حين التقيتك سارة مجدي
هو يقول ببعض الخجل
صحيح أنا مش معايا شهادات لكن دورت على معنى الأسم حتى دورت على معنى إسمك
و معناه أيه بقا
قالتها باستفهام تصاحبها إبتسامة رقيقة و ناعمة و سعادة تطرق بيبان قلبها و ټحطم حواجز الحزن
التى تحيط به
أخفض عينيه أرضا و قال بخجل لا يتناسب أبدا مع خشونة ملامحه و جسده الضخم و ذلك الچرح الإجرامي فى وجهه
معناه رفع الصوت و تردده
خيم الصمت عليهم لم يستطع أن ينظر إليها و هى لم تستطع التعقيب على كلماته سوا بتلك البسمة التى أصبحت جزء من وجهها منذ جلوسها معه
مرت عدة دقائق يخشى النظر إلى عيونها و هى تتأمل جانب وجهه و ذلك الچرح الكبير الذي يزيده خشونة و قوة و يالا العجب تشعر أنه مميز و لا تشعر بالنفور منه كمان كانت تشعر سابقا
سألته و يدها تلمس طرف حاجبه لينظر إليها بسعادة رغم ذلك القلق الذى يسكن عينيه أبعدت يديها و أستندت بذقنها على كف يدها المستندة على الطاولة ليمسك الملعقة و وضع بها بعض الطعام و قربها من فمها و هو يقول
بعد سنتين من شغلى فى المصنع كان فى عربية عايزة تتحمل و كل العمال تعبوا و قرروا يسبوها لبكره و أنا كنت بنام فى المصنع و فى اليوم ده مكنتش عايز أنام قولت أحملها و أسلي وقتى و بعد ما خلصت تحميلها وقبل ما أقفل العربية معرفش إيه إللى كعبلنى وقعت على الأرض و كان فى صندوق حديد وقعت عليه و حصل إللى حصل
هو أنت كنت فين من زمان
رفع عيونه إليها باندهاش وإبتسامة واسعة تزين ثغره لتقول هى ببعض الخجل
أنا مش عارفة أقول أيه أنا عايزه أشكرك كل حاجة عملتها جوازك منى
ليشير لها بالصمت و قال ببعض الحزن
تشكريني ! على إيه على إنكم فرحتونى و حسستوني أنى بنى آدم و أستحق يكون ليا عيله و ناس بحبها و يحبوني عايزه تشكريني علشان حلمى أتحقق يا هدير بأنك تكوني مراتى
تشعر بكثير من المشاعر داخلها و لكنها لا تستطيع إستيعاب كل تلك السعادة و الفرحة التى لم تحلم بها يوما و الحياة الجديدة الذى فتح جعفر بابها أمامها و لكنها حقا لم تعتاد عليه و كل شىء تم بسرعة و لكنها لا تعلم كيف تخبره بكل تلك الأفكار التى تدور برأسها
على الطاولة و قال بحنان شعرت به بكل حواسها حنان لم تشعر به من قبل
يلا قومي بقا علشان ترتاحي و تخدي دواكي أنت لسه تعبانه
ثم وقف على قدميه و مد يده لها لتضع يديها فى حضڼ يديه وقفت وسارت معه بهدوء
حتى و صلا إلى غرفتهم أجلسها على السرير و تحرك إلى الخزانة و أخرج منها منامة حريرية طويلة بأكمام قصيرة و أقترب منها و هو يقول
هتبقى حلوه أوى عليكى
ثم أشار بيده على باب مغلق فى أحد أركان الغرفة و قال
الحمام أهو
و أكمل ببعض التردد و الخجل
وصمت دون أن يستطيع إكمال كلماته لتفهم مقصده و أبتسمت إبتسامة صغيرة و أومئت بنعم
و بعد دقائق خرجت من الحمام لتجده يجلس مكان جلوسها سابقا بعد أن أبدل ملابسه ظلت واقفه فى مكانها تنظر إليه فمظهره بالملابس البيتيه حافى القدمين جعلها تشعر ببعض الألفة و الراحة
شعر بها و رفع عيونه إليها ثم وقف سريعا و هو يبتسم ثم رفع الغطاء و أشار لها تقدمت و جلست على السرير أيضا فوقها الغطاء و قال بهدوء بعد أن جلس على ركبتيه ينظر إلى عيونها الناعسه
أنا عارف إنك محتاجة وقت طويل علشان تتعودى عليا و على حياتنا سوا و أنا عندى إستعداد أستناكى العمر كله المهم إنك بقيتي على أسمى و فى بيتي مراتي
أنا محتاجة أقولك شكرا .. بجد يا جعفر شكرا
و غطت فى نوم عميق غير مستوعبه لما فعلت بقلبه المسكين حين نطقت أسمه و لأول مره
ظل على جلسته عدة دقائق يتأمل ملامحها الرقيقة المرهقة ثم تحرك و صعد إلى جوارها يداعب خصلات شعرها حتى غرق فى النوم فوق خصلات شعرها الناعم الطويل
فى صباح اليوم التالي أستيقظت هدير من نومها بعد أن أخذت كفايتها من النوم لا تتذكر آخر مره نامت بعمق و راحة و هل من قبل جربت إحساس أن تألمها عظامها بسبب كثرة الراحة
أعتدلت جالسة نظرت فى أنحاء الغرفة لم تجد أحد همست بصوت مسموع
جعفر
تعلم جيدا أنه لم يستمع إليها أنزلت قدميها أرضا و توجهت إلى الحمام و بعد عدة دقائق غادرته و هى ترتدي مأذر الحمام
لتنتبه لذلك الفستان المعلق على الخزانة لتبتسم و هى تمسكه بسعادة و هى تشكر جعفر من داخلها
خرجت من الغرفة و أصوات
أخواتها يصل إليها بوضوح يضحكون و يهللون و يشكرون جعفر
وقفت على أول درجات السلم تشعر بالصدمة مما ترى أخواتها يرتدون ملابس جديدة و أمامهم الكثير من الملابس و جعفر يبتسم بسعادة كبيرة و هو يتلقى القبل منهم و الأحضان
رفع عيونه إليها بابتسامة واسعة وقبل رأس الصغيرة زينب التي تجلس على قدمه بسعادة ترتدي ثوب زهري و حذاء أبيض جميل و بين يديها دميه صغيرة تشبهها كثيرا
أنزلها أرضا و توجه إليها قائلا
صباح الخير .. عامله إيه النهارده
صباح الخير .. الحمد لله
ثم أشارت فى إتجاه أخواتها و هى تقول
أيه كل ده أنت ليه كلفت نفسك كده
ليقطب حاجبيه لتشعر للحظة بالخۏف فتلك الهيئة ذكرتها به فى الورشة حين يكون شديد الڠضب من تأخر الإنتاج أو الأخطاء لكن ذلك الخۏف ذهب أدراج الرياح حين قال هو برفق
أنتوا عيلتي و كل ما ليا و أخواتك أخواتي و والدتك أمى و لا أنت لسه شايفاني غريب و
وضعت يديها على فمه تسكت سيل كلماته و هى تقول بابتسامة صغيرة
أنت نعمة من ربنا كبيرة اوى عوض ربنا إللى مكنتش متخيلة أنه يحصل بسرعة كده
أنزلت يديها جانبا و نظرت أرضا و هى تكمل بخجل
أنت بس ذنبك أيه تشيل كل ده
ذنبي أنى بحبك يا هدير
نظرت إليه پصدمة و عدم تصديق ليقابل نظراتها بابتسامة واسعة و عيون تنطق بحب لم تتوقعة أو تتخيلة يوما...
يتبع
يتبع
الفصل الرابع
كانت تجلس بجانب والدتها تطعمها بعد أن حممتها و بدلت لها ملابسها بملابس جديدة من تلك التى أشتراها جعفر مع ملابس أخواتها الصغار كانت تقوم بكل هذا و عقلها يفكر فى كل ما حدث وقت نزولها من غرفتها و كلمات جعفر لها
ذنبي أني بحبك يا هدير
نظرت إليه پصدمة و أندهاش ليكمل كلماته بصدق وصل إليها مباشرة
من أول يوم شوفتك فيه يا هدير .. يمكن أنت مكنتيش حاسة بيا و لا شيفاني من الأساس بس أنا مليش غيرك و عيلتك هى عيلتي و بقيتوا مسؤلين مني
عادت من أفكارها حين أنتهت من تسريح شعر والدتها ربتت والدتها على قدمها بحنان و أبتسمت براحة لتقول هدير بابتسامة رقيقة
شوفتي أخواتي و لبسهم الجديد
أتسعت إبتسامة بدرية لتكمل هدير كلماتها
جعفر إنسان طيب أوى و بجد مش عارفة أشكره إزاى على كل إللى بيعمله ده
أشارت لها والدتها على قلبها لتبتسم هدير و هى تقول بخجل
تقصدى أنى أحبه
أومئت والدتها بنعم لتقول هدير ببعض التفكير
أنا خاېفة يا أمي خاېفة أوى
لتقطب بدرية حاجبيها بضيق لتكمل هدير كلماتها
أنا ماشوفتش منه
حاجة وحشه بس قبل ما يحصل إللى حصل ده كله أنا كنت بخاف منه أوى و كنت كارهه الشغل بسببه
كان يظهر على معالم وجه بدرية الضيق لتبتسم هدير و هى تقول ببعض المرح
خلاص هتبعينى يا بداره و تقفى جمب جوز بنتك
لتبتسم بدرية بحنان و هى تفتح ذراعيها لأبنتها التي لم ترى من الحياة سوى الألم و الحزن و تخشى أن تشعر بالسعادة فيغلق ذلك الباب فى وجهها
غادرت الغرفة بعد أن تأكدت من نوم والدتها و توجهت إلى غرفة أختيها طرقت الباب ثم دلفت لتجد فاطمة تشاهد التلفاز و زينب غارقة فى النوم و هى تحتضن تلك الدميه الذى أحضرها لها جعفر على شكل إحدى أميرات ديزني
أبتسمت بسعادة فهى فى أحلامها لم تكن تستطيع تخيل أن يعيش أخواتها تلك الحياة المريحة التى كانت تتمني ولو القليل منها من أجلهم
نظرت إلى فاطمة و قالت
علي وحسام فين
نظرت إليها فاطمة سريعا و قالت
مش عارفة تقريبا مع عمو جعفر
أبتسمت هدير و غادرت الغرفة و أغلقت الباب خلفها و نزلت الدرج تبحث بعيونها عنهم لكنها لا تجد لهم أثر
حتى وصلت إلى الصاله ليصلها صوتهم من خارج المنزل توجهت إلى الشرفة و فتحتها و وقفت تنظر إلى ما يحدث بالخارج بعدم تصديق
الثلاثة يرتدون ملابس رياضية و يلعبون كرة قدم لا تستطيع الفهم هل هم فريق واحد أم فريقين وحكم أم أنهم مجموعة من الصبية الصغار يركضون خلف الكرة
كانت تبتسم بسعادة و كأنها تشاهد فيلم من أفلام الكرتون الممتع
شعر بها و بوقوفها لكنه لم يرد إظهار هذا أراد أن يتركها بحريتها تتابع ما يحدث دون خجل
مرت عدة دقائق حتى جلس حسام أرضا و هو يقول
أنا خلاص تعبت
جلس علي جواره و قال
فعلا أنا ملعبتش كده قبل كده
ليلقى جعفر عليهم الكرة ليتأوهوا بمرح و هو يقول
عيال سيس صحيح
ثم ألتفت إليها و هو يقول
الغدا على وصول طلبت سمك و جمبري و عملت حساب الرز و السلطات
صفق الولدان بسعادة كبيرة و كانت هى تنظر إليه بعيون تمتلىء بالشكر و الأمتنان و أيضا كانت تلمع عيونها بإحساس آخر يتمناه قلبه لكنه لن يصدقه الأن
لا يريد حبها له من أجل بعض قطع الملابس أو وجبات طعام فاخرة هو يريد حبها حين تتأكد أنه هو من سكن روحها و قلبها و سوف ينتظر أن يميل يوما
فى إحدى الغرز المنتشرة فى ذلك المكان النائي يجلس أرضا و بين يديه ذلك الخرطوم الطويل يسحب منه بعض السمۏم و يخرجها على هيئة دخان و عقله سارح فى ذلك القلم الغادر الذي تلقاه من ذلك الحقېر من أخذ منه كل شيء دون أن يراعي أن له أيضا بعض الحق فى أن ينال ما نالوه أولاده و زوجته لماذا لم يأخذه معه مثلهم
يشعر بڼار حارقه داخل قلبه خاصة بعد أن سأل عليه و علم ما يملك و كيف ستعيش زوجته و