رواية اللصة والۏحش للكاتبة منة فوزي
تنظر امامها و سارا معا في صمت.. لقد سامحته وغفرت له كل ما قاله..
نظر هو اليها بجانب عينه كانت تبدو مثل طفلة صغيرة تردتدي سترة ابيها.. كانت السترة مضحكة عليها تغوص فيها غوصا.. الا ان ذلك جعلها في نظرة اكثر فتنة من ما كانت تردتدي قبلا.. شرد في فكرة عجيبة استولت علي رأسه..
عندما وصلا لبيت زوزو وقفت شهد مواجهة له ورفعت عينها اليه وقالت متشكرة.. ثم همت بخلع السترة لتعطيها اليه فقال باقتضاب بتعملي ايه! اطلعي..
جو بنفس الاسلوب العابس المقتضب كده تاخدي برد..بلاش غباوة..اطلعي
شهد وقد زاد اندهاشها الله ! مش هتاخدها
جو مستغبيا اياها هو انا ھموت! هاتيها بكره..
شهد يعني انت مش عايزها امال جيت ليه
جو في قمة الملل ونفاذ الصبر عايزها طبعا.. انت ماصدقتي! بس مش لازم حالا .. اطلعي بقي! متقرفنيش في عشتي زيادة..عايز انام !
دفعها بيده في نفاذ صبر لتدخل مدخل البيت و قال اطلعي يا شهد! اطلعي و عدي الليلة المنيلة دي!
ازاحت يده بغيظ و بالفعل توجهت للصعود للبيت..
بقي واقفا حتي اختفت عن ناظريه ثم عاد ادراجه الي بيته..
بالطبع كان اول شيء فعلته شهد عند رؤية زوزو ان اخبرتها ان من وصلها للتو هو جو.. ثم حكت لها تفصليا عن ما حدث عند عطا.. مشددة علي التفاصيل التي قد تصيب زوزو بقرحة في المعدة..
كان الامر اقوي من قدرة زوزو علي الاحتمال .. فتركت لها الحجرة و خرجت للسطح بعد ان صفقت الباب پعنف.. ووقفت لتدخن بغل..
حمادةطب وهتكمل باقي المبلغ منين
جو هو انا عبيط زيك.. انا بحوش طبعا.. معايا شوية حلوين.. و بعدين انت ناسي الارض اللي قرب مطروح..
حمادة ايه هتزرعها مثلا و لا هتأجرها.. دي صحرا وفي الطل وانت راميها من ساعة ما اشترتها من زمان
جو لأ هبيعها.. دي قرب البحر و بعدين مسير المكان يعمر.. انا كنت واخدها بملاليم و قتها و المعلم صابر بتاع تسقيع الاراضي ساعدني.. لو سألته دلوقتي مية مية هيقولي تمنها ضړب
جو مش عايزها من اساسه.. انا كنت شبط في الموضوع ساعتها لما قعدت مرة مع المعلم صابر و عجبتني اللعبة.. لكن طلعت عايزة تركيز و متابعة و انا مليش فيه.. هبيعها و اخد القرشين واتمم الموضوع.. وبعدين علي فكرة في ارض تانية في الصعيد.. اشتريتهم مع بعض برضه المعلم صابر كرمني فيها.. بس كان املي كبير في بتاعة البحر دي.. قلت بكرة تقرب منها القري السياحية بتاعة الناس اياهم ويضرب سعرها في السما
جولا
سيبك منه! المهم الكبار.. بس هلاقلها حل..
حمادة اد كده الموضوع همك
نظر له جو و نفث الدخان للاعلي و اومأء برأسه في تصميم..
جلس الخواجة و علي طاولته المعتادة في المساء مجتمعا ببعض الاصدقاء بينما تواجد حوله جو و الرجال.. اقترب جو من اذن الخواجة و قال يا ريس كنت عايز اكلمك في موضوع..
الټفت له الخواجة و قال اكلم
جو موضوع طويل شوية..
الخواجة قول بخصوص ايه و بعدين نكمل لما اخلص هنا
جو عايز اضمنلك ان الي حصل امبارح مش هيتكرر تاني..
الخواجةازاي
جو هشتري البنت!
الخواجة مستفهما معكش
تمنها
جو لأ ..معايا.. بس هي عليها مشاكل..مش هيحلها غيرك يا ريس
الخواجة ممم.. موضوع طويل فعلا.. استني بقي لما نخلص هنا
كانت عينيه تدور في المكان كما هي طبيعة عمله و لكن فجأة اصطدمت عينه بشيء كان ينقصه حقا..
كان عدوي يتقدم بعض ررفاقه.. داخلا من الباب و يرحب به عطا ..بينما يجوب بنظره المكان بتؤدة.. الي ان التقت عيناهما..
ابتسم عدوي ابتسامة كبيرة وسخيفة.. و فتح ذراعيه عن بعد قائلا حبيب قلبي!
اقبل عدوي.. و قام بتحية الرجال من حول جو ثم جو وربت علي ظهره في حفاوة مفتعلة..
عدوي جيت عشان اشوفك..مدام انت مبتسألش..
جو باشمئزاز بس ياله.. هو انا صاحبتك!
ضحك عدوي وقال ها اخبار المزز هنا ايه لسة مفيش جديد!
جو اديك هتشوف بعينك...
فاشار عدوي الي طاولة قريبة و قال طيب انا قاعد هناك.. ابقي تعالي اقعد لما تفضي
وربت علي كتفه و توجه لطاولته بالفعل..
تابعه جو.. ها قد بدأت للتو ليلة اخري من تلف الاعصاب..
دخلت سمر حجرة الفتيات الراقصات و معها في يدها النادلة التي حدثها يوسف..
التفتن الفتيات اليها و منهن من نظر اليهما بتعالي..
لم تهتم سمر بل توجهت لشهد و قالت بصوت خفيض جو بعتلي البت دي تقولي اقلك ..متطلعيش ترقص ي!
فاومأت الن ادلة براسها مؤكدة..
فقالت لها شهد ليه
فقالت الن ادلةمقالشي.. هو قالي بالحرف.. قولي لسمر تقول لشهد اوعي تطلعي..
رفعت شهد بصرها للاعلي في وهي تهز رأسها اعتراضا قائلة هو فاكر نفسه ايه. بيبعتلي تعليمات كمان و هو قاعد في مكانه.. لو هامه قوي كده..مكلفش خاطره حتي يهز طوله و يقولي بنفسه!!
طبعا زوزو كانت موجودة وقد القت باذنها عندهن باستماتة لتستمع.. و ما ان سمعت اسم جو حتي قامت و قالت محدثة سمر و النادلة انتي بتعملي ابه هنا يا بت .. وانتي يا سمر مش المفروض تبقوا هنا!
الن ادلة بحدة خلاص يعني دخلنا الجنة.. انا جاية ابلغ رسالة و ماشية.. و خرجت بعد ان صفقت الباب..
اما سمر فامسكت بيد شهد قائلة بلاش يا شهد احسن.. اسمعي الكلام!
فقالت شهد لأ يا سمر ده زودها اوي.. انت مشفتيش اصلك امبارح.. روحي انتي لشغلك و انا هبقي احكيلك
فخرجت سمر دون حتي ان تنظر لزوزو و كانها لم تسمعها او تراها..
زوزو لشهد هتسمعي كلامه
ابتسمت شهدوقالت ساخرة هو احنا كان صوتنا عالي اوي كده!
لم ترد زوزو فكلتاهما تعلم انه سؤال هدفه السخرية.. انما قالت بكرة بقعدك من الشغل.. انهاردة بيقولك متطلعيش..يا عالم بعد كده ايه.
ابتسمت شهد اكثر..لم يكن كلام زوزو ما جعلها تقرر ان ټضرب برسالة جو عرض الحائط.. انما بجميع الاحوال هي لم تكن لتترك زوزو تصعد للرقص امام جو.. بينما تبقي هي تشاهد الامر.. و ليعلم جو ايضا انه ان كان يخشي عليها و يهتم بها فعليه بذل مجهودا اكثر من ارسال الن ادلة لسمر..
مرت الن ادلة امام جو فاشار اليها بما يعني هل فعلت فأومأت برأسها ايجابا.. فارتاح جو قليلا لمعرفته انه لن يحتاج لان يخوض في مشكلة اخري بسبب شهد الليلة و خصوصا ان مع عدوي سيتحول الامر الي حرب طاحنة مثل ايام الصبا.. كما ان الامر معقد اكثر.. فهو ليس عراكا من اجل فتاه احدهم
علت الموسيقي فجاة معلنا عن موعد الرق ص.. بالفعل هلل بعض الرواد و قام بعضهم من مكانه ليرقص ومنهم من كان يرقص جلوسا من مكانه.. وبدأت الفتيات في الخروج و احدة تلو الاخري لتصعد لمكانها.. وكانت المفاجأة الصاعقة لجو هو ان شهد كانت بينهن.. لقد صعدت لمكانها وهي تبتسم ابتسامة عريضة و تشير الي المعجبين
من الزبائن.. وبدأت فورا بالرقص.. الټفت جو بسرعة ليري رد فعل عدوي.. كان عدوي فاغرا فاه ينظر غير مصدقا لشهد التي لم تراه بعد.. المسكين يبدو انه لم يتوقع ان يجدها امامه بتلك السهولة.. كان يضع احنمالا كبير ان زوزو كاذبة ..ولكنه فوجيء مثله مثل جو بخروج شهد و صعودها للرق ص..
وقف يوسف وكل اعصابه مشدودة عن اخرها ..كان يرقب الموقف مستعدا لأي رد فعل من عدوي.. وقلبه يخفق في عڼف.. لم يتخيل ان تلك اللحظة المتوقعة منذ لحظة ان اختبأت شهد عنده ستصيبه بكل هذا القلق و التوتر.. لم يقلقه عدوي ابدا في حياته.. و لكن الان هو قلق..قلق بشدة! ليس منه بل قلقا علي شهد..مازال ينظر لعدوي المذهول.. شعر
ان دهرا مضي اثناء تلك اللحظات..
بحثت شهد سريعا عن مكان جو ونظرت اليه استعدادا لأن تكيده.. و لكنها وجدته محدقا في نقطة ما في الصالة وعلي وجه اهتمام رهيب.. بالطبع حولت نظرها بسرعة لتري مالذي اثار اهتمام البيه .. اصطدمت عيناها بتلك العينيان الكريهة المحدقة بها في لهفة.. العينان التي طالما عانت من نظراتها المتطفلة.. العينان التي تمقت هي صاحبها مقتا بالغا.. ويال الهول هاهو صاحبها يجلس بذاته امامها .. لا يفصلها عنه سوي امتار قليلة.. تراجعت للوراء ويكاد فكها يهوي مع قلبها الذي ربما هو ما تعثرت به علي الارض حتي كادت ان تسقط من فوق المساحة الصغيرة التي تعتليها.. لحقت نفسها قبل السقوط .. ثم قفزت في سرعة .. وفرت بسرعة متجهه لباب الصالة.. مما جعل عدوي يهب و اقفا و يتجه بسرعة الي حيث تجري هي ..اين الم طواة الان.. ذلك الزي السخيف ليس به جيوبا..تعثرت و هي تجري بالحذاء ذو الكعب العالي.. شعرت انها بذلت كم من المجهود و لم تصل للباب بعد.. قامت و عاودت الجري..
اما جو فبمجرد ان رأي شهد تسرع للباب ..استدار للخواجة قائلا اعذرني يا ريس.. لازم الحق مصېبة!
واسرع باتجاهها.. ولكن عدوي كان اسرع منه فامسك بها و قام بشبه حملها الي الخارج و هو يكتم نفسها.. كان ايضا قويا و لم تقدر عليه شهد..خرج بها الي سيارته العملاقة ذات الدفع الرباعي و فتح الباب ليلقي بها اولا ويدفعها ثم يدخل خلفها ..فتصبح هي علي الكرسي بجوار القائد بينما هو علي كرسي القائد .. و قبل ان يغلق القفل الابواب فوجيء بجو ينقض علي الباب ليفتحه و يدخل..فيصبح جو جالسا في الخلف.. اخرج عدوي مسډسا و صوبه الي رأس شهد قائلا بعد ان اغلق القفل كنت عارف انك لقيتها و طمعت فيها! و قال بتتهمني دايما اني واطي!
عدوي والله انا شايف بما انك جيت نطلع كلنا عل المعلم مرعي و هو اللي يقول مين اللي واطي!
كانت شهد تبكي في صمت مذعورة.. غير مصدقة ان عدوي