الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي

انت في الصفحة 39 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز

تيجي معايا انا هروج اجيبها من ورا زوزو وخلاص.. بلاش مشاكل..انا زهقت من الحوارات
جولأ إزاااي دانا رايح لزوزو مخصوص.. في كلمتين ليها في قلبي عايز اقولهم!
فتحت زوزو الباب لتجد جو واقفا واضعا ذراعه حول كتف شهد وهي مستندة اليه تلوك علكتها في استهتار..
وقفت مذهولة في محاولة لتخيل الاحداث التي ادت لهذا المشهد الذي تراه امامها..
قال جو زوزو يا حبيبتي .. انا جاي استسمحك في شوية وقت كمان اقضيه مع شهد.. انا عارف انك قلبك كبير و هتوافقي.. اللي صبرك كل ده ..يصبرك شوية كمان... مش ده اتفاقنا برضه!!
ادركت زوزو ان خطتها وصلت الي علم جو وقد جاء غاضبا..
ارتبكت و لم ترفع عينها الي شهد..
قالت شهد دي ملكك يا جو .. تستسمحني ده ايه
جو لأ ازاي مش انتي حبيبتي اللي برجعلها في الاخر..
اطرقت برأسها و قالت شبه غاضبة انت جاي تتمألس عليا.. هو عشان انت عارف غلاوتك عندي عايز تبيع وتشتري فيا
فجاة تحول جو من النبرة الباردة الساخرة الي انفعال و حنق انتي لسة شفتي حاجة! وكمان ليكي عين تزعلي!! انا و النعمة لولا اني مبمدش ايدي علي حريم كنت مخلتش فيكي حتة سليمة! اسمعي يا زوزو.. من هنا و رايح ملكيش دعوة بشهد.. وأسمها ميجيش علي لسانك! لأ.. ميعديش في راسك من أساسه.. فسما بالله لو حصل من ناحيتك اي حاجة .. لهتشوفي مني رد مش هتتصوريه!! وابعدي عني انا كمان.. انسيني خالص!! الحب مش بالعافية!!
كانت شهد صامتة تنظر ارضا .. برغم كل غيظها من زوزو الا انها وجدتها الان في موقف لا تحسد عليه.. بل اشفقت عليها من ڠضب يوسف.. كم كان غليظا جافا معها.. ليت الامر ينتهي عند هذا الحد و يتراكها لحالها ويرحلا..
ولكن زوزو في ثانية غيرت فكر
شهد ثماما ..
صاحت زوزو بنبرة تسمي ردحا كل الهلمة دي عشانها!! اشحال اذا ما كانت مملوكة من واحد لواحد.. حز فيك اوي اني ببعدها عنك !! عاجبك فيها ايه أنا اللي أولي بيك.. ياما دلعتك وهننتك.. واستحملت قرفك ومعاملتك الباردة.. تقوم تيجي بنت امبارح دي الي منعرفش عنها غير اصلها الۏسخ ..
وتقلبك عليا!! دي لا عاشت و لا كانت!
ثم انقضت علي شهد وغرست اصابعها بغل في عمق شعرها و جذبتها منه..
لنكن واضحين في رسم الصورة .. فلو ان شهد تساوي غزالا رشيقا فزوزو تساوي فرسا ممشوقا ومتربي عل الغالي.. المعركة محسومة لصالح زوزو لمن ينظر عن بعد..
ولكن الغزال هنا اذكي.. ولديه خبرة في العراك بالايدي اكثر بكثير من الفرس..
لذلك كان تكنيك زوزو في العراك هو النس ائي المعتاد من تمزيع الشعر و ټمزيق الوجه بالاظافر و الجلوس علي العدو لتبطيطه .. اما شهد فكات تتعارك كالصبية الصغار.. ركلات و لكمات ..إلخ..
وقف يوسف مبهوتا.. وهو يري زوزو تسحل شهد من شعرها و تجلس فوقها ثم تنحني عليها لتعضها في ذرعها.. اقترب و قد وجد ان اسلم حل هوأ ن يحمل زوزو و يلقيها بعيدا.. إلا انه و جد شهد بعد ان صړخت ألما جراء العضة .. في لمح البصر كالت لزوزو لكمة قوية في انفها.. جعلتها تترنح و تسقط من فوقها.. فاعتدلت شهد واستدارت لها و ونشبت بينهما معركة اخري من التشابك بالايدي كانت لكمات شهد فيها لها الصوت الاعلي.. وقف جو مرتبكا لا يدري كيف ينهي عراك القطط هذا.. 
انقض عليهما و نجح في حمل شهد بذراع واحد من خصرها بينما دفع بذراعه الاخري زوزو الي الناحية المعاكسة.. و هو يصيح بس!! بس!!
نال بضع ركلات طائشة من شهد علي بعض الخربشات من زوزو..
كانت شهد عڼيفة بحق! و قد وجد صعوبة في السيطرة عليها بينما تراجعت زوزو لاهثة و قد اصابها الدوار من كثرة ما لاقت من ضربات في وجهها..
صاح في شهد التي مازلت تحاول تسديد ضربات لزوزو و هي مرفوعة عن الارض في ذراعهاهمدي بأة!!.. وجد نفسه مضطرا لاستخدام كلتا يديه بقوة ليسيطرعلي عصبيتها و عنفها و هو يصيح بها ان تهدأ..
اخحقي منك!! لو معجبتنيش في اي حاجة بعد كده هبعتهاك!!
ثم رأس شهد و ربت عليه و قال جدعة يا بت.. لمي حاجتك يالا.. خلينا نمشي من هنا..
قالت زوزو وهي مازلت ممسكة برأسها في ستين الف داهية.. اشبعوا ببعض!
لم يرد اي منهما عليها .. وفي سرعة كانت شهد تحمل حقيبة اغراضها .. فأخذها منها جو و لف ذراعه علي كتفها و خرجا.. معا تاركين زوزو تسب و ټلعن في غل..
سارا في الطريق يحتضن كتفها و ينظر اليها في اعجاب مبتسما..
قالت و هي تتحس و جهها بتبص علي ايه بنت الجزمة دي شوهتني.. ده و شي ملحققش يروح منه ضړب العلقة اللي فاتت..
ابتسم جو وقال هي برضه اللي شۏهتك امال اللي حصل في وشها هي يبقي ايه دانت شلفطيها.. بس ماكنش اعرف انك جامدة كدة..
قالت شهد مازحة بفخر اديك عرفت! حرص علي نفسك بأة..
في البيت مساءا اتت حنان و حمادة لرؤية شهد.. و قد انباها و عاتبها بشدة علي فعلتها.. و علي الذعر الذي سببته لهم جميعا.. ولكن في النهاية كان الجميع سعيدا بعودتها.. امضت معهم امسية رائعة .. ضجوا بالضحك عندما حكت عن عراكها مع زوزو و مغامرتها مع حراس الريس عبود.. كان جو يضحك معهم و لكن كسا و جهه الڠضب حين حكت علي رئيس الحراس الذي جعل رجاله يعدم وها العافية
قطع حديثها و قال خلاص يا شهد..
نظرت اليه غير فاهمة..
فقالت حنان لأ الصراحة يا جو .. شهد غباوتها متتوصفش.. وقال فاكرة
ان الراجل هينبهر بيها و ضحكت بشدة ..
قلبت الفاتاين شفاتهما في عدم فهم وانهتا الحوار امتثالا لطلب جو..
وهكذا انتهت الليلة الظريفة..
في المساء التالي دلف جو الي تلك الحانة الراقية.. سلم علي الحارس فهو يعرفه شخصيا..
هنا يسهر عصام كبير حرس الريس عبود.. فعلا وجده جو يجلس علي كرسي البار امام الساقي و يحدث صديقا يجلس قربه..
وضع جو يده علي كتف عصام.. فاستدار له ..
جو! اهلا.. فينك يا عم
اقترب جو من البار و طلب من الساقي زجاجة كبيرة من البيرة و تجاهل تماما قول عصام.. فناولها له الساقي..
فامسك بها و استدار لعصام الذي قال متعجبا ايه يا عم انت قافش مني و لا ايه انا بكلمك!
مال وشك انت
اترنيت علقة انت كمان
كانت هذه شهد تتأمل و جه جو عندما دخل عليها فجرا..
قال جو مين ده يا بت.. محدش يقدر
قالت في شماته لا و النبي شكل في حد قدر.. اما ايه اللي في وشك ده
جو مانت اصلك مشفتيش و شه هو..
شهد هو مين
جو واحد نرفزني!
شهد متصنعة الخۏف اللهم احفظنا من نرفزتك.. و عصبيتك و قلبة وشك!!
ابتسم في حب..
شعر بارتياح شديد بعد ان قام بتكويم عصام.. برغم انه لم يحدثه حتي بكلمة.. ولم يعرفه سبب الضړب الذي تعرض له و علي اي شيء يتم تلقينه الدرس ..وذلك حتي لا يجلب المزيد من المشاكل و الضغوط علي رأسه ورأس شهد.. و لكنه كان مرتاحا لأنه فش غله.. لم يكن ليتركه بدون عقاپ بعد ان تجرأ وسبب لشهد الاذي..
كان جو الفترة الماضية يتغيب كثيرا عن عمله مما زاد من سوء العلاقة بينه و بين الخواجة.. و صار يشعر ان ايامه معه علي وشك الانتهاء.. و لكنه اراد ان يجعلها خاتمة سلسة .. بدون مشاكل او ذيولا..فالخواجة ليس طيب القلب او متسامح.. وهو لا يأمن شره في حالة أن إنقلب عليه..
كما انه كان يريد ان يضمن و ظيفة اخري إحتياطيا.. في حالة ان قام الخواجة بالاستغناء عنه فجاة.. صار مشغولا بتدبير حاله .. و ترتيب حياته.. و خصوصا بعد ان ادرك ان رغبة الخواجة صارت ان تكون شهد بعيدة عن المنطقة بعد ان زادت المشاكل حولها.. و كان ياخذ خطوات سريعة في هذا الشأن..
في المساء قبل ان يخرج خو للعمل..طرق الباب ففتح ليجد و جها مالوفا و لكنه لا يتذكره تحديدا.. و لأن البيت صغيرا كانت شهد تري القادم من مكانها بالداخل ..
صاحت بدهشة و ذعر صلاح!!!
استشعر جو خۏفها فقال للقادم بسخافة أؤمر!
صلاح انت مش عارفني يا جو انا من رجالة عدوي..
دفع الجو الباب ليغلقه في وجهه و قال ببرود معرفش حد بالاسم ده.. و قوله لو هوب هنا المرة دي ھيموت!
قال صلاح مستعطفا هو فعلا بېموت يا جو.. اسمعني بس! انا جاي اوصل رسالة..طب فتشني براحتك.. بس دخلني اكلم شهد..
كانت شهد تسمع الحديث من داخل البيت و قد اصابها التوتر..
قال جو قول اللي انت عايزه ليا و انا هوصلها..
صلاح عدوي خلاص بېموت.. و عايز يشوف شهد ..
جوليه دي حياله رصاصة في كتفه.. ملقتوش فيلم اذكي من كده شوية هبل احنا بقي و هنصدق.. والبت هتجري ملهوفة عليه.. قوله انه حتي لو بېموت.. مش فارقة معنا.. في ستين داية.. هنبقي ندعي ربنا يسامحه
منتشر .. دلوقتي هو بېموت.. 
لسبب ما اثر كلام صلاح في جو.. و لكنه لم يصدقه بعد..
فقط ادخله ليسمع تفاصيل اكثر و يتمكن من تحديد صدق القصة..
تذكر جو انه قبل بضعة ايام حين سأل بالفعل عن عدوي اثناء بحثه عن شهد.. علم ان حالته الصحية سيئة و لكنه لم يعط الامر اهتماما وقتها..
استطرد صلاح لو تشوفه دلوقتي حالته تصعب علي الكافر.. انا بعد جنبه دموعي بتنزل.. ماعادش عدوي الجبار الي قلبه مېت.. وكل اللي علي باله دلوقتي انه يشوف شهد قبل ما ېموت
قال جو وقد بدا مصدقا الي درجة ما واشمعني شهد!
صلاح يا جو دي اللي قضي حياته بيجري و راها.. بيحبها يا جدع.. طلع عند قلب وبيحبها
سرت كهرباء عصبية في جسد جو و هو يستمع لهذا الكلام..
ولكنه لم يعلق.. كانت مشاعره متضاربة الان.. فبرغم كرهه لعدوي.. و لكن اخر ما كان يتوقعه ان يراه علي فراش المۏت في عنفوان شبابه.. ان ېموت ضعيفا مسكينا.. لربما توقع مۏته علي يد احد اعداءه الكثر و الذي صار هو احدا منهم.. و لكن هكذا!.. ېموت مريضا!! لا حو ولا قوة إلا بالله!
ثم ما قصة رغبته في رؤيته شهد لا يروقة هذا الامر بتانا..
قال صلاح محدثا شهد هتروحي يا شهد مش هيكلفك غير خمس دقايق.. اكسبي فيه ثواب.. ده حالته بقت صعبة اوي.. ومفيش غير سيرتك علي لسانه.. متخفيش منه.. ده خلاص ..مش قادرحتي يرفع ايده..
كانت نفس المشاعر المتضاربة تمر بها هي الاخري.. المها ما وصفه صلاح عن حاله عدوي.. هي تكرهه علي حالته الطبيعة .. عڼيفا قويا
ساډيا و يحب الاذي.. و لكن
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 49 صفحات