رواية انت دائي ودوائي بقلم اماني الياسمين
تانى ازاى وكل حمل هتدوقنا المرار الطافح ده .... لأ انا ماينفعنيش الكلام ده انا لازم اتصرف
ترك حمزه والدته ودخل الى الغرفه الخاصه التى نقلوا فيها زوجته توجه الى فراشها ووجدها
مازالت نائمه بهدوء وجد يديها الى جانبها ومعلق بها حقنه توصل لها المحلول أمسك حمزه بيديها برقه بين يديه وهو ينظر الى ملامحها الهادئه وهى نائمه
همست بوهن حمزه انا فين
اقترب منها حمزه وقال بهدوء انتى ف المستشفى ياحبيبتى انتى مش فاكره حاجه
سكت حمزه واحتار هل يخبرها بما حدث ام لا ولكن ف النهايه قرر ان يؤجل الأمر الى ان تستعيد صحتها وقال مفيش ياحبيبى الضغط عندك وطى ووقعتى من طولك ونقلناكى هنا عشان تاخدى محاليل ترفع الضغط
سكت حمزه قليلا وقال مش انتى قلتى من السفر
رنا اه ماشى ... طب انا هخرج امتى
حمزه بكره الصبح ان شاء الله
رنا طب ليه انا بقيت كويسه
حمزه خلاص يا رنا عشان يطمنوا عليكى وتخلصى محاليلك
رنا ماشى رغم انى مش بحب المستشفيات
حمزه معلش ياحبيبى .... عشان صحتك
أبتسمت رنا وقالت عكننت عليك صح
رنا بحزن عارفه
وهنا ضحك حمزه وقال رنا يامجنونه بهزر معاكى
نظرت له رنا ببراءه وقالت بجد بجد بتهزر
حمزه وهو يمسك بيديها الصغيره بين كفيه وقال اه ياحبيبتى طبعا بهزر .... وجودك ف حياتى ومعايه وبتنفس نفس الهوا الى بتتنفسيه يكفينى ويكفى انى يخلينى مبسوط جدا
حمزه وانا كمان بحبك اوى ياروح قلب حمزه
قطع كلماتهم صوت طرق على الباب اعقبه دخول والدة حمزه
دخلت والدة حمزه فقام حمزه مسرعا ليحاول ان يخبر امه الا تخبر رنا بمسألة الاجهاض ولكنها سبقته وقالت صحيتى يارنا حمدلله على سلامتك ياله شدى حيلك وتعوضه ان شاء الله
رنا بعدم فهم هو مين ده الى نعوضه
وهنا قالت رنا پصدمه وهى تضع يديها على بطنها عيل..... هو انا كنت ...
زينب كنتى حبله وسوقطتى الداكتوره بتقول من المجهود .... شوفى عملتى ايه عشان تسقطى
رنا وهى تنظر الى حمزه غير مصدقه ماتقوله والدته وقالت هو انا كنت حامل ياحمزه
شهقت زينب وقالت لهو انتى مكنتيش تعرفى .... يقطعنى
نظر لها حمزه شزرا وقال مكنتش تعرف واهى عرفت .... شكرا لخدماتك يا أمى ... ياريت تتفضلى السواق مستنيكى عشان انتى تعبتى معانا انهارده وتروحى ترتاحى
زينب يهووووه وده يصح انا هبيت مع رنا انهارده
هتف حمزه وقال لأ .... روحى انتى يا امى وانا هفضل معاها
زينب بس...
حمزه مفيش بس يا امى ... ارجوكى ياله
زينب مستسلمه طب يابنى الى يريحك لو عوزت حاجه اتصل عليه
حمزه بضيق لأ افتكر انتى عملتى الواجب بزياده انهارده
خرجت زينب وأغلق حمزه الباب خلفها ورجع الى رنا حيث كانت مازالت على حالها كما هى
كانت رنا واضعه يديها على بطنها ولا تتحدث وكأنها فى عالم آخر غير عالمنا
تكلم حمزه بهدوء رنا
رنا ......
حمزه رنا ... حبيبتى ردى عليه
وهنا تحدثت رنا بخفوت وقالت انا كنت حامل يا حمزه
لم يعرف حمزه بما يرد ... هل هى تسأله ام تقر بالأمر الواقع فلم يجد الا ان يعتبره سؤال ويجيبها بهدوء اه يارنا كنتى حامل ... بس ربنا ما أردش يكمل دى ارادته هتعترضى
رنا ودموعها تنهمر على وجنتيها ابنى ياحمزه ... وقالت وهى تضع يديها على بطنها وقالت كان هنا .... ملحقتش افرح بيه
حمزه وحدى الله يا رنا.. مالناش نصيب فيه
رنا دفنتوه .... كان ولد ولا بنت
صعق حمزه من السؤال وقال اه ډفناه .... هو كان ولد عرفناه من شنبه
التفتت رنا اليه وقالت شنبه
حمزه اه شنبه يا رنا ... كان ولد بشنب .... وسكت قليلا وقال ارحمينى يا رنا
ماتبقيش انتى وامى .... يارنا ياحبيبتى يالى كنتى عايزه تكونى دكتوره ... ابنك او بنتك مكنوش اكتر من كتلة ډم لسه حتى مفيهاش روح
رنا يعنى هو كااان...
قام حمزه وامسك بوجهها بين كفيه وقال رنا ياحبيبتى ... الحمل كان لسه عمره ايام وده بيحصل مع اغلب الناس ف الاول والحمد لله الدكتوره قالت ان كل حاجه عندك تمام ونقدر نجيب غيره بس هنستنى شويه عشان انتى ضعيفه
رنا بعناد لأ مش هنستنى
أبتسم حمزه بخبث وقال والله المحاولات عشان الحمل يحصل أجمل حاجه ممكن تتعمل فى الحياه بالنسبه لى
خجلت رنا واطرقت برأسها لأسفل فرفع رأسها مره أخرى وقال بصوت حازم وبأصرار ومع ذلك هنستنى
عشان صحتك ومن غير مناقشه لانك اهم عندى من الف طفل
أبتسمت رنا وقالت ربنا يخليك ليه
ويخليكى ليه ويصبرنى على الأربعين يوم ...... ونظر لها وقال بخبث هما اربعين ولا اربعه
ضحكت رنا برقه بعدما تمكن حمزه من محو ذكرى فقدانها لجنينها
... ...........................................
وصلت رنا الى منزلها بالقاهره ومعها حمزه وتخلفت عنهم زينب لقضاء واجب عزاء لأقارب لها من البلد
لم تسلم رنا من تعليقات حماتها التى لم تنفك تسأل عن ماقالته الطبيبه عن امكانية الحمل القادم ولكن رعاية حمزه وحبه وخوفه عليها وايضا جدها وجدتها الذين أغرقوها بالحنان والرعايه انسوها التعليقات اللازعه لحماتها
وصل حمزه مع رنا الى المنزل وأخبرها انه سيظل فى البيت ليومين الا ان تأتى والدته لتمكث معها حتى لاتتعب نفسها
أستحمت رنا وبدلت ملابسها ورقدت على فراشها تنظر لحمزه الذى كان يعمل على حاسوبه لم تصدق انه ترك اعماله وشركته وترك دنيا التى كان صياحها يخترق الهاتف وتصيح بان هناك اشياء عده تستلزم وجوده ولكنه رد بكل هدوء وقال كلمه واحده أثلجت فؤادها رنا أهم
أبتسمت وهى تتذكر ان صوت صياح دنيا قد همد وبعدها اغلق حمزه الهاتف بكل هدوء ومن وقتها وهو ملازم البيت لا يتركها تفعل اى شئ ولا تجهد نفسها حتى الطعام كان يطلبه من الخارج ولكن مع ذلك هو طوال اليوم جالس على حاسوبه لا يترك من يده وأيضا يمسك بهاتفه ويجرى بعد الاتصالات ويعطى الاوامر ثم يعود الى حاسوبه مره أخرى
رنا حمزه
حمزه من دون ان يرفع رأسه من على الجهاز همممم
رنا هو يعنى ممكن اطلب منك طلب
حمزه قولى ياحبيبى
مازال لا ينظر لها فتشجعت رنا وقالت حمزه كنت عايزاك تنزلى لعبه ع الموبيل
وهنا رفع حمزه رأسه من على حاسوبه وقال بأستنكار لعبه
فركت رنا يديها بتوتر وقالت اه لعبه .... لعبه شفت فتنه كانت بتلعبها واحنا ف البلد وعجبتنى .... اسمها كاندى كرش
حمزه پغضب عارفه يا رنا انا بعمل شغل لو قلت لك ان حجم الغلطه الصغيره ممكن تكلف كام هتتخضى والمفروض انى اكون ف الشركه مش هنا ومع ذلك انا هنا معاكى وبحاول اسد عدم وجودى وبشتغل من البيت وانتى تيجى بكل سهوله تقطعى الشغل عشان .... لعبه
رنا آسفه خلاص
تنهد حمزه ورجع مره أخرى الى عمله بعد نصف ساعه رفع رأسه وجد رنا على حالها فترك الحاسوب على الاريكه حيث كان يجلس وقام جلس بجانبها وأمسك بيديها وقال زعلانه
رفعت رأسها وهزتها يمينا ويسارا
حمزه بأبتسامه وهو يضع يديه على شعرها وقال أخدتى دواكى
أمأت برأسها بمعنى نعم
ضحك حمزه وقال دانتى مخصمانى بئه
رنا انا مقدرش اخاصمك ياحمزه .... بس انا زهقت
حمزه عارف ياحبيبى ... بس مفيش فى ايدينا حاجه نعملها ... لازم ترتاحى وتاخدى دواكى عشان تبقى كويسه
رنا حمزه انا مش هستنى ست شهور .... انا مش هاخد برشام منع الحمل اصلا
حمزه بحزم مفيش الكلام ده زى ما قالت الدكتوره هنعمل
رنا انا بقيت كويسه والله صدقنى
حمزه حتى لو ... مش انا ولا انتى الى نقرر ... الدكتوره هى الى تقول والى تقوله هنعمله
رنا وهى تحاول تقنعه هاخد بالى المره دى
حمزه خلاص يا رنا... رنا انتى اهم عندى من ملييون طفل معنديش استعداد انك تحملى وتتعبى للحظه حتى لو كان الى هيتعبك ده ابنى الى بتمناه من الدنيا ... فاهمه
اومأت رنا بسعاده وقالت فاهمه
زفر حمزه وقال احنا ممكن نكلم الدكتوره ونقولها تقلل المده شويه
رنا بفرح ياريت ياحمزه وانا هاخد بالى ومش هتحرك ومش...
حمزه حيلك حيلك انا مقصدش المده دى انا اقصد مدة الاربعين يوم عشان مش هقدر استحمل الصراحه
خجلت رنا وقالت معاتبه بدلال غيير مقصود حمزه
أرحمى أم حمزه يا رنا ...........
الحلقه العشرون
أنقضى أكثر من شهر منذ حاډثة أجهاض رنا مكثت فيهم والدة زوجها معها بحجة ان تساعدها ولكن فى الواقع انها كانت تساعدها فى وجود حمزه وبمجرد نزوله الى العمل كانت تترك مهام العمل كله على رنا
أنشغل حمزه فى العمل فى هذه الفتره وذلك بسبب مشروعه الجديد مع سيف الجيار وايضا بسبب تراكم العمل لكثرة الاجازات التى أخذها فى الفتره السابقه
زار رامى وساره وساميه رنا مرتين فى خلال هذه المده ودائما كانوا
يلاقوا الترحاب البارد من والدة حمزه
...........................
أستيقظت رنا مبكرا كعادتها منذ تزوجت حمزه وعرفت مواعيد عمله وعرفت نظامه فهو دائما يحب ان يستيقظ ويجد حمامه جاهزا وغيارا جديد بالداخل وذلك استعدادا لأخذ حمامه اليومى وبعدها يخرج يتناول فطوره وبعدها قهوته وبعد ذلك يرتدى ملابسه الذى أمر رنا بتحضيرها له كل يوم وهذا الأمر كان يسبب لهم خلاف صباحى كل يوم فكل يوم تحضر رنا الملابس وبعدها حمزه يخرج من حمامه وينسف كل ما حضرته قائلا ان اليوم اجتماع هام فكيف تحضر له ملابس كلاسيك وليس بدله كامله وان حضرت بدله يغضب ويقول ان اليوم يوم عمل عادى
ويمكنه ان يكتفى بقميص وبنطلون كلاسيك ليس ذلك فقط فان حضرت رنا بدله وهى تعلم ان اليوم اجتماع فيلزم ذلك بدله كامله فأيضا لا يرضيه انها اختارت الوان غامقه واليوم حار فيستحسن ان تكون البدله والقميص فاتحا وعلى ذلك المنوال كل صباح ليذهب حمزه الى عمله بعد كثير من المشاحنات وتبدأ معاناتها مع والدة زوجها التى تستغل كل فرصه لتنغص عليها حياتها فتطلب منها اى شئ وكل شئ وايضا لا يرضيها اى شئ وينتهى الامر قائله