ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
أنا والله كنت .........
قاطعتها هدى بنظرة حازمة قليلا تحمل الرفق واللين مع ذلك
هتزعليتي منك كدا ياشفق .. البيت هنا اعتبريه بيتك خلاص واحنا أهلك وإنتي زي رفيف بنسبالي
أجفلت نظرها أسفل وأجابتها شاكرة إياها بخجل شكرا أما رفيف فكانت تنقل النظر بينهم وهي تمنع نفسها من الضحك كلما تتذكر ما كانوا يخططون له منذ قليل !! .......
الو
براحة ياملاذ أنا مش فاهم حاجة .. في إيه بټعيطي ليه كدا !!
غمغمت من بين بكائها بصوت أوضح
بابا تعبان أوي وأنا رايحة المستشفى دلوقتي
استقام واقفا وجذب مفاتيح سيارته وهتف على عجالة ونبرة قلقة
أملت عليه اسم المستشفى فانهى معها
الاتصال واندفع مغادرا حتى يلحق بها على هناك وبعد ما يقارب النصف ساعة وصل وقاد خطواته نحو الطابق الثاني بعد أن استعلم عن اسمه في الاستقبال فأخبروه بأنه يكمن في الطابق الثاني وجدها بين ذراعين والدتها لا تتوقف عن البكاء وهي تشاركها البكاء الصامت وعندما رآه إسلام تقدم نحوه ليجده يهتف بارتعاد
قال إسلام بحزن ونظرات ضعيفة
بابا عنده القلب وتعب جامد فجبناه على هنا
رتب على كتفه مغمغما بحزن مماثل له
ربنا يشفيه يارب .. إن شاء الله هيقوم بالسلامة
ظلوا لدقائق طويلة بانتظار خروج الطبيب حتى يطمأنهم على وضعه وأخيرا بعد ما يقارب الساعة خرج وأخبرهم بأنه وضعه مازال حرجا وسيتم
اهدي ياملاذ أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن احتمال كبير بكرا الصبح يفوق وحالته تتحسن بسرعة .. ادعيله ربنا يشفيه بلاش العياط ده
خرج صوتها مبحوحا ومرتعش من أثر البكاء وهي تتطلع إليه بعيناها الغارقة في الدموع
خاېفة أوي عليه أنا مش هقدر استحمل لو حصلتله حاجة يازين
نظراتها العاجزة والمنكسرة مع دموعها هدموا السور الذي قام ببنائه بينهم فلم يتمكن من مقاومتها وأعلن هزيمته المؤقته متجاهلا الصوت الذي في عقله ويصر على تذكيره بما فعلته ويذكره بوعده لنفسه أنه سيحاول نزعها من صميم قلبه حتى يكون الطلاق سهلا عليه ولكن لا حياة لمن تنادي حيث مد كفه ووضعه على وجنتها بلطف ممررا إبهامه برفق ونظرة استقرت في عيناه كانت تظن هي أنها لن تراها مجددا منه حيث نظر لها بحنو
وحب ودفء كما كان يفعل بالضبط قبل زفافهم وهمس في خفوت جميل
مش هيحصله حاجة بإذن الله قومي يلا اغسلي وشك وصلي ركعتين بنية الشفا لوالدك
لتصعد لشفتيها ابتسامة محبة وهي تميل برأسها على الجانب الموضوع كفه على وجنتها تستشعر دفئه أكثر ثم القت بنفسها بين ذراعيه ډافنة نفسها بين ثنايا صدره الواسع مغمضة عيناها وتعطي إشارة السقوط لدموعها بصمت دموع امتزجت ما بين الألم والحزن وبين الأمل والسعادة .
سعادة !! عجيب أمر هذا العشق هل هناك من يسعد لمجرد شعوره بأنه بدأ يعشق ويسعد كلما تداهمه مشاعر جديدة بأنه يخطو خطوة أخرى في طريق العشق الذي عزم على أنه لن يمل ولن يكل إلا حين يصبح من المصطفين الذين يختارهم العشق ! .
ارتفع صدره عندما أخذ نفسا عميقا وهبط ببطء وهو يخرجه زفيرا متمهلا من أنفه ومد يده مترددا ليمررها بسطحيه شديدة على ذراعها مغمغما في رزانة
قومي يلا ياملاذ عشان تصلي العشاء
قالت في صوت به أثر البكاء وهي تتشبث بقميصه أكثر بعدما فهمت رغبته في الابتعاد عنها ولكنه يرفض قولها نظرا لوضعها
صليت من بدري .. خليك