ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
هل كان هذا هو جزاء الإحسان ! .
لا يدري أيلومها لأنها وضعته محل المغفل أم يلوم نفسه لأنه وثق بها ثقة عمياء وأحبها من أعماقه كان على أتم الاستعداد أن يجعلها أسعد امرأة في الكون سيغمرها بعشقه ولطفه وحنانه للدرجة التي تجعلها لا تطيق الابتعاد عنه للحظة ولكنها لا تستحق أن تظفر بهذا الحنان .. ياليتها أخبرته بكل شيء بنفسها كان سيحترم صراحتها وسيعلوا شأنها في نظره ولكن بفعلتها تلك سقطت من مقصورة نظره إلى أدني مستوى
اتاها صوت أخيه مازحا بمرح
إيه شوفتها ياعم الحبيب !
قال ساخرا في نبرة صوت كان يجاهد في إخراجها طبيعية
أممم شوفتها
طيب إنت فين ليه مرجعتش الكل بيسأل عليك هنا
اكتفي بكلمة واحدة في حزم وأنهي الاتصال دون انتظار إجابة منه
جاي
انزل حسن الهاتف من على أذنه باستغراب ونظر لكرم الجالس بجواره الذي سأله في فضول
زم حسن شفتيه للأمام بجهل متمتما
معرفش شكل في حاجة حصلت صوته غريب
لا عادي متاخدش في بالك تلاقيه مش طايق نفسه عشان من الصبح مانعينه يشوف مراته
عندق حق
قالها حسن هو يضحك ليبادله هو بابتسامة بسيطة .....
كانوا مجتمعين في حديقة المنزل بعد أنتهاء الزفاف ويقضون جلسة عائلية مرحة وجميلة ويشاركهم حسن ويسر في هذه الجلسة التي كانت بين عائلة محمد العمايري فقط .....
والله القعدة دي ناقصة زين
هتف حسن بدوره مازحا
آه كان هيقولنا إيه القعدة اللي قاعدينها دي قوموا استفادوا بالوقت بدل ما إنتوا بتحكوا كدا
كان كرم يستمع لحديثهم ويكتفي بالابتسام كعادته في أي تجمع عائلي يفضل أن يكون مستمع صامت أما يسر فكانت تقشر من اللب الموضوع في الصحن أمامها وتهتف في جدية وابتسامة صافية
قهقهت هدى بقوة وأجابت عليها في فخر
لازم انقيله ست البنات ده الغالي وملاذ أدب وأخلاق ماشاء الله
قالت رفيف وهي تزم شفتيها للأمام في عدم اقتناع
أنا مش نزلالي من زور معرفش ليه حساها خبيثة ولئيمة
بالعكس أنا شيفاها طيبة وكيوتة خالص
قالتها يسر ببساطة وهي لا تتوقف عن أكل وتقشير اللب كنوع من التسالي المفضلة لديها لتجيب عليها رفيف بضحك ومشاكسة
نقلت
نظرها بينهم جميعا في دهشة امتزجت بالإحراج وقالت متصنعة الڠضب في كڈب مكشوف
على فكرة إنتوا ماخدين عني فكرة غلط أنا
قلبي طيب وبحب كل الناس والله
نظرت رفيف لكرم الذي يطالع زوجة أخيه وابنة عمه مبتسما باتساع وقالت في مكر مرح
طبعا إنتي هتقولي كلنا نشهد على ذلك من طفولتك بتحبي الناس وعمرك ما أذيتي حد
أصدر كرم ضحكة مرتفعة رغما عنه عندما تذكر تلميح شقيقته لتستغرق هدى لحظات حتى تفهم سبب ضحكهم وټنفجر هي الأخرى ضاحكة أما هي فأخذت تفكر وتحاول فهم ما الذي تذكروه ولما اڼفجر كرم ضاحكا وأول شيء خطړ على ذهنها عندما كانت في سن السادسة وأخبرها والدها وعمها محمد بأنهم سيزوجوها لكرم فأخذت تصرخ بهم قائلة أنها لن تتزوج سوى حسن وأنها تكره كل البشر معادا هو وبعد دقائق خرجت لحديقة المنزل وكانوا هم يبنون غرفة خارجية في الحديقة فجمعت في يدها مجموعة من الحصى الكبير نسبيا واتجهت حيثما يجلس كرم الذي كان يبلغ من العمر إثني عشر وأخذت تحدفه بالحصى وحاول هو أن
يتفادها ويصيح عليها أن تتوقف إلى أن أصابت أحدهم رأسه وڼزف الډماء !! .
اخفضت نظرها فورا في إحراج وهي تتحاشي النظر إليهم و تخفي ابتسامتها الخجلة من ضحكهم حتى وجدت هدى تهتف من بين ضحكها
طول عمرك مفترية يايسر ياحبيبتي
خلاص بقى ياجماعة أقوم طيب عشان تبطلوا تحفيل عليا !!
توقف كرم عن الضحك عندما أخرج هاتفه الذي يصدر رنينه وقرأ اسم المتصل لينهض من جانبهم ويبتعد قليلا ليجيب أما حسن فقد اقترب من أذنها هامسا في خنق
ممكن تبطلي أكل اللب عشان صوته بيعصبني
رمقته ببرود ثم وضعت واحدة بين أسنانها وضغطت عليها لتصدر الصوت الذي يستفزه وغمغمت في أذنه بهدوء مثير للأعصاب
ملكش دعوة مش عاجبك قوم من جمبي
صر على أسنانه ياغتياظ يحاول أن يبدو بمظهر الهادئ وأن يتصنع الثبات فانحني للأمام ناحية المنضدة الصغيرة والتقط الصحن من عليها متصنعا أنه يريد أن يأكل وأسقطه عمدا على الأرض للتتناثر