الإثنين 25 نوفمبر 2024

اوس ونور بقلم دينا نصر

انت في الصفحة 2 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

لشأنه حتى تتمكن أن تنزل الاسطبل وبالفعل ظلت داخل غرفتها كل هذا الوقت على الرغم أنها سمعت جلبة بالقصر وسمعت أصواتهم وكأنهم يحتفلون بشئ ما لكنها لم تعبئ وعندما حل الليل نظرت من النافذة علي الإسطبل وهي تتنهد پألم لذا تسللت علي الفور سوف تأخذ نزهة علي حصانها المفضل وبالفعل ذهبت لكنها لم تجد عم عثمان المسئول عن المكان فهو رجل طيب عاملها دوما برفق كابنته وهي تحب النزول دوما للتحدث معه ومراقبة الخيول وأخذ نزهة علي متن أحدها رغم تحذير عم عثمان لها بان لا واحدة من بنات الهلالي تجرؤ علي ذلك لكنها لم تهتم وقالت له وقتها لتشاكسه 
أنت لن توشي بى أيها الرجل العجوز أليس كذلك ..
فضحك عم عثمان وقال لها بحب أبوي 
بالتأكيد لن أفعل 
فنظرت للفرس الذي تحبه ثم فتحت الباب وأخرجته واعتلته بسرعة فهي بحاجة لنزهة تخرج بها طاقتها السلبية التي تكاد تقضي عليها بهذا المكان وجرت به وسط الظلام بحدائق القصر الفسيحة وشعرت بالهواء المنعش يداعب وجنتها لكنها لم تكن
بكاؤها وفي لحظة واحدة وجدت نفسها تعتلي الفرس الأخر أمام الشخص الذي أنقذها وبعدها أوقف هذا الشخص الفرس بهدوء وحملها وكأنها لا تزن شيئا وانزلها ببطء و هي كانت تبكي وكأن كل القهر والذل الذي عانته و كتمته الفترة السابقة قد تم إطلاق عنانه كالسيل الآن فقط فسمعت صوت رجل أجش يقول بنبرة فاقدة للصبر 
توقفي الآن عن البكاء 
نبرة صوته كانت مخيفة و كان بها أمر قاطع كشخص اعتاد إطلاق الأوامر كجدها لذا توقفت بالفعل وفتحت عيناها ونظرت إليه فوجدت شاب شاهق الطول مفتول العضلات فعضلات يده تبرز من القميص الذي كان يشمره قليلا وخصلات شعره كانت مبعثرة بعشوائية علي وجهه بسبب ركوب الخيل ووجهه ! لم تري بوسامته من قبل بينما عيناه زرقاء كزرقة المحيط وأنفه مستقيم في إباء وغرور يجعل الناظر إليه يشعر بصغره أمام هذا الكيان المهيب و شفتيه بارزة بجمال وكأن رسام محترف قد رسمها بدقة ماهرة أما ملامحه كانت قاسېة صارمة حادة وكأنه شخص لا يعرف المزاح .. وعلي الرغم من وسامته الشديدة كانت تحيطه هالة مخيفة بدرجة أشعرتها بأنها لا تريد التوقف عن النظر إليه ما هذا الكمال الذي تراه لم تري شخصا واحدا يتجمع به هذه كل الصفات سوي المشاهير وعارضي الأزياء فظلت تنظر إليه كالفأر المذعور وكانت عيناها محتقنة من كثرة البكاء فوجدته يقطع حبل تأملها بأن قال بهدوء 
من أنت بالضبط !!..وكيف لفتاة امتطاء الفرس بالدوار.. 
فهم يطلقون لقب الدوار علي هذا القصر المنيف فقالت ردا عليه بتلعثم وخوف 
أنا.. أنا ... 
أشار بيده بسخرية و قال بفراغ صبر
أنا في الانتظار ..أنت ماذا هيا تكلمي
فبلعت ريقها وفكرت بتوتر أليس من المفترض أنها هي من عليها أن تسأله عن كنهه فقالت بتوتر 
أنا حور ابنة سلمي الهلالي 
نظر لها باهتمام وإن شابت نظراته بعض السخرية مما جعلها تشعر بالصغر أمامه وقبل أن تسأله بعجرفة عما يكون هو وجدته يقول 
يا الهي يبدو كما سمعت أنك متمردة كوالدتك تماما 
نظرت له بدهشة وبالرغم من هذا قالت بحياء 
هل تعرفني !!..لكن من أنت..
رفع رأسه بإباء و قال 
أنا أوس ابن خالك سامر 
أوس حقا هل هذا هو أوس !!.. يا الهي لذلك كان هناك جلبة بالقصر بعد العصر لقد عاد .. إنها تعرفه فليس لديهم حديث غيره بين أحاديثهم الجانبية التي لا تشاركهم بها طبعا أوس سامر الهلالي الذي يكمل تعليمه بالولايات المتحدة الكل يفتخر به وخصوصا جدها يتكلم عنه بفخر شديد وعن كونه شخصية عبقرية وأنه سيكون خليفته إن استطاع إثبات نفسه علي صعيد العمل مع عمه سالم الهلالي فهو من يترأس مجموعة الشركات حاليا تحت توجيهات الجد أما باقي أخوالها فلديهم أعمال مختلفة مستقلة لذا كانت من كلام الجميع عن أوس تريد رؤيته وها قد رأته فهو ..انه كيف تصفه ..لقد ضاعت منها الكلمات فهو قد أنقذها من المۏت للتو وجدته يحدق بها بنظرة مفصلة فعدلت من شعرها المجعد الطويل جدا ليصل أسفل ظهرها و الذي كان يتطاير حول وجهها وقد كانت ترتدي الجينز وقميص رجالي كانت تشمر أكمامه وشعرت بالخزي مما ترتدي فهي تبدو قبيحة وهي تعلم هذا جيدا وجدته يقول بنبرة مخيفة مھددة 
والآن اشرحي لي كيف انتهي بك الأمر معتلية الخيل وأيضا بدون حجاب 
فقالت بتلعثم وهي قلقة من أن يشي بها 
أنا..لقد كنت ..فقط أتنزه قليلا 
قاطعها مكملا بنبرة مخيفة باردة
كالصقيع 
اللعڼة أنت ماذا..تتنزهين !! كيف لفتاة من عائلة الهلالي أن تفعل هذا وتتشبه بالرجال لقد جننت حتما هل يعلم جدي بهذه المهزلة ..
عندما سمعت كلمة جدي شعرت بالذعر لدرجة أنها كانت ترتعش وهي تتحدث ووجدت نفسها تقول له برجاء 
أرجوك لا تخبره فلو فعلت هو لن يدعني وشأني 
نظر لها و تعجب من حالها وشعر أنها تنتحب دون صوت لكن أليس جده يدلل بنات الهلالي دوما فما سبب هذا الخۏف الغريب الذي يستشعره من هذه الفتاة ..فاقترب منها قليلا و هي كانت خائڤة لا تريد جدها أن يمسك ذلة لها فهي لن تخفض رأسها له أبدا تريد أن تكون قوية ولا تريد الخضوع له أبدا وأيضا خائڤة من عقابه فربما يمنعها من الدراسة أو يقطع عنها المصروف .. فجأة شعرت بيد دافئة حول وجهها تبعد خصلات شعرها خلف أذنها ففتحت عيناها العسلية الصافية ورمشت برموشها الكثيفة الطويلة جدا لا تصدق ما يحدث فابن خالها أوس الهلالي يضع كلتا يداه حول وجنتاها ويقول بنبرة دافئة 
حسنا اهدئي لن أخبره لكن في المقابل عديني ألا تفتعلي المشاكل مجددا 
عندما نظرت إليه وجدت أنه يحدق بعيناها بطريقة غريبة وظهر عليه بعض التوتر وبعدها أبعد يداه برفق بعيدا عنها وسألها 
أنت بالمرحلة الثانوية أليس كذلك ..
هزت رأسها وهي تتوه بنظرات عينيه قائلة بحماس 
نعم هذه أخر سنة لي قبل دخول الجامعة 
ابتعد عنها قليلا وتنحنح قائلا ببعض الحدة 
إذن لا تخلعي حجابك أبدا ولا تظهري
شعرك مجددا لأي مخلوق اتفقنا 
شعرت بالحرج بشدة فهل شعرها الطويل المموج ببعض التجاعيد قبيح لتلك الدرجة كي ترتدي الحجاب بينما بنات أخوالها بلا حجاب فهزت رأسها وردت قائلة بتهذيب 
حسنا لن أخلع حجابي مجددا وشكرا لك 
وجدته يبتسم قائلا لها 
فتاة طيبة ..هيا اصعدي علي الفرس وأنا سأوصلك للقصر 
هيا اصعدي غرفتك 
أومأت برأسها وغادرت لغرفتها علي الفور وهي حالمة وما أن وصلت غرفتها دخلتها وأغلقتها جيدا وبعدها ذهبت تنظر إلي نفسها في المرآة يا الهي ما هذه الفتاة التي أتت من العصر الحجري دمعت عيناها إنها قبيحة فهي تمتلك جسدا ممتلئ بعض الشيء علي الرغم من رشاقتها البدنية فهي لم تكن رفيعة ولم تكن سمينة ونظرت لشعرها المجعد الطويل جدا ووضعت يداها عليه قائلة بتحسر
لماذا شعري مجعد .. فهو ليس كالحرير كباقي الفتيات في هذه العائلة المچنونة 
فتنهدت بأسي علي حالها فهي غير جميلة وحتى لون بشرتها كان خمريا ولم يكن في بياض الجليد كباقي فتيات تلك العائلة وضعت يداها حول وجنتها وتذكرت أوس ذلك الوسيم الشهم الذي أنقذها والذي وعدها ألا يخبر جدها يا الهي أهناك رجلا بتلك الوسامة ! وعيناه زرقاء نقية تجعلك تريد إطالة النظر إليها إلي ما لا نهاية العنة أنها حقا مراهقة ..فما الذي تفكر به هل جنت !!..وهل أعجبت به .. 
في اليوم التالي 
رأته مجددا علي مائدة الغداء كانت سعيدة برؤيته وهو ما أن رآها ابتسم لها سريعا وبعدها اندمج في الحديث مع باقي أفراد العائلة وهى علمت من أحاديثهم أنه فاجأهم وعاد فقط البارحة من السفر ومما فهمته انه سيبدأ العمل علي الفور مع عمه سالم لمتابعة أعمال العائلة وانه سيسافر ليلا للقاهرة للبدء فشعرت بالحزن الشديد فهي لن تراه في الجوار مجددا فالعمل بالقاهرة يعني انه سيقيم هناك أغلب الوقت وبعدها مرت الأيام سريعا وكانت حور تجتهد بدراستها قدر المستطاع فلقد كانت تريد دخول كلية الهندسة وكانت تري بنات أخوالها اللذين معها بنفس السنة الدراسية يدرسون مع مدرسين خاصين يأتون للقصر طيلة الوقت بأوقات متفاوتة وأحيانا كانت تتسلل وتقف بعيدا بالغرفة التي بها المدرسون مختبئة محاولة سماع أي من الدروس التي كانت تفيدها و كانت تشعر بالحزن وتكره جدها أكثر فأكثر فهي ذهبت له كي تطلب منه أنها بحاجة لدرس خاص في مادة الرياضيات والفيزياء ووقتها اقتربت منه ورأت نظراته التي تنقلب دوما عند رؤيتها ووجدته يقول لها بقسۏة ما أن رآها 
ماذا تريدين يا ابنه سلمي ..
بلعت ريقها بصعوبة وهي تكره أن تحتاج لطلب منه وقبل أن تفتح فمها ظهرت ماريهان وهي احدي بنات أخوالها وقالت للجد بدلال 
جدي أريد طلب منك الآن 
فنظر لها جدها وابتسم قائلا لها 
حبيبه جدك تعالي بالداخل يا ابنه الهلالي واطلبي ما تشائين وقدر ما تشائين 
فابتسمت ماريهان وقالت له بدلال 
مدرس الفيزياء الذي أحضرته لي لا يعجبني وأريد مدرس أخر وأيضا أريد مدرس أخر لمادة التاريخ وأخر
في ..
فضحك جدها متجاهلا حور تماما وهو يقول 
سوف أحضر لك دسته من المدرسين تختارين منهم من يعجبك فأنت ابنه الهلالي 
قالها ونظر لحور بقسۏة شديدة لذا أقسمت أنها لو ستموت لن تطلب شيئا أبدا من هذا الرجل . 
ومرت الأيام وبالفعل أنهت حور دراستها الثانوية وقد نجحت بدرجة مشرفة .. ووجدت بنات أخوالها قد نجحوا لكن بدرجات مخزية بالنسبة للدروس الخصوصية التي استهلكوها ومما أغاظها لم يعبئ جدها حتى ليسألها عن نتيجتها لكنها كانت تعرف أنه يعلم أنها نجحت بتفوق لذا أثناء وجبات الطعام كانت تحدق به مرفوعة الرأس ورأته ينظر لها بتحدي ويهنئ بنات أخوالها وانه سيهديهم هدايا لاجتهادهم بالثانوية ولا بأس بالدرجات فهو سيساعدهم لدخول الجامعات الخاصة التي يريدون دخولها مما قطعها ذلك إربا و كانت حزينة لماذا يكرهها هكذا !! ولماذا إذن قبل بها عندما أتت والدتها ترجوه إذا كان سيعاملها بتلك الطريقة فصعدت غرفتها ومكثت بها وذكري أوس معها كانت تداعب خيالها كل ليلة وكانت ترفه عنها فأوس شخص دافئ وقد اهتم بها فهو الوحيد الذي عاملها جيدا في تلك العائلة ولم تراه منذ أخر مرة فلقد انشغل بالعمل وكانت أثناء وجبات الطعام تستمع لأخباره من خلال جدها وأنه أبلي جيدا بطريقة لا تصدق وجدها يمدحه كثيرا لاستيعاب العمل سريعا ومرت الأيام سريعا وهي قدمت بنفسها أوراق التنسيق ووضعت كلية الهندسة في المقدمة وكانت في انتظار خطاب القبول بسعادة فدرجاتها تؤهلها لهذا وأيضا تعرف أنها عند دخول الجامعة فستبقي بالمدينة الجامعية ولن
تضطر لرؤية هذه الوجوه البغيضة لوقت

انت في الصفحة 2 من 36 صفحات