الأحد 24 نوفمبر 2024

خطايا بريئة بقلم شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 17 من 223 صفحات

موقع أيام نيوز


وقال بعدم رضا 
دع الخلج للخالج ملناش صالح والبت مرتاحة مع جوزها واظن انت كل فترة بتروح تطل عليهم بنفسك
أومأ له عبد الرحيم بحنق من سذاجة أخيه ثم رفع طرف جلبابه وجلس مرة أخرى على الأريكة بأريحية أكبر قائلا بمسايرة كي يفض ذلك الحديث الذي لم يروقه بالمره 
ربنا يسعدهم يا خوي وأعذرني مش هعرف افك ضيجتك أنا داخل على انتخابات ومحتاج كل جرش معايا

أطرق سعيد رأسه في حرج وقال وشعور الخذلان يفتك به
عذرك معاك يا خوي .....عن اذنك ألحج صلاة الظهر في الچامع
مع السلامة يا خوي والجلب داعيلك
قالها عبد الرحيم ببسمة مصطنعة وملامح مقتضبة وهو يتتبع أخاه بعينه إلى أن غادر ليهمس بغيظ وبعيون يسطع بهم المكر 
ورحمة غالية بنت امي وابوي لأرجع مالها تحت يدي تاني وأطرد الغريب من العز اللي عايش فيه هو وأمه 
ظلت الشكوك تعصف به حين لم يجد المفتاح الذي اكتشف اختفائه بالصدفة حين اتاه الحارس صباح اليوم وطلبه منه كي يهذب النباتات النامية عليه ويزيل الحشائش الضارة كيفما يفعل كل فترة وآخرى كي لا تعيق فتح الباب إن لزم الأمر وحين لم يجده بدرج مكتبه ثارت ثائرته ولم يتحمل تلك الشكوك التي داهمته و رغم نكرانها إلا أن قلبه يخبره أنها هي وراء اختفائه ولكن كيف!
هل حقا تخرج دون علمه!
وإن صدق حدسه فإلي أين تذهب ومع من!
ظلت الشكوك تتأكل رأسه مما جعله يشعر أنه سيهوي على حافة الجنون إن لم يجد تفسير منطقي للأمر انتشله من حالته تلك دخول الحارس له مهرولا ومنكس الرأس 
لامؤاخذة يا بيه والله ما عارف عقلي خرب ولا ايه!
عقد يامن حاجبيه بوجه متجهم للغاية جعل الأخر يبتلع ريقه بتوجس قائلا وهو يمد يده له 
لقيت المفتاح معايا .......والله يا بيه ما فاكر خدته امتى من جنابك بس الحمد لله أننا لقيناه قبل ما الصنايعية يجوا يركبوا الباب الجديد
تعلقت ناعستيه الثائرة بالمفتاح لثوان معدودة قبل أن يلمح طيف خلف باب مكتبه ليتنهد في عمق ويقول بنبرة ثابتة تخالف ضجيج رأسه 
حصل خير يا مسعد وملوش لزوم تخليهم يغيروا الباب تقدر تنضف الزرع اللي حوليه وبعدين ترجعلي المفتاح تاني
وعند سماعها لجملته الأخيرة تسللت لغرفتها وأقفلت
بابها بحرص شديد ثم تنفست بإرتياح وكأنها أزاحت حمل ثقيل عن كاهلها لتحل رابطة شعرها وتبعثره بيدها وهي ترتمي على الفراش تتذكر كيف حاكت مكيدتها بعد خروجه من غرفتها بالصباح
Flash back
فقد تسللت دون ان يلحظها أحد إلى موضع جلسة الحارس الذي ما أن لمحها هرول مترقب لأوامرها لتأمره هي بنظرات زائغة وهي تمسد جبهتها مدعية الألم 
عم مسعد عندي صداع ممكن تجبلي حاجة من الصيدلية
تحت أمرك يا هانم ثواني والدوا يكون عندك
قالها وهو يرفع طرف جلبابه ويهرول خارج بوابة المنزل مسرعا بينما هي تقدمت بخطوات حريصة بعدما أمنت محيطها وتقدمت لغرفته الملاصقة للبوابة


________________________________________

تبحث بعينيها عن سلسلة مفاتيحه وما أن وجدتها زفرت بارتياح وهي تتمم ما خططت له كي تغطي على فعلتها 
End flash back
عادت مرة آخرى للوقت الحالي وهي تبتسم بسمة متهكمة منتصرة لأبعد حد وهي تخرج من تحت وسادتها تلك النسخة المستخرجة حديثا من ذلك المفتاح المنشود الذي بسببه تأخرت في إعادة النسخة الأصلية منه لتتسع بسمتها وهي تظن أن لا أحد يضاهي مكرها ولكن مهلا افعلي ما تشائين وسوف تتأكدي بنفسك انك أغبى أنثى على وجه الأرض ولا أحد يتمنى ان يكون بموضعك حينها 
مرت بضع ايام عليه منذ عمله معها يوصلها لجامعتها ويعود بها دون اي جديد تصعد للسيارة ثم تسند رأسها على زجاج النافذه وتظل شاردة وكأنها مغيبة بعالم آخر فقط تتأمل الطريق بعيون خاوية يفيض منها الحزن حاول مرارا وتكرار أن يجذب معها أطراف الحديث ولكنها تجيبه بإقتضاب شديد ولم تلق له بال مما جعله يقرر ان يكف عن ذلك الفضول اللعېن الذي ينتابه نحوها ولكن كيف وهو يلمح من مرآته الأمامية الآن دمعاتها تنسل من عيناها وملامحها باهتة بشدة جعلته يتحمحم يجلي صوته الأجش كي يصدر لين ولا يفزعها ككل مرة 
حضرتك فطرتي 
لم يريد ان يسألها مباشرة كي لا تتخذ موضع الھجوم بل فضل أن يراوغها بطريقة أخرى كي يسبر اغوارها وبالفعل حاز على انتباهها حين رفعت فيروزتها تطالع عينه المسلطة عليها في المرآة وهزت رأسها ب لا ليبتسم هو ويقول في حماس غير عادي 
ولا
انا بصراحه ھموت من الجوع 
ممكن نخبط طبقين فول من على العربية لو تحبي......! وبيتهيئلي لسة معانا وقت قال جملته الأخيرة وهو يتفقد الوقت بساعة يده
فول !!!
قالتها بتلقائية وهي تعتدل بجلستها 
مما جعله يشعر بسخريتها ويؤكد بدفاع 
اه فول ........ماله الفول ده هو مسمار البطن زي ما بيقولوا وكله بروتين احسن من اللحمة والفراخ
نفت برأسها بعدما شعرت انه سيتفهم أنها تتعالى
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 223 صفحات