خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله
كنت هنسى أقولك أصل كلموني من مدرسة الولاد بيفكروك ببقية المصاريف
قلب عينه في ملل وأخبرها وهو يرتدي سترته
نسيت خالص . أنت عارفة إن مش فاضي الفترة دي ومضغوط جدا
ليتنهد بيأس ويعاتبها
نفسي تتصرف لوحدك ..ليه مدفعتهمش انت ما كده او كده الحساب مشترك ومفتوح ليك في اي وقت كنت سحبتي اللي أنت عايزاه وشوفي طلباتهم ايه
مطت هي فمها وقالت بقلة حيلة
انت عارف الكارت اللي بسحب بيه من Atm الولاد ضيعوه و مش بحب زحمة البنوك ولا كمان بحب أخرج لوحدي لتتنهد وتستأنف بكل طواعية من اجله
بس هعمل كده لو هيريحك بس ياريت تكلم مستر فهميعلشان ميعطلنيش كتير
يتناول متعلقاته الشخصية وأخبرها وهو يتوجه لباب الشقة
هكلمه اول ما اوصل الشركة وهقوله ميرجعش ليا ويعطلك بعد كده
هزت رأسها ببسمة هادئة وتودعه هي بتلك الدعوات الصادقة التي تنبع من صميم قلبها
في المساء استعدت هي كما طلب منها بعد ان هاتفها وأخبرها أنه انتهى من عمله مبكرا وقرر ان يعوضها ويأخذها لتناول
________________________________________
العشاء معه وها هي تجلس بجواره داخل سيارته ويتوجهون لذلك المطعم الصغير الذي يمتلكه و لم يقصد غيره يوم متحجج بخصوصية المكان وكون أجواءه شاعرية تريح الأعصاب فنعم هو محق تريح الأعصاب لدرجة تشعرك بالملل ويجعلك تود ان تغفى بموضعك من رتابته
لتهمس بعدم تصديق
يامن جابتنا هنا ليه
نظر لها بتلك العيون الدافئة وقال ببعض التهاون
مهانش عليا ازعلك و نص ساعة بس ونمشي
لاحظ إشراق وجهها بعد أن كانت
متجهمة طوال الطريق ليشعر ببعض الراحة بينما هي قالت في حماس
حاضر .....بس انا مجبتش هدية
أخرج من جيب سترته علبة مخملية صغيرة وناولها لها قائلا
عامل حسابي
هزت رأسها بسعادة وهي تطالعه ثم تدلوا من السيارة معا لتلتف له ودون أي مقدمات كانت تشابك أناملها بخصته وهي تنظر له نظرة ممتنة بينما هو استغرب فعلتها ونظر لأيديهم المتشابكة بعيون باسمة تكاد تفضح مكنونها ليتحمحم يجلي صوته ثم أمال رأسه كي يدعوها للدخول لتبتسم هي بسمتها المهلكة تلك وتسير معه إلى الداخل
أهلا نورتي يا نادو
نادين وعايدتها بينما ميرال أثنت على هديتها عندما أخبرتها نادين بكيد انها ذوق يامن مما جعلها لم تزيح بنظراتها عنه بطريقة لم تعجبه بالمرة وخاصة عندما تخابثت وهي تصافحه
قالتها بتهكم وهي تنظر ل نادين من أعلى لأسفل بطريقة متدنية جعلت يامن يضيق عينيه ويتساءل بحدة
أفندم .....تقصدي أيه
رشقتها نادين بنظرة ڼارية مشټعلة وبررت ببسمة ثابتة استفزت الآخرى أكثر وهي تميل عليه
متركزش معاها تلاقيها شربت كتير زي عادتها
ابتسمت ميرال بإصفرار وباشرت حديثها
انا لسة مشربتش يا نادو وعلشان كده مستغربة خطيبك أصل شكله كيوت خالص مش زي ما بتحكيلنا عنه .....أنت أكيد ظلماه..... لتوجه نظراتها له و تتشدق
أصل نادو بتقول عليك .....وإن كادت تتفوه بالمزيد
زجرتها نادين وقالت كي تغير سير الحديث بدهاء
فستانك يخبل يا ميرال وكمان Makeup بس كنت محتاجة تزودي شوية Concealer عيونك أصل باين عليك مجهدة من السهر والشرب يا حرااااااااام .......قالت آخر جملة بتهكم تقصدته والعجيب أن الآخرى تفهمت إلى ماذا ترمي فهي على دراية تامة أن نادين تعلم عنها أكثر مما ينبغي ولكنها لن تشعرها بلذة الأنتصار وإن كادت ترد سبقتها نادين كعادتها بسؤالها المبطن بالتحذير
هو فين أونكل عايزة أسلم عليه
أبتلعت ميرال ريقها بتوتر عندما وجدت أبيها ويهتف
أهلا يا نادين يا بنتي
أزيك يا اونكل أحب اعرفك يامن خطيبي
صافحه يامن بلباقة رغم حنقه من تلك الأجواء التي لم تعجبه بتاتا ولكنه تحامل على ذاته من أجلها لتستأنف هي بدهاء وهي ذراع ميرال
كنت لسه بسأل عليك ميرال علشان أقولك خليها تاخد بالها من صحتها مش عجباني خالص
عقد حاجبيه وسأل أبنته في قلق بين
حاسة بحاجة يا بنتي مالك
نفضت يدها ونفت براسها وببسمة بلهاء أخبرته
بابي أنا كويسة بس نادين بتحب تهزر... ياريت تروح تشوف ضيوفك وتسبني مع اصحابي
أومأ لها ببسمة حانية بينما همست نادين بجوار أذنها بتحدي
بلاش أنا يا ميرال وبلاش تعلني الحړب علشان أنت مش قدها
ذلك ما تفوهت به قبل انمتجهة به نحو حلبة الرقص وتشاركه تلك الرقصة الرومانسية الهادئة التي
تعمدت من خلالها أن تكون محط أنظار الجميع تاركة ميرال تلعنها وټلعن غبائها في آن واحد
صباح يوم جديد داخل شركة الإنشاءات التي يملكها صاحب البنيتان القاتمة فقد كان منهمك بعمله حينما دخلت هي بطلتها الأنثاوية الصاړخة وجلست على طرف مكتبه واضعة ساق أمام نظراته التي تأكلها أبتسمت بثقة تفتنه بها ومالت عليه بجزعها وهمست وهي تلاعب ياقة قميصه
هديتك وصلت وعجبتني اوي
ارتفع جانب فمه بزهو وقال
حبيبتي انت تشاوري وانا انفذ
قال آخر جملة بغمزة من بنيتاه لتضحك هي قائلة بدلال
قلبي الحنين انت
ابتسم وبنيتاه تهيم بها وهمس قائلا متناسي وعده لزوجته وأطفاله
أيه رأيك نقضي اليوم مع بعض واسهرك سهرة جنان
نفت بأصبعها أمام وجهه يمينا ويسارا ثم تحججت
ماما مش هترضى دي بتبهدلني لما بتأخر بره
صعب ماما اوي مش كده
سألها بعفوية لم يقصدها ولكنها استغلت
قوله وأكدت
جدا دي پتخاف عليا مۏت وعلشان كده مش بخبي عليها حاجة وقولتلها إن بكون معاك وقولتلها انك عايز تقابلها
زاغت نظراته وسألها بريبة
حكيتلها عني ....!!!
أجابته بترقب
اه هو انت مضايق !!
لأ .....بس انا قولتلك رأي في الموضوع ده انا محتاج وقت
لتزفر هي بضيق وتنهض بعصبية قائلة
انا زهقت هفضل مستنية لغاية امتى انت بقالك شهور بتوعدني
هو للدرجة دي انت خاېف منها
أغمض
________________________________________
عينه بقوة يحاول أن يلاحق الموقف رغم حدتها وعصبيتها معه
منار بلاش تستفزيني انا مش بخاف من حد .....كل الموضوع إني
عايز أمهد لها ومش لاقي فرصة مناسبة ......
وانا مفكرتش فيا وانت معلقني معاك بقالي شهور ....
حبيبتي بفكر والله بس ڠصب عني اعذريني وصدقيني انا بقيت مقدرش اعيش من غيرك و نفسي تبقي ليا النهاردة قبل بكرة....انا بس محتاج شوية وقت
لتهمهم ببراءة لم تكن ابدا من شيمها وتلاعب بأناملها أطراف شعره بحركة أرهقته
انت عارف إن مش انانية ومش عايزه اخرب بيتك .... بس انا كمان ڠصب عني انا الكل عينه عليا ده غير ان ماما اخدة بالها وكل يوم تسألني
هي اللي جابته لنفسها وفكرت تلعب معايا وكان لازم اوقفها عند حدها
ليأتيها الرد من الطرف الآخر
من يوم اللي حصل وطارق سابها وهي مش طيقاك فاكرة انك أنت السبب
رفعت جانب فمها هازئة وتشدقت
اللي يشوف كده يا منة يقول أنها كانت بتحب طارق وفرق معاها ....دي مقضياها وكل يوم بتصاحب واحد جديد
اجابتها منه
دي بتقول انك أنت اللي لفقتي الكلام عليها مع إسلام وعملت كده علشان تفوزي ب طارق لنفسك
قهقهت بكل عنجهية وأخبرتها مدعية البراءة
أنا ....مش معقول دي مچنونة رسمي .....وبعدين طارق مين ده اللي انا ابصله ده انا معايا راجل برقبته ولا أنت مشفتهوش بعينك وشوفتي أد أيه بېموت فيا
أجبتها منه بإنبهار وبتنهيدة حالمة
بصراحة شوفته يا بختك بيه ده مز اوي يا نادو والشلة كلها ملهاش سيرة غيركم دي حتى ميرال كانت هتاكله بعنيها وفضلها شوية وتطلع ڼار من ودانها
قهقهت نادين مجلجلة ثم أغلقت معها الخط وهي تشعر بلذة الإنتصار
بعدما طمئنتها صديقتها بعفوية أن حيلتها قد تمت مبتغاها وأصبحت حديث الساعة بعد حفل أمس التي تعمدت أن تظهر به في قمة سعادتها بفضله لا تنكر كونه ساعدها كثيرا بلأمر فهو وسيم لحد كبير بملامحه الهادئة الرجولية البشوشة وجسده العريض وطوله الفارع و خصلاته البنية الناعمة و تلك النظرات الدافئة التي يشملها بها وأكدت للجميع أنه مفتون بها وذلك كان مبتغاها لغرض ما في نفسها
في المساء
كان يجلس في مكتبه داخل ذلك المطعم الصغير الذي يعتز به كثيرا كونه يملكه من حر ماله بعيدا عن ممتلكات الراوي التي يديرها فكان
يستند على ظهر مقعده بكل أريحية غير عابئ بكم الملفات المتراكمة أمامه وتحتاج لتدقيقه فقد كان شارد يبتسم كل حين وآخر بلا سبب مما جعل صديقه يشاكسه ما ان دخل مكتبه
والله كنت بعقلك يا صاحبي أيه اللي حصل
ايه ده إيه الزيارة الحلوة دي اخيرا افتكرتني
ابتسم حسن بود وشاكسه
ياعم متغيرش الموضوع بقول اللي واخد عقلك يتهنى بيه
أبتسم يامن ببشاشته المعتادة وأخبره بخفة
قر يا بن القرارة ماهي ناقصة
قهقه حسن وهدر بخفة مماثلة
يا عم مش بقر ......انا بحسد بس حتى شوف عيني مدورة واسأل على بركاتي
يا ستاااااااار أعوذ بالله
قهقه مرة أخرى وسأله
بجد مالك .....حصل جديد ....فضفض انا خبرة هفيدك
هز يامن رأسه بلا فائدة وقال ساخرا
بعد التصريح الخطېر بتاعك ده أخاف أفتح بوقي ده انا بفكر أقطع علاقتي بيك يا فلاتي
بقى كده والله انت اللي خسران وبعدين بطل فلاتي دي هتشبهنا
قهقه يامن و عاتبه
طالما انت جبان كده وپتخاف من مراتك يبقى تحترم نفسك
نفى برأسه وأخبره ببراءة لا تخص نواياه بشيء
مراتي دي ست الناس كلها وعلى راسي ....بس الموضوع مش بإيدي يا يامن انت راجل زي وأكيد هتفهمني
أفهم أيه يا حسن