الأربعاء 27 نوفمبر 2024

من نبض الألم عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 49 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز


كثيرا
_ انتي تقولي اللى على كيفك لكن ملكيش حق تحكمي على قلبي ومشاعري واظن إني بعدت عنك ومبقتش ابعت لك ومحترم اتفاقي معاكي .
اهتز فكها بسخرية من كلماته وأردفت
_ أمال واقف اهنه دلوك بتعمل ايه 
ايه اللي جابك ورايا 
أثناء تحدثها شعرت بمغص شديد يض رب جمبها الأيمن وقدميها تؤلمها بشدة وأصابها الدوار مرة أخرى مما جعلها تغلق عينيها بوهن قليلا 

لم ياخذ باله من حركاتها لان تعابير وجهها مغطاة بالنقاب ولكنه أجابها بصدق 
_ طبعا مش هتصدقيني اني داخل صدفة هنا وفجأة لقيتك .
رأت أن علامات الت عب بادية على وجهها فتحدثت بلا مبالاة كي تنهي الحوار وتستأذن للمغادرة 
_ تمام بس ياريت لما تشوفني واقفة في مكان اهنه متجيش تقف وياي ولا تكون في نفس المكان اللي موجودة فيه اني مش ناقصة شبهات .
تراشقت عباراتها في قلبه كسهام ن ارية من شدتها أحس بنبض الۏجع ض رب صدره واقترب بخطواته منها مرددا بملامة 
_ هو إنتي قلبك ده قاسې كدة ليه !
ليه بتتعاملي معايا بالطريقة دي وكأني حشرة وطريقتك متليقش على تدينك ولا حتى على النقاب اللي انتي لابساه !
أشارت بيديها قائلة بوهن مغلف بالحدة ولكن وصل إلى فهمه انها منفرة منه ولا تريد التحدث معه 
_بعد اذنك انى مش قادرة اتكلم دلوك لو سمحت امشي وسيبني انت ايه عامل لي زي اللازقة اللي مش عارفة اخلص منيها .
انصعق

داخله وخارجه من كلامها وعيناه غامت بالحزن الشديد وقلبه لامه على تحمله لتلك الإهانات ولكنه أراد أن يثأر لكرامته التي بعثرت على يداها فاقترب منها حتى انعدمت المسافة بينهم إلا بعض سنتيمترات بسيطة هادرا بها
_ إنتي مفكرة نفسك مين يابني آدمة إنتي علشان تتكلمي معايا بالطريقة دي ها !
إنتي واحدة ولا تسوي في نظري عمالة تتنكي وانا صابر عليكي وفي الآخر تقولي لي أنا آدم النجم اللي نص بنات مصر تتمني امضا بس من ايديه لازقة !
اشتد الموقف بينهم وأصبح الثنائي كلا منهم يلقي ولا يبالي للآخر من يراهم يشبههم في ذاك الوقت بالقط والفأر من انفعالهم الآخاذ 
وقد كان فكانت أعين كاميرات أحدهم تسجل للثنائي من بداية الموقف الى نهايته صوتا وصورة ويبدو أن جودة الهاتف رائعة لتجسيدها المشهد بدقة عالية
اشتد التعب بمكة كثيرا مما جعلها تمسك جانبها وهي تتوجع بشدة وقدماها لم تعد قادرة على الحراك وخاصة اليمنى وجلست أرضا وهي تتأوه 
انخ لع قلبه لأجل ۏجعها واقترب منها وهو يردد بهلع 
_ مكة مالك أنا آسف والله حقك عليا ياحبيبتي متزعليش مني 
كل ذلك وهي تمسك جانبها وتت ۏجع وكل ثانية يزيد الوج ع عن ذي قبل مما جعل وجهها يتوهج من تحت نقابها وعيونها تلتمع بالدموع التي تحررت من مقلتيها 
اندهش لحالتها فسألها پخوف 
_ مالك يامكة فيكي ايه 
أجابته وهي تتلوى 
_ جنبي بيت قطع مش قادرة هم وت آاااه آااااه .
ابتلع ريقه بصعوبة من توجعها 
_ طيب من إيه ده ! إنتي بتشتكي من حاجة هي اللي مخلياكي كدة أو بتاخدي دوا معين 
_ لاااااا مبشتكيش آااااه هم ووت الحقني .. كلمات تفوهت بها مكة وهي في حالة صعبة وصارت تحرك قدماها بهوجاء من شدة الۏجع وهو واقف عاجز أمامها خائڤ ان يمسها فتظن انه يستغل ۏجعها 
ومن شدة الوج ع التى لم تتحمله فقدت وعيها ظل يناديها من بعيد وهو غير قادر على لمسها كي تفوق وعندما لم يجد حلا اضطر إلى حملها وجرى بها سريعا وأدخلها سيارته كي يذهب بها إلى المشفى ثم هاتف أخته هند كي تلحقهما ولكنها كانت في حلقتها وردت عليه المساعدة الخاصة بها 
وكل ذلك تحت عيون كاميرا أحدهم التي صورت المشهد من اول دلوفه إلى القاعة حتي خروجه منها حاملا إياها بين يداه حتى ادخلها السيارة وصل بها إلى المشفى ومن ثم أوقف سيارته وهبط منها ثم حملها وصعد بها الى الداخل سبقه طاقم الحراسة الذي يعمل معه ووصلا إلى المشفى قبله بعشر دقائق لزيادتهم في سرعة القيادة هبط بها من جانب غير مرئي من المشفى بالتنسيق مع إدارة المشفي 
فهو نجم مشهور وفي غنى عن الازدحام والكاميرات التي ستلتقط الموقف ولكن نفس الكاميرا التي رصدتهم من البداية هي التى تابعتهم الى ذاك المكان 
بعد إجراء الفحص الطبي عليها سأل آدم الطبيب بقلق وهو يمكث في غرفة خاصة كي لايراه أحد 
_ هي مالها يادكتور 
اجابه الطبيب
_ المدام الزايدة على وشك الانفجار وعايزة تتعمل دلوك لاننا لو اتأخرنا عن اكده ممكن يحصل لها حاجة لاسمح الله .
اڼصدم آدم من قول الطبيب بأنه زوجها وأما عن حالتها الخطړة دب القلق في صدره 
ماذا يفعل الآن أيمضي على الإقرار وينقذها وبعد ذلك يحل كل شئ أم ماذا 
اندهش الطبيب من صمته ثم أعاد السؤال على مسامعه مرة أخرى
_ ها يانجم هنعمل ايه المدام حالتها متتحملش الانتظار 
فكر سريعا فهو لم يعرف أيا من أقاربها ولا يعلم عنها شئ ولم يتركها تتأذى ثم أجاب الطبيب وهو يمد يداه 
_ هات الإقرار وأنا همضيه يادكتور مفيش وقت .
طلب منه الطبيب 
_ طيب ممكن بطاقتها وبطاقة حضرتك علشان نسجل البيانات .
لوى شفتيه بامتعاض من طلبه ولكنه ألف سريعا
_ أصل إحنا من الۏجع والربكة نسيت أجيب لها حاجتها وبطاقتي كمان ومتعلقاتي الشخصية نسيتها معلش اعمل بس العملية دلوقتي علشان حالتها الخطړة وبعدين كل شئ يتحل ومتقلقش أنا شخصية معروفة
مفيش أي خوف ولا قلق من ناحيتي بس بسرعة يادكتور بالله عليك .
لم يعارضه الطبيب فاستحسن رأيه فالأهم لديه إنقاذ حالة المړيضة ثم بعد ذلك تتم الإجراءات أنهى ادم الامضاء على الأوراق وأعطاها للطبيب ثم غادر الطبيب كي يجري لها العملية 
ثم استمع الى صوت هاتفه وإذا بشقيقته تهاتفه على الفور أجابها مرددا بقلق 
_ ايه يا هند كل ده في الحلقة تعالي شوفي المصېبة اللي أنا فيها دي .
بهتت ملامحها من كلمة مصېبة التي ذكرها أخيها ثم سألته بهلع 
_ ياساتر يارب مصېبة ايه دي كفى الله الشړ !
إنت فين أصلا 
أجابها بزهق 
_ أنا في المستشفى كنت واقف مع مكة بنتكلم وفجأة وقعت على الأرض واتوج عت جامد وحالتها كانت ما يعلم بيها إلا ربنا وبعدين أغمى عليها شلتها وجبتها على المستشفى.
انصعقت هند من كلامه وهدرت به 
_ يا نهارك ملوش ملامح شلتها إزاي ياأدم 
ضم حاجبيه بعبس وهتف بدهشة
_ هو ده كل اللي هامك شلتها إزاي ! ومش هامك إنها كانت هتم وت لولا اني لحقتها على أخر لحظة لو لاقدر الله الزايدة انف جرت !
ض ربت على المكتب بحدة وهتفت برفض قاطع لما فعله 
_ كان فيه مليون طريقة غير انك تعمل كدة يابني انت ناسي وضعها والتزامها عمرها ماهتسامحك أبدا على انك شلتها واستغليت تعبها وودتها المستشفى كنت كلمتني أو كلمت المساعدة بتاعتي وهي هتتصرف .
انزعج من ملامة أخته وهتف مندهشا 
_ إنتي بتقولي ايه انتي ! هي بدل ما تشكرني اني أنقذتها من الم وت هتلوم عليا !
واسترسل حديثه بدفاع عن نفسه
_ وبعدين مانا كلمتك وقتها والمساعدة ردت عليا باستعجال انك في الحلقة بتاعتك لسه أعمل إيه يعني كنت أسيبها تم وت علشان أستنى أي حد .
كورت قبضة يداها بعصبية وقصت عليه رؤيتها
_ انت شكلك ناسي نقطة مهمة يا ادم وهي إنك نجم مشهور جدا وليك مراقبين وكاميرات بترصدك في كل مكان وطبعا الخبر على بالليل بالكتيير أوووي هيكون متقطع فيديوهات ومالية جميع مواقع السوشيال ميديا والبنت صعيدية ومش بس كدة دي منتقبة كمان 
شوف بقى كل واحد هياخد الفيديو هيكتب عليه كلام على مزاجه والإشاعات على البنت هتكتر والموقف بقي متأزم ومش بعيد أهلها يقت لوها بسبب اللي حصل 
ثم استطردت حديثها بتخوف وهي تتهمه بالتسرع 
_ إنت اتسرعت يا أدم واتصرفت غلط جدا ومعملتش حساب لمكانتك ولا لمكانتها الشائكة مشيانك ورا قلبك وعواطفك وحبك ليها عماك عن حاجات كتيرة كنت انت سيد العاقلين فيها وبصراحة كدة أنا مش متفائلة للي جاي خالص وربنا يستر.
دق قلبه بړعب ليس بسبب الشائعات التى ستناله ولكن على تلك المسكينة التى لاذنب لها مما ستتذوقه من شائعات ما أنزل الله بها من سلطان 
مرر أصابعه بين خصلات شعره بقلة حيلة ثم أراد طمئنة أخته 
_ انت قلقتيني ليه ! اطمني محدش أخد باله إحنا كنا واقفين في قاعة بعيدة عن الزحمة وكمان لما شلتها وخرجت في الأسانسير بابه قصاد القاعة ولما نزلت وصلت للعربية كانو البادي جارد فاتحينها وكل ده متعداش دقيقتين يابنتي عقبال ماحد يفكر يصور مش هيلحق أصلا 
واسترسل حديثه طالبا منها 
_ المهم حاولي توصلي لأهلها يجولها إنتي أكيد عارفاهم لأنك قريبة منها وتيجي دلوقتي حالا انا هتابع من بعيد مش هخلي حد يشوفني خالص علشان مأذيهاش بوجودي .
أخذت مفاتيح سيارتها وحملت حقيبتها ثم تحركت باستعجال قاصدة المشفى وفي طريقها طلبت رقمهم الأرضي فآتاها الرد من احداهن وبعد السلام وتعريفهم بشخصها ابتلعت أنفاسها بصعوبة وتحمحمت وهي تخبرهم بهدوء 
_ اممم .. مكة تعبت شوية ونقلناها المستشفى واتضح إن الزايدة كانت هتن فجر عندها بس لحقناها الحمدلله وهي في العمليات دلوقتي.
نزل الخبر على رأس ماجدة كالص اعقة ولسانها كأنه التقم من فزعة الخبر بالنسبة لها والذي أودى عقلها إليه أن ابنتها ستموت 
قلب الأم لديها هلع ړعبا لمجرد أن صغيرتها داخل غرفة العمليات دون أن تكون جانبها 
سألتها على اسم المشفى وحزنت لان الطريق إليها سيأخذ اكثر من ساعة 
فطلبت منها 
_ ربنا يسترك يابتي خليكي جارها متفوتيهاش وحديها لحد ما اجي اني وأختها الداكتورة .
بنبرة تأكيد اجابتها هند 
_ طبعا ياحاجة متقلقيش مش هسيبها خالص حتى بعد ماتيجي مكة غالية عندي قووي ومش همشي قبل ماطمن عليها .
وصلت هند إلى المشفى وعلمت مكان أخيها وقفت بجانبه وربتت على ظهره لما استشفت قلقه الشديد عليها ثم تحدث بنبرة يغلفها القلق 
_ بقول لك إيه ياهند انتي تروحي دلوقتي تبلغيهم ميخرجوهاش من العمليات إلا بنقابها وكفاية الدكاترة اللي عملت لها العملية وشافوها .
لوهلة لم تتدارك ما قاله ولكنها فهمت مقصده وهتفت باستنكار
_ يعني ايه عايز تفهمني انك مشفتهاش يا آدم 
بعلامات وجه مقتضبة أجابها 
_ مقدرتش اعملها ياهند كانت بين ايديا مغمى عليها وشايلها في حضڼي ومقدرتش اكشف سترها اللي عاملاه لنفسها 
وأنا في العربية كل شوية افكر اني أمد ايدي وارفع الحاجز اللي بيني وبينها علشان أشوفها واعرف قلبي متعلق بمين بس مقدرتش حاجة كبيرة منعتني تصوري بقى إني جات لي الفرصة أشوفها وممكن مكنتش تعرف اللي إني معملتهاش ومقدرتش اعملها .
تأثرت بأخيها
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 114 صفحات