الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي

انت في الصفحة 48 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

للحافة .. اعادهم الانفجار للخلف...
جروا مسرعين نحو الحافة ..ليجده السيارة التي بها جو و شهد بالاسفل محترقة تماما و اللهيب يتصاعد حتي ويكاد يصل اليهم بالاعلي..
وقف مذهولا لا يدري ماذا عليه ان يفعل.. بينما انطلقت سيارة فاروق و منها انطلقت ضحكة عالية ساخرة..
ركب سيارته مع رجاله مسرعا فحاډث مثل هذا الان يسجذب كل عناصر الش رط ة.. صار عليهم الرحيل
الح وادث و الم وت امرا غير غريب علي عمر و لكنه قاد وهو مذهولا..
نهاية مؤلمة مأس وية لهما..
علي الاقل كانا معا و لم يفترقا..
ما فائدة ان يعيش المرء مفترقا عن حبيبه..
كيف سيخبر حنان بالامر!..
ستنهار..
كانت حنان في بيتها الفخم مرتدية فستانا اسود انيق وجلست بعين ذابلة تبكي .. كان البيت مليء بالعديد من اصدقاء جو .. كلهم اتوا ليعزوها.. فهو لم يكن لديه اهل سواها.. كان حمادة حاضرا يجلس في صمت ومطرقا رأسه وقد بدا عليه الحزن الشديد.. كانت ايضا سمر صديقة شهد تجلس و تبكي بكاءا حارقا.. وكل صديقاتها وزميلاتها بمركز التجميل حضرن و بكين..
سألت احداهن والحاډثة دي حصلت ازاي
حنان باكية العربية وقعت من علي طريق التل واڼفجرت.. متبقاش منهم حاجة ڼدفنها.. اه ه ه يا حبايبي ا ه ه 
واكملت بكائها..
ثم فوجئت بفتاة طويلة بدا عليها الذهول بشعر طويل غير مهندم و عيون باكية و معها بضع فتيات اخريات يدخلن الي البيت.. كان احداهن تسحب تلك الفتاة الطويلة.. بدا عليها انها في حالة غير طبيعة..
قالت سمر لحنان بصوت خفيض موضحة دول رقاصات المحل.. اصحاب جو وكانوا زمايل شهد
جلست الفتاة الطويلة قرب حنان و تأملتها ثم سألت و الذهول لم يفارق وجهها انتي اخته
حنان ايوة .. اخته الكبيرة
انهمرت دموع الفتاة و قالت انا زوزو.. حبيبته.. كنا بنحب بعض!
ادركت حنان من تكون حين ذكرت اسمها..
قالت زوزو و هي في حالة مذرية من الحزن و عدم التصديق انا اللي مۏته.. انا السبب!
نظرت اليها حنان باهتمام وعقدت حاجبيها بينما انتبه لها جميع الحضور..
قالت زوزو وهي غير مدركة تماما الي الجمع المستمع و كانها تهذي انا اللي سخنت الخواجة عليه .. انا اللي قلتله كلام كڈب عليه.. كنت فاكراه هيديله درس.. هيمشيه.. اي حاجة غير انهم ېموتوه.. انا السبب.. انا اللي قټلته
حنان بهدوء مش الخواجة اللي مۏته يا زوزو..ده نصيب وقدر
زوزو وكانها لم تسمعانا اسفة يا جو... سامعني انا اسفة..
نظرت حنان الي الفتاة التي كانت تسحب زوزو مستفهمة.
فهمست الفتاة كبدي يا بنتي.. دي دماغها لسعت من ساعة ما عرفت باللي حصل.. اهي علي كده من ساعتها.. تعد تهذي كده مع نفسها.. وساعات كانها بتكلم جو الله يرحمه.. وساعات تعد ساكته متنحة في ولا حاجة.. و النبي انا خاېفة تعمل في نفسها حاجة.. دي اټجننت خالص وسايبة شغلها و حالها.. ربنا يلطف بيها
ربتت حنان علي ظهر زوزو .. لقد اشفقت عليها.. برغم كل ما فعلت
اخذتها الفتيات و خرجن بعد مدة ليست طويلة.. بينما مازالت هي تحدث جو ز كأنه موجدا بينهم..
اقترب عمر من مجلس حنان و اشار اليها لكي تأتي اليه..
عمر هامسامش عايزة حاجة انا هتكل انا بقي.. 
هزت حنان رأسها نفيا في حزن..
عمرهكلمك باليل اوي لما اروح..
حنان باقتضابلأ هنام بدري..
عمرعاقدا حاجبيه خلاص.. بلاش بقي اخدك معايا بكره..
اتسعت عينا حنان خوفا ان ينفذ ما قال وقالتهستني مكالمتك..
عمر غاضبا ناس متجيش غير بالټهديد صحيح!..
حياها و خرج..
تنهدت بعمق وهي تتابعه يخرج..ثم عادت لمجلسها و نظرت حولها لمجلس العزاء.. والتقت عينيها بعيني حمادة...
ثم انهمرت دموعها..
الفصل العشرون والاخير. 
استلقت مني احمد محمود حسبما هو مذكور في اثبات الشخصية..علي اريكة مريحة وسط الحديقة تتأمل السماء فوق تلك البقعة من
بقاع الارض التي تسمي الصعيد.. و التي يملكها زوجها السيدعبد الله محمود سالم.. ابتسمت وهي تعود بذاكرتها للوراء قليلا..
تري ذلك الشاب المرح صغير السن يقترب منها و يقول مداعبا عبارة غزل اواثنان فينهره زوجها حتي و هو يعلم انه يمزح ثم يسلم لهما ظرفا ويقول بمرحه المعتادشغل و لا الموساد نفسه يعرف يكشفه.. عمايل اديا و حياة عنيا.. فيتفح زوجها الظرف و ينظر الي محتواه و يقول ايه يا واد الشطارة دي.. فيقول الشاب كده ممكن تسافروا.. تتجوزا .. تعملوا اي حاجة..
فيربت زوجها علي كتفه في امتنان..
ولكنها تعود وتتذكر ان الامور لم تسر وفق ما خطط لها .
برغم الجهد الذي بذل.. فهي تتذكر اكثر من مرة قفزهما للخارج من النافذة الخلفية لذلك المبني.. الذي الحاړقة حاملين اوراقا لا معني لها اعدها لهما صديقهما الشاب المرح.. فقط ليدخلا المبني ويخرجوا من البوابة الخلفية له بعيدا عن الانظار .. ضحكت و هي تتذكر كيف كانا يقفزان و يتجنبا رؤية امن المكان لهما.. كانت مغامرات مضحكة حقا.. كله من اجل ان يظن من يراقبهم انهم علي وشك السفر..
لقد نجحا في خداع الكل ..بالفعل ظن الجميع انهم مسافران.. ولكن لم تكتمل الخطة كما ارادا..
شهد
كان هذا صوت زوجها ينادي من داخل البيت البسيط ..
منيايوة يا جو.
عبد الله بتعملي ايه عندك
مني مأنتخة علي الكنبة في الجنينة.. تعالي انتخ معايا..
عبد اللهجاي..
كانت حقا احداثا درامية ..تليق بفيلم اكشن..
ولكن الجزء الرومنسي كان له دورا..
اتسعت ابتسامتها و هي تتذكر تلك اللحظة و التي ستظل تتذكرها الي الابد..
كان الموقف مرعبا بصورة بشعة...ذلك البغيض فاروق مصرا علي ان يصدمهم بالسيارة الكبيرة.. افلتا من السقوط اكثر من مرة بمعجزة.. الي ان قال جو فجأة مش هنقدر نكمل الطريق كده.. عربيته اجمد و اسرع! ھيموتنا..
شهد طب ايه
جو هننط!
شهد مصعوقة ازاي
جو مركزا نظره اليها في مراة السيارة ليتأكد انها تفهم لما اقولك نطي افتحي الباب و نطي.. وحطي ايدك علي راسك ولفي جسمك مع الحركة 
كانت تثق به و لكن هل تثق الي درجة اتباعه في الجنون.. لو لم تكن تلك التهلكة فماذا تكون
بالفعل انتهز جو اول اصطدام اخر وانحرف بالسيارة نحو الحاجز الجانبي ثم صاح نطي! وقفز معها..
قفزت هي بعده لتجد نفسها تسقط في الرمال الموجودة بعد الحاجز و تتدحرج مثله قليلا لاسفل..بينما السيارة هوت لاسفل ثم ..بووووم الانفجار..
اقترب منها جو و ابقي رأسها منخفضا.. حتي يتختفيا عن الانظرا ..راقابا السيارة تحترق وهم متوارين لربما كان احدا مارا و يلقي نظرة.. كان الطريق مهجورا و نادرا ما يمر به احدا.. ولكن الحرص واجب.. بعد ان اطمأنا الي ان احدا لا يتابع.. تسلقا صعودا و لكن من مكان ابعد قليلا من الحاډث .. وما ان وصلا للطريق حتي نفضا الرمال عنهما و سارا مبتعدين.. يده تعانق يدها و علي وجهيهما ابتسامة لا مكان لها علي فمان للتو نجا صاحبيهما من المۏت المحقق..
نظر اليها و قال مبتسما البقية في حياتك..
لم تفهم. سألت في مين
فقال في شهد و يوسف.. من دلوقتي عايزك تنسي كل حاجة حصلت قبل اللحظة دي في حياتك.. من دلوقتي انا وانتي اتنين جداد..
شهد بابتسامة ممزوجة بدهشةيعني ايه
قال يعني مثلا شهد كانت
ملك يوسف.. ده هيتغير..
شهد بتوجس هتديني حريتي
ضربها يوسف علي رأسها و قالهو ده اللي هامك.. ده بعدك.. انت هتفضلي ملكي ..بس بطريقة تانية..
شهد ايه بقي ان شاء اللههتكتبني علي نفسي وصولات امانة!
جولأ هكتب انا عليكي! 
توقفت شهد عن السير.. ونظرت اليه عاجزة عن الكلام.. لم تتصور يوما ان لحظة مثل تلك ستمر عليها.. كان اقصي امالها ان تعيش سعيدة في كنفه.. ملكا له.. و لكن ان يطلب ان يتزوجها!! ان تصبح حرة و في نفس الوقت تمضي عمرها بحانبه.. بارادتها و كامل حريتها.. الا تعامل كسلعة مربحة ابدا في حياتها مرة اخري!! لم تصدق.. دمعت عيناها و هي تنظر اليه.. تلك النظرة التي اذابته..
قال متصنعا الجدية اولا روحي انتي حرة.. تقدري تمشي لو عايزة
فسارت شهد مبتعدة تمازحه..
فلحق بها قائلا وحياة امك! انسي! تعالي هنا..
وقف امامها و امسك يديها وبيديه و قالبما انك بقيتي حرة .. اسمي
يوسف وعبد الله في البطاقة الجديدة.. وعندي بيت و ارض في الصعيد ناوي ازرعها.. حاليا مبشتغلش بس معايا فلوس.. بغير اوي و عصبي.. وبقدس الحياة الزوجية وبساعد في المنزل.. تقبلي تتجوزيني
ابتسمت شهد وترقرت عيناها و لم تقوي علي الرد..
فقال هو هو عموما رأيك تحصيل حاصل.. انا عملتلك الشويتين دول بس عشان تحسي بنفسك.. كده كده هكتب عليكي..
ثم انحني بسرعة و ولف زراعيه حول ارجلها و حملها علي كتفه قائلا استعنا علي الشقي بالله
صار رأسها متدلي خلفه وكأنه يحمل جوال بطاطس.. وهي تضحك و تض رب علي ظهره بقبضتيها..
مشي بضع خطوات .. ثم قال فجأةاحنا كده يا شهد بالنسبة لكل الناس موتنا.. مبقالناش حد في الدنيا غير بعض.. زراعة الارض لسة في علم الغيب.. الدنيا مش واضحة قدامي.. برضه هتيجي معايا
شهد ارد ازاي و انا متشقلبة كده
انزلها و نظر بجدية الي عينيها فامسكت يده و قالت انا اصلا مكانش ليا حد في الدنيا.. وبقالي بس لما انت ظهرت.. هروح معاك لاخر الدنيا..
ثم عاد ليقول برضه ردك علي السؤال ده كان تحصيل حاصل..كده كده كنت هاخدك معايا!
ثم انحني مرة اخري و حملها بنفس الطريقة.. وهي مازالت تضحك
افاقت من ذكرياتها علي يد حنونة تملس علي شعرها.. انه هو..
جلس بجوارها علي الاريكة و قال كنت سارحانة في ايه
قالت بفتكر عرض الجواز بتاعك..
قال انت هتعيشي! عرض جواز.. وهتمثلي بأة اني كنت عريس و بطلب ايد الهانم العروسة.. علي اساس ان كان ليكي رأي مثلا و او عندك اختيارات
هي افرض كنت مشيت و سبتك وقت اما قلتلي اني حرة 
لف ذراعه حولها و الصقها به و قال بهدوء كنا هنخش بقي في حوارات خطڤ بقي ...وكلام من اللي انتي واخدة عليه ده.. 
شهد لا انا زهقت اوي من الخطڤ.. شوف حاجة مختلفة..
جو علي رأيك.. بقي ملل اوي.. انا مش عارف همة عاجبهم فيكي ايه
شهد يا سلام مش عارف
سرح قليلا ثم قال عارفة بجد كلهم عاجبهم فيكي ايه سيبك من ان كل و احد بيطلع سبب هو مقتنع بيه .. انتي يا شهد فيكي ميزة باينة اوي بتشد خصوصا في وسط ناس زي اللي كنا معاهم ..
شهد ايه بقي 
جو براءتك.. اللي باينة في وشك مهما حاولتي تلبسي و اتمثلي..حتي واني بتهببي ترقصي .. شكلك بريء..ودي حاجة كلنا مفتقدينها و بتجننا لما بنلاقيها.. انا اول ما شفتك مقدرتش امنع نفسي من اني اعين نفسي وصي علي براءتك دي.. وعندك ميزة كمان بس بتبان لما الواحد يعرفك اكتر..
اعتدلت شهد ونظرت اليه باهتمام قائلة لا دانا الليلة دي قاعدة معاك للصبح.. قول 
قال عندك مبدأ حتي
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 49 صفحات