الفستان الاسود بقلم داليا الكومي
مولدها الذي لن تحتفل به ...منذ رحيل عمر لم تحتفل به او تتذكره ...طوال حياتها لم ينسي عيد ميلادها يوما وكان الاول في التهنئه وارسال الهدايا لها ...لطالما دللها بغباء حتى اعتقدت انه ضعف ...فهمت قوته مؤخرا بعدما فات الاوان اليوم ستكمل السابعة والعشرون ولن يتذكر احد مولدها...
هاتفها المحمول رن مجددا كما توقعت ...لن تستطيع تجاهل والدتها
سوميه لانها سوف تشعر بالقلق اذا لم تجيب هذه المره..
فريده ...مردتيش ليه يا بنت ... ارجعى بدري النهارده ...ما فيش اعذار هتروحى الفرح ...خالاتك كلهم اكلوا وشي ...والدتها تعلم جيدا انها انتهت من عملها في الثامنة صباحا بعد مناوبه ليليه مرهقه في الاستقبال في المستشفي الجامعى الذي تعمل به ...اي حجه ستتحجج بها لعدم الذهاب وهى تعلم انها لديها عطله لمدة ثلاثه ايام كامله بدءا من اليوم
انتى جاهزه من زمان يا فريده واعملي حسابك لو مجتيش معايا الفرح انا هكون غضبانه عليكى ..وبدون اضافة المزيد سوميه اغلقت الخط في ڠضب بدون ان تسمح لها بالرد ... شجعت نفسها وتمسكت بأمل غيابه ...طوال فترة عودتها للمنزل في قطار الانفاق وهى تطمئن نفسها ...عمر لن يحضر الزفاف فلاربع سنوات وهو لم يعد الي مصر ابدا...وفي يوم خطوبة اسيل اكتفي
بإرسال الورود والهديه الفخمه التى
تعبر عن مكانته الجديده وهى حرمت نفسها من الحضور تحسبا لوجوده..سألت نفسها مرارا ماذا ستفعل عندما ستراه مجددا ... اتصال اخر علي هاتفها المحمول اخرجها من ذكرياتها الاليمه ...الاتصال هذه المره كان من اسيل ... اجابتها فورا بدون تأخير فلربما العروس تحتاج مساعدتها في التحضير للزفاف....اسيل بادرتها بالقول بلهجة ټهديد...
فريده حاولت التظاهر بالمرح ... طيب قولي ازيك ولا سلمى عليه بتخوفينى يعنى....
فريده ...انا عارفه حركاتك وعارفاكى انتى شخصيا اكتر من نفسك
طيب هجى متزعليش بقي ..قوليلي محتاجه مساعده
لا يا ستى انا هنام شويه واقوم اروح البيوتى سنتر ...شفتى عمر بعتلي