الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 43 من 223 صفحات

موقع أيام نيوز


وارأف بي وكف عن صخبك الغير محتمل . 
وعند تلك النقطة تخلت عن مقاومتها وأغمضت عيناها وشددت على أكثر بينما هو كان يتنفس أريجها المميز باستمتاع تام وكأنه يريد أن يختزنه برئته لأطول وقت ممكن.
.. استشعر ندمها ليقول بنبرة وهو يلحق بها ويطرق باب المرحاض 
نادين افتحي خلينا نتكلم... انا عمري ما قصدت أفرض عليك مشاعري...بس ڠصب عني أنا راجل 

لم يأتيه ردها بل فقط صوت أنفاسها المتعالية ليزفر بقوة وهويمرر يده على وجه وكأنه على حافة الجنون ولكونه يعلمها ويعلم طريقة تفكيرها قال بنفاذ صبر وبنبرة مغلفة بعزة النفس متغاضي عن أنين قلبه 
عارف انك ندمانة بس متقلقيش... مش هتعشم وعارف ان


________________________________________

اللي حصل ده مش هيغير حاجة 
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يغادر بخطوات غاضبة يتأكلها الڠضب أما هي لا تصدق أنها سمحت له بفعل ذلك لتزفر بقوة وهي تمرر يدها بخصلاتها و تجلس على سور حوض الاستحمام بإنهزام ثم دون مقدمات أخرى كانت
دمعاتها النادرة تنهمر بغزارة تنعي حالها لسبب هي وحدها تعلمه
أما عند صاحب البنيتان القاتمة كان يجلس يباشر عمله حين دخل أحد موظفيه وأخبره 
محتاج توقيع حضرتك يا فندم
أومأ له حسن وقام بسحب الملفات من بين يده وقام بتوقيعها وهو يقول بعملية 
احتمال اغيب عن الشركة كام يوم مش عايز تقصير وزي ما سلمنا الوحدة الأولى من غير ولا غلطة عايز العمال يشدوا حيلهم علشان الوحدة التانية تتسلم في ميعادها وياريت تشرف على كل حاجة بنفسك وتعملي تقرير وافي لما ارجع
تمام يا فندم حبيت ابلغ حضرتك أن ڤيلا العاشر جهزت زي ما حضرتك أمرت
أومأ له حسن بامتنان ثم أشر له بالانصراف وهو يستند بأريحية على مقعده الدوار فقد قام بكل التجهيزات اللازمة لزيجته وقد قرر أن يتخذ تلك الڤيلا التي يملكها منزل زوجية له مع منار فقد رفضت رهف أن تعيش بها سابقا متحججة أنها لن تترك شقتها التي أسست كل ركن بها وشهدت على سنواتهم الأولى معا زفر بقوة وهو يتذكر حديثها الشرس له الذي يحمل شيء من الوعيد ولكنه حاول طمأنت ذاته أنها أضعف من أن تفعل أي شيء ويعلم أنها مسألة وقت ليس أكثر وستتقبل الوضع.
كان غارق في أفكاره حتى أنه لم يلحظ دخولها وجلوسها على طرف مكتبه إلا أن همست بغنج 
سونة سرحان في إيه
تحمحم وأجابها ببسمة مبتورة 
في الشغل هيكون في أيه يعني يامنار
كده وانا اللي كنت بفكرك سرحان فيا وفي السعادة اللي هعيشك فيها بعد جوازنا ده أنا مش مصدقة أن خلاص هنكتب الكتاب بكرة
تركزت نظراته عليها وقال ه 
أنا كمان مش مصدق أنك هتبقي بتاعتي يا منار ده أنا كنت هتجنن
بعد الشړ عليك يا سونة
هانت أصبر وبعدين انت وعدتني ننزل نشتري الشبكة النهاردة
أومأ لها برحابة لتستأنف هي بغنج تجيده 
أنا كمان عايزاك تشتري معايا لوازم الجواز
لازم الجهاز بتاعي تختاره كله على ذوقك ياسونة
حل رابطة عنقه وأخبرها بتحشرج 
تمام...بعد الشغل هروح معاك
أحبك يا سونة
عرضت عليه أن يرافقها للداخل ولكنه رفض وبعد وقت قليل من جلوسها بمفردها بالداخل كانت تشعر بالضجر الشديد فكرت أن تعود للمنزل تمكث داخل غرفتها وتنعم بعزلتها ولكنها تخوفت حين تذكرت حديثه أنها من الممكن أن تخور مقاومتها وتفقد عزيمتها وتهاجمها تلك الأفكار السوداوية من جديد ولذلك أقتنعت بحديثه وغادرت المنزل وهنا وجدت ذاتها تتذكر أقتراح والدها بعرضها على طبيب نفسي لا تعلم لم رفضت ولكنها تعلم أنها لم تفقد عقلها بعد لتكون بحاجة لذلك بدليل أنها ما أن توقفت عن أخذ تلك الحبوب ليومين كاملين تشعر بتحسن ورغم إلحاح عقلها وتعود جسدهاإلا أنها ستقاوم تلك المرة ولن تضعف فهو محق لابد من المحاولة ليس من أجل أحد بل من أجلها هي
وعندما أتى هو بخاطرها وجدت ذاتها تبتسم وتنهض تهرول للسيارة التي ينتظرها بداخلها لعلها تنعم ببعض الصحبة بيومها.
ولكن تجمدت ملامحها عندما وجدته يوليها ظهره ويتحدث في الهاتف قائلا 
تمام يا حبيبتي والله هحاول
...انا مقدرش على زعلك
شحب وجهها ووقفت لا تعلم ما بها وحين لاحظ وقوفها أغلق المكالمة وقال مستغربا حالتها 
ميرال مالك حد ضايقك
نفت برأسها وقالت بإقتضاب وهي تشرع بركوب السيارة 
لأ زهقت وعايزة أروح
أومأ بطاعة وإن كاد يصعد إلى السيارة تعالى رنين هاتفه مرة آخرى تأهبت هي من موضعها داخل السيارة بينما هو تنهد ورد بنفاذ صبر 
أنا في الشغل عيب كده قولتلك حاضر و كفاية زن
صمت لبرهة ثم أجاب الطرف الثاني بمسايرة 
حاضر اول ما اخلص الشغل هاجي اخدك علطول
وعندما أتاه جوابها قهقه بقوة قائلا
بخفة أغاظت تلك التي تترصد مكالمته من موضعها 
بقى كده يا اوزعة وربنا هعلقك بس أجيلك
ذلك أخر ما نطق به قبل أن يغلق الخط و يصعد للسيارة ويشعل الموقد غافل أنها تكاد ټموت من شدة فضولها
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 223 صفحات