رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
ان يطلبه منها يوسف علي سبيل اتقاء شره و ربما قليل من
المح لسة بينما هو كان منهمكا في قراءة بعض الرسائل علي هاتفه و ينفث في غيظ..
اتت شهد بالشاي و جلست امامه ولكنه لم ينتبه لها..فقامت بتفليب السكر مستخدمة المعلقة و مصدرة بها صوتا عاليا... فارفع عينه اليها وقد رأ ي انها اعدت له الشاي فقال بتلقائية شكرا..
جو باقتضاب خليكي في حالك!
ابتلعت شهد الرد القاطع ثم عاودت الحديث في محاولة لتلطيف الجوشكلك وحش قوي وانت قالب و شك كده..ياستر..انت مش محتاج مسډس يا عم في شغلك..انت بس اقلبلهم و شك و هم يطلعوا يجروا
رفع عينه اليها ونظر نظرة سخيفة..
فمدت جسدها بينما هي تجلس علي الكرسي المقابل له و بينهم الطاولة و دست رأسها امامه و قالت بمرح كلاطفال طب اضحك كده! اتأكد بس انك بتعرف..
قالت شهد مش هتشرب الشاي
تناول الكوب و جلس علي فراشه بعيدا عنها يشربه..
قالت انا كنت عايزة مكان احط فبه هدومي..
جو حطيهم مع هدومي علي الشماعة اللي ورا الباب
نظرت شهد باحتقار للشماعة و قالت لا طبعا .. انت عايز هدومي الشياكة تتحط كده..تبوظ! انت عارف دول مكلفني اد ايه! و بعدين لامؤاخذة يعني مش كل الهدوم ينفع تتعلق و تبقي مشاع كده قالت جملتها الاخيرة بنبرة يملؤها الاحراج..
لم يعجب شهد اسلوبه و تذكرت حديث زوزو فقالت بتوتر و قليل من الجديةولما انت مش قد انك تجيب حد زيادة معاك هنا كنت بتشتريني ليه!! انا عايزة دولاب لوحدي!
ضحك جو ساخرا و قال حبي..فوقي كده! انت متباعة ياحلوة مش عروسة! فاكرة نفسك بتجهزي!
ضايقه انه شعر بضيقها فقال بجدية يا شهد ساعات وجودك مع حد بيكون احسنلك بكتير من وجودك لوحدك! انتي بذات.. الناس كلها طمعانة فيكي.. دا مفاتش 24 ساعة و لحد دلوقتي 4 مكلمني عليكي.. ده غير اللي في النص عايزين يطلعوا بعمولة..اهو تحبي تشوفي الرسايل..و الراجل اللي اتخانقت معاه عند العربية..مهو دا واحد منهم.. و يارتهم بيطلبوا بادب ..الا واخدين القصة عافية.. كنتي هتروحي فين انتي لوحدك في و سط كل ده..
فقال جو بحنان ورحمة ابويا و امي ..لو حد فيهم
كان كلمني علي جواز يمكن كنت فكرت و اديتك فرصة تفكري!
شهد باستنكار و سخرية شديدة يا سلام ده ايه الټضحية دي.. طب يا استاذ ملاك والنبي لما انت جدع كده ..عايزين دولاب الله يكرمك
جو رداعلي سخريتها مفيش دولاب.. و كتر كلام في الموضوع ده هقولك هدوك تتعلق كلها هنا و را الباب.. قطعة قطعة!
ثم نهض و توجه حيث الادراج وفتح احدهم ثم قام بجمع كل ما كان به من اغراضه و ضعهم جانبا و قال وادي الدرج .. اتفضلي بقي حطي حاجتك.. و مش عايز زن تاني.. ثم حسس بيده علي الدرج قائلا بهدوء ساخرايا ابن المحظوظة!
شهد بعدم رضا شكرا..
فقال بخبث طب يلا مش هتحطي حاجتك!
شهد ببرود مقصود بعد ما تخرج انت!
ضم جو شقتيه كناية عن الحسړة وقال طيب ..اروح انا بقي يدوب..
بالفعل اغتسل و خرج مرتديا ملابسه بعد ان حياها..
جلست بمفرها تتأمل
الفراغ وتفكر..لقد ضايقها امرا ما في الحوار.. اعادت الحديث في راسها الي ان امسكت به.. هل سيزوجها بمنتهي السهولة الي من يطلب.. لقد ظنت في لحظات ان عصبيته بها مشاعر الغيرة.. و لكنها غالبا مخطئة.. احبتطها الفكرة فقامت لترتب متعلقاتها القليلة الموجودة بالحقيبة اتسعت ابتسامتها حين تذكرت اسلوبه و هو يتحدث عن اغراضها الخاصة.. برغم انها تمقت كل من يحاول التحدث اليها بطريقة يتخللها الس فالة في الحديث..الا ان الامر مع يوسف بدا مشوقا مضحكا..لم تعرف لم
عاملنا مشاكل ليه يا جو
كان هذا الخواجة محدثا جو في السيارة اثناء ذهابهم الي عطا..
جومشاكل ايه خير يا ريس
الخواجة معرفش! كلام فارغ كده ..عنك و عن البت بتاعتاك ..مش عايزه يوصلي تاني..مش مقامي اني ادخل في المواضيع دي.. حل مشاكلك من غير ما تزعل حد.. احنا لينا شعبية و مينفعش نخسرها عشان تفاهات!
جوافهم بس يا ريس.. ايه اللي وصلك
الخواجة لما حد يطلب منك انه يشتريها..كلمه براحة.. مش هقول اكتر من كده.. القصة اخذت مني كلام اكتر من اللازم.. خلصني من المواضيع الهايفة دي والا هتخلص منها بنفسي..انا مريحتكش عشان تفضيلي دماغك..تقوم دماغي انا اللي تتقلب!
فقال جو امرك يا ريس
فقال الخواجة ساخطا وكانه يحدث نفسه انا مش عارف اللي جري للراجالة ! وبيتخانقوا عشان حتة بت
هم جو بقول شيئا ما و لكنه اثر الصمت..
جلست شهد في المنزل بمفردها تشعر بالضيق و الملل و ما زاد من ضيقها انها كانت تعرف ان زوزو ستكون في الصالة... سواء كانت ليلة عمل ام لا فهي متواجدة لوقت متأخر.. تخيلت ماسيحدث.. بالتأكيد ستجلس مع جو..مثلما كانت تراهم دوما.. يتضاحكان بمفردهما او مع الاصدقاء..دائما تلتص ق به و تحدثه عن قرب.. زوزو جميلة كما ان اسلوبها في الدلال مليء
بالان وثة.. كان لديها كم رهيب من المعجبين.. وينفقون عليها ثروات.. فما بالك بمن اختاره قلبها .. ستصب عليه الدلال المركز الخالي من الشوائب..
شعرت شهد بالاختناق .. رغبت في الخروج و لكنها خشيت من رد فعل جو فتحت الباب بحركة لا ارادية و لكنها لم تخرج بل جلست علي العتبة و استندت الي الحائط وقررت ان تسلي نفسها بمتابعة الشارع و التمتع بالهواء البارد..
لم تدري كم من الوقت بقيت جالسة قبل ان يمر بها حمادة.. وعندما رأها اقترب ليحيها و يسألها عن سبب جلوسها فانتهي الامر بجلوسه معها حيث كانت شهد بحاجة للصحبة و قد وجدت في حمادة التسلية و الاضحاك..
حمادة ضاحكا مانت بتعرفي تضحكي اهه
شهدانت اللي دايما كان حظك فقري معايا
حمادةبس ايه! ضحكتك عسل
ضحكت شهدانت بتعاكس يا وله
حمادة متصنعا الذعر اعاكس ايه! انت عايزة جو يطخني.. دانتي حتي ضحكتك تقرف
ضړبته علي ظهره و ضحكت بشدة..
قالت شهدالا قللي ..هو زوزو و جو..يعني..عاملين ازاي مع بعض
حمادة بغباءهم اصلا زوزو و جو مع بعض
شهد متسائلةمش مع بعض!
حمادة و لا عمرهم هيبقوا..هي اه ممكن تكون بتعجبه علي اساس انها مزة و كده..بس مش للدرجة هي بأة بترسم عليه..هتتجنن ويبقي بينهم حاجة.. بس هو بيحلق.. ساعات يعد معاها اما يبقي مش لا قي حاجة يعملها..اهو كده قاعدة حلوة و ضحك و فرفشة و خلاص
ابتسمت شهد بشدة
فقال و هو متأملا ابتسامتها بس انا لو منه
و قصادي الحلاوة دي..ولا زوزو و بتاع..مش هسيب البيت.. و يتحرق الشغل!
ضحكت شهد.. كانت تضحك بلا توقف علي اتفه التوافه.. و كانها تلهي نفسها بالضحك..
فقال حمادة طب بما اننا قاعدين..
ضحكت شهد و اشارت له لكي يدخل بينما بقيت في انتظاره..
وفي خلال فترة وجيزة كان حمادة و شهد يجلسان و مازالت شهد تضحك بينما هو يتحدث
قبيل الفجر كان جو يسيرعائدا.. كان مهموما بعدة مواضيع.. اولهم و اهمهم هو اولائك الذين يلحون عليه لشراء شهد.. وضغط الخواجة عليه ليكون لطيفا معهم و الا يغضبهم.. كيف لا يغضبهم! كيف يتحمل حديثهم السخيف عنها و احيانا نظراتهم .. كيف يمنع قبضته من تحطيم افكاكهم !! وماذا كان يعني الخواجة قوله
اخلص من القصة بنفسي هل بامكانه ان ېغدر به يوما! بعد كل التضحيات التي قدمها!! كان رأسه مرهقا من التفكير.. اقبل علي البيت ليجد عن بعد شهد تجلس مع حمادة علي عتبة المنزل وصوت ضحكهما يصل اليه . كانت شهد تقوم بضړب حمادة علي كتفه و تضحك بشدة.. اصابه الغيظ الشديد.. كل ما خطړ علي باله الان هو يذهب اليهما .. ثم يمسك برأسيهما و يقرعهما معا.. و لا مانع من بعض الصڤعات و اللكمات و الركلات ان توافر..
ولكنه افاق نفسه قبل ان يتصرف بهذا الغباء.. وظل يعيدها في نفسه قبل ان يصل اليهما حمادة اخوك الصغير.. حمادة اخوك الصغير
هلل حمادة لرؤيته..بينما اتسعت ابتسامة شهد ..
حمادةفاتتك سهرة بقي.. مقولكش.. احسن من مېت عطا.. دي البت دي طلعت مسخرة
ضړبته شهد مرة اخري وقالت ضاحكةبت في عينك..فرد حمادةيا ريت بت في عيني
لاحظ حمادة ان جو ليس متحمسا مثله فقال بتوتر وقد ادرك ان هناك ما يغضب صديقه وان كان يحاول اخفاء الامر بعد اذنك انا استلفت الشيشة..انت عارفني مقدرش اعد من غيرها
جو محاولا ان يبدوا هادئاوانت ايه اللي جابك
حمادة وانا معدي لقيتها قاعدة علي الباب كده زي الشحاتيين..و بعدين كلمة في كلمة لقتيني مرزوع جنبها.. بس والله فاتتك القاعدة
كانت شهد تضحك في بلاهة..
اما جو فقد اصابه الضيق اكثر فهناك نبرة حميمة في حديث حمادة..يتحدث عنها و كانها صديقته المقربة..يسخر منها و هي لا تهتم..بل تضحك و كانهم اقرب الاقرباء..ثم لم تجلس بقربه بهذه الدرجة. و ما قصة ضربه علي كتفه كل ثانيتتين هل صاروا اصدقاء الطفولة علي حين فجأة!
جووانت ليه كنتي قاعدة عل الباب يا شهد
شهدكنت زهقانة ..هطق!
حمادةلا يا شوشو..بعد كده كل ما تزهقي هاجي اسليكي..
جو بحزمقوم ياحمادة روح..الوقت اتأخر..
حمادة وهو ينهضاهو ده اللي بناخده منك امارة و بس..مفيش شكرا يا حمادة عشان سليت المزة! ده وشها نور من كتر الضحك
ركل جو ركلة في الهواء نحو حمادة قائلا بغيظغور ياد..يا.. ولم يكمل بينما حمادة جري مبتعدا و هو يضحك قائلاسلام يا شوشو
شهد بصوت عالي و هي تضحكشوشو دي تبقي خالتك!
ابتسمت و هي تنظر لجو لتري ان كانت اضحكته دعابتها الاخيرة ولكنه كان عابسا..
اخافها عبوسه فقامت الي الداخل اتقاء لشره..
صاح بها تعالي هنا ..لمي ياختي مطرح السهرة.. تدخل جوا وتتفك و تتنضف قبل