عشق الهوا بقلم نونا المصري
خالد
فابتسمت الهام وقالت ماشي
وبعد مدة وصلوا ثلاثتهم الى مجمع سكني قريب من الشركة فنزلوا من السيارة ثم توجهوا الى احدى العمارات السكنية صعدوا الى الطابق الخامس حيث كانت الشقة الممنوحة من الشركة فقام خالد بفتح الباب وقال لهن
اتفضلوا
فدخلت مريم وبعدها الهام وسرعان ما ابتسمن لشدة جمال الشقة التي اختارها خالد لهن من بين جميع الشقق الموجودة في العمارة فهي كانت واسعة ومفروشة بها غرفة للمعيشة مرتبة باجمل الاثاث وبجانبها مطبخ فسيح وايضا غرفتين نوم وحمام
فنظرت اليه الهام وقالت بسعادة الشقة تجنن يا استاذ خالد بجد دي تحفة
فابتسم خالد وقال قلنا ايه بقى مش استاذ خالد وانما خالد
فضحكت وقالت ماشي يا خالد
اما مريم اردفت قائلة معقول الشركة تدينا الشقة دي من غير ما ندفع الإيجار
خالد زي ما قلتلك يا مريم شركتنا ملزمة انها توفر كل وسائل الراحة للموظفين بس بشرط واحد انكوا توقعوا الشرط الجزائي اللي ينص على انكوا ممنوع تستقيلوا من الشركة لمدة سنتين
خالد تقدروا تجددوا العقد متقلقيش من الناحية دي
مريم يبقى اتفقنا الشقة مناسبة لينا اوي وكمان قريبة جدا على الشركة
خالد يبقى تقدروا تنتقلوا من دلوقتي واهو المفتاح
قال ذلك ثم اعطى مريم مفتاح الشقة فاخذته قائلة مش هينفع ننتقل دلوقتي احنا لازم نقول لعمك عمر يا الهام ونجهز نفسنا
خالد لو احتجتوا اي مساعدة انا في الخدمة
تسارع في الاحداث
انتقلت كل من مريم والهام للعيش في شقتهن الجديدة بعد ان شكرتا عائلة السيد عمر على حسن ضيافتهم لهن طوال الاسابيع السابقة فاخدت كل واحدة منهن غرفة خاصة ورتبن اغراضهن اما في مصر فكان ادهم قد اصبح انطوائي اكثر من قبل بعد ان اصابه اليأس في ايجاد حبيبته التي قرر ان يعيش على امل ان يجدها يوما ما لانه لا يملك لا حول ولا قوة خارج ارض مصر فهو ليس مخابرات حتى يتمكن من ايجادها في ولاية نيويورك التي تعتبر اكبر ولاية في الولايات
وهكذا مر شهرين آخرين على هذه الحالة وكان خالد قد تأكد من مشاعره تجاه مريم وانها هي الفتاة التي احبها خلال فترة قصيرة فقرر ان يتقدم لخطبتها لذا دعاها لتناول العشاء بينما ذهبت صديقتها الهام لزيارة بيت عمها وبالفعل ذهبا إلى احد اشهر المطاعم في نيويورك وبعد ان تناولا العشاء قرر ان يفتح معها الموضوع فاخذ نفسا عميقا وقال مريم بصراحة انا جبتك هنا النهاردة علشان افتح معاكي موضوع مهم جدا
دس خالد يده في جيب سترته واخرج منها علبة مخملية تحتوي على خاتم من الماس وضعها امامها على الطاولة وقال بجدية انا بحبك يا مريم وعايز اطلب ايدك للجواز
في تلك اللحظة صدمت مريم بعد أن سمعت ذلك وقالت ايه !
خالد انا عارف اني فاجأتك اوي واننا نعرف بعض من تلات شهور تقريبا وان دي مدة قصيره بس صدقيني انا نيتي صافية تجاهك وحبيتك من اول مرة شفتك فيها ولو وافقتي تتجوزيني فأنا بوعدك اني هسعدك طول عمرك
خالد متتسرعيش يا مريم وفكري كويس وبعد كدا اديني جوابك
مريم المسألة مش محتاجة تفكير ابدا انا ما ينفعش اتجوزك نهائيا
شعر خالد بخيبة الآمل وقال هو انتي شايفة اني مش مناسب ليكي ولا انتي مش عايزه تتجوزي دلوقتي
فتنهدت مريم وقالت خالد انا بصراحة انا حامل
يتبع الفصل الثامن
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
شعر خالد وكأن احدهم القى عليه سهم قاټل اصاب قلبه عندما اخبرته مريم انها حامل فنظر اليها پصدمة وشل لسانه عن الكلام حيث لم يستطيع ان يتفوه بكلمة واحدة فقط نظر اليها بعيون مفتوحة على وسعها اما هي فتنتدت وقالت انا عارفه انك مصډوم دلوقتي بس قبل ما تفتكر اني بنت ڤاجرة هحكيلك حكايتي كلها
وبعد تلك الجملة عاد خالد من صډمته وابتلع ريقه قائلا بصعوبة ا اتفضلي وانا هسمعك
اخذت نفسا عميقا واردفت انا ما ينفعش اتجوزك يا خالد لأني متجوزه اساسا ايوا انا اتجوزت و والراجل اللي اتجوزته من تلات شهور تقريبا يبقى اب ابني اللي في بطني وانا سبت مصر من غير ما يطلقني تقدر تقول اني هربت منه بس حتى لو رحت اخر الدنيا ما ينفعش اتجوز حد تاني لاني لسه على ذمته فاهمني
في تلك اللحظة فقط رتاح قلب خالد لانها اخبرته انها حامل من زوجها وابعد عن ذهنه تلك الافكار السلبية التي تخيلها بها وقال طيب طيب ممكن اعرف ليه اتجوزتيه لو مكنتيش تحبيه وهربتي منه
نزلت دمعة ملتهبة من عيون مريم احرقت وجنتيها وقالت بنبرة حزينة ومين قالك اني مش بحبه اساسا انا عمري ما حبيت راجل غيره ومش هينفع احب حد تاني بعده
بس
الظروف هي اللي جبرتني اهرب بعيد واسيبه بعد ما اتجوزني ليوم واحد بس
خالد بدهشة اتجوزك ليوم واحد بس !
فمسحت مريم دمعتها ونظرت اليه ثم اومت له برأسها وغمغمت ايوا انا هحكيلك على كل حاجة
وبالفعل بدأت تحكي لخالد قصتها مع ادهم وكيف تزوجته مقابل ان يعطيها المال لتنقذ اختها وكيف انتهى بها المطاف بالهرب من مصر ولكنها لم تذكر اسم ادهم ابدا بل اخبرته انها تزوجت رجل اعمل ولم تخبره ما هو اسمه فنظر اليها ثم امسك بيدها وقال انا اسف يا مريم لو كنت اعرف انك متجوزة وبتحبي جوزك للدرجة دي مكنتش سمحت لنفسي اني احبك ابدا ولا كنت فكرتك بالحزن اللي هربتي منه ارجوكي سامحيني
فهزت مريم رأسها والدموع في عينيها واردفت انت ملكش ذنب انا الحق عليا كان لازم اقولك الحكاية دي من البداية
سحب خالد يده وغمغم بنبرة صوت مخڼوقة انسي كل حاجة قلتها لك النهاردة ومن اللحظة دي انا انا هبقى اخوكي الكبير وهفضل واقف جنبك وهساعدك وبالنسبة لمشاعري تجاهك هدفنها جوا قلبي ومش هبصلك غير انك اختي الصغيرة ودا وعد مني
ابتسمت مريم ابتسامة مريرة واستطردت انت انسان رائع يا خالد واكيد ربنا هيبعتلك وحدة احسن مني وهتحبك وتسعدك
فابتسم خالد پألم وقال احسن منك مظنش ان في انسانه احسن منك ضحت بنفسها علشان اختها بس عندي سؤال واحد هو الراجل اللي اتجوزك ليه ما طلقكيش بعد يعني هو قال انو هيتجوزك ليوم واحد علشان مش عايز يلمسك بالحرام يبقى ليه ما طلقكيش الصبح
بعد قوله ذاك شردت مريم بتفكيرها واخذت تفكر بكلام خالد ثم نظرت اليه وقالت لما الصبح جيه هو قالي انه عايز يخش الحمام ومش عايز يلاقيني في بيته بعد ما يخرج وبعدها
انا خدت الفلوس ورحت المستشفى على طول واكتشفت ان اختي ماټت ومعرفش ازاي الايام عدت عليا وبعدها مشفتوش لغاية دلوقتي
خالد طيب هو ما حولش يدور عليكي او يزورك في البيت
مريم بعد ما مرام ماټت انا مخرجتش من البيت ابدا ولا رحت شفته وكمان هو ما سألش عني خالص وبعدها قررت اسيب مصر وطلبت من الهام انها ترجعله الفلوس قبل ما نسافر بيوم ومن ساعتها معرفش عنه حاجة
خالد طيب وهتعملي ايه دلوقتي يعني عايزة تفضلي كدا لا معلقة ولا مطلقة ومش عايزة جوزك يعرف انك حامل
فقالت بشيء من العتب لو كان امري بيهمه كان دور عليا انا اعرف انو يقدر يلاقيني لو عايز بس معملش كدا اما بالنسبه لأبني فانا هقدر اربيه لوحدي ومن غيره كمان
خالد بس كدا ما ينفعش انا اسف على اللي هقوله بس انتي هتظلمي ابنك لما تحرميه من بباه وكمان القانون بيقول انك لازم تقولي لجوزك انك حامل لان من حقه يعرف ان هيبقى عنده ابن
مريم ارجوك يا خالد بلاش تضغط عليا في الموضوع دا انا اتخذت قراري وهقدر اربي ابني لوحدي وزي ما قولتلك ان جوزي لو كان مهتم بيا ولو حتى شوية كان دور عليا
خالد بس انتي سافرتي من غير ما تقولي لاي حد عن المكان اللي انتي رايحه عليه
فابتسمت مريم ابتسامة مريره وقالت هو لو كان معني انه يلاقيني كان يقدر يروح المطار علشان يعرف انا رحت فين بما اني مراته ومن حقه يعرف مكاني بس مع الاسف اهي عدت تلات شهور وهو مكلفش نفسه انه يدور عليا
فتنهد خالد وقال بصراحة مش عارف اقولك ايه بس ولا يهمك انا هفضل جنبك على طول وزي ما قولتلك انك بقيتي اختي الصغيرة وهحميكي انتي وابنك متخافش
فابتسم مريم وغمغمت متشكره اوي
وعادت إلى الشقة بعد ان تناولت العشاء مع خالد واخبرته بكل شيء عنها فدخلت ووجدت ان الظلام يخيم على المكان لأن الهام قررت المبيت في منزل عمها عمر اشعلت الانوار ثم خلعت معطفها وجلست على الاريكة وكانت تشعر بفراغ كبير ولا تعلم ان كانت سعيدة لانها اعترفت لخالد ام حزينة لانها رفضت حبه الصادق لها ولكن كيف تقبل به وهي تحب ادهم زوجها
فهي وبغض النظر عن كل ما فعله بها لا تستطيع ان تحب احدا غيره لانه كان حبها الاول والاخير وكانت على يقين تام بأنه من المستحيل إن تحب بعده اي رجل حيث اصبح جميع الرجال في نظرها سواء الا هو حبيبها الواحد والوحيد رجل بكل ما تعنيه الكلمة وبينما كانت تفكر شعرت برغبة في اخذ حمام دافئ لذا توجهت نحو الحمام وملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ ووضعت بداخله غسول الجلد الذي برائحة الخوخ ثم خلعت ثيابها ودخلت في الماء وسرعان ما شعرت بالأسترخاء
بقيت مستلقية داخل حوض الاستحمام لمدة نصف ساعة وهي تفكر
وتفكر بأمور كثيرة اشغلت بالها امور لا بد وان تضع لها حدا لكي تستطيع المضي قدما في حياتها وان تركتها معلقة لن تستطيع ان تشعر بالراحة
ابدا واهم هذه الامور كانت علاقتها ب ادهم عزام السيوفي لذا حسمت امرها ثم نهضت من حوض الاستحمام وامسكت المنشفة المعلقة بجانبها ثم لفت جسدها بها وخرجت متوجها إلى حقيبتها التي تركتها على الاريكة في غرفة المعيشة اخرجت هاتفها ونظرت إلى الساعة حيث كانت تشير إلى العاشرة وتسعة وثلاثون دقيقة ليلا وبعدها قالت الوقت بيختلف بين مصر وهنا ودا معناه ان هو صاحي دلوقتي وفي