السبت 30 نوفمبر 2024

مذاق العشق بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 39 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز


راجية 
انا لازم اسافرلها يا يوسف ..دى خالتى برضه ولازم اطمن على صوفيا 
ردت سميرة بسرعة قبل أن يجيب يوسف 
انتى بتقولى ايه بس يا بنتى ...سفر ايه وانتى لسة فى بداية الحمل 
هز يوسف رأسه مؤكدا لكلام امه 
سفر ايه مش هتستحملى 
نظرت لهما فى تعب وأخبرتهما في لهجة حاسمة 
انا هاخد بالى متخافوش ...مينفعش اسيب صوفيا لوحدها فى ظرف زى ده 

تنحنح زين فى هذه اللحظة واستئذن فى الانصراف بينما عينا سمر تراقبه فى حنق ...نهض محمود ليتبعه بينما ظلت سميرة ويوسف يحاولان اقناع ايلينا بالعدول عن فكرة السفر حتى قالت فى النهاية فى محاولة لارضاء جميع الاطراف 
خلاص يا جماعة احنا هنروح للدكتورة النهاردة وزى ما هتقول هنعمل 
اقتنع الجميع بهذا الرأى وبالفعل ذهبت ايلينا مع يوسف الى الطبيبة التى حينما اخبرتها ايلينا بحتمية سفرها وافقت ولكن بتعليمات مطولة وادوية كثيرة تشمل العديد من مثبتات الحمل ... 
لم يقتنع يوسف بكل هذا وحاول من جديد اقناعها لتعدل عن السفر ولسوء حظه انه ارتبط بكثير من الاعمال التى لا يمكن تأجيلها ليرافقها كما ارتبط علي شقيقها بدوره بدراسته وتدريباته وبعد محاولات مضنية باءت بالفشل أمام اصرارها الواضح رضخ لها فى النهاية وتحدد موعد سفرها فى اليوم التالى... 
دلف الى غرفته ليتفاجىء بمحمود يتبعه نظر اليه بعدم اكتراث وبدأ فى خلع سترته قائلا 
خير يا بابا 
رد محمود وهو يقف فى مواجهته 
لسة بتفكر فيها يا زين 
توقف عن فك ازرار قميصه وابتسم ابتسامة قصيرة ليجيب ابيه بما لا يريح احدهما 
وهتفرق معاك فى ايه ما دام اللى عاوزه حصل ..هيفرق معاك فى ايه اذا كان ابنك سعيد او حزين ..عايز تريح ضميرك واقولك ان المستحيل حصل وان ممكن خلاص اعتبر سمر مراتي واحبها ونعيش حياتنا وننسى اللى فات 
اكمل وهو يهز رأسه ويضع يديه فى خصره 
لا يا بابا للاسف مش هيحصل ... وهقولهالك تانى وتالت ومليون ..انا مبطلتش احبها ..اتوجعت فى السنين اللى فاتت دي ومت فى اليوم مليون مرة محاولتش ولا هحاول ولا هقدر من اصله اني انساها 
رفع محمود رأسه اليه فى تساؤل واضح 
طب وسمر 
نظر زين الى الاعلى ليتنفس فى عمق للحظات 
انا وضحت لحضرتك من اول يوم ان سمر مستحيل تكون زوجه ليا ..انا اتجوزتها بس عشان شرف العيلة وعشان حسام ميتكسرش من تانى ...لكن انا عمرى ما هكمل معاها ..مش هفضل مدفون بالحيا كتير 
اقترب محمود خطوتين يسأله فى ترقب 
قصدك انك خلاص هتطلقها 
مرر زين يده فى شعره وتهكم بابتسامة صغيرة 
هوا حضرتك كنت متوقع ان جوازى منها هيكمل ..انا بقيت عليها الفترة اللى فاتت عشان شكلنا قدام الناس وعشان اخد وقتى انا كمان واقدر استرد نفسى اللى انت دمرتها وافتكر اني خلاص قربت 
تمعن محمود فى ولده الذى تغير كثيرا .. لقد حمله مالا يطاق فلابد ان تكون تلك هى النتيجة ولكن ابنة عمه ماذنبها في كل هذا... 
استأذن زين فى الدخول الى المرحاض وحمل منشفته وملابسه وحين هم محمود بالخروج اصطدم بسمر عند الباب وهى تهم بدخول الغرفة ... 
نظر خلفه وامسك بذراعها ليخرجها بعيدا الى حيث يطمئن ان صوتهما لا يمكن ان يصل الى زين تماما قالت سمر فى ترقب 
فى ايه يا عمو 
نظر الى اليمين واليسار وهمس في حذر 
حاولى تحافظى على جوزك يا سمر بلاش استسلامك اللى هيضيعو منك ده 
واضاف وهو يقترب منها 
هوا لسة معرفش 
أخفضت رأسها وهزتها لتنفي بقوة 
مش قادرة اقول كل ما أحاول لساني يتعقد 
زفر في ضيق لايريد أن يتحدث بصراحة ولكنها تجبره بحماقتها تلك 
عايزة تفهميني ان بقالكو سنين متجوزين ومش قادرة تأثري عليه خالص ..ليه متجوز واحد صاحبه هوا 
احمر وجهها خجلا فلم يعبأ بها وهو يواصل في صرامة اسمعي يا سمر أنا عملت اللى عليا وجوزتهولك وانتي وقتها قلتي انك كفيلة بالباقي ...دى مسئوليتك انتى دلوقتي...حافظى عليه لأني مش هقدر اجبره من تاني 
واضاف وهو يميل مشيرا بسبابته 
لازم يعرف الحقيقة يا سمر ..لو كنتى قدرتي تأثري عليه كان زمانه عرفها لوحده وتقبلها كمان لكن سكوتك ده هيخليكي تخسريه ..انا حذرتك وانتى حرة 
تركها عمها وذهب ... 
لقد حاولت وحاولت دون جدوى لم تكن دميمة ابدا بل كانت فاتنة بكل ما تحمله الكلمة من معنى جسدها ممشوق ومنحوت يضج انوثة واڠراء .. 
حاولت استخدام كل ذلك دون جدوى .. 
حاولت حتى ان تتقمص دور الغوانى معه فقط لاغوائه فلم يعرها اهتماما حتى جعلها تشك فى كونها انثى من الأساس .. 
لم تحصل منه وهى فى قمة اغرائها الا على ابتسامة عابثة او نظرة ساخطة كأنه يخبرها ان سلعتها لا تلاقى استحسانه... 
كأنه يخبرها انه محصن بتعويذه عشق خاصة تعميه عن رؤية اى انثى سوى حوريته ... 
يأوى الى نومه فى ملحق صغير بجناحه لم يجمعه بها فراش واحد طيلة الثلاث سنوات الماضية وليس فقط الفراش هو ما رفض ان يجمعهما فلم تجمعهما ابتسامة او حتى حوار قصير او اى مناسبة او ذكرى ماذا بامكانها ان تفعل .. 
تعيد محاولاتها كل يوم ويعيد هو رفضه .. ولكن بعد ما اخبرها به عمها ليس لديها بديل سوى ان تخوض تجربتها معه هذه المرة بكل القوى المتاحة لديها فقد اصبحت معركة حياة او مۏت وربما استسلم هذه المرة.. 
تنهدت ايتن فى تعب وهى تدلك رقبتها فى ارهاق وتنظر الى التاريخ فى هاتفها لترى كم تبقى على تلك المهلة السخيفة ... 
تذكرت هذا اليوم حين وقفت بين زميلتييها بعد ان تخطت العديد من الاختبارات للعمل فى شركة حسام الذى نشر اعلانا يطلب فيه عمالة جديدة وارفق بالاعلان الشروط التى يريدها وبالفعل حينما علمت بهذا هرعت لتقدم اوراقها لتلحق بوظيفة لديه وتمنت ان يضعها بمنصب مدير مكتبه فقد علمت ان المنصب فارغ بعد استقالة مدير مكتبه لسفره... 
ثلاث سنوات مرت عليها غيرت فيها الكثير وضعت كل تركيزها في دراستها لتحقق نجاحا ملحوظا كما حصلت على العديد من الدورات وتدربت مع يوسف لبعض الوقت .... 
وطيلة هذه الفترة كانت تتبع اخبار حسام بسعادة ترى نجاحه وانفراده وتميزه فى مجال الاستيراد والتصدير رغم صغر سنه..تسمع اسمه دوما في قائمة اكثر رجال الاعمال نجاحا ...لذا فقد اقنعت الجميع انها ستتقدم الى الوظيفة ولم تعبأ بدهشة احد ... 
لم يمنعها محمود وهو يعرف جيدا مايدور فى عقلها ..ترك لها الفرصة فى ان تحاول ...امها ايضا التى لم تعرف حتى الان بما فعلته فى حسام واخبرها زوجها بأنها انهت الخطبة بناء على رغبتها لم تصدق حينها ولكنها لم تحاول النبش عن الحقيقة... 
اما يوسف فثقته بحسام بلا حدود ورأى انها فرصة مناسبة لتأديب اخته المدلله ...فالساذجة لاتعرف حسام فى العمل مطلقا فهو يصبح بشراسة أسد جائع منقض على فريسته حال حدوث اى خطأ حتى ان كان دون قصد ... 
وكانت البداية بالفعل حين تلقاهم خالد مساعده يخبرهم بقراره 
حسام بيه هيحطكو كلكو تحت التدريب لمدة شهر كامل ..الحضور هيبقا يوميا من سبعة ونص صباحا لخمسة عصرا ..هتمرو على كل الاقسام الدعايا والتسويق والحسابات كل حاجة ..واخر الشهر هبعت تقرير عن كل واحدة فيكو وهوا هيختار 
وبقدر ما اغتاظت من حسام لأنه لم يقابلهن ولكن غيظها الأكبر كان على شروطه المجحفة تلك ... 
السابعة صباحا !!.. 
يتبع
الفصل الحادى والعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء 
أنار المكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في الدخول 
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره 
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة 
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا الجناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بالمقر الجديد للمجموعة الذي من المفترض ان يكون افتتاحه باحتفال كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رجال الاعمال والشخصيات اليه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته 
سار خطوتين حتى وصل الى الفراش 
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها 
لحظات وجاءه صوتها الناعم المحبب الى قلبه فسارع هاتفا في شوق 
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة 
ضحكت في رقة 
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة 
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق 
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده النفس اللى بيخرج منى بيقولهالك يا ايلينا 
صمتت للحظات قبل أن تخبره في حنان 
وحشتنى اوى يا يوسف 
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز الهاتف بينه وبين أذنه 
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى الأوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة 
ردت فى دلال 
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بالكتير ان شاء الله اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على الحمل وكدة 
ابتسم في رضا 
مادام هتطمني على ولى العهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين 
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله 
مش عاوز حاجة اجيبهالك من باريس 
نظر الى صورتها على المنضدة أمامه في حب قبل أن يضغط الهاتف بقوة 
عاوزك انتى بس خلى بالك من نفسك 
همست في سعادة 
وانت كمان مع السلامة 
لحقها قبل أن تنهي المكالمة واعتدل فجأة 
ايلينا 
ايوة يا يوسف 
بحبك بحبك اوى 
سمع صوت قبلتها تتسلل الى أذنه عبر الهاتف فأغمض عينيه شوقا الى ملمس شفتيها على وجنته فتنهدت في عمق لتخبره وكأنها تشاركه الاحساس ذاته 
وأنا كمان تصبح على خير 
عاد من عمله فى وقت متأخر 
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه 
تفاجىء بكفيها على كتفه يساعدانه الټفت في بطء ليجدها ترتدى منامة قصيرة للغاية وأقل ما يمكن وصفها به انها ڤاضحة 
نظر لها من أعلى الى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية 
سمر لن تكف عن محاولاتها ابدا حقا هو لايدرى كيف لاتهتز به شعرة لو قيمها بنظرة ذكورية بحته بعيدة عن المشاعر لوجدها فى قمة الأنوثة والاڠراء انوثة كفيلة بأن تذهب بعقل قديس وتذيب مقاومته فى لحظات أما هو فلا كان دوما يرى صوفيا تقف امامه تطالعه پانكسار وحزن تتهمه بالخېانة فقط لو نظر اليها 
كم اشتاق لتلك الحورية التى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 76 صفحات