتي بعاني منه بس الحياة مبتقفش على حد صدقيني وهما أكيد في مكان أفضل منينا وأنا معاكي ياشفق احنا عيلتك دلوقتي كفاية عياط وادعيلهم وإن شاء الله ربنا يجمعنا بيهم في الآخرة
خرجت من نوبة بكائها وانتبهت لوضعها فنالها ما ناله من التوتر والاضطراب وابتعدت عنه وهي تجفل نظرها وتجفف دموعها متمتمة في صوت خاڤت ومضطرب
آمين آسفة نكدت عليك على الصبح
رسم ابتسامة عذبة وتمتم في حنو 
ولا يهمك .. قومي اغسلي وشك يلا عشان نكمل فطارنا
أماءت له بالموافقة ثم استقامت واسرعت باتجاه الحمام تختبيء فيه من فعلتها الحمقاء فهي نوت أن تتخلى عن خجلها منه ولكن ليس لهذا الحد أما هو فمسح على وجهه وهو يزفر بقوة ليزيح ما قد كان يكتم على انفاسه للتو وهي بين ذراعيه فقط شعور لا يود أن يشعر به مجددا فلوهلة حس نفسه مكبلا ومقيدا لا يستطيع فعل شيء 
خرجت ملاذ من غرفتها وقادت خطواتها نحو طاولة الطعام وبدأت تشاركه طعام الإفطار
وهو ينظر لها بأعين ثاقبة وحادة بعض الشيء بعدما سمعها تتحدث في الهاتف منذ قليل وكانت تضحك بعفوية وتتكلم بطبيعية ولكنه فشل في معرفة مع من تتحدث وفقط فهم من صيغة الكلام أنها تحادث رجل ومنذ تلك اللحظة وقد غليت دماؤه في عروقه فانتبهت هي لنظراته المريبة لها لتتوقف عن الأكل وتحدقه باضطراب بسيط وتهز رأسه بمعنى ماذا حدث ! .
اتاها صوته الرجولي الصلب وهو يسأل مباشرة في جدية تامة 
كنتي بتكلمي مين 
غمغمت في بساطة دون تردد في الإجابة وهي مازالت تعقد حاجبيها باستغراب من طريقته ونظراته 
إسلام .. أصل ماما قالتلي إنه كان تعبان إمبارح واتصلت اطمن عليه واتكلم معاه شوية
تابعت تعابير وجهه فلم تجد منه أي تعابير تخفف من حدة نظراته وفقط انزل نظره وأكمل طعامه بصمت فتأخذ نفسها في التفكير للحظات حتى تغيرت ملامحها من الهدوء واللطف إلى اليأس والضيق وتركت من يدها المعلقة هاتفة تسأله بوضوح دون مقدمات 
هتفضل لإمتى تشك فيا كدا يازين !!
رفع نظره والقى نظرة جامدة وقوية عليها دون أن يتفوه ببنت شفة فابتسمت بمرارة وأسى وهدرت بعبوس 
كلها كام يوم ونكمل شهر وأنا طول الشهر ده بذلت كل حاجة اقدر أعملها عشان اثبتلك إني ندمت وإني مستحيل أكرر الغلط مرتين وإني عايزاك إنت .. بس تقريبا مش أنا اللي فشلت في إني استعيد ثقتك فيا لا إنت اللي بتختار إنك متثقش فيا في كل موقف وبتختار إنك تشك فيا .. أنا بحاول أعمل المستحيل عشان العلاقة دي تستمر ومخسركش بس واضح إن إنت
 

96  97  98 

انت في الصفحة 97 من 117 صفحات