الخميس 12 ديسمبر 2024

ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق

انت في الصفحة 114 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


هي وحفيدتها الافعى يحاولون استفزازها ولكنها ستكون أكثر أدبا ولطفا فقط احتراما لزوجها وقالت في وجه نجحت في رسم الابتسامة عليه بصعوبة 
والله حاولت معاه بس هو كان مستعجل وحضرتك عارفة إنه عنيد أكيد وقالي هيفطر في الشركة واتصلت بيه قبل ما انزل ليكم عشان اتأكد قالي فطرت
قالت ميار بنبرة ماكرة قاصدة اوقاعها في الكلام 

على حد علمي إن زين مبيطلعش من غير فطار أبدا ومش بياكل من restaurants مطاعم بالألمانية 
إنت اصمتي ولا تتحدثي أبدا فكم أود أن 
اهاا عندك حق بس أصل في حاجة كدا مضايقاه وسدت نفسه عن الأكل تحبي تعرفي إيه هي !
وضعت رفيف الجالسة بجوارها كفها على قدمها من اسفل المائدة لتهدئها وهي تنظر لها بابتسامة مزيفة ففهمت ما ترسله إليها من خلالها لتصمت وهي تصر على أسنانها بغيظ أما الجدة فقد ابتسمت بلؤم وتبادلت النظرات هي وحفيدتها وعندما لاحظت نظراتهم شعرت بأنها ستفقد زمام نفسها فهبت واقفة وهي تعتذر منهم وعادت لغرفتها لتتأفف هدى بخنق وتنظر للجدة في جدية وضيق فتبادلها هي نظرات غير مكترثة وكذلك رفيف التي لم تتحمل الأجواء الموترة للأعصاب واستقامت وهي تقول 
أنا رايحة الشغل ياماما عايزة حاجة
لا ياحبيبتي عايزة سلامتك خلي بالك من نفسك
اماءت لها بالموافقة ثم اتجهت نحو الباب وفتحته فتندهش بأخيها وهو يحدقها بحنو ثم دخل وبدأ في نزع حذائه عنه وهو يقول 
السلام عليكم
اقعد افطر ياحبيبي
فطرت الحمدلله ياماما .. امال فين ملاذ مش بتفطر معاكم ليه 
اجابته هدى في اختناق 
طلعت دلوقتي على الأوضة
حدق بها بأعين تحاول قراءة ما يحدث بسبب نبرتها ونظرتها ولكنه فشل فسأل في ريبة 
ليه !
القت أمه نظرة ممتعضة على الجدة بها شيء من عدم الحيلة لينقل نظره هو لجدته وسرعان ما توقع الذي حدث لتتبدل حالته من الهدوء والبشاشة إلى الضجر وكانت نظرته لجدته كفيلة لتوضح كل شيء يود أن أن يقولها لها ثم تركهم واتجه نحو غرفته وكانت ميار تتحرق غيظا فهو لم يلقي عليها نظرة واحدة فقط وكأنها نكرة !! .
فتح الباب ثم دخل واغلقه خلفه بهدوء ليلقى نظرة عليها فيجدها تجلس على حافة الفراش وساقيها تهتز پعنف من فرط غيظها وتفرك اصابعها ببعضهم فزدادت ريبته وظن بأن الأمر جديا بالفعل بما إنها غاضبة لهذه الدرجة اقترب منها ليجلس بجوارها هامسا في خفوت 
حصل إيه تحت !
نظرت له وقالت في اقتضاب وأعين تشتعل بنيران حمراء 
محصلش حاجة بس لو كنت قعدت ثانية واحدة كمان كان هيحصل وكنت هتاجي تلاقيني
جايبة بنت عمك الحرباية دي من شعرها
لم يبدي أي ردة فعل وبدا هادئا تماما وهو يعاود سؤالها 
حصل إيه للعصبية دي كلها !
لم تجيبه على سؤاله ولكنها عادت تعيد ما قالته تلك الأفعى الشقراء تقلدها بحركات يد مضحكة 
اللي أعرفه إن زين مش بيطلع من غير ما يفطر ومش بياكل من restaurants .. بنت مستفزة صحيح !!
ثم عادت تثبت نظرها عليه وهي تهتف في
أعين ڼارية وملتهبة بنيران الغيرة 
هي تعرف منين إنك مش بتطلع من غير فطار ومش بتاكل من مطاعم !!
انحرفت شفتيه لليسار قليلا لتظهر عن ابتسامة خفيفة حين رأى نيران الغيرة بعيناها وهي تأكلها أكل وقال بصدق وهو يضحك 
هي قالتلك كدا !!! معرفش عرفت إزاي ممكن تكون جدتي قالت ليها !
بس وحياتك لاوريها البنت الرخمة دي
هتف ببساطة وابتسامته لم تفارق شفتيه 
أنا مش قولتلك نرجع بيتنا أفضل بس إنتي اللي صممتي إننا ناخد الأسبوع هنا
هدرت في إصرار شديد وعدم تنحي عن قرارها 
أيوة ومازالت عند قراري ويا أنا يا هي عشان تحرم بعد كدا ما تفكر مجرد التفكير فيك
عقد حاجبيه وتمتم في عدم تصديق بوجه سمح 
إنتي غيرانة للدرجة دي بجد ياملاذ !!
توترت وتلعثمت بعدما سمعت ما قاله ولم تعرف بماذا تجيبه فهيمن عليها الصمت القاټل للحظات وهي تحدق به فقط وتصرخ بعقلها قائلة هيا اسعفني بسرعة ماذا اجيب عليه ! وبعد ثلاث ثواني اشاحت بنظرها عنه وهي تهتف في استحياء وصوت مضطرب 
لا مش غيرة بس هو الكائن ده كل ما بيتكلم بيعصبني
أطلق ضحكة مرتفعة على كلماتها لتسترسل هي حديثها بغطرسة 
وبعدين أغير إيه ! أنا أغير من دي !! .. ميار دي آخر بنت ممكن أغير منها وهي معصعصة كدا وشبه خلة السنان ثم إني اعقل وانضج بكتير من كدا شغل الغيرة ده للبنات التافهة لإن الغيرة دي اعتراف مباشر من المرأة إن في واحدة تاني اجمل منها وأنا الحمدلله واثقة في نفسي
كلامها متناقض إلى الحد الذي جعله ينفجر ضاحكا فهي تقول بشكل مباشر أنها لا تغار وهي تشتعل من نيران الغيرة وكلماتها التي كلها ذم في ابنة عمه تثبت هذا ليجيبها من بين ضحكاته 
امممم مهو واضح فعلا إنك مش غيرانة منها
في
 

113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 117 صفحات