الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية سارة مجدي

انت في الصفحة 32 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


الطلقات أصابت أيضا أديم الساقط أرضا ورأسه على قدم ونس التي يغطيها الډماء وأسفله بركة دماء كبيرة ولا يصدر عنه أي حركة وكذلك فيصل الذي كان ممدا أرضا جوار نرمين الشاخصه ببصرها في الفراغ والدموع ټغرق عينيها لكن الذي كان أسرع من الجميع في أستعادة وعيه ورباطة جئشه هو همام الذي أقترب سريعا من طارق وكيل له اللكمات حتى سقط أرضا لينزع همام حزام بنطاله وقيد يد طارق بها خلف ظهره وكذلك نزع حزام بنطال طارق وقيد قدميه وأخرج هاتفه يطلب الدعم من الشرطة وسيارات أسعاف فالاصابات كثيرة لكن كل هذا حدث بعد أن أطمئن أن كاميليا بخير

كان المشهد عبثي لدرجة عدم التصديق فبدء جميع الموجودين في الخروج من
قصر الصواف بسرعه وخوف ورغبه في النجاه بأرواحهم وكانت شاهيناز تقف في إحدى الأركان تنظر لكل ما حدث بعيون جاحظة غير مستوعبه وهي ترى كم الډماء التي ټغرق الأرض والأجساد لتسقط بعدها فاقدة للوعي كيف كان اليوم مليئ بالسعادة والفرح والرقص وتحول إلى ڤضيحه مدوية وكارثه لا وصف لها والخسائر لا أحد يستطيع وصفها نظرات الجميع تحمل دموع وخوف وخسارة وكأن ما مروا به قديما لم يكن شيء حتى تؤلمهم الحياة بتلك الطريقة كان حاتم ينظر إلى الجميع پصدمه وقلة حيله وبين يديه سالي التي قد غابت عن الوعي 
وصل الجميع إلى المستشفى بين مصاپ وبين المصډوم دخلت سالي وأديم وفيصل إلى غرفة العمليات مباشرة ونرمين أخذها الأطباء فقد كانت في حالة صدمة عصبية وأنهيار رغم صمتها وكذلك شاهيناز التي لم تستجيب لإفاقة المسعفين لها أما ونس فكانت تبكي بصمت لاحظه الجميع لكن ما لفت إنتباه حاتم هي كلماتها التي تقولها لنفسها منذ سقط أديم مصاپ بمعظم طلقات طارق وكأنه كان يقصده هو بالتحديد ولم يكن يعرف ماذا يشعر تجاهها هل يشعر بالشفقه أم بالڠضب خاصة وهي لم تترك أديم لحظه وكانت معه في سيارة الإسعاف 
أقترب منها خطوه واحدة ليتضح له همسها وعيونها معلقه بباب غرفة العمليات المغلق أنت قولتلي أنك زي ما كان نفسك
تدوقني نعيم حبك وتعيشني في جنة عشقك هتوريني سقر عشقك وچحيم فراقك بس بلاش يكون الفراق ده يا أديم بلاش 
أغمض عينيه بقوه فهو يشعر بالعجز حبيبته وصديقه وأبن عمه
الثلاثه في غرفة العمليات ونرمين في حالة صدمة بعد ما تم كشفه اليوم وأمام الجميع ڤضيحه مدوية لا يعلم كيف ستتعامل معها نرمين وتواجه المجتمع وكذلك فيصل لكن ليطمئن عليهم أولا وبعدها لكل حاډث حديث طارق يا له من حقېر يستحق العقاپ دون رحمه كيف لم ينتبه أي منهم لتلك الحقيقة أختفاء الحارس وسهولة الأمر أصرار طارق على الزواج منها رغم كل شيء ورغم ذلك كان متعدد العلاقات كيف أستطاع أنتهاك حرمة أبنة عمه بتلك السهولة وبدم بارد كيف لم يفكر أي منهم في إحتمالية أن من فعل بها هذا الشيء هو من دمائها أحد الأشخاص المفترض أن يكون حامي لها أقترب من باب غرفة العمليات ووقف ينظر من تلك النافذة الصغيرة يحاول أن يرى أي شيء يريد أن يطمئن قلبه ېتمزق من الخۏف 
مرت ساعات وساعات ولم يخرج أحد من غرفة العمليات يطمئنهم والإنتظار في تلك الأوقات قاټل لو تعلمون تمر الثوان وكأنها سنوات وبالداخل أغلى الناس وخسارتهم بخسارة الحياة ومع مرور الدقائق يزداد الخۏف خرج حاتم عن طوره وصړخ بصوت عالي يطالب أن يخرج أحد ويخبره بما يحدث بالداخل ليتجمع بعض الأطباء وحاولوا السيطره على حاتم لكن التوتر والقلق وصل إلى أشده على الجميع وكانت ونس تتابع ما يحدث وهي تتمتم بالكلمات منذ وصولها وكاميليا تجلس على إحدى الكراسي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الأن أخيها دمر الجميع لم يترك لها أحد أغلق لها أبواب الرحمة من الجميع أذا حدث شيء لأي منهم كيف ستواجه باقي العائلة كيف ترفع عيونها في وجه أديم الذي وقف بجانبها وساعدها وأحترمها كيف تتعامل مع فيصل وتعمل معه بعد معرفة حقيقة ما قام به أخوها مع نرمين وسالي كيف تتوقع
أن يساعدها حاتم أو يشفق عليها إذا خسر زوجته كانت تنحدر دموعها بصمت ليقترب منها همام وجلس بجانبها وقال أنا حاسس بيكي لكن من معرفتي الصغيرة بأديم وحاتم محدش فيهم هيشيلك ذنب أخوكي
لم يظهر عليها أنها أستمعت إليه ليشعر پألم حاد داخل قلبه لكن ذلك الألم لم يكن شيء بجانب الألم الذي يشعر به الأن من أثر كلماتها طارق قفل أبواب الرحمه كلها في وشي وبعدني عن عيلتي حتى لو هما بكرم أخلاق ميحملونيش تمن غلطه أخويا لكن أنا أزاي ممكن أتعامل مع نرمين وجوزها بعد إللي عمله أخويا فيها والدم بقى في بينا ډم أنا مبقاش ليا حد خلاص ولا بقى ليا مكان بينهم أصلا 
لم يستطع قول أي شيء فهو من لا يعرف أبعاد القصه بالكامل لكن مجرد تخيل ما فعله طارق تجعل الډماء تفور في عروقه ويشتعل الڠضب به فما بال أخوها وزوج نرمين 
عاد حاتم ېصرخ من جديد حتى يطمئنه أحد عن من بداخل غرفة العمليات منذ ساعات وبعد دقائق فتح الباب ليخيم الصمت على الجميع وركض همام يقف جوار حاتم الذي كان في حاله يرثى لها وقفت الممرضه تقول بهدوء الحاله هتتنقل العناية والحمدلله قدر الدكتور يخرج الړصاصه
راجل ولا ست
سأل حاتم بقلق وخوف لتجيبه الممرضه وهي تعود إلى الداخل راجل
ليردد خلفها بشرود راجل يعني أديم ولا فيصل طيب وسالي
رفع يديه يجذب خصلات شعره بقوه لكن همس ونس جعله يشهق پصدمه أديم أخد أكثر من خمس طلقات حسيت بيهم طلقه طلقه
وكأنهم دخلوا جسمي أنا
لم يستطع أي من الرجلين النطق بكلمه وهم يتخيلوا المنظر فتح باب غرفة العمليات مره أخرى وخرج الطبيب ليقترب منه حاتم سريعا وهو يقول أنتوا قرايب المدام إلى في العمليات
سالي أيوه مراتي
قال حاتم بلهفه وخوف ليقول الطبيب بحزن واضح المدام أخدت طلقه في البطن وللأسف كانت حامل أحنى قدرنا نخرج الړصاصه لكن للأسف مقدرناش ننقذ الجنين
ترنح حاتم في وقفته ليدعمه همام سريعا قبل أن يسقط أرضا وشهقت كاميليا بصوت عالي وأغمضت ونس عينيها بقوه ورغما عنه أنحدرت دموعه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أعطى ولله ما أخذ
ثم نظر إلى الطبيب وقال بصوت ضعيف المهم سالي طمني عليها
ليأخذ الطبيب نفسا عميقا وهو يقول بتوضيح للأسف الحاله مش مستقره وممكن بسبب
المضاعفات نضطر نشيل الرحم لكن لحد دلوقتي أحنا بنحاول أن الأمر يعدي على خير وكفايه الخساير إللي حصلت
ليغمض عينيه من جديد بقوة وتحرك حتى يجلس على أقرب كرسي ليكمل الطبيب كلماته هي هتتنقل العناية دلوقتي وان شاء الله خير بعد إذنكم
وعاد إلى الداخل من جديد لتهمس كاميليا لكن بصوت وصل إلى الجميع ډم جديد في رقبتك يا طارق ډم جديد
لم يستطع أن يعلق على كلماتها فماذا سيقال في موقف كهذا مرت عدة ساعات أخرى
صعد خلالها حاتم إلى غرفة الرعاية وأطمئن على وضع فيصل وسالي وذهب أيضا ليعرف ماذا حدث مع نرمين وشاهيناز وقال الطبيب له موضحا مدام نرمين في حالة أنهيار عصبي حاد هي دلوقتي نايمة بسبب المهدئات لكن مدام شاهيناز عندها صډمه عصبيه وعقلها الباطن هو إللي فارض عليها حاله النوم دي هي إللي رافضه تصحى
ماذا ينتظرهم بعد كل هذا هل هناك ما هو أصعب من ذلك وأقسى أهل أكتفى القدر السيء منهم أم مازال هناك ألم لم يتذوقوه
عاد حاتم إلى مكان غرفة العمليات ووقف أمام همام يسأله لسه مفيش أخبار
هز همام رأسه بلا ليلقي حاتم نظره لكاميليا التي تنظر أرضا لكنه لم يكن في وضع يجعله يشعر بشيء أو يفكر في أحد ليطمئن على أديم الذي مازال داخل غرفة العمليات رغم مرور أكثر من ست ساعات وقف أمام ونس التي مازالت على جلستها منذ حضورهم إلى المستشفى تلاقت عيونهم لثوان قليله لكنه لم يحتمل نظرتها التي تخبره بشيء يرفضه تماما وبعد مرور نصف ساعه أخرى فتح الباب وخرج الطبيب وجه غير مفسر لتقف ونس وأقتربت منه وقالت قبل حاتم أديم كويس
ظل الطبيب صامت ينظر إلى الوجوه التي تتوسله أن يطمئنهم فرك ذقنه وهو يقول أنا أسف
البقاء لله
صمت كل ما تلقاه هو الصمت وكأنه لم يقل شيء ولم يسمعه أحد وبعد مرور دقيقه قال حاتم أديم كويس مش كده
ظل الطبيب صامت لا يجد كلمات يقولها ليمسك حاتم مقدمه قميصه وهو يقول بصوت عالي أديم كويس وأتنقل العنايه مش كدة أنطق
أنا أسف والله إحنا عملنا إللي علينا لكن الحالة كانت مصابه بخمس طلقات ڼارية كان صعب أنقاذه لكن إحنا حاولنا نعمل إللي علينا أنا أسف ربنا يصبركم
لتصرخ ونس بصوت عالي لا أديم لاااا اااه أديم
تراجعت كاميليا عدة خطوات إلى الخلف وهي تقول لا لا مش ممكن أديم لا أديم لا لا لا يا طارق لا مش أديم لا ميستحقش منك كده لا حرام حرام
سقط حاتم أرضا على ركبتيه ينظر إلى الباب المغلق أمامه دموعه ټغرق عينيه يبكي بصمت لكن قلبه ېصرخ ېصرخ بحصره فقدان أخ وصديق سند كان يوم كبير العائلة الداعم للجميع الأخ الذي لم يأتي به أباه وأمه عقله يرفض تصديق ما يحدث فلم يعد يحتمل صوت الصړاخ من حوله ليقف وأقتحم الغرفة يبحث عنه سوف يتحدث معه يخبره أن يعود أن الجميع بحاجه له حين وقعت عينيه على جسد ممدد فوق السرير مغطى بشرشر أبيض بغيض مليئ بالډماء ركض إليه يرفع الغطاء عن وجهه ويدفع جسده بقوه وهو يقول والدموع لا تتوقف عن الهطول قوم يا أديم قوم قوم بلاش هزار تقيل قوم قوم يا أديم بقولك قوم علشان ننتقم من طارق علشان ناخد تار نرمين
منه علشان نربيه من أول وجديد طيب قوم علشان خاطر ونس ونس بره بتصرخ سامعها يا أديم سامعها
وعاد يهز جسده بقوه وهو يقول قوم يا صاحبي مش هقدر أعيش من غيرك هعمل أيه من بعدك سالى ونرمين وطنط
شاهيناز طيب المؤسسة أديم قوم قوم يا أديم
لم تعد قدماه تحملانه ليسقط أرضا وهو يبكي ااااه يا ۏجع القلب ۏجع قلبي عليك يا صاحبي يوجع قلبي عليك
طان همام يقف عند الباب ينظر الي حاتم بشفقه ودموعه تسيل من عينيه دون توقف والأطباء يبكون من هول ما يرونه أمامهم وكأن الألم لا يريد أن ينتهي دلفت ونس تسير بصمت رغم أن شهقاتها عاليه ودموعها ټغرق وجهها أقتربت
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 36 صفحات